«القاهرة التجريبي» يراهن على الجودة رغم غياب النجوم

دورته الـ30 تضم 19 عرضاً عربياً وأجنبياً

من العروض على خشبة المسرح (الملحق الإعلامي)
من العروض على خشبة المسرح (الملحق الإعلامي)
TT

«القاهرة التجريبي» يراهن على الجودة رغم غياب النجوم

من العروض على خشبة المسرح (الملحق الإعلامي)
من العروض على خشبة المسرح (الملحق الإعلامي)

خلا حفل افتتاح الدورة الثلاثين من مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي»، الذي احتضنه مساء الجمعة «المسرح الكبير» في دار الأوبرا المصرية؛ من نجوم الصف الأول للدراما المصرية، الذين حرص الكثير منهم أخيراً على حضور فعاليات مهرجان الدراما في العلمين.

من تكريم سلطان البازعي والفنانة الأوغندية (الملحق الإعلامي)

وكانت اللجنة العليا قد اختارت الفنانة ليلى علوي ضمن المكرَّمين لتكون «عنصر الجذب الإعلامي الوحيد»، وفق وصف مسؤولي المهرجان، لكنها اعتذرت عن عدم التكريم بعد الانتقادات الحادة التي طالت هذا الاختيار بداعي ضعف علاقة علوي بالمسرح.

ومن جهته، أكد رئيس المهرجان سامح مهران، أنّ المسرح «قوة تدفع إلى التغيير الإيجابي على مستوى المجتمع والفكر والمعرفة»، مشيراً، في كلمته خلال الحفل، إلى أنّ «المسرح التجريبي لا يقوم على أيديولوجية موحّدة، أو وعي جماعي لدى الجمهور، بل يخاطب المتلقّي بكونه فرداً، ويذهب به نحو المستقبل».

تكريم المخرج ناصر عبد المنعم (الملحق الإعلامي)

وكان لافتاً استخدام التقنيات الحديثة في الافتتاح، مثل الذكاء الاصطناعي والهولوغرام، لإشاعة أجواء مبهرة من الخيال والفانتازيا.

تنوُّع العروض

ويراهن مسؤولو المهرجان على جودة العروض وتنوّعها لإنجاح الدورة الثلاثين التي شهدت جدلاً واسعاً وانتقادات قبيل انطلاقها بأيام.

وحضرت سميحة أيوب وسميرة عبد العزيز وسامح الصريطي ومحسن منصور ولقاء سويدان وحمدي الوزير، حفل الافتتاح، إضافة إلى الضيوف العرب، ومن بينهم نقيب الفنانين في العراق جبار جودي، والرئيس التنفيذي لـ«هيئة المسرح والفنون الأدائية» في السعودية سلطان البازعي (أحد المكرَّمين في المهرجان)، ورئيس «مهرجان الرياض للمسرح» عبد الإله السناني.

جانب من مسرحية «شارلي» (الملحق الإعلامي)

افتتحت مسرحية «تشارلي» التي تتناول جوانب من المسيرة الإنسانية والفنية في حياة نجم الكوميديا العالمي تشارلي شابلن (1889- 1977)، الدورة الجديدة من المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، وهي من إخراج أحمد البوهي، الذي أخرج أيضاً حفل الافتتاح؛ وبطولة الفنان محمد فهيم.

قدّم الحفل السيناريست مدحت العدل الذي عدّ التجريب «سرّ تطور الإنسانية لانطوائه على المغامرة والجرأة وصولاً إلى الأجمل»، مشيراً إلى أنّ المهرجان «يحمل ذكرى عزيزة على قلبه، وهي حصول شقيقه الفنان الراحل سامي العدل على جائزة (أفضل ممثل) فيه للمرة الأولى».

وأكد المنسّق العام للمهرجان محمد الشافعي لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «العدد الكبير الذي تقدّم للمُشاركة أتاح حرية الانتقاء، فشاهدت لجنتا العروض المصرية والعربية نحو 180 مسرحية لتختار من بينها 16 عملاً فقط»، مشيراً إلى أنّ «الموقف اختلف في العروض الدولية، إذ حالت لائحة المهرجان التي تنصّ على عدم الإسهام في تحمُّل تكلفة العروض الأجنبية، دون مشاركة عدد كبير».

وتضمّ الدورة الجديدة 19 عرضاً مسرحياً، منها 8 عروض عربية، مثل «الروبة» (تونس)، و«نوستالجيا» (الجزائر)، و«ملف 12» (العراق)، و«فنتولين العودة» (فلسطين)؛ إلى 8 عروض دولية، مثل «عطيل» (جورجيا)، و«الإلياذة» (اليونان)، و«نيكي باديري» (الكونغو – زامبيا- بلجيكا)، فضلاً على 3 عروض مصرية، هي: «الرجل الذي أكله الورق»، و«من أجل الجنة إيكاروس»، و«فريدا» المعروض خارج المسابقة الرسمية.

تكريم المخرج الإماراتي محمد العامري (الملحق الإعلامي)

قائمة المكرَّمين

تضمّ قائمة المكرَّمين أصحاب تخصّصات لا يُلتَفت إليهم كثيراً، ولا ينالون حقهم في الضوء، مثل المدرّب الإنجليزي غايلز فورمان المتخصّص في فنون الرقص المسرحي، والناقد العراقي عواد علي صاحب المؤلّفات المهمة مثل «المألوف واللامألوف في المسرح العراقي»، و«شفرات الجسد»، ومصمّم الديكور المصري حازم شبل.

من المشاهد المؤثرة ذات البعد الإنساني التي تفاعل معها الحضور، لحظة الإعلان عن تكريم اسم الناقدة المسرحية المصرية الشابة رنا أبو العلا، التي رحلت بشكل مفاجئ قبل أيام بحادث سير، وتسلّمت والدتها درع التكريم.


مقالات ذات صلة

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

يوميات الشرق الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

تخوض الفنانة المصرية منة شلبي أولى تجاربها للوقوف على خشبة المسرح من خلال عرض «شمس وقمر» الذي تقوم ببطولته، ويتضمن أغاني واستعراضات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عرض مسرحي

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

من خلال حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة، لينثر ولو قليلاً من الفرح بعد كارثة الإعصار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مجموعة نشاطات فنّية يقدّمها الفريق في كل مركز (فضاء)

مؤسّسة «فضاء» تؤرشف للمسرح خلال الحرب

يختصر عوض عوض أكثر ما لفته في جولاته: «إنهم متعلّقون بالحياة ومتحمّسون لعيشها كما يرغبون. أحلامهم لا تزال تنبض، ولم تستطع الحرب كسرها».

فيفيان حداد (بيروت)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
TT

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، «تشريفاً تعتز به»، ومسؤولية في الوقت نفسه، مؤكدة أن «السينما العربية حققت حضوراً جيداً في المهرجانات الدولية». وأشارت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إلى أنها تنحاز للأفلام التي تُعبر عن أصالة الفكرة وروح المغامرة، منوهة بعملها على فيلمها الطويل الأول منذ 3 سنوات، لكنها لا تتعجّل تصويره؛ كون الأفلام الطويلة تتطلّب وقتاً، ولا سيما الأفلام الأولى التي تحمل تحديات على صُعُد القصة والإنتاج والممثلين، مُشيدة بالخطوات التي قطعتها السينما السعودية عبر أفلام حقّقت صدى محلياً ودولياً على غرار «نورة» و«مندوب الليل».

بدأت هند الفهاد عملها عام 2012، فأخرجت 4 أفلام قصيرة شاركت في مهرجانات عدة وهي: «بسطة» الذي فاز بجائزة في «مهرجان دبي» 2015، و«مقعد خلفي»، و«ثلاث عرائس وطائرة ورقية»، و«المرخ الأخير» الذي جاء ضمن فيلم «بلوغ»، وتضمّن 5 أفلام قصيرة لـ5 مخرجات سعوديات، وشارك قبل 3 أعوام في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وبين حضورها المهرجان في أحد أفلامها قبل سنوات، ومشاركتها بلجنة تحكيم العام الحالي، ترى هند الفهاد فرقاً كبيراً، موضحة: «أن أكون مشاركة في فيلم ويعتريني القلق والترقب شيء، وأن أكون أحد الأعضاء الذين يُسمّون هذه المشروعات شيء آخر، هذا تشريف ومسؤولية، إذ أشاهد الأفلام بمنظور البحث عن الاختلاف والتميز وأساليب جديدة لصناع أفلام في تناول موضوعاتهم، وأجدني أنحاز للأفلام التي تعبّر عن أصالة الفكرة وتقدم حكاية لا تشبه أي حكاية، وتنطوي على قدر من المغامرة الفنية، هذه من الأشياء المحفزة في التحكيم، وقد ترأستُ قبل ذلك لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية».

لا تتعجل الفهاد فيلمها الطويل الأول (الشرق الأوسط)

وعن رؤيتها للسينما العربية بعد مشاهدتها أحدث إنتاجاتها في «مهرجان القاهرة»، تقول هند الفهاد: «لا شك في أنها قطعت خطوات واسعة في السنوات الأخيرة بحضورها في المهرجانات الكبرى؛ لأن لدينا حكايات تخصّنا، وهناك مخرجون ومخرجات أثبتوا حضورهم القوي عبر أفكار وأساليب متباينة، وأنا أقول دائماً إن الفكرة ليست في القصة، وإنما في كيف تروي هذه القصة ليتفاعل معها الجمهور في كل مكان».

وتكشف المخرجة السعودية عن استعدادها لتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول الذي تعمل عليه منذ سنوات، قائلة: «كتبته المخرجة هناء العمير، ووصلنا أخيراً لنسخة السيناريو المناسبة، لكن الأفلام الطويلة، ولا سيما الأولى تحتاج إلى وقت للتحضير، خصوصاً إذا كان في المشروع تحديات على صُعُد القصة والممثلين والإنتاج».

وتتابع هند: «لم أحدّد بعدُ توقيت التصوير. وعلى الرغم من أنه مشروعي الأساسي، لكن هناك مشروعات أخرى أشتغل عليها، وفي تعدّدها أضمن استمرارية العمل لأكون حاضرة في المجال، فقد تكون هناك فكرة رائعة، لكن حين تُكتب نكتشف أنه من الصعب تنفيذها، لأسباب عدة».

وعن نوعية الفيلم تقول: «اجتماعيّ دراميّ، تدور أحداثه في غير الزمن الحالي. وانتهت مرحلة تطوير النص لفيلمي القصير، ووصل إلى النسخة المناسبة، وأنا، الآن، أختار أبطاله، وهو يروي حكاية تبدو في ظاهرها بسيطة، وتحمل أوجهاً عدّة، فأنا لا أُعدّ الأفلام القصيرة مرحلة وانتهت، بل أحب العمل عليها بشغف كبير في ظل ما أريده، والمعطيات من حولي وكيف أتقاطع مع هذه الأشياء».

وحاز مشروع فيلمها الطويل «شرشف» على منحة إنتاج من معمل البحر الأحمر، وترى هند الفهاد أن التّحدي الحقيقي ليس في التمويل؛ لأن النص الجيد والسيناريو المكتمل يجلبان التمويل، مُشيدة بتعدّد جهات الدعم في المملكة من منطلق الاهتمام الجاد بالسينما السعودية لتأسيس بنية قوية لصناعة السينما أوجدت صناديق تمويل متعددة.

وعلى الرغم من عمل هند الفهاد مستشارة في تطوير المحتوى والنصوص الدرامية، فإنها تواصل بجدية الانضمام إلى ورش السيناريو؛ بهدف اكتساب مزيد من الخبرات التي تُضيف لها بصفتها صانعة أفلام، وفق تأكيدها.

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

بدأت هند الفهاد مشوارها قبل القفزة التي حققتها صناعة السينما السعودية. وعن ذلك تقول: «كنا نحلم بخطوة صغيرة فجاءنا بحرٌ من الطموحات، لذا نعيش لحظة عظيمة لتمكين المرأة ورعاية المواهب المحلية بشكل عام، وقد كنّا نتطلع لهذا التّحول، وأذكر في بداياتي أنه كان وجود السينما أَشبه بالحلم، لا شك في أن نقلة كبيرة تحقّقت، لكن لا تزال التجربة في طور التشكيل وتتطلّب وقتاً، ونحن مهتمون بتطوير المواهب من خلال مشاركتها في مشروعات عربية وعالمية لاكتساب الخبرات، وقد حقّقت أعمالٌ مهمة نجاحاً دولياً لافتاً على غرار (نورة) و(مندوب الليل)».

وتُعبر هند الفهاد عن طموحاتها قائلة: «أتطلع لأحكي قصصنا للعالم، فالسينما هي الصوت الذي يخترق جميع الحواجز».