«البحر الأحمر السينمائي 2023» يُعلن أعضاء لجنة التحكيم

منح جوائز المهرجان الفخرية لسينغ وكروجر والسدحان 

أعضاء لجنة تحكيم الدورة الثالثة للمهرجان (مؤسسة البحر الأحمر السينمائي)
أعضاء لجنة تحكيم الدورة الثالثة للمهرجان (مؤسسة البحر الأحمر السينمائي)
TT

«البحر الأحمر السينمائي 2023» يُعلن أعضاء لجنة التحكيم

أعضاء لجنة تحكيم الدورة الثالثة للمهرجان (مؤسسة البحر الأحمر السينمائي)
أعضاء لجنة تحكيم الدورة الثالثة للمهرجان (مؤسسة البحر الأحمر السينمائي)

أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن أعضاء لجنة تحكيم دورته الثالثة، التي يرأسها الكاتب والمنتج والمخرج العالمي باز لورمان، صاحب الفيلمين الشهيرين «ألفيس» و«مولان روج».

وسينضم إلى اللجنة كل من الممثل السويدي الأميركي جويل كينمان، من أعماله فيلمّي «ليلة صامتة» و«الفرقة الانتحارية» ومسلسل «للبشرية الجمعاء»، والممثلة المرشحة لجائزة «بافتا» فريدا بينتو، من أعمالها فيلما «مليونير متشرد» و«فارس الكؤوس»، والممثلة المصرية أمينة خليل، من أعمالها مسلسلا «جراند أوتيل» و«ليالي أوجيني»، والممثلة الإسبانية باز فيغا، من أعمالها مسلسل «أو أي».

وترأس لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام القصيرة الكاتبة والمخرجة والناقدة السينمائية السعودية هناء العُمير، التي أنتجت المسلسل الأصلي لـ«نتفليكس» «وساوس»، والممثل الفرنسي المغربي أسعد بو آب، الذي مثّل في فيلم «كل ما تريده لولا»، والمخرج السينمائي وكاتب السيناريو والمنتج التركي الألماني الحاصد على جوائز متعددة، فاتح أكين.

بدوره، قالت شيفاني بانديا، المديرة التنفيذية لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي: «نرحب في جدة بنخبة من أهم المبدعين الرائدين في السينما والتلفزيون من جميع أنحاء العالم لينضموا إلى لجنة التحكيم في منافسات هذا العام»، مضيفة: «نُدرك أن مهمة تتويج الفائزين ستشكل تحدياً ممتعاً للجنة، نظراً لتميز اختياراتنا وتفردها ولما قدمته صناعة السينما من أعمال ومواهب استثنائية طوال هذه السنة»، ومتطلعة إلى استقبال المتأهلين للتصفيات النهائية والاحتفال بهم في حفل توزيع جوائز اليُسر.

ومن منطلق احتفاء المهرجان بالمبدعين في السينما، تُكرّم جائزة اليسر الفخرية شخصيات وأيقونات سينمائية بارزة ساهمت في تشكيل تاريخ هذه الصناعة وتخليدها في قلوب الجماهير، كما تُجسد مقدار الاحترام والتقدير الذي يحمله المهرجان لكل شخص ساهم في إثراء صناعة السينما من جميع أنحاء العالم، وتتضمن قائمة التكريم لهذا العام الممثل البارز في بوليوود رانفير سينغ، والممثلة المبدعة ديان كروجر، والفنان الكبير عبد الله السدحان.

من ناحيته، قال محمد التركي الرئيس التنفيذي للمؤسسة: «نُكرّم في مهرجان هذا العام أيقونة من أيقونات السينما الهندية، الممثل رانفير سينغ، والممثلة الرائعة ديان كروجر، التي قدمت عدداً من الشخصيات البارزة التي استمتعنا بمشاهدتها، مثل شخصية (هيلين) في فيلم (طروادة)، وشخصية (بريدجيت فون هامرسماك) التي أدتها في فيلم المخرج الشهير تارانتينو، حيث سحرتنا بأدائها القوي وتجسيدها لمشاعر الانتقام، وشخصية (آنجل كاتيا) من فيلم (في التلاشي) للمخرج فاتح أكين».

