في ظل مخاوف أممية من وضع «كارثي» على المستوى الإنساني، واصلت الولايات المتحدة بذل مساع دبلوماسية مع الأطراف الدولية والعربية للضغط على طرفي النزاع في السودان، رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة الفريق الركن عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي»، من أجل إعادة الاستقرار إلى هذا البلد العربي الأفريقي عبر هدنة مدتها 24 ساعة توسط فيها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وساد تفاؤل حذر بعدما أفادت تقارير بأن البرهان و«حميدتي» وافقا على الهدنة المقترحة، مما أنعش الآمال في وقف أعمال العنف والحيلولة دون مزيد من الفوضى، التي شملت مهاجمة بعثات دبلوماسية، ومنها موكب تابع للسفارة الأميركية في الخرطوم، ومنزل مبعوث الاتحاد الأوروبي، وعاملون في المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية.
وأفاد بلينكن للصحافيين بأنه اتصل بكل من البرهان ودقلو من اليابان، حيث كان يشارك في اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى، مشيراً إلى أن التقارير الأولية تربط المهاجمين ضد موكب السفارة الأميركية بـ«قوات الدعم السريع». وقال إنه حض كلاً من البرهان و«حميدتي» خلال اتصالين منفصلين على «الموافقة على وقف لإطلاق النار مدته 24 ساعة للسماح للسودانيين بلم شملهم بأمان مع عائلاتهم، والحصول على إمدادات الإغاثة التي تمس الحاجة إليها»، مضيفاً أنه «شدد في المكالمتين على المسؤوليات التي تتحملها القوات المقاتلة السودانية لضمان سلامة وأمن الدبلوماسيين الأميركيين وغيرهم من المقيمين في السودان، وموظفين في الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين الآخرين». واعتبر أنه «إذا جرى تنفيذ وقف إطلاق النار بنجاح لمدة 24 ساعة، فإنه يمكن أن يخلق أساساً للبناء عليه من أجل وقف أكثر استدامة للقتال والعودة إلى المفاوضات في شأن إنهاء دائم للأعمال العدائية». وذكر بأن «الشعب السوداني أوضح تطلعاته الديمقراطية»، موضحاً أنه «بعد أشهر من المحادثات، كانوا على وشك إعادة حكومة يقودها مدنيون».
بموازاة ذلك، حض وزراء خارجية دول مجموعة السبع في بيان أصدروه من اليابان، كل الفصائل على إنهاء الأعمال العدائية. وقالوا: «نحض طرفي النزاع على وقف الأعمال العدائية فوراً من دون شروط مسبقة»، محذرين من أن القتال «يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين، ويقوض جهود استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان».
وكان بلينكن اتصل أيضاً بكل من وزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد لهذه الغاية.
وبعد اتصال وزير الخارجية الأميركي، قال دقلو في تغريدة إنه ناقش مع بلينكن «القضايا الملحة في السودان»، معبراً عن امتنانه لدعم «الولايات المتحدة المستمر من أجل إعادة الاستقرار في السودان». وكذلك أعلنت «قوات الدعم السريع» أنها ستلتزم هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة. ولاحقاً، قال دقلو في سلسلة تغريدات إنه وافق على هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة، رابطاً ذلك بـ«ضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى».
وكذلك نسبت شبكة «سي إن إن» الأميركية للتلفزيون عن البرهان أنه سيكون طرفاً في الهدنة التي تستمر لمدة يوم. ورغم التصريحات السابقة عن أن القوات المسلحة السودانية «ليست على علم بأي تنسيق مع الوسطاء والمجتمع الدولي بشأن الهدنة»، أكد البرهان لاحقاً أن القوات المسلحة السودانية «ستلتزم» بمقترح لوقف النار من الآلية الثلاثية المؤلفة من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان «يونيتامس» والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيغاد».
وأفاد رئيس «يونيتامس» الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان خلال إحاطة أمام اجتماع مغلق من خارج جدول الأعمال لمجلس الأمن أن المنظمة الدولية تحاول إقناع الطرفين المتنافسين بـ«وقف للنار» لفترة من الوقت. وطالبهما بحماية السفارات ومكاتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية والمرافق الطبية. غير أن التقارير تفيد بأن العدد أكبر من ذلك بكثير. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارتن غريفيث في بيان إن «استئناف القتال يؤدي إلى تفاقم الوضع الهشّ أصلاً، مما يجبر وكالات الأمم المتحدة وشركاءنا في المجال الإنساني على إغلاق كثير من برامجنا التي تزيد على 250 في أنحاء السودان مؤقتاً».
وكذلك دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى «الوقف الفوري» للأعمال العدائية في السودان، وإذ ذكّر الطرفين بالتزاماتهما وفق القانون الدولي، دعا إلى إجراء «تحقيقات عاجلة وشاملة ومستقلة» في مقتل المدنيين، بمن فيهم ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وكرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المطالبة بوقف فوري للقتال، مؤكداً أن الوضع الإنساني في السودان «كان خطيراً بالفعل وصار الآن كارثياً». وذكـّر كل الأطراف بالحاجة إلى احترام القانون الدولي.
واشنطن تقود جهوداً دولية وعربية لهدنة سودانية مدتها 24 ساعة
تصاعد المطالب بوقف فوري للقتال... وبلينكن يحض البرهان ودقلو على الحوار
واشنطن تقود جهوداً دولية وعربية لهدنة سودانية مدتها 24 ساعة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة