غلق مقرات «النهضة» التونسية وتوجه لحظر أنشطتها السياسية وتصنيفها «إرهابية»

إثر اعتقال راشد الغنوشي وثلاثة من مستشاريه بتهمة التحريض

رجلا أمن أمام المركز الرئيسي لـ«النهضة» في العاصمة بعد إغلاقه (أ.ف.ب)
رجلا أمن أمام المركز الرئيسي لـ«النهضة» في العاصمة بعد إغلاقه (أ.ف.ب)
TT
20

غلق مقرات «النهضة» التونسية وتوجه لحظر أنشطتها السياسية وتصنيفها «إرهابية»

رجلا أمن أمام المركز الرئيسي لـ«النهضة» في العاصمة بعد إغلاقه (أ.ف.ب)
رجلا أمن أمام المركز الرئيسي لـ«النهضة» في العاصمة بعد إغلاقه (أ.ف.ب)

ذكرت مصادر مقربة من «حركة النهضة» لـ«الشرق الأوسط»، أن مقرات الحزب في مختلف الولايات (المحافظات) التونسية، وعددها 24 محافظة، قد تم إغلاقها أمس، وأن قوات الأمن قد تلقت «أوامر عليا» بذلك، وأن قرارات بمنع كل الأنشطة السياسية للحركة في طريقها للصدور، وهي قد تكون تمهيداً لحظر الحركة بالكامل وتصنيفها ضمن التنظيمات الإرهابية.
وتوقعت المصادر أن يتم استدعاء المزيد من قيادات «النهضة» ومؤيديها للتحقيق معهم، بما يرجح مواجهة نهائية مع قيادات الحركة المتمسكة بفكرة، «أن مسار الرئيس التونسي قيس سعيد، انقلابي»... كما توقعت ملاحقة كل منتقدي ذاك المسار بخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي.
وتأتي هذه القرارات، إثر إلقاء قوات الأمن التونسية القبض على راشد الغنوشي واقتياده إلى ثكنة «العوينة» العسكرية (شمال العاصمة التونسية) للتحقيق معه حول تصريحات نسبت إليه، تحرّض على حرب أهلية في تونس، ويعتقد أنها السبب الأساسي في مداهمة منزله وتفتيشه وتحويله إلى التحقيق، بإذن من النيابة العامة التونسية. كما شمل الإيقاف ثلاثة من قيادات الحركة المقربين من الغنوشي. وفي هذا الشأن، أكد مختار الجماعي، محامي الغنوشي، أن مستشاري رئيس الحركة: محمد القوماني وبلقاسم حسن، وهما عضوان في المكتب التنفيذي، تم إيقافهما ليل الأحد - الاثنين على ذمة التحقيق في القضية الموقوف على ذمتها الغنوشي. وصرح الجماعي أن الدفاع «لم يتمكن من معرفة أسباب إيقاف الغنوشي ومحمد القوماني وبلقاسم حسن ومحمّد شنيبة المسؤول عن العمل الطلابي، وتحديد التهم الموجهة إليهم، كما لم يتمكن من معرفة مكان توقيفهم».
وأكدت مصادر حقوقية أن الغنوشي امتنع عن الإدلاء بأي معطيات أمام الوحدة المركزية لمكافحة الإرهاب بالحرس الوطني في ثكنة العوينة، وذلك عقب جلسة سماعه الأولى، مباشرة إثر اعتقاله. كما تمسك بضرورة حضور محاميه جلسة الاستماع، وهو ما لا يتسنى له إلا بعد 48 ساعة وفق قانون مكافحة الإرهاب المصادق عليه في تونس سنة 2015.
وكانت النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، أذنت لوحدة مكافحة الإرهاب، بمنع محامي الغنوشي من مقابلته أو حضور عملية استجوابه.
على صعيد متصل، أفادت لمياء الخميري رئيسة حزب «حراك تونس الإرادة» الذي أسسه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، بمنعها أمس (الثلاثاء) من دخول مقر الحزب من قبل وحدات أمنية ترتدي أزياء مدنية.
وقالت في تصريح إعلامي إن أشخاصاً مرابطين أمام مقر الحزب أعلموها بأنهم رجال أمن وطلبوا منها مغادرة المكان من دون إبراز بطاقاتهم المهنية أو أي إذن قضائي يمنعها من دخول المقر.