وأشار أيضاً إلى تكريم الفنان السعودي الكبير عبد الله السدحان الذي «يُعد بمثابة ركيزة من ركائز الفن في المملكة، فبعد أن متَّعنا بأدائه طوال عقدين من الزمن من خلال مسلسل (طاش ما طاش)، سيعود إلينا في أول ظهور له على الشاشة الكبيرة بفيلم (نورة)، أحد الأفلام المشاركة في مسابقة البحر الأحمر لهذا العام».

يشار إلى أن المهرجان سيقام خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 9 ديسمبر، حيث سيشهد حفل افتتاحه العرض العالمي الأول للفيلم الرومانسي الخيالي السعودي «حوجن»، للمخرج ياسر الياسري، بينما سيتم اختتامه بالعرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم السيرة الذاتية «فيراري»، المرشح لجائزة «الأوسكار» للمخرج مايكل مان، وبطولة كل من آدم درايفر وبينيلوبي كروز.

وسيُسدل الستار على المهرجان وبرامجه مع عرض خاص لفيلم «الصبي ومالك الحزين» (2023) للعبقري هاياو ميازاكي، ومن إنتاج «استوديو غيبلي».


مقالات ذات صلة

«صناعة الفخار»... وثائقي مصري يستدعي حرفة من زمن الفراعنة

يوميات الشرق تماثيل وقوالب من الفخار مصنوعة قبل الميلاد (مكتبة الإسكندرية)

«صناعة الفخار»... وثائقي مصري يستدعي حرفة من زمن الفراعنة

يستدعي الفيلم الوثائقي «حرفة الفخار» تاريخ هذه الصناعة التي تحمل طابعاً فنياً في بعض جوانبها، على مدى التاريخ المصري القديم، منذ أيام الفراعنة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)

«المستريحة»... فيلم مصري يتناول النصّابين يمزج الكوميديا بالإثارة

تصدَّرت مجسّمات دعائية للأبطال دار العرض عبر لقطات من الفيلم تُعبّر عنهم، فظهرت ليلى علوي في مجسّم خشبيّ جالسةً على حافة حوض استحمام مليء بالدولارات.

انتصار دردير (القاهرة )
سينما أحمد زكي وآثار الحكيم في «طائر على الطريق»

بشير الديك كتب للسينما البديلة والسائدة معاً

بشير الديك، كاتب القصّة والسيناريو لعدد كبير من الأفلام المصرية طوال العقود الأربعين الماضية، الذي توفي في اليوم الأخير من العام الراحل، 2024

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما «لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)

شاشة الناقد: قضية المرأة في أفعانستان

من بين كثير من المشاهد اللافتة يوجد في هذا الفيلم مشهدان متباعدان، في الأول يربت ساينا على رأس فرسه الذي يستجيب لحنان صاحبه ويميل برأسه فوق كتفه بحنان ظاهر.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق محمد سعد في لقطة من البرومو الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

محمد سعد يحقق إيرادات واعدة في أول أيام عرض «الدشاش»

حقق أحدث أفلام الفنان المصري محمد سعد «الدشاش» إيرادات واعدة تجاوزت 2.5 مليون جنيه (الدولار يساوي 50.77 جنيه مصري) في أول أيام عرضه متصدراً المركز الأول

داليا ماهر (القاهرة )

بشير الديك كتب للسينما البديلة والسائدة معاً

أحمد زكي وآثار الحكيم في «طائر على الطريق»
أحمد زكي وآثار الحكيم في «طائر على الطريق»
TT

