كيسنجر: الصراع في أوكرانيا ربما يقترب من نقطة تحول

توقع بدء مفاوضات بين موسكو وكييف بوساطة صينية بحلول نهاية العام

هنري كيسنجر (رويترز)
هنري كيسنجر (رويترز)
TT

كيسنجر: الصراع في أوكرانيا ربما يقترب من نقطة تحول

هنري كيسنجر (رويترز)
هنري كيسنجر (رويترز)

قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، إن الصراع في أوكرانيا يمكن أن يكون قد اقترب من نقطة تحول، متوقعاً أن تبدأ المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بوساطة صينية بحلول نهاية العام الحالي.

وصرح الدبلوماسي البالغ من العمر 99 عاماً، لشبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية، في مقابلة أذيعت أمس (الأحد): «الآن بعد أن دخلت الصين في مسار المفاوضات، أعتقد أنه بحلول نهاية العام سوف نتحدث عن عمليات تفاوض ومفاوضات فعلية بين روسيا وأوكرانيا».

وفي فبراير (شباط) الماضي، قدمت الصين نفسها بوصفها وسيطاً محتملاً بين موسكو وكييف، وطرحت مبادرة تتكون من 12 بنداً، لوقف الحرب. إلا أن هذه المبادرة تم رفضها بشكل قاطع من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بعض بنودها «يتماشى» مع موقف موسكو، ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ببضع بنود فقط، لكنه قال إن «الدولة التي تدور فيها الحرب هي التي ينبغي أن تطلق خطة السلام».

وتعتبر روسيا الصراع في أوكرانيا حرباً بالوكالة بينها وبين «الناتو»، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة إن أي مفاوضات لن تجرى «مع زيلينسكي، الذي هو عبارة عن دمية في يد الغرب، ولكنها ستجرى مباشرة مع أسياده».

وفي واشنطن، تقول إدارة الرئيس جو بايدن إن الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر متى تسعى لتحقيق السلام.

وأثار كيسنجر غضب كييف العام الماضي عندما اقترح أن تقبل أوكرانيا العودة إلى «الوضع السابق» قبل الحرب، أي السماح لروسيا بالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم ومنح الحكم الذاتي لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وذلك من أجل «تحقيق السلام»، حسب قوله.

وقد اقترح منذ ذلك الحين أن تصبح هذه الأراضي أساساً للمفاوضات بعد وقف إطلاق النار والانسحاب الروسي.

الزعيمان الصيني والروسي (أ.ب)

وكان كيسنجر قد لعب دوراً بارزاً في الانفراجة السياسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي عندما كان وزيراً للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد.

وخلال المقابلة مع «سي بي إس نيوز»، حذر كيسنجر من تطور الصراع بين الصين وتايوان، قائلاً: «لدينا مشكلة، وهي أن هذا الصراع يمكن أن يتطور إلى حرب عامة بين دولتين تتمتعان بتقنيات عالية. وهذا أمر يتطلب اهتماماً عاجلاً».

كما أكد أنه «لا يمكن استبعاد الصين من النظام الدولي».

ورغم كبر سنه، فإن كيسنجر مهووساً بموضوع الذكاء الصناعي. وقد تعاون مع اثنين من المؤلفين في تأليف كتاب صدر عام 2021 بعنوان «عصر الذكاء الصناعي ومستقبل الإنسان».

وتحدث وزير الخارجية الأميركي الأسبق عن «سباق تسلح بالذكاء الصناعي»، قائلاً إنه سيختلف عن سباقات التسلح السابقة.

وأوضح قائلاً: «في سباقات التسلح السابقة، يمكنك تطوير نظريات معقولة حول كيفية انتصارك. سيكون هناك مشكلة جديدة تمامًا من الناحية الفكرية».

وقال إن السرعة التي يعمل بها الذكاء الصناعي ستجعله إشكالياً في مواقف الأزمات.

