نقص الانتباه لدى الأطفال... يؤدي إلى مضاعفات صحية لاحقاً

تدهور القدرة على الإنصات يقود إلى تدني التحصيل العلمي

نقص الانتباه لدى الأطفال... يؤدي إلى مضاعفات صحية لاحقاً
TT

نقص الانتباه لدى الأطفال... يؤدي إلى مضاعفات صحية لاحقاً

نقص الانتباه لدى الأطفال... يؤدي إلى مضاعفات صحية لاحقاً

تشير دراسة جديدة نشرت في مطلع شهر يونيو (حزيران) الجاري إلى احتمال أن يكون الأطفال الذين يعانون ضعف التحكم في الانفعالات والتصرفات وردود الأفعال بشكل عام (كما هو الحال مع معظم مرضى نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD)، أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية واجتماعية لاحقاً في البلوغ.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين عانوا مشكلات مثل نقص الانتباه، وعدم القدرة على الاستقرار في المكان نفسه، والتحرك الدائم في مرحلة الطفولة، كانوا أقل حظاً في النجاح عند البلوغ، على المستوى العلمي والمادي والاجتماعي، وأيضاً الصحي، عند مقارنتهم بأقرانهم الآخرين.

التحكم بالانفعالات

الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة تكساس University of Texas at Austin بالولايات المتحدة، ونشرت في الإصدار الإلكتروني من مجلة علم النفس التنموي the journal Developmental Psychology، أوضحت أن القدرة على التحكم في الأفعال والانفعالات المختلفة تعد مهارة أساسية في حياة الإنسان، وتحدد سلوكه وعلاقته بالآخرين وتؤهله للعمل. وكلما تم اكتساب هذه المهارات في عمر مبكر، زادت فرص الترقي وإنجاز تقدم ملموس في المجالات المختلفة.

وتعد الدراسة الجديدة تأكيداً لنتائج دراسة نيوزيلندية سابقة نشرت في عام 2011، وخلصت إلى المفاهيم نفسها، ومجملها أن تجارب الأفراد الشخصية في مرحلة الطفولة، وكمّ المهارات المكتسبة أثناء هذه الفترة، يلعبان دوراً مهماً في النجاح لاحقاً، ولأن أطفال نقص الانتباه في الأغلب يتم تشخيصهم بعد وقت طويل، وبالتالي لا يتم توفير العلاج السلوكي لهم. وفي العادة تعتبر معظم المجتمعات فرط النشاط وعدم التركيز أقرب ما يكون للسلوك الطبيعي؛ خصوصاً في المجتمعات الأقل تقدماً، علمياً وصحياً.

مشكلة هؤلاء الأطفال ليست أنهم أقل في مستوى الذكاء أو أضعف من الناحية البدنية والصحية، ولكن مشكلتهم الأساسية هي عدم التعامل معهم بشكل علمي، بمعنى أن الطفل الذي يعاني نقص الانتباه لا يستطيع الإنصات للدرس لفترات طويلة مثل بقية أقرانه، وذلك لحاجته للتحرك الدائم. ولكن في حالة توصيل المعلومة له بشكل مختصر وبسيط يمكنه استيعابها بسهولة. ونظراً لعدم وجود مراكز مؤهلة للتعامل معهم؛ خصوصاً في الدول النامية، لا يكتسبون مهارات كافية في التعامل في السنوات الأولى من حياتهم.

بالنسبة للدراسة الحالية، قام الباحثون بجمع بيانات من دراستين سابقتين: الأولى في المملكة المتحدة، وتضمنت معلومات عن أكثر من 15 ألف شخص شاركوا في دراسة عن نمو الأطفال وتطورهم National Child Development، وكان المشاركون من جميع أرجاء المملكة من إنجلترا وأسكوتلندا وأيضاً ويلز، وجميعهم تمت ولادتهم خلال أسبوع واحد في عام 1958، وتمت متابعتهم حتى عمر 42 عاماً، والثانية من دراسة في الولايات المتحدة، قام فيها الباحثون بجمع بيانات حول ما يقرب من 1200 مشارك في دراسة عن رعاية الطفولة المبكرة، وتنمية الشباب، وهؤلاء تمت ولادتهم عام 1991 في 10 مستشفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ثم تمت متابعتهم حتى عمر 26 عاماً.

في كلتا الدراستين قام الباحثون بعمل استبيان للمشاركين وأولياء أمورهم، وكذلك للمعلمين، عدة مرات، حول الأعراض التي تتعلق بعدم التركيز وعدم القدرة على البقاء في موضوع معين، وكثرة الحركة في المنزل والمدرسة، سواء الذين يعانون بالفعل المرض وتم تشخيصهم بنقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) أو يعانون أي مشكلات أخرى. وقام الباحثون أيضاً بسؤال المشاركين حينما أصبحوا بالغين عن تفاصيل حياتهم، بما في ذلك مستوى التعليم والوظيفة والمدخرات المالية والحالة الاجتماعية، وأيضاً صحتهم البدنية والنفسية.

تدني التحصيل العلمي

في كلتا الدراستين تبين أن الأطفال الذين يعانون عرضاً أو أكثر لنقص الانتباه وفرط الحركة، مثل عدم القدرة على التحكم في الانفعالات، كانوا هم الأسوأ حالاً في البلوغ، وذلك في جميع الفئات التي تم تقييمها؛ حيث ارتبطت مشكلات الانتباه بعدم القدرة على التحصيل وتدني المستوى التعليمي، وارتبطت مشكلات الاندفاع وفرط الحركة بزيادة الاحتماليات لكسر القانون والانخراط في أنشطة غير مشروعة.

هؤلاء الأطفال في الأغلب يعانون طفولة تعيسة، نتيجة عدم تمكنهم من مواكبة أقرانهم في التحصيل العلمي، وعدم قدرتهم على اكتساب أصدقاء بسهولة، فضلاً عن العواقب التي تحدث لهم جراء فرط نشاطهم وعدم التركيز بشكل كافٍ. ومن المعروف أن التعرض للصدمات النفسية في مرحلة الطفولة يزيد من مخاطر المشكلات الصحية والنفسية، مثل الاكتئاب لاحقاً في البلوغ، وزيادة احتمالية إدمان المواد المختلفة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تبعات اجتماعية ومادية وصحية سيئة.

وقال الباحثون إن النتائج لا تعني بالضرورة أن الأطفال المصابين بنقص الانتباه سوف يعانون الفشل بعد البلوغ؛ خصوصاً إذا تم التعامل معهم بشكل مبكر. وعلى سبيل المثال، هناك نسبة تبلغ 95 في المائة ممن يعانون مشكلات في الانتباه بمرحلة الطفولة، لم يكن لديهم أي مشكلات مع القانون بعد البلوغ، ولم ينخرطوا في أي نشاط غير مشروع. ومن خلال بحوث سابقة، هناك كثير من الأطفال المصابين بالـADHD ينجحون في الحياة بشكل كبير.

وأوصى الباحثون بضرورة التشخيص المبكر، والعلاج النفسي والسلوكي dialectical behavior therapy في مراكز خاصة بالتعامل مع أطفال نقص الانتباه، وتعليمهم مهارات التأقلم، وفي الأغلب يتم دمج العلاج السلوكي مع العلاج الدوائي بالعقاقير المحفزة للأعصاب. ويفضل أن يمارس هؤلاء الأطفال الرياضات التي تشمل فنون الدفاع عن النفس؛ لأنها تحتاج إلى مجهود كبير وحركة مستمرة، وأيضاً محفزة للتحكم في الانفعالات المختلفة، وتمكنهم من عمل صداقات مع أقرانهم.

* استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

كيف تساهم البقوليات في تعزيز الزنك بالجسم؟

صحتك حبات من الفول السوداني وهو من فئة البقوليات (أرشيفية - رويترز)

كيف تساهم البقوليات في تعزيز الزنك بالجسم؟

تُعدّ البقوليات، مثل العدس والحمص والفول، من المصادر الجيدة للزنك. فكيف تساهم في تعزيزه في جسم الإنسان؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الموز مصدر غني بالبوتاسيوم الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم (بكسلز)

اكتشف كيف يساعد الموز على خفض ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم من الحالات الصحية الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)

ما أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض انقطاع الطمث؟

انقطاع الطمث هو المرحلة التي يتوقف فيها النشاط التناسلي لدى المرأة، وقد يتسبب في مجموعة متنوعة من الأعراض، نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)

دراسة: الجرعات المنخفضة من الأسبارتام تؤثر على صحة القلب والدماغ

تشير دراسة حديثة أُجريت على الفئران إلى أن هذا المُحلِّي، حتى بجرعات منخفضة، قد يُؤثر سلباً على صحة القلب والدماغ على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق 2026 سنة العناية الصحية والنفسية (بكساباي) play-circle 01:25

ادخل 2026 بقرارات ذكية وصحية... إليك 10 منها لتحصين النفس والجسد

من فحوص الدم المعمّقة إلى السيطرة على التوتر في العمل، مروراً بتمارين التنفس، والعضلات... صيحاتٌ صحية سترافق عام 2026.

كريستين حبيب (بيروت)

كيف تساهم البقوليات في تعزيز الزنك بالجسم؟

حبات من الفول السوداني وهو من فئة البقوليات (أرشيفية - رويترز)
حبات من الفول السوداني وهو من فئة البقوليات (أرشيفية - رويترز)
TT

كيف تساهم البقوليات في تعزيز الزنك بالجسم؟

حبات من الفول السوداني وهو من فئة البقوليات (أرشيفية - رويترز)
حبات من الفول السوداني وهو من فئة البقوليات (أرشيفية - رويترز)

تُعدّ البقوليات، مثل العدس والحمص والفول، من المصادر الجيدة للزنك، إلا إنها تحتوي في الوقت نفسه مركّبات الـ«فَيْتات (Phytates)» التي تحدّ من قدرة الجسم على امتصاصه؛ مما يجعل الزنك النباتي أقل توفراً حيوياً مقارنة بالزنك الآتي من المصادر الحيوانية.

ومع ذلك، تظل البقوليات غذاءً مهماً يمدّ الجسم بالزنك والبروتين والألياف، لا سيما لدى متّبعي الأنظمة الغذائية النباتية، ويمكن تحسين امتصاص الزنك منها عبر تقنيات عدة، مثل النقع والإنبات والتخمير.

كيف يمتص الجسم الزنك؟

يُمتص الزنك في الأمعاء الدقيقة عبر نواقل مختصة، وينتقل إلى الدم حيث يرتبط أساساً بالألبومين، ويتوزع في الجسم، خصوصاً في العضلات والعظام، ويُطرح غالباً مع البراز.

يمتصّ الجسم الزنك أساساً في الأمعاء الدقيقة، خصوصاً في «الاثني عشر» و«الصائم»، عبر آليات خلوية منظَّمة، وفق ما توضحه دراسات ومراجعات علمية موثوقة.

ويتأثر امتصاص الزنك بعوامل غذائية تعززه مثل الأحماض الأمينية، أو تُضعفه مثل الـ«فَيْتات» والكالسيوم. وقد يؤدي الإفراط في تناوله إلى نقص النحاس والحديد واضطرابات في المناعة والدهون.

ويظهر نقص الزنك إما مكتسباً بسبب سوء الامتصاص أو بعض الأدوية، وإما وراثياً كما في التهاب الجلد المعوي، ويُعالَج عادة بمكملات الزنك الفموية، مع التنبه لتداخلها مع بعض الأدوية، وفق ما أفادت به دراسة منشورة عبر «المكتبة الوطنية البريطانية للطب».

كيف تساهم البقوليات في تعزيز الزنك؟

غنية بالزنك: تحتوي كميات جيدة من الزنك، فمثلاً، يوفر كوب من العدس المطبوخ نحو 12 في المائة من الاحتياج اليومي.

