عيادة إسرائيلية ترفض معالجة عامل جريح لأنه فلسطيني

TT

عيادة إسرائيلية ترفض معالجة عامل جريح لأنه فلسطيني

بعد أيام قليلة من قيام أعضاء كنيست (البرلمان الإسرائيلي) من الائتلاف الحاكم، بينهم عضو الكنيست أوريت ستروك من حزب «الصهيونية الدينية»، بالمطالبة بسن قانون يسمح لطبيب بالامتناع عن معالجة شخص غير يهودي، وقبل أن يتم سن قانون كهذا، أقدمت عيادة طبية في مدينة كريات ملآخي، في الجنوب، على رفض تقديم علاج لعامل فلسطيني جريح.
وكان الشاب محمد أبو طربوش، (23 عاما) من بلدة إذنا في محافظة الخليل، قد أصيب بجرح في يده، يوم الأحد الماضي، بعد تحطم باب زجاجي في الحانوت التي يعمل فيها في كريات ملآخي. فنقله صاحب الحانوت إلى العيادة المذكورة لمعالجته، لكن المديرة التنفيذية للعيادة رفضت السماح بتقديم حتى الإسعاف الأولي للشاب الجريح، لمجرد كونه فلسطينيا. فاضطر إلى مغادرة العيادة وهو ينزف دما. وإثر ذلك، نقله صاحب الحانوت إلى مستشفى «برزيلاي» في مدينة أشكلون (عسقلان)، حيث تمت معالجته من دون مشكلة.
وكُشف هذا الحادث بواسطة حركة «ناشطات مجهولات»، التي تضم مجموعة من النساء اليهوديات اللاتي يناصرن عملية السلام والتعايش اليهودي العربي. وقامت بكتابة شعارات على حائط فرع صندوق: «هنا يميزون بين البشر». و«نسعى لتحقيق العدالة». و«قانون التمييز بدأ هنا».
وجاء في منشور في «تلغرام» حول الكتابة على الحائط أن «ناشطات مجهولات نفذن نشاطا احتجاجيا ضد عمل تمييزي وعنصري حدث أمس في عيادة صندوق المرضى العام في كريات ملآخي». وتقول الناشطات: «دماء جميع البشر متساوية. لن نسكت حيال مظاهر عنصرية عنيفة، وسنسعى لتحقيق العدالة».
وكان عدد من أعضاء الكنيست من حزب «الصهيونية الدينية» قد تقدموا بمشروع قانون في يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بينهم أوريت ستروك وأوفير صوفر وأوهاد طال وموشيه سولومون، يلغي القانون الذي صدر عام 2000 ويحظر التمييز في تقديم الخدمات والمنتجات والدخول إلى الأماكن العامة.
وينص التشريع المقترح على السماح بالتمييز «عندما يتم بسبب المعتقد الديني للشخص الذي تتمثل وظيفته في تقديم منتج أو خدمة عامة أو تشغيل مكان عام».
وقالوا، في تفسير المشروع، إنهم سيصرون على حق الأشخاص الملتزمين دينيا في عدم انتهاك معتقداتهم الدينية. وادعوا أن القانون سيطبق لحماية جميع الأديان، وليس اليهود فقط. وقالت ستروك إنه يجب أن يكون الأطباء قادرين على رفض العلاج للمرضى بسبب معتقداتهم الدينية، بشرط أن يكون الأطباء الآخرون قادرين وعلى استعداد لتقديم العلاج نفسه. ويجب على الدولة أن تتيح لصاحب المصلحة التجارية أن يفعل ما يحلو له في عمله. هو من قام بإنشاء المصلحة وهو لا يدين لأحد بشيء.
وقد أثار القانون موجة احتجاج ورفض وخرج مجموعة أطباء بحملة تقول إن «الطبيب يقسم اليمين المهنية بتقديم علاج حتى للعدو». ورفضوا القانون المقترح، مؤكدين أنه غير إنساني وغير أخلاقي.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

وزير الخارجية الفرنسي: بعثة دبلوماسية تزور دمشق الثلاثاء

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (إ.ب.أ)
TT

وزير الخارجية الفرنسي: بعثة دبلوماسية تزور دمشق الثلاثاء

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (إ.ب.أ)

تزور بعثة دبلوماسية فرنسية دمشق، الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 12 عاماً، وفق ما أعلن وزير الخارجية جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة «فرنس إنتر»، الأحد.

وقال بارو إنّ هدف الدبلوماسيين الأربعة الذين سيجري إيفادهم إلى سوريا، سيكون «استعادة ممتلكاتنا هناك»، و«إقامة اتصالات أولية» مع السلطات الجديدة، و«تقييم الاحتياجات العاجلة للسكان» على المستوى الإنساني.

وسيعمل الوفد أيضاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، على «التحقق مما إذا كانت تصريحات هذه السلطة الجديدة المشجعة إلى حد ما والتي دعت إلى الهدوء، ويبدو أنها لم تتورط في انتهاكات، يجري تطبيقها بالفعل على الأرض».

زار جان نويل بارو العقبة بالأردن، السبت، للقاء دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين وعرب وأتراك لبحث المرحلة الانتقالية في سوريا بعد إطاحة بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول).

وسيطر تحالف من الفصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» على معظم مدن البلاد بعد هجوم استمر 11 يوماً، منهياً نصف قرن من حكم عائلة الأسد.

ووعد محمد البشير، الذي كُلِّف رئاسة حكومة انتقالية حتى الأول من مارس (آذار)، بجعل سوريا «دولة قانون» و«ضمان حقوق كل الناس»، في ظل مخاوف أعرب عنها المجتمع الدولي.

وأتاح اجتماع العقبة تهيئة الظروف التي يمكن للمجتمع الدولي في ظلها الدخول في حوار مع السلطات السورية الجديدة، وهي «احترام الأقليات» و«حقوق الإنسان» و«حقوق المرأة» و«مكافحة (داعش) والإرهاب»، وفق جان نويل بارو الذي أكد أنه «ليس هناك أي انتهاك مقبول».

وتابع بارو: «لسنا غافلين عن السلطات الجديدة في دمشق، فنحن نعرف ماضي بعض هذه الفصائل»، موضحاً أن فرنسا ستتابع الفترة المقبلة «بقدر كبير من اليقظة».

وأضاف: «فيما يتعلق بالأمن، يجب إسكات الأسلحة، ويجب احتواء التهديد الإرهابي الذي لا يزال عالياً للغاية».

وقال بارو: «على المستوى السياسي، يجب على سلطات الأمر الواقع أن تفسح المجال أمام سلطة انتقالية تمثل جميع الأديان والطوائف في سوريا، يمكنها قيادة سوريا تدريجياً نحو دستور جديد، وفي نهاية المطاف نحو انتخابات».

كما أكد المسؤول الفرنسي: «نحن نعمل دون قيد أو شرط من أجل تعبئة المساعدات الإنسانية التي يجب أن تستمر في الوصول إلى السوريين الذين يحتاجون إليها»، بعد أن تسبب النزاع في «نزوح سكاني» كبير.