وكشفت أيضاً عن منع «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة التي تدعمها «النهضة»، من عقد مؤتمر صحافي إثر القبض على الغنوشي.
وقالت مصادر أمنية إن وزارة الداخلية قد تتجه خلال الفترة المقبلة نحو منع الاجتماعات السياسية في مقري «النهضة» وحزب «حراك تونس الإرادة»، الذي فتح مقره لتنفيذ اعتصام من قبل قيادات «جبهة الخلاص» المعارضة، وذلك تنفيذاً لقانون 1978 الذي يمنح السلطة القائمة صلاحية تقييم الأوضاع في حالة الطوارئ التي تمتد في تونس إلى نهاية السنة الحالية، ويمكنها من منع الاجتماعات والتنقلات حفاظاً على الأمن العام.
وكانت النيابة العامة التونسية قد قررت يوم أمس الإبقاء على الغنوشي قيد التوقيف، وفسرت وزارة الداخلية التونسية من ناحيتها الأسباب بوجود مذكرة إيقاف صادرة عن النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب. وأفادت بأنّ فرقة أمنية داهمت ليلاً منزل الغنوشي وقامت بتفتيشه وحجز كلّ ما يفيد التحقيق بإذن من النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب. وأكدت «أنّ الغنوشي سيبقى موقوفاً على ذمة التحقيق في قضية تتعلق بتصريحات تحريضية كان أدلى بها، إلى حين اتّخاذ الإجراءات بخصوصه».
وتنسب إلى الغنوشي تصريحات خلال فض اعتصام قيادات «جبهة الخلاص الوطني» قبل يومين، رأى فيها، أن «إبعاد الإسلام السياسي، وإقصاء أحزاب اليسار والتضييق على منظمات المجتمع المدني، قد تؤدي إلى حرب أهلية في تونس».
ويرجح عدد من الحقوقيين المتابعين لتطور الملفات السياسية بعد 25 يوليو (تموز) 2021، أن تكون تلك التصريحات وراء هذا الإيقاف بخاصة أن الغنوشي خضع للتحقيق في أكثر من مناسبة في السابق، حول ملفات شبهة الحصول على تمويلات أجنبية وشبهات إرهابية، وتم الإبقاء عليه في حال سراح. وقد يكون القضاء التونسي قد صنف تصريحاته الأخيرة بكونها «تحريضية تدفع إلى التقاتل وتهدد السلم الاجتماعي».
ويرى مراقبون أن القبض على الغنوشي «قد يمثل الحلقة الأهم بالنسبة للمشروع السياسي للرئيس قيس سعيد، باعتبار أن حركة النهضة التي تدعم بشكل كبير جبهة الخلاص الوطني، باتت تمثل أهم الأطراف الرافضة لهذا المشروع، وتتمسك بنعت المسار السياسي الجديد بالانقلاب».


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

واشنطن تدعو قادة ليبيا إلى تجنب «الإجراءات الأحادية»

الدبيبة خلال استقباله في طرابلس وزير التجارة التركي (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة خلال استقباله في طرابلس وزير التجارة التركي (حكومة «الوحدة»)
TT
20

واشنطن تدعو قادة ليبيا إلى تجنب «الإجراءات الأحادية»

الدبيبة خلال استقباله في طرابلس وزير التجارة التركي (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة خلال استقباله في طرابلس وزير التجارة التركي (حكومة «الوحدة»)

دخلت واشنطن على خط الدعوات الأممية لقادة ليبيا بضرورة تجنب «الإجراءات الأحادية»، وقالت عبر سفاراتها لدى البلاد إنه على «الأطراف السياسية والأمنية كافة تجنب اتخاذ إجراءات من شأنها زعزعة الاستقرار»، وجاء ذلك وسط ارتياح شعبي ملحوظ عقب إلغاء عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، 25 سفارة ليبية، وضمها إلى أخرى في دول مجاورة بقصد تقليص الإنفاق.

