يحدث الالتهاب كردّ فعل طبيعي يقوم به الجهاز المناعي للإنسان لمواجهة العدوى، بهدف إزالة مسببات الأمراض الضارة وإصلاح الأنسجة التالفة.
لكن في حالة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، فإن الجهاز المناعي يهاجم الأنسجة أو الأعضاء السليمة عن طريق الخطأ، ويُعتقد أن الالتهاب يلعب دوراً مهماً في تطوّر الإصابة بهذه الأمراض.
وفي محاولة لمواجهة هذه الحالة، كشفت دراسة أميركية عن دور مهم يمكن أن تلعبه مكملات الزنجبيل في السيطرة على الالتهاب لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية، ونُشرت النتائج، السبت، في دورية «جي سي آي إنسايت».
ومن خلال السيطرة على الالتهاب، يمكن للأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية تحسين نوعية حياتهم وتقليل خطر حدوث مضاعفات خطيرة.
وركز الفريق في دراسته على رصد تأثير مكملات الزنجبيل على «العَدِلات»، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، التي تشكل خط الدفاع الأول في جهاز المناعة البشري، وهي مسؤولة عن مهاجمة مسببات الأمراض الغازية وقتلها، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات.
واهتمت الدراسة بشكل خاص بإحدى الطرق الدفاعية التي تستخدمها «العَدِلات» ضد الأمراض والعدوى، التي تسمى (NETosis)، ويمكنها أن تتحول إلى أداة مرضية في حالة وجود مشكلة بجهاز المناعة، وتكون سبباً في الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
وفي حالة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، تعمل آلية «NETosis» على تحفيز الالتهاب، ما يساهم في حدوث كثير من أمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك مرض الذئبة (مرض مناعي يصيب الجلد والمفاصل والأعضاء) والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وخلال دراسة أجريت على البشر، وجد الباحثون أن تناول متطوعين أصحاء لمكمل الزنجبيل يومياً لمدة 7 أيام بمقدار (20 مليغراماً من جينجيرول / يوم) عزز مادة كيماوية داخل «العَدِلات» تسمى «cAMP».
وثبت أن المستويات العالية من هذه المادة تعرقل حدوث آلية «NETosis» المُحفّزة للالتهاب، التي تسهم بشكل رئيسي في حدوث أمراض المناعة الذاتية.
وقال الدكتور جيسون نايت، الأستاذ المشارك في قسم أمراض الروماتيزم بجامعة كاليفورنيا، والباحث المشارك في الدراسة: «يقدم بحثنا، لأول مرة، دليلاً على الآلية البيولوجية التي تكمن وراء خصائص الزنجبيل الواضحة المضادة للالتهابات لدى البشر».
وأضاف، في حديث نقله موقع الجامعة: «لا يوجد كثير من المكملات الغذائية الطبيعية، أو الأدوية الموصوفة في هذا الشأن، التي من المعروف أنها تحارب فرط نشاط الجهاز المناعي. لذلك نعتقد أن الزنجبيل قد تكون لديه قدرة حقيقية على استكمال البرامج العلاجية الجاري تنفيذها بالفعل للمساعدة في تخفيف أعراض أمراض المناعة الذاتية».
وكخطوة تالية، يأمل الباحثون في إجراء دراسات على مرضى المناعة الذاتية والالتهابات لاستكشاف الآلية المباشرة التي يؤثر بها الزنجبيل على «العَدِلات»، وسيشجع ذلك مقدمي الرعاية الصحية والمرضى على مناقشة ما إذا كان تناول مكملات الزنجبيل كجزء من خطة العلاج الخاصة بهم، يمكن أن يكون مفيداً.