قاعدة «غير بديهية» يتبعها الناجحون عند الشعور بالإرهاق

أكثر الأشخاص نجاحاً يدركون أنه قد يكون من الأفضل لهم على المدى الطويل بذل جهد أقل بكثير (رويترز)
أكثر الأشخاص نجاحاً يدركون أنه قد يكون من الأفضل لهم على المدى الطويل بذل جهد أقل بكثير (رويترز)
TT

قاعدة «غير بديهية» يتبعها الناجحون عند الشعور بالإرهاق

أكثر الأشخاص نجاحاً يدركون أنه قد يكون من الأفضل لهم على المدى الطويل بذل جهد أقل بكثير (رويترز)
أكثر الأشخاص نجاحاً يدركون أنه قد يكون من الأفضل لهم على المدى الطويل بذل جهد أقل بكثير (رويترز)

قضى كريس بيلغو مسيرته المهنية بأكملها، كمؤلف ورائد أعمال، يدرس كيف يعمل الأشخاص الناجحون، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».

يعتبر الكثير منا أنه يجب علينا دائماً بذل قصارى جهدنا في كل ما نفعله. ولكن أثناء بحثه لكتابه التاسع «قلق الوقت»، أدرك بيلغو مدى الضرر الذي قد تُسببه هذه العقلية.

قد يبدو بذل أقل من أقصى جهدك أمراً غير بديهي، خاصةً إذا نشأتَ وأنت تشعر بالضغط للحصول على درجات جيدة والفوز بالمركز الأول في الأنشطة التنافسية، بحسب الخبير.

لكن أكثر الأشخاص نجاحاً يدركون أنه قد يكون من الأفضل لهم على المدى الطويل بذل جهد أقل بكثير، أو بذل جهد كافٍ فقط.

السعي وراء الكمال قد يُعيقك

تعرف الخبير على هذا المفهوم لأول مرة من خلال نقاشٍ انتشر على نطاق واسع لهيرون جرينسميث، وهو محامٍ متخصص في السياسات، هكذا صاغ الأمر:

«الواجبات المدرسية؟ قم بأداء نصفها - وهذا أفضل من عدم القيام بها على الإطلاق. الاتصال بصديق؟ قم بمراسلته إذا كنت تخشى الاتصال به بدلاً من عدم التحدث إليه على الإطلاق. تربية الأبناء؟ وجودك هناك حرفياً، حتى لو كنت نصف نائم وعلى هاتفك، أفضل من لا شيء».

من المهم معرفة أن كونك مثالياً في كل ما تفعله ليس أمراً يجب أن تسعى إليه. الكمال مبني على نظام معتقدات يمكن أن يحد من جميع أنواع المهارات المهمة، مثل القدرة على إنجاز المهام البسيطة والمضي قدماً أو القدرة على الشعور بالإنجاز، بحسب الخبير.

كيفية استخدام أسلوب «أداء المهام بشكل غير مثالي»

عندما تشعر بالإرهاق، فإن اتخاذ إجراء عادي أفضل من عدم اتخاذ أي خطوة بالمرة. يمكن أن يساعدك ذلك على الانتقال إلى مكان أفضل، بحيث تتمكن من اتخاذ خيارات مختلفة في المرة القادمة.

إليك بعض الأمثلة على كيفية استخدام هذه الطريقة، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي»:

المشكلة: تجد صعوبة في إكمال واجباتك الدراسية.

الحل: خفض معاييرك. سلّم أعمالك التي لا تُرضيك، واستغلّ الوقت الإضافي في إنجاز شيء آخر. ليس شرطاً أن تكون درجاتك مثالية في كل مادة.

المشكلة: مساحة معيشتك تبدو فوضوية، لكنك منهك.

الحل: حدد ما يحتاج إلى تنظيف. افعل ما بوسعك (لهذه الأشياء فقط) لمدة عشر دقائق. بمجرد انتهاء الوقت، توقف عن التنظيف ووجه اهتمامك لأمر آخر.

المشكلة: أنت مثقل بكمية هائلة من الرسائل غير المقروءة.

الحل: احذف جميع الرسائل غير المقروءة وابدأ من جديد. بدلاً من الشعور بالضياع ومحاولة اللحاق بالرسائل، حاول تحسين أدائك مع الرسائل الجديدة، على الأقل لفترة محددة.


مقالات ذات صلة

توظيف السعوديين في القطاع الخاص يرتفع 93 % بالربع الأول

الاقتصاد أحد مصانع الأدوات الكهربائية في السعودية (الشرق الأوسط)

توظيف السعوديين في القطاع الخاص يرتفع 93 % بالربع الأول

أعلن صندوق تنمية الموارد البشرية السعودي إسهامه في توظيف 143 ألف مواطن ومواطنة عبر برامج الصندوق للعمل في منشآت القطاع الخاص، خلال الربع الأول من 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك العمل عن بُعد يعزز الشعور بالأمان والراحة النفسية (رويترز)

العمل عن بُعد يعزز الشعور بالأمان النفسي

أكد عالم نفس أميركي أن العمل عن بُعد يعزز الشعور بالأمان والراحة النفسية مقارنة بالعمل من المكتب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد عمال في مصنع سيارات بألمانيا (رويترز)

