مكتبة الإسكندرية تتبرَّأ من أزمة مزاد «جواز سفر السادات»

قالت إنه لم يكن بين مقتنيات الرئيس الراحل التي بحوزتها

النياشين والأوسمة التي تخص السادات في متحفه (مكتبة الإسكندرية)
النياشين والأوسمة التي تخص السادات في متحفه (مكتبة الإسكندرية)
TT

مكتبة الإسكندرية تتبرَّأ من أزمة مزاد «جواز سفر السادات»

النياشين والأوسمة التي تخص السادات في متحفه (مكتبة الإسكندرية)
النياشين والأوسمة التي تخص السادات في متحفه (مكتبة الإسكندرية)

تبرأت مكتبة الإسكندرية من «أزمة جواز سفر الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات». وقالت في بيان لها (السبت) إنها «لم تتسلم نهائياً أية جوازات سفر، سواء عادية أو دبلوماسية، خاصة بالرئيس السادات من الأساس، ضمن مجموعة المقتنيات التي تم إهداؤها من قرينته إلى المكتبة».
وأعلنت صالة مزادات «هيرتدج» الأميركية قيامها ببيع جواز السفر الدبلوماسي للسادات في مزاد، الأربعاء الماضي، بقيمة 47500 دولار. وأثار إعلان بيع الجواز ضجة واسعة في مصر، وسط مطالبات بفتح تحقيق بشأن كيفية وصول جواز السفر الدبلوماسي إلى دار المزادات الأميركية.
وقالت مكتبة الإسكندرية إن «المقتنيات التي تسلمتها من قرينة الرئيس السادات، الراحلة جيهان السادات، محفوظة بالمكتبة، حفظاً مخزنياً ومتحفياً، تحت قواعد حفظ وضبط بيئي (صارمة)». ودعت المكتبة المهتمين من المجتمع المصري لـ«زيارة متحف الرئيس السادات الموجود داخلها».

جانب من مقتنيات السادات في متحفه (مكتبة الإسكندرية)

الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، قال لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا منذ عام 2009، بمبادرة من المكتبة وقرينة الرئيس الراحل، بإنشاء المتحف الذي يخص الرئيس الراحل لدينا، وقد تسلمنا بعض مقتنياته، وهي ليست كاملة، وقد حصلنا حصرياً على الأوسمة والنياشين التي حاز عليها جميعاً، ومعها بعض السيوف والدروع التي قُدمت له من الدول الأجنبية».
وأضاف: «منحتنا قرينة الرئيس البدلة الشهيرة التي كان يرتديها وقت اغتياله في حادث المنصة، في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1981»، فضلاً عن «الساعة التي كانت في معصمه، وبعض الوثائق التي كتبها بخط يده، وتتضمن مجموعة من المسودات، والمكتبة الخاصة به، وبعض أدواته الشخصية التي كان يستعملها، بالإضافة إلى مئات الصور، ولم يكن من بين المجموعة التي حصلنا عليها، أي شيء يخص جواز سفر الرئيس الراحل».
ووفق سليمان، فقد «أصدرت المكتبة كتالوجاً خاصاً بكل مقتنيات الرئيس الراحل في عام 2013، ويتضمن كل المحتويات الخاصة بمتحفه، وهو موجود ومتاح»، لافتاً إلى أنه «إضافة لهذا، نحن في مكتبة الإسكندرية بمجرد دخول الإهداءات لنا، يكون هناك نظام صارم وقاسٍ جداً في مسألة تسلمها باعتبارها عهدة، ولو خرج شيء منها تكون هناك مساءلة قانونية»، موضحاً أن «هذه العهدة يتم جردها بشكل سنوي ودوري من جهات حكومية عديدة».

أوراق بخط يد السادات

ويعد «متحف السادات» الأول من نوعه عن الرئيس الراحل في مدينة الإسكندرية، وقد أُقيم على مساحة 250 متراً مربعاً في الجزء الجنوبي للمكتبة. وخصّت قرينة الرئيس الراحل المتحف بمقتنيات تعرض لأول مرة تقديراً للمجهود الذي قامت به مكتبة الإسكندرية، وتحقيقاً لحلم قديم كانت تريد تحقيقه، وهو أن يكون هناك متحف دائم للرئيس الراحل يليق بشخصه وبذكراه، كما دشنت مكتبة الإسكندرية موقعاً خاصاً بالرئيس الراحل.
وتابع رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية: «قامت المكتبة بعمل صور لمقتنيات السادات التي مُنحت لها، ووثقت كل قطعة حصلت عليها، ولم يكن هناك إطلاقاً، بأي شكل من الأشكال، جواز سفر الرئيس الراحل، أو حتى صورة منه».
وأضاف: «بالطبع أي شخص بوضع السادات السياسي، وأهميته في فترة حكمه، كانت لديه مقتنيات كثيرة في بيته أو مع العائلة أو مع أصدقائه»، مشيراً إلى أن «هناك متحفاً للسادات تم إنشاؤه في قريته (ميت أبو الكوم)». ولم يجزم الدكتور محمد سليمان بـ«الطريقة التي خرج بها جواز سفر الرئيس الراحل من مصر».


