دراسة: العيش في المساحات الخضراء يبطئ شيخوخة خلايا الجسم

الأشخاص الذين يعيشون في أحياء بها مساحات خضراء أكبر لديهم «تيلوميرات» أطول (أ.ف.ب)
الأشخاص الذين يعيشون في أحياء بها مساحات خضراء أكبر لديهم «تيلوميرات» أطول (أ.ف.ب)
TT

دراسة: العيش في المساحات الخضراء يبطئ شيخوخة خلايا الجسم

الأشخاص الذين يعيشون في أحياء بها مساحات خضراء أكبر لديهم «تيلوميرات» أطول (أ.ف.ب)
الأشخاص الذين يعيشون في أحياء بها مساحات خضراء أكبر لديهم «تيلوميرات» أطول (أ.ف.ب)

كشفت دراسة جديدة أن العيش في المناطق المحاطة بالحدائق والأشجار والمساحات الخضراء الأخرى يمكن أن يبطئ معدلات شيخوخة خلايانا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون في أحياء بها مساحات خضراء أكبر لديهم «تيلوميرات» أطول، وبالتالي تكون الشيخوخة لديهم أبطأ.

والتيلوميرات هي هياكل تقع على أطراف الكروموسومات الـ46 لكل خلية، ويشبِّهها العلماء بالقطع البلاستيكية الموجودة في نهاية رباط الحذاء، والتي تمنع رباط الحذاء من الاهتراء، ويؤكدون أنها تمنع الحمض النووي من التفكك.

وكلما زاد طول التيلوميرات زادت قدرة خلايانا على الإصلاح والتجديد، في حين أنها حين تكون قصيرة، يمكن أن تموت الخلايا.

وقام فريق الدراسة بفحص السجلات الطبية (التي تضمنت قياسات أطوال التيلوميرات) لأكثر من 7800 شخص شاركوا في استطلاع وطني للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أُجْرِي بين عامي 1999 و2002.

وقد بحث الفريق أيضاً في مناطق سكن كل مشارك لتقدير كمية المساحات الخضراء بها، ووجد أن زيادة المساحة الخضراء في الحي بنسبة 5 في المائة ارتبطت بانخفاض شيخوخة الخلايا بنسبة 1 في المائة.

وقال الدكتور آرون هيب، أستاذ قسم إدارة الحدائق والترفيه والسياحة في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، والذي شارك في تأليف الدراسة: «كلما كانت المنطقة أكثر خضرة، كانت شيخوخة الخلايا أبطأ».

وأضاف: «نستنتج من ذلك أن المكان الذي نعيش فيه، وما نتعرض له من تلوث، ومدى ممارسة الرياضة، وما نأكله، كل هذه عوامل يمكن أن تؤثر في سرعة تدهور التيلوميرات، ومن ثَمَّ في عملية الشيخوخة لدينا».

وأظهرت كثير من الدراسات السابقة أن الأشخاص الذين يعيشون في أحياء أكثر خضرة يتمتعون بكثير من المزايا الصحية، بما في ذلك انخفاض مستويات التوتر وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتشير الدراسات إلى أن المساحات الخضراء تعمل على تعزيز النشاط البدني والتفاعل المجتمعي، وكل منهما يرتبط بنتائج صحية أفضل. كما أن الأحياء التي تكثر فيها الأشجار والمساحات الخضراء غالباً ما تكون أكثر برودة وأكثر مقاومة للفيضانات، ولديها معدلات أقل من تلوث الهواء.


مقالات ذات صلة

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.