لقاء السيسي ـ أوباما في نيويورك يقتصر على المصافحة والإقامة في فندق واحد

الرئيس الأميركي غير مكان إقامته بعد امتلاك شركة صينية للمقر السابق

الرئيس المصري يصافح شيخ الأزهر بعد أداء صلاة عيد الأضحى في مسجد المشير طنطاوي في القاهرة أمس (أ.ب)
الرئيس المصري يصافح شيخ الأزهر بعد أداء صلاة عيد الأضحى في مسجد المشير طنطاوي في القاهرة أمس (أ.ب)
TT

لقاء السيسي ـ أوباما في نيويورك يقتصر على المصافحة والإقامة في فندق واحد

الرئيس المصري يصافح شيخ الأزهر بعد أداء صلاة عيد الأضحى في مسجد المشير طنطاوي في القاهرة أمس (أ.ب)
الرئيس المصري يصافح شيخ الأزهر بعد أداء صلاة عيد الأضحى في مسجد المشير طنطاوي في القاهرة أمس (أ.ب)

من المفارقات الواضحة، خلال اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة بنيويورك، أن يقيم الرئيس الأميركي باراك أوباما في الفندق نفسه الذي نزل فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد أن قامت شركة صينية بشراء الفندق الذي اعتاد أوباما أن يقيم فيه خلال السنوات الماضية.
ووصل السيسي إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المقرر أن يلقي بيان مصر، حيث يستعرض مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد. كما يشارك الرئيس المصري في قمة مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وقال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، إنه ليس من المقرر في جدول زيارة الرئيس السيسي إلى نيويورك عقد لقاءات ثنائية مع نظيره الأميركي أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحا في تصريحات للوفد الإعلامي، أمس، أن «الظروف المحيطة بالفعاليات في هذه الدورة تصعب عقد مثل ذلك اللقاء، فضلا عن التقليد الخاص بالرئيس الأميركي، الذي يعتبر أن وجوده في الجمعية العامة على أرضه يجعل عليه عبئا سواء للاستجابة أو طلب لقاءات، لأنه لا يستطيع أن يلتقي بمائة زعيم موجودين، ونحن نقدر هذا».
وأشار إلى أن «لقاء العام الماضي بين السيسي وأوباما كان استثناء لأنه كان أول لقاء بينهما، حيث حرص أوباما على عقده في نهاية فعاليات الجمعية العامة، ومباشرة قبل مغادرته نيويورك إلى واشنطن، حتى لا يكون مرتبطا بفعاليات الجمعية العامة».
وتابع: «نحن نقدر الظروف وارتباطات أوباما، كما أن السيسي لديه أيضا ارتباطات عديدة، لذلك فإن تنظيم لقاء في ضوء الضغوط على برامج الرئيسين بهذا الشكل شيء صعب، بالإضافة إلى التقليد المستقر لدى الولايات المتحدة بألا يعقد الرئيس الأميركي لقاءات ثنائية وإنما يتفاعل على المستوى المتعدد ويحضر الاجتماعات العامة، كما أنه سينظم لقاء اجتماعيا على هامش الجمعية».
وأضاف: «جدول السيسي ممتلئ، فهناك نصف يوم تم اقتطاعه من وقت الرئيس للتواصل مع قطاع الأعمال الأميركي والصحافة الأميركية ودوائر الاهتمام، وليس من المفترض أو الحتمي أن يلتقي السيسي بأوباما.. سيلتقيان بالتأكيد للتحية وفي مناسبات تجمعهما، وربما يتبادلان الكلمات، لكن ليس بالضرورة عقد جلسة ثنائية مثلما حدث العام الماضي».
وأشار شكري إلى اللقاء الاستراتيجي الذي عقد بالقاهرة مؤخرا بين مصر والولايات المتحدة، موضحا أنه حدد مسار العلاقة الثنائية، لافتا إلى وجود مجال للحديث والتشاور الثنائي، فضلا عن الترتيب للقاء يجمعه بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، مؤكدا على أن العلاقات الثنائية تسير في الاتجاه المحدد لها.
وقال شكري إنه كان معدا له أن يقوم بزيارة لواشنطن قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن جرى تأجيلها بسبب التعديل الوزاري في مصر، لافتا إلى أنه يتم الآن الترتيب لموعد آخر للزيارة. وحول عدم زيارة الرئيس السيسي لأميركا حتى الآن، وهل هذه رسالة بسبب علاقتها بـ«الإخوان»، قال شكري: «لا يوجد مثل هذا الأمر».
وأوضح شكري أن إقامة الرئيسين المصري والأميركي في الفندق نفسه بنيويورك «من باب المصادفة، فالفندق الذي اعتاد أوباما النزول فيه تم شراؤه من قبل شركة صينية، لذلك غير أوباما هذا العام مقر إقامته».
وحول مظاهرات متوقعة لأنصار «الإخوان» في الولايات المتحدة، أكد شكري أنه «حتى إذا كانوا موجودين هنا أو وجودهم في أي مكان فهذا أمر لا يعنينا في شيء، لكن نأمل أن يعدلوا من فكرهم المغلوط، ويدركوا أن الدولة المصرية تسير وفق إرادة شعبها وليس وفق توجه عقائدي».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».