وتابع قائلاً: «في زمن الحرب، على سبيل المثال، قد يوصي الذكاء الصناعي بمسار عمل يعتبره الرئيس ومستشاروه غير حكيم تماماً. ولن يتمكنوا من التأكد من مدى فاعلية هذا المسار إذا أرادوا ذلك، لأننا لا نستطيع مراجعة كل المعرفة التي اكتسبتها الآلة وتوصلت نتيجة لها لهذا المسار».


مقالات ذات صلة

الخارجية الأميركية: جنود من كوريا الشمالية ينضمون لروسيا في الحرب

العالم قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

الخارجية الأميركية: جنود من كوريا الشمالية ينضمون لروسيا في الحرب

قالت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، إن قوات من كوريا الشمالية بدأت الاشتراك في عمليات قتالية في صفوف القوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثناء مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ببوخارست برومانيا 30 نوفمبر 2022 (رويترز)

بلينكن يزور بروكسل لبحث الدعم الغربي لأوكرانيا بعد فوز ترمب

توجه وزير الخارجية الأميركي إلى بروكسل حيث يجري محادثات طارئة مع الأوروبيين لتسريع المساعدات الموجهة لأوكرانيا وذلك على خلفية انتخاب ترمب رئيساً لأميركا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يتصافحان في أثناء إلقائهما بياناتهما خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه في باريس 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

ماكرون وروته يؤكدان ضرورة بقاء الدعم لأوكرانيا «أولوية مطلقة»

أكد كل من الرئيس الفرنسي والأمين العام لحلف الناتو، اليوم الثلاثاء، أهمية أن يبقى الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا «أولوية مطلقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا يفرض القانون على الأفراد الذين يشاركون في الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء غرامة قدرها 4250 دولاراً (إ.ب.أ)

النواب الروس أقرّوا قانوناً يحظر الترويج لحياة من دون أبناء

أقرّ النواب الروس اليوم (الثلاثاء) قانوناً يحظر الترويج لأسلوب حياة من دون أبناء، على خلفية الأزمة الديموغرافية في روسيا التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
TT

كييف تقول إن موسكو تستعد لشن هجوم في جنوب أوكرانيا

أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)
أوكرانيا تقول إن الروس يستعدون لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات (إ.ب.أ)

عززت روسيا قواتها العسكرية وكثفت قصفها تمهيدا لتنفيذ هجوم في الجبهة الجنوبية، حيث لم تتغير مواقعها إلى حد كبير خلال الأشهر الأخيرة، وفق ما أكد متحدث باسم الجيش الأوكراني اليوم الثلاثاء.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، يمثل الهجوم الروسي في منطقة زابوريجيا الجنوبية تحديا للجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبة بالفعل على الجبهة الشرقية، ولا يزال منخرطا في عملية هجومية في منطقة كورسك الروسية، على الحدود الشمالية.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، فلاديسلاف فولوشين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «الروس يستعدون منذ فترة، منذ عدة أسابيع، لتنفيذ عمليات هجومية في عدة اتجاهات، لا سيما باتجاه زابوريجيا».

وأوضح أن الجيش الروسي يعزز قواته، خاصة في مناطق فريميفكا وغوليابول وروبوتيني.

وأضاف: «كل يوم يقوم باستطلاع جوي وفني هناك، ويتزود بالذخيرة. منذ عدة أسابيع، يستعد العدو لاستخدام المدرعات».

وامتنع فولوشين عن تحديد عدد الجنود الروس المحتشدين في هذا القطاع من الجبهة، لكنه أشار إلى أن مجموعات صغيرة تشن بالفعل هجمات كل يوم.

وأكد أن القوات الأوكرانية عززت خطوط دفاعها وهي مستعدة لصد هجوم واسع النطاق.

في الصيف الماضي، شنت القوات الأوكرانية هجوما واسع النطاق لاستعادة منطقتي زابوريجيا وخيرسون في جنوب البلاد، لكنها فشلت في إحراز تقدم ملموس.

وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن موسكو حشدت 50 ألف جندي، بينهم كوريون شماليون، في محاولة لدحر القوات الأوكرانية التي تسيطر منذ نحو ثلاثة أشهر على جزء من منطقة كورسك الحدودية الروسية.