مقالات ذات صلة

مزاد «كريستيز لفنون الشرق الأوسط» يعود إلى دبي

يوميات الشرق مزاد «كريستيز لفنون الشرق الأوسط» يعود إلى دبي

مزاد «كريستيز لفنون الشرق الأوسط» يعود إلى دبي

يعود مزاد «كريستيز الإلكتروني لفنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة» إلى دبي، للمرة الأولى منذ 2019؛ استجابة للطلب المتنامي على الأعمال الفنية من المنطقة، وفق ما أعلنت «دار كريستيز الشرق الأوسط». وتشمل معروضات المزاد، الذي يُقام من 1 إلى 16 مايو (أيار) المقبل، 63 عملاً فنياً من وسائط مختلفة، تعود إلى الفترة ما بين 1963 و2021، وتتنوع بين اللوحات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية. يتصدّر العمل الفني «برّية» للفنان المغربي محمد المليحي، قائمة أبرز هذه المعروضات.

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق مزاد في سبتمبر على 1500 قطعة عائدة إلى المغني الراحل فريدي ميركوري

مزاد في سبتمبر على 1500 قطعة عائدة إلى المغني الراحل فريدي ميركوري

تُطرح للبيع في مزاد يقام في لندن خلال سبتمبر (أيلول) المقبل نحو 1500 قطعة عائدة إلى مغني فرقة «كوين» البريطانية الراحل فريدي ميركوري، من بينها أزياء ارتداها خلال حفلاته ومخطوطات لنصوص أغنيات، وكذلك لوحات لماتيس وبيكاسو، كما أعلنت دار «سوذبيز» اليوم الأربعاء. وستقام قبل المزاد معارض لأبرز هذه القطع في نيويورك ولوس أنجليس وهونغ كونغ في يونيو (حزيران)، ثم في لندن من 4 أغسطس (آب) إلى 5 سبتمبر (أيلول). ومن بين القطع التي يشملها المزاد تاج مستوحى من ذلك الذي يضعه ملوك بريطانيا في احتفالات تتويجهم، ورداء من الفرو الصناعي والمخمل الأحمر. وارتبطت هاتان القطعتان بصورة الفنان البريطاني الذي حقق شعبية واس

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بيع حذاء لمايكل جوردان مقابل 2.2 مليون دولار

بيع حذاء لمايكل جوردان مقابل 2.2 مليون دولار

قالت دار «سوثبي» للمزادات إن حذاء مايكل جوردان، الذي ارتداه في نهائي «دوري كرة السلة الأميركي»، في 1998، جرى بيعه مقابل 2.2 مليون دولار، ليصبح أغلى حذاء رياضي على الإطلاق، وفقاً لوكالة «رويترز». وارتدى جوردان الحذاء، في المباراة الثانية من السلسلة التي تحسم على أساس الأفضل، في 7 مباريات أمام «يوتا جاز»، في موسمه الأخير مع «شيكاغو بولز». وكانت شبكة «إي.إس.بي.إن» قد بثّت فيلماً وثائقياً عن الموسم الأخير لجوردان مع «بولز»، تحت اسم «الرقصة الأخيرة»، في 2020. وأحرز جوردان 37 نقطة، في المباراة الثانية، ليقود «بولز» للفوز 93 - 88، في طريقه لحصد لقبه السادس مع الفريق. وقالت دار «سوثبي» إن جوردان كان ق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق دار «كريستيز» تكشف عن معروضات مزادها لفنون العالمين الإسلامي والهندي

دار «كريستيز» تكشف عن معروضات مزادها لفنون العالمين الإسلامي والهندي

أعلنت «دار كريستيز» عن مزادها «فنون العالمين الإسلامي والهندي» الذي يعرض البُسُط والسجاد الشرقي، وستستضيفه بشكل مباشر بمقرها في «كينغ ستريت» بالعاصمة البريطانية لندن، في 27 أبريل (نيسان) الحالي، حيث سيقدّم نماذج مذهلة من المخطوطات، واللوحات، والخزف، والأعمال المعدنية، والسجادات التي يعود تاريخها للفترة ما بين القرنين الـ9 والـ19. وتتصدر القطع المعروضة مجموعة رائعة من الكنوز المغولية المرصعة بالجواهر التي تبرز عظمة البلاط الهندي، بالإضافة إلى تحفتين مميزتين إحداهما صفيحة برسوم نابضة بالحياة تجسد فخامة البلاط الملكي وتمثل ذروة الإنتاج الفني التيموري، ولوحة زيتية قاجارية للفنان الشهير محمد باقر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مزاد على 1400 قطعة هوليوودية

مزاد على 1400 قطعة هوليوودية

سيكون الزي الشهير الذي ارتداه الممثل الأميركي جون ترافولتا، في فيلم «ساترداي نايت فيفر» خلال سبعينات القرن العشرين وأدى فيه دور نجم ديسكو، القطعة الأبرز في مزاد علني يُقام خلال أبريل (نيسان) الحالي في ولاية كاليفورنيا. ويندرج هذا الزي المؤلف من ثلاثة أجزاء ضمن مجموعة بعنوان «Hollywood: Classic and Contemporary» تطرحها دار مزادات «جوليانز للبيع» في 22 و23 أبريل في بيفرلي هيلز. وقال المدير العام للدار مارتن نولان، «عند التحدث عن الديسكو، يتبادر إلى الذهن فيلم (ساترداي نايت فيفر)، وفرقة (بي جيز)، وجون ترافولتا».


مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».