إسرائيل تقتل عنصراً في «الجهاد» وآخر قدم له الإسعاف في جنين

العالول يقول إنه لم يعد ممكناً استمرار الوضع الحالي

نساء فلسطينيات يتابعن مسار جنازة فلسطينييْن قتلا في جنين بالضفة (رويترز)
نساء فلسطينيات يتابعن مسار جنازة فلسطينييْن قتلا في جنين بالضفة (رويترز)
TT

إسرائيل تقتل عنصراً في «الجهاد» وآخر قدم له الإسعاف في جنين

نساء فلسطينيات يتابعن مسار جنازة فلسطينييْن قتلا في جنين بالضفة (رويترز)
نساء فلسطينيات يتابعن مسار جنازة فلسطينييْن قتلا في جنين بالضفة (رويترز)

قتلت إسرائيل اثنين من الفلسطينيين في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، واعتقلت 15 آخرين في بقية الضفة، في أحدث تصعيد في الأراضي الفلسطينية، فيما علّق نائب الرئيس محمود عباس في قيادة حركة «فتح» محمود العالول، بأن هذا الوضع لم يعد مقبولاً ولا يمكن أن يستمر.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن جواد بواقنة (58 عاماً)؛ وهو معلم في مدرسة ثانوية وأب لـ6 أبناء، والأسير المحرَّر أدهم جبارين (26 عاماً)، وكلاهما من مخيم جنين، قضيا برصاص الاحتلال الاسرائيلي أثناء الهجوم على المخيم.
كانت قوات كبيرة من الجيش تتقدمها قوات خاصة (مستعربون)، قد اقتحمت المخيم؛ في محاولة لاعتقال أحد قادة الجهاد الإسلامي وهو خالد أبو زينة، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة مسلَّحة وشعبية قتلت خلالها القوات الإسرائيلية جبارين وهو أحد مسلَّحي الحركة، ثم بواقنة الذي حاول تقديم الإسعاف له.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش لم يتمكن من اعتقال أبو زينة وهو الهدف من العملية، ولكنه اعتقل اثنين من أبنائه، إلى جانب 3 آخرين من المخيم.
وقال محافظ جنين أكرم الرجوب إن إعدام مواطنين في مخيم جنين، فجر الخميس، يؤكد أن سياسة القتل تمثل أولوية لدى حكومة الاحتلال الفاشية المتطرفة.
العملية في جنين جزء من عملية أوسع في كل الضفة الغربية شملت اعتقال 15 فلسطينياً في الخليل وطوباس وبيت لحم. ويرفع جبارين وبواقنة عدد الذين قتلتهم إسرائيل منذ بداية العام إلى 17، بينهم 4 أطفال.
وقال نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول: «إن استمرار جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا، وآخِرها إعدام مواطنين في مخيم جنين، يؤكد أنه لم يعد مقبولاً أن يستمر الوضع الراهن على ما هو عليه، في ظل حكومة الاحتلال الأكثر تطرفاً».
وأضاف العالول، في حديث للإذاعة الفلسطينية الرسمية، أن عدداً من السيناريوهات يجري نقاشها داخل أطر القيادة؛ لتحديد كيفية التعاطي مع الوضع القائم. وأردف: «العالم لم يُبق لنا سوى خيار واحد هو مواجهة هذا التحدي ومقاومته».
وأدانت السلطة الفلسطينية والفصائل ومنظمة التحرير التصعيد الإسرائيلي الكبير في الأراضي الفلسطينية، في حين تعهدت حركة «الجهاد الإسلامي» بالانتقام.
وطالب رئيس الوزراء محمد أشتية دول العالم بالتدخل لوقف جرائم الاحتلال وحماية الفلسطينيين.
وحمَّل أشتية إسرائيل كامل المسؤولية عن استمرار تلك الجرائم البشعة، كما أدان استهداف قوات الاحتلال مستشفى جنين الحكومي وتهديد حياة المرضى، مطالباً «منظمة الصحة العالمية» وجميع المنظمات الحقوقية الدولية بإدانة الجريمة والتدخل لوقفها.
وفي وقت لاحق شيّع أهالي مخيم جنين جثمانيْ جبارين وبواقنة في مسيرة غاضبة هتفت مطالِبة بالانتقام، وأصدرت «الجهاد» بياناً نَعَت فيه ابنها أدهم جبارين، وقالت إنه من أبرز قادة كتيبة جنين في سرايا القدس، كما نَعَت المدرِّس بواقنة. وأكدت الحركة أن «الجريمة لن تمر دون حساب، وهذه الدماء الطاهرة ستزيد من لهيب الثأر».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».