نقص العمالة الماهرة في ألمانيا لا يزال عقبة أمام الاقتصاد

على الرغم من تقلص فجوة الأيدي العاملة الماهرة في ألمانيا، لا يزال الخبراء يرون أن نقص العمال المؤهلين يمثل عقبة أمام الاقتصاد الألماني.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك تعدّ السكتة الدماغية ثالث سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم (رويترز)

الإفراط في العمل قد يؤدي إلى تغيرات في الدماغ

هناك الكثير من النصائح حول ضرورة الموازنة بين العمل والحياة الشخصية، لكن دراسة جديدة تشير إلى بعض المخاطر المحتملة للإفراط في العمل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك  ساعات العمل الطويلة قد تُغير بنية دماغك (رويترز)

العمل لساعات طويلة قد يُغيّر بنية دماغك

أكدت دراسة جديدة أن ساعات العمل الطويلة قد لا تكون ضارةً بصحتك فحسب، بل قد تُغير أيضاً بنية دماغك.

«الشرق الأوسط» (سيول)

الأشخاص القادمون من خلفيات فقيرة أكثر جدارة بالثقة من أولئك الذين نشأوا في بيئات ميسورة

الضحكة تهزم سلطان المال (مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع)
الضحكة تهزم سلطان المال (مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع)
TT

الأشخاص القادمون من خلفيات فقيرة أكثر جدارة بالثقة من أولئك الذين نشأوا في بيئات ميسورة

الضحكة تهزم سلطان المال (مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع)
الضحكة تهزم سلطان المال (مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع)

كشفت دراسة أكاديمية حديثة أن الأشخاص الذين نشأوا في بيئات فقيرة يُنظر إليهم على أنهم أكثر جدارة بالثقة مقارنةً بأولئك الذين تربّوا في كنف الثراء. الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية، ألقت الضوء على الدور الذي تلعبه الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية في تشكيل تصورات الناس عن الموثوقية والسلوك الأخلاقي. وفقاً لموقع «إم إس إن».

وشارك في الدراسة ما يقرب من 1900 شخص، خضعوا لسلسلة من التجارب تضمنت «لعبة الثقة» مع ملفات شخصية لأشخاص يعتقد المشاركون أنهم حقيقيون، بينما كانت هذه الملفات افتراضية تم تصميمها بعناية لتعكس خلفيات اقتصادية مختلفة.

طابور طويل ينتظر مصطفوه إعانات غذائية في أحد الأحياء الفقيرة بالأرجنتين (رويترز)

وحسب ما صرّحت به الدكتورة كريستين لورين، الباحثة الرئيسية في الدراسة، فإن المشاركين أظهروا ميلاً ملحوظاً للثقة بأولئك الذين نشأوا في أسر ذات دخل محدود.

وأضافت لورين: «كان يُنظر إلى من تربوا في بيئات فقيرة على أنهم أكثر أخلاقية وجديرون بالثقة، مقارنة بأقرانهم من خلفيات ميسورة».

وتابعت: «حتى عندما كان المشاركون على علم بالوضع الاقتصادي الحالي للأشخاص، فإن الثقة الحقيقية كانت ترتبط في الغالب بخلفيتهم أثناء الطفولة، وليس بظروفهم الراهنة».

ولفتت الدراسة إلى أن هذه التصورات المجتمعية قد تحمل دلالات استراتيجية، خصوصاً في البيئات التي تتطلب بناء الثقة.

ووفقاً للورين: «إذا كنتَ من أصحاب الثروات طوال حياتك، فقد يكون من المجدي أن تُقلل من التركيز على خلفيتك الميسورة. أما إن كنت قد نشأت في ظروف مالية صعبة، فقد يفيدك أن تبرز هذا الجانب من تجربتك الشخصية».

وتكتسب نتائج الدراسة أهميةً خاصةً في ظل بيئة اجتماعية متسارعة التغير، تتطلب تفهماً أعمق لكيفية تكوّن الثقة بين الأفراد، سواء في العلاقات الشخصية أو المهنية.

وتأتي هذه الدراسة في أعقاب أبحاث أخرى نُشرت مؤخراً، تشير إلى أن الأفراد المنتمين للطبقات الثرية قد يكونون أكثر ميلاً للتصرف بشكل غير لبق أو فظ، مما يعزز الصورة النمطية التي كثيراً ما تظهر في الأدب والسينما، والتي تربط بين الفقر والأخلاق العالية.

وفي دراسة موسعة شملت بيانات نحو 46 ألف شخص من 67 دولة، خلص باحثون من جامعة آغدر النرويجية إلى أن الثراء قد يرتبط أحياناً بتراجع في السلوكيات الأخلاقية، في حين يظهر الفقراء بمظهر أكثر تعاطفاً ومراعاة للآخرين.

وتفتح هذه النتائج باباً واسعاً للنقاش حول دور الخلفية الاجتماعية في تشكيل القيم والسلوكيات، وتثير تساؤلات حول مدى عدالة التصورات الاجتماعية التي تُبنى على الوضع الاقتصادي للفرد.