دراسة: العمل من المنزل يزيد إيرادات الشركات

السياسات الأكثر مرونة تحسن مزاج الموظفين وتدفعهم للعمل بشكل أفضل (رويترز)
السياسات الأكثر مرونة تحسن مزاج الموظفين وتدفعهم للعمل بشكل أفضل (رويترز)
TT

دراسة: العمل من المنزل يزيد إيرادات الشركات

السياسات الأكثر مرونة تحسن مزاج الموظفين وتدفعهم للعمل بشكل أفضل (رويترز)
السياسات الأكثر مرونة تحسن مزاج الموظفين وتدفعهم للعمل بشكل أفضل (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن الشركات التي تسمح لموظفيها بالعمل من المنزل شهدت نمواً في الإيرادات، أسرع بأربع مرات من تلك الشركات التي تصمم على حضور موظفيها إلى المكاتب.

وحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فقد أجريت الدراسة بواسطة شركة «سكوب تكنولوجيز» ومجموعة بوسطن الاستشارية، وشملت 554 شركة عامة تعمل في 20 قطاعاً مختلفاً، من التكنولوجيا إلى التأمين، وتوظف ما مجموعه 26.7 مليون شخص.

وقد وجدت الدراسة التي استمرت 3 سنوات أن مبيعات الشركات «المرنة» التي تسمح لموظفيها بالعمل من المنزل، زادت بنسبة 21 في المائة بين عامي 2020 و2022، بالمقارنة مع نمو بنسبة 5 في المائة لدى الشركات التي تجبر موظفيها على العمل من المكتب.

ويقول نيكولاس بلوم، الخبير الاقتصادي والأستاذ في كلية الدراسات العليا لإدارة الأعمال في جامعة ستانفورد، وهو مستشار لشركة «سكوب تكنولوجيز»، إن هناك قليلاً من الدراسات التي قامت بمقارنة العلاقة بين نمو الإيرادات وسياسات العمل عن بعد في الشركات.

ولفت إلى أن هذا يرجع جزئياً إلى أن معظم أدوات الاستطلاع تدرس مشاعر الموظفين أو تجارب الأفراد في العمل عن بعد، بدلاً من التركيز على إيرادات ومبيعات الشركات.

ويرى بلوم أن سياسات العمل المرنة تزيد عدد الموظفين، الأمر الذي يرفع الإنتاجية وبالتالي يزيد الإيرادات.

كما أكد أن السياسات الأكثر مرونة تحسن مزاج الموظفين، وتدفعهم للعمل بشكل أفضل، الأمر الذي يفيد الشركات في النهاية.

سياسات العمل المرنة تزيد الإيرادات (رويترز)

ومن جهتها، قالت ديبي لوفيتش، المسؤولة في مجموعة بوسطن الاستشارية: «إذا كانت الشركات أقل تقييداً لسياسات العمل عن بُعد، فمن المحتمل أن تكون أكثر تأييداً للابتكار، وأكثر تركيزاً على تحقيق الأهداف المرجوة، بدلاً من التركيز على تسجيل حضور الموظفين للمكتب من عدمه. وكل ذلك يمكن أن يؤدي إلى نمو الإيرادات».

وقال فريق الدراسة إنه حتى لو لم تظهر النتائج علاقة سببية بين العمل من المنزل ونمو الإيرادات، فإنها تساعد في مواجهة حجة شائعة يتبناها كثير من المديرين التنفيذيين وأعضاء مجالس إدارة الشركات، مفادها أن أماكن العمل التي توفر المرونة يكون أداؤها ضعيفاً.

وعمل جزء كبير من القوى العاملة العالمية عن بُعد عقب تفشي فيروس «كورونا» عام 2020. وكشفت دراسة نُشرت في عام 2021 أن هذا الأمر أدى إلى انخفاضات حادة في تلوث الهواء حول العالم.

وأشارت الدراسة التي أجراها باحثون من إسبانيا إلى أن العمال الذين يعملون عن بُعد 4 أيام في الأسبوع يمكن أن يخفضوا مستويات ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) بنسبة تصل إلى 10 في المائة، وانبعاثات حركة المرور بنسبة 15 في المائة.

أما في حال عمل الأشخاص عن بُعد يومين في الأسبوع، فستنخفض مستويات ثاني أكسيد النيتروجين بنسبة 4 في المائة، وانبعاثات حركة المرور بنسبة 5 في المائة.

وتصل نسبة الانخفاض في ثاني أكسيد النيتروجين التي يتسبب فيها العمل من المنزل 3 أيام في الأسبوع إلى 8 في المائة، علاوة على انخفاض نسبته 10 في المائة في انبعاثات المرور.


مقالات ذات صلة

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

يوميات الشرق أحد أفضل الأوقات للتفاوض هو بعد تلقي عرض عمل مباشرة (رويترز)

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

عندما يتعلّق الأمر بما هو مهم في الوظائف، فإن الناس لديهم العديد من الأولويات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لفهم كيفية معالجة الآخرين للعالم بشكل أفضل حاول طرح أسئلة مدفوعة بالعاطفة عليهم (رويترز)

لإدارة مشروع جانبي وكسب المال... مهارة واحدة أساسية تحتاج إليها

تُظهر البيانات الحديثة أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لديهم عمل جانبي... والأشخاص الذين يكسبون أكبر قدر من المال لديهم شيء مشترك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لتعزيز الثروة من الضروري التركيز على أمر واحد لتكون الأفضل فيه (أ.ب)

مليونير عصامي: 5 عادات تساعدك على بناء ثروتك

كان آلان كوري في الثانية والعشرين من عمره يغمره الأمل في أن يصبح مليونيراً، لم يكن لديه علاقات أو مرشدون أثرياء، لكنه لم يتراجع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نظام العمل الهجين يخفف الضغوط على الموظفين (بابليك دومين)

هيئة الإحصاء البريطانية: العمال عن بُعد ينامون أكثر ويعملون أقل

كشف تحليل رسمي أجرته هيئة الإحصاء البريطانية عن أن العمال الذين يعملون من المنزل يحققون توازناً أفضل بين العمل والراحة ولكنهم يعملون بمعدل أقل بمقدار 10 دقائق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي أمر مهم لكنه ليس المهارة الوحيدة اللازمة للنجاح في العمل (رويترز)

ليست البرمجة... مهارة أساسية تحتاج إليها للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي

يحتاج جميع الشباب للنجاح في مكان العمل، وسط انتشار الذكاء الاصطناعي، إلى مهارة أساسية، موجودة منذ آلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».