بشير الديك كتب للسينما البديلة والسائدة معاً

أحمد زكي وآثار الحكيم في «طائر على الطريق»
أحمد زكي وآثار الحكيم في «طائر على الطريق»

بشير الديك، كاتب القصّة والسيناريو لعدد كبير من الأفلام المصرية طوال العقود الأربعين الماضية، الذي توفي في اليوم الأخير من العام الراحل، 2024، كان أحد السينمائيين الخارجين عن قوانين السينما التقليدية في النصف الأول من سنوات مهنته. لكن على الرغم من أنه في النصف الثاني وقّع على أعمال كثيرة من التي يمكن وصفها بالتقليدية، ومن بينها 6 أفلام من بطولة نادية الجندي، فإنه واظب على معالجة نصوصه باحتراف يجمع بين حكايات تحمل مضامين تنتمي إلى نزعة جادة وتنشد ميزانيات كبيرة.

لعل حقيقة أن نادية الجندي كانت تصبو دوماً إلى أدوار تخلّدها وأفلام تحافظ عبرها على مكانتها لعب بشير الديك دوراً في تلبية هذه الرغبات عبر حكايات تشويقية في المقام الأول، وشخصية رئيسية مضخّمة وذلك في أفضل نصوص ممكنة ضمن التوليفة التجارية.

بدأ هذا التعاون على نحوٍ ثلاثي: بشير الديك يكتب، ونادر جلال يُخرِج ونادية الجندي تلعب دور البطولة. هذه الأفلام هي «الإرهاب» (1989)، و«شبكة الموت» (1990)، و«عصر القوّة» (1991)، ومن ثَمّ «مهمّة في تل أبيب» (1992)، و«الشطّار» (1993)، ولاحقاً «امرأة هزّت عرش مصر» (1995).

كمال الشناوي ونادية الجندي في «مهمّة في تل أبيب»

‫اتجاهان‬

بعد بدايات متفاوتة الأهمية من بينها «مع سبق الإصرار» لأشرف فهمي (1979)، و«دعوني أنتقم» لتيسير عبّود (1979)، و«الأبالسة» لعلي عبد الخالق (1980) التحق الديك ببدايات المخرج الراحل محمد خان عبر 6 أفلام هي «الرغبة» (1980)، و«موعد على العشاء» (1981)، و«طائر على الطريق» (1981)، و«نص أرنب» (1983)، و«يوسف وزينب» (1984) و«الحرّيف» (1984) وكلها من أفضل ما حققه خان.

تعامُل الديك مع الموضوعات الجادة التي عرفتها تلك الأفلام سمح له بكتابة واحد من أفضل أعماله وهو «سواق الأتوبيس»، الذي حققه الراحل عاطف الطيب سنة 1982، وكلاهما لاحقاً تعاونا على تحقيق فيلم مهم (أكثر مما كان جيداً) آخر هو «ناجي العلي» (1992). لجانبهما فيلم ثالث هو «ضد الحكومة» (1992) من بطولة أحمد زكي ولبلبة.

في تقييم كتابات بشير الديك تتداخل بعض العناصر التي يمكن إيجاز هذا التقييم عبرها.

من ناحية، حاول دوماً التطرّق صوب قضايا مهمّة تطرح قصصاً ذات جانبٍ وطني مثل «مهمّة في تل أبيب»، الذي دار حول جاسوسة مصرية تعمل لصالح إسرائيل، ومن ثَمّ تندم فتطلب منها الاستخبارات المصرية (ممثلة بكمال الشناوي)، العمل لحساب مصر وتنجح. «ناجي العلي» ينضم إلى هذا النحو من الأعمال.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

في ناحية أخرى، لم يتأخر عن كتابة ما كان سائداً في الثمانينات والتسعينات من اتجاه صوب الحديث عن مراكز قوى في الشارع المصري والصراع بين الأخيار والأشرار. هذه الموجة لم تعرف بداية ونهاية محدودتين فتاريخها عريق يعود لعقود سابقة، لكنها عرفت في تلك الفترة تدافعاً بين المخرجين للحديث عن تلك المراكز في حارات القاهرة (في مقابل الكثير من صراع الخير والشر على ساحلَي بور سعيد والإسكندرية في أفلام الخمسينات والستينات) في أجواء ليست بعيدة عن الخط الذي وضعه نجيب محفوظ وشخصياته.

مخرجون عديدون حقّقوا هذه الأفلام التي شُكّلت حكاياتها من صراع القوى في الشارع المصري مثل أشرف فهمي («الأقوياء»، 1982)، وأحمد السبعاوي («السلخانة» 1982 و«برج المدابغ» 1983) وكمال صلاح الدين («جدعان باب الشعرية» 1983). لكن من مزايا ما كتبه بشير الديك في هذه الأعمال التي لاقت رواجاً جماهيرياً إنه كتب ما هو أعمق في دلالاته من قصص المعلّم الشرير ضد سكان منطقته وأزلامه الذين يتصدّون للأبرياء إلى أن يخرج من رحم تلك الحارة من يواجههم جميعاً.

بداية من «نصف أرنب» توّجه الديك إلى حكاية تشويقية ذات طابع بوليسي، وفي «سوّاق الأتوبيس» وقف مع ابن المدينة في موضوع حول تفتت المجتمع مادياً. أما في «الحرّيف» فنقل اهتمامه إلى الوسط المهمّش من سكان القاهرة وأحلامهم ومتاعبهم الشخصية.

‫هموم المجتمع‬

ما يجمع بين هذه الأعمال هموم تسلّلت إلى عدد كبير من كتابات بشير الديك السينمائية.

في مقابلة تمّت بين المخرج عاطف الطيب وبيني بعد مشاهدة فيلمه النيّر «سواق الأوتوبيس»، سألت المخرج عن كيف بدأ التفكير في تحقيق «سوّاق الأتوبيس». أجاب: «بدأت الفكرة في جلسة صداقة مع بشير الديك ومحمد خان. وكنا نتحدث بشأن همومنا وطموحنا الخاص لصنع سينما أخرى مختلفة، وكانت الظروف الحياتية نفسها تجمعنا كلنا تقريباً. فقد كنت أشعر في ذلك الوقت بالذنب إزاء فيلمي الأول (يقصد «الغيرة القاتلة»، 1982)، الذي اضطُرِرت فيه إلى الاعتماد على سيناريو مأخوذ عن أصل أدبي (أجنبي) رغم إيماني الدائم بضرورة الكتابة المباشرة للسينما. اقترح محمد خان وبشير الديك فكرة وُضع لها عنوان: (حطمت قيودي)، تدور حول عائلة مهدّدة بالضياع نتيجة فقدان الأب للورشة التي أسسها وبحْثُ الابن، سائق الأتوبيس، عن مخرج من الأزمة بلا جدوى وأعجبتني الفكرة، خصوصاً أنني أميل كثيراً إلى الدراما التي تدور في نطاق عائلة. وبدأنا بالفعل في تطوير الفكرة خلال الكتابة وتبادل الآراء. وكنا كلما نتعمق في الموضوع تتضح لنا أهمية الفكرة التي نريد التعبير عنها. في الكتابة الثانية للسيناريو، وصل الفيلم إلى ما أصبح عليه».

كتب بشير الديك نحو 60 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً، معظمها جمع هذه الصفات المجتمعية على نحو سائد أو مخفف. هذا ما جعله أحد أبرز كتاب السيناريو في مصر في حقبة كان للسينما البديلة والمستقلة عن السائد دور فاعل في نهضة الفيلم المصري عموماً.

مع الطيّب وخان ورضوان الكاشف ورؤوف توفيق وخيري بشارة ورأفت الميهي وسواهم، ساهم بشير الديك في منح تلك الفترة مكانتها الساطعة التي لا تغيب.