«أمن إمدادات الغاز» يزداد في ألمانيا

اختناقات توريد المواد الغذائية مستمرة

مستودع «أستورا» للغاز الطبيعي الأكبر في أوروبا الغربية بمدينة ريدين الألمانية (رويترز)
مستودع «أستورا» للغاز الطبيعي الأكبر في أوروبا الغربية بمدينة ريدين الألمانية (رويترز)
TT

«أمن إمدادات الغاز» يزداد في ألمانيا

مستودع «أستورا» للغاز الطبيعي الأكبر في أوروبا الغربية بمدينة ريدين الألمانية (رويترز)
مستودع «أستورا» للغاز الطبيعي الأكبر في أوروبا الغربية بمدينة ريدين الألمانية (رويترز)

لا تتوقع شركة الاستشارات الاقتصادية «بروجنوز» حدوث اختناقات في إمدادات الغاز الألمانية خلال فصل الشتاء المقبل، مشيرة إلى أنه مع الانتهاء من تجهيز 3 محطات للغاز الطبيعي المسال وبناء 3 محطات أخرى في ألمانيا، «يزداد أمن الإمدادات».
ووجد محللو «بروجنوز» أن الطقس المعتدل في ألمانيا خلال فصل الشتاء الحالي قد ضمن انخفاض استهلاك الغاز، وأن مرافق تخزين الغاز الألمانية كانت لا تزال ممتلئة بنسبة 79 في المائة حتى نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأشارت الدراسة، التي أجرتها الشركة بتكليف من «الاتحاد البافاري للأعمال الاقتصادية»، أيضاً إلى أن واردات الغاز الطبيعي من النرويج وأحجام الغاز الطبيعي المسال من السوق العالمية في مستوى عال حالياً.
ورغم أن روسيا أوقفت تماماً نقل الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى ألمانيا، فإنه «تظل شحنات الغاز الطبيعي المسال من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي ذات مستوى مرتفعٍ».
وجاء في الدراسة: «إيجازاً؛ من المرجح بشدة الحيلولة دون منع حدوث نقص في الغاز». وخلصت الدراسة إلى أن المخاطر لا تزال قائمة فيما يتعلق بجهود خفض الاستهلاك، وتخريب محتمل لخطوط الأنابيب، ودرجات الحرارة في الشتاء المقبل، وعواقب التدخل السياسي.
وقال بيرترام بروسارت؛ المدير التنفيذي لـ«الاتحاد البافاري»، في مدينة ميونيخ أمس الثلاثاء: «بفضل الاستعدادات الشاملة والطقس المعتدل ونجاح خفض الاستهلاك، فإننا في وضع أفضل مما كان متوقعاً في فترة التدفئة الحالية»، محذراً في الوقت نفسه من أن فصل شتاء قاسٍ يمكن أن يصبح بسرعة اختباراً للقدرة على التحمل، وأنه من دون توفير مستمر للطاقة، يمكن أن يحدث نقص في الإمدادات.
في الأثناء؛ لا يزال تجار المواد الغذائية في ألمانيا يواجهون ضرراً شديداً بسبب اختناقات التوريد. وأظهر مسح أجراه معهد «إيفو» للبحوث الاقتصادية ونشره أمس الثلاثاء في مدينة ميونيخ، أنه في فبراير (شباط) الماضي أبلغت 86 في المائة من الشركات المختصة في هذا المجال عن نقص في المواد الغذائية المعروضة بمتاجرها. وكانت النسبة تبلغ في يناير الماضي 96 في المائة.
وقال باتريك هوبنر، خبير تجارة التجزئة في «إيفو»، إن أحد أسباب ذلك المفاوضات الصعبة بين المنتجين والتجار حول الأسعار والشروط، وأضاف: «يمكن لمنتجي المواد الغذائية استخدام وقف التوريد وسيلة للضغط في هذه المفاوضات، بينما يستغل تجار التجزئة بدورهم هذه الفرصة لسحب منتجات بعض الشركات المصنعة مؤقتاً من العرض».
وأوضح هوبنر أن ارتفاع الأسعار له تأثير قوي على السلوك الشرائي للمستهلكين، وقال: «يراعي كثيرون حالياً الأسعار بصورة أكبر، كما أنهم صاروا أكثر استعداداً لزيارة كثير من المتاجر وتقسيم المشتريات بحثاً عن صفقات جيدة».
وفي مجال البيع بالتجزئة بوجه عام، لا تزال 5.‏53 في المائة من الشركات التي شملها الاستطلاع متأثرة باختناقات التوريد. وتحسنت الأوضاع في تجارة الدراجات.
وفي يونيو (حزيران) 2022 أبلغ جميع التجار في هذا المجال عن نقص في المنتجات المعروضة، بينما بلغت نسبة من يشكون من ذلك الآن نحو 25 في المائة فقط. وقال هوبنر: «بالنسبة إلى كثير من المنتجات الرياضية والمستلزمات المستخدمة خارج الأماكن المغلقة، فإن الطلب القوي الناجم من الجائحة حتى عام 2022 ينخفض مرة أخرى، وبالتالي تتراجع مشكلات التوريد».


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

سوق العمل في ألمانيا تحتاج إلى آلاف المهاجرين

عمال في مصنع سيارات بألمانيا (رويترز)
عمال في مصنع سيارات بألمانيا (رويترز)
TT

سوق العمل في ألمانيا تحتاج إلى آلاف المهاجرين

عمال في مصنع سيارات بألمانيا (رويترز)
عمال في مصنع سيارات بألمانيا (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن سوق العمل في ألمانيا ستعتمد على المهاجرين «إلى حد كبير» سنوياً على المدى الطويل.

وأشارت الدراسة، التي أجرتها مؤسسة «برتلسمان» الألمانية، إلى أنه «من أجل توفير أيدٍ عاملة بالقدر الكافي، فستكون هناك حاجة إلى نحو 288 ألف عامل أجنبي سنوياً بحلول عام 2040».

وجاء في الدراسة أن هجرة الأيدي العاملة إلى ألمانيا في الوقت الحالي أقل بكثير من المطلوب. وقالت في هذا الصدد خبيرة شؤون الهجرة في المؤسسة، سوزان شولتس، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»، إنه «يجب تقليل العوائق وتحسين الظروف للمهاجرين».

ويفترض نموذج توقعات ثانٍ أنه ستكون هناك حاجة إلى 368 ألف عامل مهاجر سنوياً حتى عام 2040.

ومن عام 2041 حتى عام 2060 - بناء على الآثار الإيجابية للهجرة السابقة - من المتوقع أن يصل متوسط الاحتياج إلى نحو 270 ألف عامل مهاجر سنوياً.

ومن دون مهاجرين إضافيين، تتوقع الدراسة انخفاض القوة العاملة من عددها الحالي البالغ 46.4 مليون عامل إلى 41.9 مليون عامل - أي بنسبة نحو 10 في المائة - بسبب التغير الديموغرافي.

وأشارت الدراسة إلى أنه في حال قلة الهجرة فستكون التأثيرات مختلفة على المستوى الإقليمي، حيث سيكون الانخفاض في الأيدي العاملة في الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان (شمال الراين - ويستفاليا) متوسطاً بتراجع قدره نحو 10 في المائة. وستكون ولايات تورينجن، وسكسونيا - أنهالت، وزارلاند، أكبر تضرراً. وسيكون النقص في الموظفين كبيراً أيضاً في ولايات بافاريا، وبادن - فورتمبرغ، وهيسن.