لا تزال العاصفة التي أودت بالعشرات في الولايات المتحدة خلال عطلة عيد الميلاد تلقي بثقلها أمس (الثلاثاء) على ولاية نيويورك والمسافرين جوّاً في أنحاء البلاد، مع انتشار قصص عن عائلات حوصرت لأيام خلال «عاصفة القرن».
ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالعاصفة الشتوية - معظمها حوادث طرق - إلى 50 على الأقل بعد أن أكد مسؤولون وفاة أخرى في مقاطعة إيري بغرب نيويورك، بؤرة الأزمة.
وقال رئيس بلدية بوفالو بايرون براون عبر «تويتر»: «لسوء الحظ، تتوقع الشرطة أن يرتفع العدد». وأصيبت بوفالو بالشلل لمدة خمسة أيام بسبب تكوّم الثلج وانقطاع الكهرباء، ومن المتوقع تساقط المزيد من الثلوج أمس (الثلاثاء).
https://twitter.com/aawsat_News/status/1608037343339896833
أما حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول المولودة في بوفالو، فقد شبّهت الوضع بعد العاصفة بـ«منطقة حرب». وقالت هوشول للصحافيين الاثنين «من المؤكد أنها عاصفة القرن».
مع انخفاض درجات الحرارة، حوصر ركاب وبعض السكان الفارين من منازلهم الشديدة البرودة على الطرق السريعة مع تعذّر التدخل لإنقاذهم.
وتفاقمت المشكلة عندما أصبح الوصول إلى بعض المناطق متعذراً على سيارات لساعات طويلة، وكاسحات الثلوج لم تتمكن من العمل بسبب ضراوة العاصفة، مما استدعى التدخل لإنقاذ رجال الإنقاذ في بعض الحالات.
وقالت عائلة آنديل تايلور البالغة 22 عاماً، وهي من سكان بوفالو، إنها توفيت في سيارتها بعد أن علقت في طريقها من المنزل إلى العمل.
وصرّحت عائلتها في كارولاينا الشمالية لمحطة تلفزيون محلية أن عناصر الطوارئ الذين علقوا هم أنفسهم أثناء محاولتهم إنقاذها، عثروا عليها ميتة بعد 18 ساعة مرجّحين أن يكون سبب الوفاة التسمم بأكسيد الكربون.
وقال رجل إنه حوصر في سيارته في شوارع بوفالو مع أطفاله الأربعة الصغار لمدة 11 ساعة قبل أن يتم إنقاذهم، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».
وأكد زيلا سانتياغو البالغ 30 عاماً أنه أبقى محرك سيارته يعمل لتوفير بعض الدفء وأطعم أطفاله بعض العصير الموجود في صندوق السيارة، قبل أن تنقذهم أخيراً عند الفجر كاسحة ثلج عابرة.
وفي مدينة معتادة على العواصف الثلجية، حمّل بعض السكان المسؤولية لقرارات حظر السفر التي تم إصدارها في وقت متأخر صباح الجمعة، معتبرين أن ذلك ساهم في تفاقم الكارثة.
أدت العواصف الثلجية والرياح العاتية ودرجات الحرارة الشديدة الانخفاض إلى إلغاء نحو 20 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة، بينها أكثر من 3 آلاف رحلة أمس (الثلاثاء)، وفق موقع التتبع المتخصّص «فلايت أوير».
معظم الإلغاءات أمس (الثلاثاء) شملت شركة «ساوث وست إيرلاينز» التي ألغت أكثر من 60 في المائة، من رحلاتها بسبب مشاكل لوجيستية متتالية تتعلق بشبكة خطوطها، مما كلفها توبيخاً من الحكومة الأميركية.
وقالت وزارة النقل عبر «تويتر» إنها «قلقة من معدل الإلغاء غير المقبول في ساوث ويست»، وستتأكد مما إذا كانت الشركة «تمتثل لخطة خدمة العملاء الخاصة بها»، بينما قالت لجنة مجلس الشيوخ التي تشرف على الطيران إنها ستنظر في الأسباب التي «تتجاوز الطقس».
من جهته، وافق الرئيس الأميركي جو بايدن أمس (الاثنين) على إعلان الطوارئ في ولاية نيويورك لصرف أموال لمساعدتها على التعافي من الكارثة.
ولا يزال مطار بوفالو الدولي مغلقاً حتى صباح اليوم (الأربعاء)، ولا يزال حظر القيادة سارياً في المدينة، حيث حُرم آلاف من الكهرباء.
وقال المسؤول في المدينة مارك بولونكارز محذّراً: «يمكنكم بالتأكيد الخروج والمشي للاطمئنان إلى الجيران والذهاب إلى المتاجر المفتوحة، وما إلى ذلك. لكن لا تقودوا السيارات».
وقال بيل شيرلوك، أحد سكان بوفالو القدامى، لوكالة الصحافة الفرنسية إن منزله محاط بنحو أربعة أقدام من الثلج، لكنه كان محظوظاً لأن الكهرباء لم تنقطع ولأن لديه مخزوناً جيداً من الطعام استعمله طوال عطلة نهاية الأسبوع. وأضاف المحامي البالغ 38 عاماً إن أولئك الأقل حظاً «ربما عاشوا أسوأ عيد ميلاد في حياتهم» - لافتاً إلى أن بعض المنازل في حيّه محرومة من الكهرباء منذ الجمعة.
قضّى شيرلوك ثلاث ساعات في إزالة الثلج من ممر سيارته، وقد ينتظر يوماً آخر قبل أن يغامر بقيادتها لأول مرة منذ نحو أسبوع، موضحاً: «لن نذهب إلى أي مكان إلا إذا اضطررنا لذلك».
وقال رئيس بلدية بوفالو بايرون براون لشبكة «سي إن إن» إنه تم الإبلاغ عن حوادث نهب عدة في المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الميلاد، وتم إلقاء القبض على ثمانية أشخاص.
وتوقّعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تساقط الثلوج في مناطق منعزلة في غرب نيويورك أمس (الثلاثاء)، لكن من المنتظر أن يبدأ ذوبان الجليد.
يُتوقع أن ترتفع الحرارة لتصل إلى 50 درجة فهرنهايت (10 درجات مئوية) بحلول نهاية الأسبوع، رغم أن المسؤولين حذّروا من أن ذوبان الثلوج قد يؤدي إلى فيضانات طفيفة.
أدى الطقس القاسي خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في جميع ولايات البر الرئيسي للولايات المتحدة، ومن بينها مناطق على طول حدود المكسيك، حيث يكافح بعض المهاجرين الوافدين حديثاً للعثور على مأوى.
وأثر انقطاع الكهرباء عند ذروته السبت على 1.7 مليون شخص في البرد القارس، وفق موقع «باور أوترغ» المتخصّص، كما أدى الجليد أيضاً إلى الإغلاق المؤقت لبعض طرق النقل الأكثر ازدحاماً، ومن بينها جزء من الطريق السريع 70 العابر للبلاد.
وقالت حاكمة نيويورك عبر «تويتر» أمس (الثلاثاء) إن إعادة فتح العديد من الطرق السريعة الرئيسية في نيويورك، وكذلك المعابر الحدودية مع كندا، تعد «مؤشراً إلى أننا أخيراً نتخطى ذروة هذه العاصفة التي تحدث مرة واحدة كل جيل».
ولاية نيويورك أشبه بـ«منطقة حرب» بعد «عاصفة القرن» (صور)
ارتباك في حركة النقل الجوي بالولايات المتحدة
ولاية نيويورك أشبه بـ«منطقة حرب» بعد «عاصفة القرن» (صور)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة