آلام المعدة المزمنة لدى الأطفال: ما السبب الأكثر شيوعاً؟

التوتر والإجهاد يؤثران على وظيفة الجهاز الهضمي

آلام المعدة المزمنة لدى الأطفال: ما السبب الأكثر شيوعاً؟
TT
20

آلام المعدة المزمنة لدى الأطفال: ما السبب الأكثر شيوعاً؟

آلام المعدة المزمنة لدى الأطفال: ما السبب الأكثر شيوعاً؟

السبب الأكثر شيوعاً لآلام المعدة المزمنة لدى الأطفال ليس شيئاً يمكنك اكتشافه في التحليل، أو علاجه بتناول دواء. وهذا الأمر يجعل من الصعب بمكان تشخيص وعلاج تلك الآلام.

ربما لم تسمع من قبل بـ«آلام البطن الوظيفية (functional abdominal pain)». ومع ذلك؛ فإنها تصنف السببَ الأكثر شيوعاً لآلام المعدة التي تستمر لشهرين أو أكثر لدى الأطفال والمراهقين.

آلام البطن الوظيفية

يرتبط العقل والجسم ارتباطاً وثيقاً بطرق ما زلنا نعمل على فهمها، وهذا ينطبق بشكل خاص على العقل والجهاز الهضمي. ويمكن أن يؤدي الإجهاد؛ خصوصاً الإجهاد المزمن والاكتئاب والقلق، إلى ألم حقيقي شديد. وفي بعض الأحيان، يكون الألمُ العرضَ الوحيد للتوتر، خصوصاً لدى الأطفال المتفوقين ذوي الكفاءة العالية أو الذين يميلون إلى إخفاء عواطفهم.

وفي بعض الأحيان، لا يكون سبب الألم هو الإجهاد، بل نتيجة لعدوى أو لمرض آخر، ويبقى حتى بعد زوال المرض، وقد يضيف ألماً إضافياً للمرض في أثناء علاجه. القلق بشأن الألم وسببه المحتمل يمكن أن يجعل الأمور أسوأ، فالجهاز العصبي للأمعاء يمكن أن يعمل بنشاط أكبر حد الإفراط.

الأعراض الشائعة لآلام البطن

يمكن أن تظهر على الأطفال الذين يعانون آلاماً وظيفية في البطن أعراض خفيفة تظهر من حين لآخر، وقد تكون لديهم أعراض أكثر حدة تتداخل مع الحياة اليومية.

وإلى جانب آلام المعدة، يمكن أن يصاب الأطفال بالغثيان أو القيء أو الإمساك أو الإسهال... أو بمزيج من كل هذا. وقد تكون لديهم شهية ضعيفة أو يشكون من الشعور بالشبع بسرعة كبيرة.

الاتصال بالطبيب

متى يجب عليك الاتصال بطبيب طفلك؟ من المهم مراجعة الطبيب إذا كان طفلك يعاني آلاماً مزمنة في المعدة. يجب أن يخضع طفلك للفحص الجسماني، وقد يرغب طبيبك في إجراء بعض التحاليل، مثل تحاليل الدم أو البراز، في ظل وجود كثير من الحالات الطبية التي يمكن أن تسبب آلاماً مزمنة في المعدة.

ومن المهم بشكل خاص الاتصال بطبيبك إذا كان طفلك يعاني مما يلي:

* فقدان الوزن.

* وجود دم في البراز.

* ألم شديد.

* الحمى، أو الطفح الجلدي، أو التهاب المفاصل، أو علامات مرضية أخرى.

إذا وجد طبيبك أن فحص طفلك واختباراته طبيعية، ولا يفقد وزنه، فمن المحتمل أن يكون طفلك يعاني آلاماً وظيفية في البطن.

بالنسبة إلى بعض العائلات، يبدو هذا التشخيص كأن الأطباء يقولون إن العلة تكمن في عقل الطفل، أو إن ما يشعر به من وحي خياله، لكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة؛ إذ إن الألم حقيقي؛ لكنه لا يحدث بسبب شيء خطر، وهو خبر جيد في حد ذاته.

مساعدة الطفل المريض

كيف يمكنك مساعدة طفل مصاب بألم البطن الوظيفي؟ هناك كثير من الطرق لمساعدة طفل يعاني آلامَ بطن وظيفية بمجرد إجراء التشخيص. وهذه الطرق تشمل:

* فهم وإدارة الضغوطات في حياة الطفل، إن وجدت.

* الأدوية الموصى بها من قبل فريق الرعاية الصحية الخاص بك يمكن أن تساعد في التغلب على الأعراض، مثل الملينات للإمساك.

* العلاج السلوكي المعرفي؛ نوع من العلاج يرفع الوعي باستراتيجيات إدارة الألم، وكذلك إدارة أي إجهاد أو حزن يمكن أن يكون من ضمن الأسباب.

* التأمل واليوغا وطرق أخرى لمساعدة الطفل على الاسترخاء وتدريبه على التفاعل مع عالمه.

* بالنسبة إلى بعض الأطفال، يمكن أن يكون اتباع نظام غذائي «قليل الفودماب (low FODMAP diet)» مفيداً. («الفودماب» سلسلة قصيرة من الكربوهيدرات التي يجري امتصاصها بشكل سيئ في الأمعاء الدقيقة، وتشمل: اللاكتوز، والفركتوز، والسوربيتول، والفركتانز، والغلاكتوز. «ويكيبيديا»).

* تستخدم البروبيوتيك ومستحضرات زيت النعناع وبعض المكملات الأخرى أحياناً للمساعدة في تهدئة الألم والوقاية منه.

يمكن لغالبية الأطفال الذين يعانون آلاماً وظيفية في البطن تلقي الرعاية من طبيب الأطفال. والزيارات المنتظمة للطبيب فكرة جيدة للتحقق ومعرفة كيفية سير الأمور وتعديل أي علاجات. وإذا لم تتحسن الأمور، فيمكن أن تكون الإحالة إلى اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي مفيدة.

• «مدونات هارفارد الصحية» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ طلاب يتجولون في حرم جامعة هارفارد في كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأميركية (رويترز) play-circle

ترمب يصف جامعة هارفارد بأنها «مهزلة» و«لا تستحق» التمويل الفيدرالي

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الأربعاء)، هجومه على جامعة هارفارد العريقة، مهدداً بحرمانها من التمويل الفيدرالي والإعفاء الضريبي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك متلازمة «القلب المكسور» لها أعراض النوبة القلبية

متلازمة «القلب المكسور» لها أعراض النوبة القلبية

أدلة جديدة عن «اعتلال تاكوتسوبو القلبي»

جولي كورليس (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك دراسة تكشف الصلات بين السكري وأمراض القلب

دراسة تكشف الصلات بين السكري وأمراض القلب

الخطر المرتفع للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قائم منذ وقت مبكر، يصل إلى 30 عاماً قبل تشخيص مرض السكري من النوع 2.

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك كيف تتأقلم مع أعراض مواسم الحساسية المتفاقمة؟

كيف تتأقلم مع أعراض مواسم الحساسية المتفاقمة؟

مستويات حبوب اللقاح في أميركا ارتفعت 21 % خلال أكثر من ربع قرن.

هايدي غودمان (كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))

هل تعاني من ارتفاع مستمر في مستويات الكورتيزول؟ 5 طرق لمحاربة ذلك

قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)
قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)
TT
20

هل تعاني من ارتفاع مستمر في مستويات الكورتيزول؟ 5 طرق لمحاربة ذلك

قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)
قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)

إذا كانت مستويات الكورتيزول لديك مرتفعة باستمرار، فلا تعتبر ذلك أمراً طبيعياً، بل عليك اتخاذ بعض الخطوات للسيطرة عليها، حيث إن تكرار الارتفاع يومياً قد يُسبب القلق والتوتر ومشاكل نفسية أخرى. يمكنك البدء بتحسين جودة نومك، لأن قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول. أضف أنشطة مُهدئة كالتأمل أو التنفس العميق إلى روتينك اليومي، وتناول وجبات متوازنة غنية بالبروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات المُعقدة للحفاظ على مستوى السكر في الدم.

وهنا، يمكنك الاطلاع على تفاصيل 5 خطوات لمحاربة هذه الحالة:

الاهتمام بنومك

تعتبر قلة النوم من أبرز محفزات ارتفاع مستوى الكورتيزول. احرص على الحصول على 7-9 ساعات من النوم المتواصل والمريح. حدّد موعداً منتظماً للنوم، وقلل من وقت استخدامك للشاشات قبل النوم، واتبع روتيناً هادئاً يُشير إلى أن جسمك أصبح جاهزاً للاسترخاء.

ممارسة أنشطة مهدئة

مارس بانتظام أنشطة تُنشّط جهازك العصبي الباراسمبثاوي - وضع «الراحة والهضم». التأمل، والتنفس العميق، وتدوين اليوميات، والتمدد، وقضاء الوقت في الطبيعة، كلها طرق بسيطة لكنها فعّالة لخفض مستوى الكورتيزول وتهدئة عقلك.

تناول الوجبات الغذائية

ارتفاع وانخفاض سكر الدم قد يرفع مستوى الكورتيزول. تناول وجبات غنية بالبروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة بانتظام. تجنب تخطي الوجبات، وقلل من تناول الكافيين والسكر والأطعمة المصنعة، لأنها قد تزيد من إجهاد جسمك.

ممارسة الرياضة

تساعد التمارين الرياضية على خفض مستوى الكورتيزول مع مرور الوقت، لكن الإفراط في التدريبات المكثفة قد يؤدي إلى نتائج عكسية. ركّز على حركات معتدلة وممتعة كالمشي، وتمارين القوة، واليوغا، والسباحة. استمع إلى جسمك وخصص أياماً للتعافي.

إدارة التوتر

غالباً ما ينشأ التوتر المزمن من الإفراط في الالتزام أو إرضاء الآخرين. تعلم كيف تحمي طاقتك بوضع حدود صحية في العمل والمنزل والعلاقات. قول «لا» هو شكل من أشكال العناية بالنفس ويساعد في تقليل الضغوطات غير الضرورية.