نورلاند خلال لقاء سابق مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات (المفوضية)
نورلاند خلال لقاء سابق مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات (المفوضية)

وعشية بيان للبعثة الأممية أعربت فيه عن «قلقها» إزاء التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في ليبيا، نقلت السفارة الأميركية عن المبعوث الخاص، ريتشارد نورلاند، مساء الأربعاء، ضرورة الابتعاد عن أي إجراءات تؤثّر على استقرار البلاد، ورأى أن «التقدم المحرز في المسارين الاقتصادي والأمني يُمهّد الطريق لتحقيق تقدم في المسار السياسي؛ ويجب الآن استغلال كل فرصة لبناء توافق حول مسار نحو الانتخابات».

وكانت البعثة الأممية قد دعت مرات عدة قادة ليبيا إلى تجنب «الإجراءات الأحادية»، وقالت إن «العملية الانتقالية في ليبيا اتسمت بانقسامات سياسية متفاقمة، جراء إجراءات أحادية الجانب، والاستمرار في هذا النهج يهدد بمزيد من التشظي في مؤسسات الدولة»، وطالبت الأطراف الليبية كافة «الالتزام بتهيئة الظروف اللازمة لإجراء مشاورات بناءة، تُرسي إطاراً سياسياً توافقياً يسير بالبلاد نحو انتخابات شاملة وذات مصداقية»، وعدت ذلك «أمراً أساسياً لتحقيق تطلعات الشعب الليبي إلى حكومة تمثله، وبلد موحد ينعم بالاستقرار والازدهار».

المنفي سبق أن وجه رئيس مفوضية الانتخابات لاتخاذ الإجراءات العملية لتنفيذ الاستفتاء على الدستور (رويترز)
المنفي سبق أن وجه رئيس مفوضية الانتخابات لاتخاذ الإجراءات العملية لتنفيذ الاستفتاء على الدستور (رويترز)

وسبق أن وجه محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، خطاباً إلى رئيس مفوضية الانتخابات، عماد السايح، لاتخاذ الإجراءات العملية لتنفيذ الاستفتاء على الدستور، وعرض قرار مجلس النواب القاضي بتمديد ولاية المجلس على الاستفتاء الدستوري. كما أمره باتخاذ الإجراءات القانونية لملء المقاعد الشاغرة بمجلس النواب، في غضون 30 يوماً، وهو الأمر الذي أثار حالة من التوتر في البلاد.

في غضون ذلك، لاقى قرار الدبيبة بإلغاء 25 بعثة دبلوماسية ليبية في الخارج ارتياحاً لدى أطراف عدة بالمجتمع، فيما التزم مجلس النواب وحكومته بشرق البلاد الصمت حيال هذا القرار.

وكان الدبيبة قد قرر بالإضافة إلى إلغاء 25 بعثة دبلوماسية ليبية في الخارج، تشكيل لجنة تتولى دراسة تقليص عدد الموظفين في السفارات والقنصليات والبعثات الليبية، ومعالجة أوضاع العاملين فيها.

كما علّق الدبيبة، بحسب مكتبه، تعليق الإيفاد للدراسة بالخارج، بدءاً من 28 أبريل (نيسان) المنصرم، مع الإبقاء على دراسة الموفدين حالياً دون تمديد. وينص القرار على تحويل المخصصات المالية الناتجة عن إيقاف الإيفاد من ميزانية دعم البحث العلمي إلى مشروع المكتبة الإلكترونية الوطنية، لتُستخدم في تطوير البنية التحتية الرقمية، وتوفير مصادر معرفية وأكاديمية لجميع الطلاب والباحثين داخل ليبيا.

وكان الدبيبة قد صرح أمام حكومته بأن بعض السفارات لا يوجد فيها مكتب ليجلس فيها موظف واحد، «لكن تخصص لها أموال بالعملة الصعبة، وبعضهم يقول إنه يقدم خدمات استشارية، وتضم موظفين محسوبين على السلك الدبلوماسي لكنهم يعملون في الوقت ذاته بالدولة التي يوجدون فيها».

وجدد قرار الدبيبة «أحاديث الفساد» في ليبيا، بالنظر إلى ما سبق وأشار إليه ديوان المحاسبة الأخير من تغول الفساد في سفارات ليبية، وسط مطالب سياسية ومجتمعية بفتح تحقيق فيما تضمنه من تجاوزات.

وتنوعت أشكال الإنفاق و«التجاوزات المالية»، التي أوردها تقرير الديوان، الذي يعدّ أكبر جهاز رقابي في ليبيا، بين رواتب قطاع السفارات والقنصليات والبعثات الليبية لـ3478 موظفاً، منهم 1923 دبلوماسياً، و1555 عمالة محلية، والإنفاق ببذخ على شراء سيارات فارهة للمسؤولين، واستئجار طائرات خاصة.

وأوضح الدبيبة أن خفض عدد الموظفين في السفارات بالخارج بنسبة 20 في المائة يشمل أيضاً السفارات المستمرة في عملها. وبهذا الخصوص قال الدكتور صقر الجيباني، أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة عمر المختار، إن قرار تخفيف السفارات الليبية، وضمها إلى سفارات الدول المجاورة لها، «لقى ارتياحاً لدى الكثير من المواطنين، ويعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح». وقال في هذا السياق: «بصراحة أنا اعتبر كارثة اقتصادية وجود بطالة مقنّعة بالسفارات الليبية، تتقاضى رواتبها بالعملة الصعبة في الوقت الذي يحتاج فيه الاقتصاد الليبي إلى كل دولار واحد. يكفينا البطالة المقنعة بالقطاع العام».

اجتماع تنسيقي لقوات الدبيبة العسكرية قبيل المشاركة في تدريب «سلام أفريقيا 3» بالجزائر (وزارة دفاع «الوحدة»)
اجتماع تنسيقي لقوات الدبيبة العسكرية قبيل المشاركة في تدريب «سلام أفريقيا 3» بالجزائر (وزارة دفاع «الوحدة»)

في شأن منفصل، قالت وزارة الدفاع التابعة لحكومة «الوحدة»، إنها عقدت اجتماعاً تنسيقياً للمشاركين باسم الدولة الليبية في التمرين الميداني، الذي سينظم تحت اسم «سلام أفريقيا 3»، والمقرر تنفيذه ما بين 21 إلى 27 مايو (أيار) الحالي في الجزائر.

وضم الاجتماع مندوبين عن الوحدات والجهات، التي ستمثل الدولة الليبية في هذا التمرين، سواء من الوحدات العسكرية والشُرطية، أو من المؤسسات المدنية، وذلك للوقوف على مدى استعداد، وجاهزية جميع المشاركين في هذا الحدث الإقليمي المهم.

خالد حفتر يستقبل الملحق العسكري بالسفارة البريطانية لدى ليبيا كيترر (رئاسة أركان الوحدات الأمنية)
خالد حفتر يستقبل الملحق العسكري بالسفارة البريطانية لدى ليبيا كيترر (رئاسة أركان الوحدات الأمنية)

من جهة ثانية، قال رئيس أركان الوحدات الأمنية بـ«الجيش الوطني» الليبي إن رئيسها، الفريق خالد حفتر، استقبل في مكتبه بالرجمة الملحق العسكري بالسفارة البريطانية لدى ليبيا، العقيد مات كيترر، ونقلت رئاسة الأركان عن كيترر أنهما ناقشا خلال اللقاء أمن الحدود، والاستقرار على نطاق أوسع والبرامج التدريبية الطبية واللغوية الإنجليزية، وآفاق التعاون والمشاركة المستقبلية.