مصادر نباتية أساسية: هي من أفضل مصادر الزنك النباتية للجميع، وليس للنباتيين فقط.

مركبات معززة: غنية بالألياف والبروتين الداعم صحة الأمعاء ووظائف الجسم، كما أن الزنك ضروري للمناعة وتخليق الحمض النووي.

لتجاوز تحدي الـ«فَيْتات»:

الـ«فَيْتات (Phytates)» مركّبات طبيعية توجد في الأغذية النباتية، وتُعرف علمياً باسم «حمض الفَيْتِيك». تعمل هذه المركّبات على الارتباط بالمعادن داخل الجهاز الهضمي، مثل الزنك والحديد والكالسيوم والمغنسيوم؛ ما يُقلّل من قدرة الجسم على امتصاصها.

وتوجد الـ«فَيْتات» بكثرة في: الحبوب الكاملة، والبقوليات (كالعدس والحمص والفول)، والمكسرات، والبذور.

لماذا تُعد الـ«فَيْتات» مشكلة أحياناً؟

لأن الـ«فَيْتات» تُكوّن مركّبات غير قابلة للذوبان مع المعادن، فيمرّ جزء منها عبر الأمعاء دون امتصاص؛ مما قد يُسهم في نقص بعض المعادن لدى من يعتمدون بشكل أساسي على الغذاء النباتي.

والـ«فَيْتات» لها أيضاً فوائد صحية، إذ تمتلك خصائص مضادّة للأكسدة، وقد تُسهم في حماية الخلايا. لكن تأثيرها السلبي يظهر عندما تكون المعادن في الغذاء محدودة.

حلول لتفادي مشكلات الـ«فَيْتات»:

النقع والإنبات: نقع البقوليات أو إنباتها يقلل من محتوى الـ«فَيْتات»؛ مما يحسن امتصاص الزنك والمعادن الأخرى.

الطهو الصحيح: الطهو الجيد يجعلها مصدراً أفضل للزنك، مع استمرار فوائدها الكثيرة.

التخمير: أي الخميرة (مثل الخبز المخمّر طبيعياً)، وهذه الطرق تُقلّل من محتوى الـ«فَيْتات» وتُحسّن امتصاص المعادن.


اكتشف كيف يساعد الموز على خفض ضغط الدم

الموز مصدر غني بالبوتاسيوم الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم (بكسلز)
الموز مصدر غني بالبوتاسيوم الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم (بكسلز)
TT

اكتشف كيف يساعد الموز على خفض ضغط الدم

الموز مصدر غني بالبوتاسيوم الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم (بكسلز)
الموز مصدر غني بالبوتاسيوم الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم (بكسلز)

ارتفاع ضغط الدم من الحالات الصحية الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. ويمكن أن يؤدي ضغط الدم غير المنضبط إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، والسكتات الدماغية والفشل الكلوي. لكن هناك خيارات طبيعية وسهلة تساعد في دعم السيطرة على ضغط الدم، ومن أبرزها الموز.

الموز والغنى بالبوتاسيوم

ويُعدّ الموز مصدراً غنياً بالبوتاسيوم، وهو معدن أساسي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم. يعمل البوتاسيوم على موازنة مستويات الصوديوم في الجسم؛ ما يساعد في تقليل ارتفاع ضغط الدم. كما أن البوتاسيوم ضروري لصحة الأعصاب والعضلات، ويسهِم في تنظيم معدل ضربات القلب بشكل طبيعي.

كيف يعزز الموز صحة القلب؟

تناول الموز لا يساعد فقط على التحكم في ضغط الدم، بل يقدم فوائد إضافية لصحة القلب:

تحسين صحة الأوعية الدموية

البوتاسيوم الموجود في الموز يدعم مرونة الشرايين ويقلل من تصلبها؛ ما يساعد على تدفق الدم بشكل سلس.

خفض خطر السكتات الدماغية

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كمية كافية من البوتاسيوم يومياً تقل لديهم احتمالات الإصابة بالسكتات الدماغية.

تعزيز توازن النظام الغذائي

الموز غني بالألياف والفيتامينات والمعادن الأخرى التي تدعم الصحة العامة، وتساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل.

نصائح لتناول الموز بفعالية

للاستفادة القصوى من فوائد الموز، يمكن اتباع هذه الإرشادات:

- تناول ثمرة موز يومياً كوجبة خفيفة أو مع الإفطار.

- دمجه مع الشوفان أو الزبادي لزيادة القيمة الغذائية للوجبة.

- استخدامه جزءاً من نظام غذائي متوازن يشمل الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة والبروتين الصحي.

اعتبارات مهمة

رغم فوائد الموز الكبيرة، يجب على مرضى السكري أو من يتبعون حمية منخفضة البوتاسيوم استشارة الطبيب قبل زيادة استهلاك الموز بشكل كبير.

بشكل عام، تناول الموز بوصفه جزءاً من نمط حياة صحي ومتوازن هو المفتاح لتحقيق أفضل النتائج لصحة القلب وضغط الدم.

فالموز ليس مجرد فاكهة لذيذة، بل هو حل طبيعي وسهل لدعم ضغط الدم وصحة القلب. دمجه بانتظام في النظام الغذائي اليومي، مع ممارسة النشاط البدني واتباع نمط حياة صحي، يمكن أن يكون خطوة بسيطة، لكنها فعالة نحو حياة أكثر صحة واستقراراً لضغط الدم.


ما أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض انقطاع الطمث؟

تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)
تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)
TT

ما أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض انقطاع الطمث؟

تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)
تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)

انقطاع الطمث هو المرحلة التي يتوقف فيها النشاط التناسلي لدى المرأة، وقد يتسبب في مجموعة متنوعة من الأعراض، نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.

ووفق تقرير نشره موقع «فيريويل هيلث»، يشير خبراء إلى أن اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، قد يساهم في التخفيف من أعراض هذه المرحلة، إضافة إلى تقليل مخاطر بعض الحالات الصحية المرتبطة بها.

أطعمة قد تساعدك على الشعور بتحسن خلال انقطاع الطمث

تُظهر البحوث أن التركيز على أنواع معينة من الأطعمة خلال انقطاع الطمث قد يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين الشعور العام بالصحة.

الفواكه والخضراوات

تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة. وقد يساعد تناول كميات أكبر منها في تقليل الالتهابات والسيطرة على بعض أعراض انقطاع الطمث.

الحبوب الكاملة

قد تكون زيادة استهلاك الحبوب الكاملة خلال انقطاع الطمث مفيدة لصحة القلب؛ إذ يرتبط استبدال الحبوب الكاملة بالحبوب المكررة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التي قد تصبح أكثر شيوعاً بعد انقطاع الطمث.

البروتينات الخالية من الدهون

تساعد البروتينات الخالية من الدهون -مثل الدجاج والديك الرومي والبروتينات النباتية ومنتجات الألبان قليلة الدسم- في الحفاظ على الكتلة العضلية التي قد تبدأ في التراجع خلال فترة انقطاع الطمث.

الدهون الصحية

مقارنة بالدهون المشبعة والمتحولة، فإن الدهون الصحية القادمة من مصادر الدهون غير المشبعة -مثل الأسماك الدهنية والأفوكادو والمكسرات والبذور- قد تكون واقية للقلب خلال انقطاع الطمث.

الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين «د»

قد يزداد فقدان العظام خلال انقطاع الطمث، ما يجعل هذه الأطعمة ضرورية للحفاظ على صحة العظام، وتقليل خطر الكسور وهشاشة العظام.

الصويا

تحتوي أطعمة الصويا على مركبات نباتية تعمل بطريقة مشابهة لهرمون الإستروجين، وقد تساعد في التخفيف من الهبَّات الساخنة وغيرها من أعراض انقطاع الطمث.

ماذا يحدث للهرمونات خلال انقطاع الطمث؟

تنخفض مستويات الهرمونات بشكل ملحوظ خلال انقطاع الطمث، ما يؤدي إلى ظهور أعراض جانبية، وزيادة خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية.

ينخفض هرمون الإستروجين بشكل كبير، ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام.

يؤدي انخفاض هرمون البروجستيرون إلى اضطرابات في النوم والمزاج.

يرتبط انخفاض هرمون التستوستيرون بانخفاض كثافة العظام وتراجع الرغبة الجنسية لدى بعض النساء.

ويمكن للغذاء -إلى جانب بعض العلاجات الدوائية- أن يساهم في تخفيف الأعراض.

أطعمة يُنصح بالحد منها أو تجنبها

قد تؤدي بعض الأطعمة إلى تفاقم أعراض انقطاع الطمث، أو زيادة خطر الإصابة بحالات صحية مختلفة.

السكريات المضافة

قد يؤدي الإفراط في تناول السكريات المضافة إلى زيادة حدة أعراض انقطاع الطمث. ونظراً لأن عملية الأيض تميل إلى التغيُّر خلال هذه المرحلة، فإن استهلاك كميات كبيرة من السكر المضاف قد يزيد أيضاً من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

الأطعمة فائقة المعالجة

قد يؤدي تناول الأطعمة فائقة المعالجة، وغيرها من الأطعمة الغنية بالصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم ومشكلات صحية أخرى. وتشير بعض الأدلة إلى أن استهلاك كميات من الصوديوم تفوق الحاجة قد يسبب أيضاً احتباس السوائل خلال فترة انقطاع الطمث.

الدهون المتحولة والمشبعة

يوصي الخبراء بتجنب الدهون المتحولة، والحد من استهلاك الدهون المشبعة، بحيث لا تتجاوز 10 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. وخلال فترة انقطاع الطمث، قد يؤدي الإفراط في تناول هذه الدهون إلى زيادة خطر زيادة الوزن والإصابة بأمراض القلب.

الكحول

على الرغم من تباين نتائج البحوث، تشير بعض الدراسات إلى أن الكحول قد يؤدي إلى تفاقم بعض أعراض انقطاع الطمث، مثل الهبَّات الساخنة وتقلبات المزاج. كما أن الحد من استهلاك الكحول قد يساعد في إدارة الوزن، وهي مهمة قد تصبح أكثر صعوبة خلال أو بعد انقطاع الطمث.

طرق أخرى للمساعدة في تخفيف أعراض انقطاع الطمث

قد تكون أعراض انقطاع الطمث أمراً لا مفرَّ منه؛ لكن إجراء تغييرات إضافية على نمط الحياة قد يساعد في التخفيف من هذه الأعراض.

الحصول على قدر كافٍ من النشاط البدني

تشير الأدلة إلى أن النساء اللواتي يمارسن نشاطاً بدنياً منتظماً يعانين من أعراض أقل حدة، مقارنة باللواتي لا يمارسن الرياضة خلال فترة انقطاع الطمث. وتُعد التمارين التي تعتمد على حمل الوزن مهمة بشكل خاص خلال هذه المرحلة، للحفاظ على صحة العظام.

إعطاء النوم أولوية

يُعد الأرق مشكلة شائعة خلال فترة انقطاع الطمث، لذا فإن إعطاء النوم أولوية وطلب المساعدة عند الحاجة قد يكون مفيداً في تحسين جودة الحياة.

التركيز على إدارة التوتر

ارتبط انقطاع الطمث بارتفاع مستويات التوتر والقلق لدى بعض النساء. ويعتقد الباحثون أن العلاج السلوكي المعرفي، إلى جانب الأدوية وعلاجات أخرى، قد يساعد في إدارة التوتر.

إدارة الوزن

قد تؤدي التغيرات الهرمونية المصاحبة لانقطاع الطمث إلى تباطؤ عملية الأيض، ما يجعل التحكم في الوزن أكثر صعوبة. ويوصَى بممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي متوازن كوسيلتين للمساعدة في إدارة الوزن خلال مرحلة الانتقال إلى انقطاع الطمث.