تجدد المخاوف في مصر من «تحدي تشارلي»

عقب قيام طفل بشنق نفسه خلال ممارسة اللعبة

لعبة «تشارلي» (أرشيفية)
لعبة «تشارلي» (أرشيفية)
TT

تجدد المخاوف في مصر من «تحدي تشارلي»

لعبة «تشارلي» (أرشيفية)
لعبة «تشارلي» (أرشيفية)

جددت واقعة قيام طفل بشنق نفسه بمحافظة القليوبية المجاورة للقاهرة خلال ممارسة لعبة «تحدي تشارلي» المخاوف في مصر من الألعاب القاتلة التي انتشرت تطبيقاتها بكثرة خلال السنوات الأخيرة، وأدت إلى وقوع العديد من الضحايا من الأطفال.
وفي التفاصيل عثرت أسرة في منطقة بهتيم بحي شبرا الخيمة على طفلهم البالغ 12 عاما، وقد شنق نفسه باستخدام «حبل» داخل غرفة نومه خلال ممارسته لعبة «تحدي تشارلي» والتي يطلق عليها أيضا «لعبة الشياطين».
وقالت والدة الطفل خلال التحقيقات إنها عثرت على مقطع فيديو كان إلى جانبه عن طريقة استخدام «لعبة الشياطين» أو «تحدي تشارلي» كما يطلق عليها، عبر تطبيق «تيك توك»، موضحة وفقا لتقارير صحافية أن نجلها الضحية «كان يحاول تقليد اللعبة فأقدم على شنق نفسه بواسطة حبل، وفارق الحياة».
وتقوم لعبة «تشارلي» على وضع قلم رصاص فوق الآخر على قطعة ورقة مكتوب عليها «نعم… لا»، حيث يحيط بهما مربع مقسم إلى أربعة أقسام ومكتوب في كل جزء عبارة yes وno موزعة بالتساوي. ومن ثم يتم إطلاق أحكام يقوم اللاعب بتنفيذها كقطع الشرايين أو الانتحار شنقا أو غيرها.
وانتشرت في مصر خلال السنوات الماضية الكثير من الألعاب «الإلكترونية القاتلة» عبر تطبيق «التيك توك» والتي خلفت العديد من الأطفال الضحايا، وهو ما أثار مخاوف الكثير من الأسر، وفتح نقاشات بين الخبراء والتربويين حول سبل مواجهة هذه الألعاب، إذ يقوم معظمها على أشكال مختلفة للتحدي، مثل كتم الأنفاس، أو لعبة «ارم صاحبك في الهواء»، أو لعبة «تحدي الوشاح» التي تؤدي أيضا إلى الاختناق.
الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية في مصر تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «انتشار هذه الألعاب بين الأطفال خلق تحديا جديدا أمام التربويين، خاصة الجيل القديم، فنحن ليس لدينا أي خبرات في التعامل مع هذا النوع من المخاطر الذي خلفه انتشار التكنولوجيا، لأن الأمر جديد على جيلنا، لذلك بدأنا بالفعل نقاشات واسعة حول سبل مواجهة مخاطر هذه الألعاب، وأبرز ما توصلنا إليه أن يتم تنظيم دورات تدريبية لجيل الشباب من التربويين حول سبل مواجهة هذه المخاطر لأنهم أكثر قدرة للتعامل مع المشكلة وأكثر إلماما بالتكنولوجيا».
وتسببت الألعاب القاتلة في وقوع العديد من الأطفال الضحايا في مصر خلال الآونة الأخيرة، أحدثها إصابة طالب يدعى «أحمد خالد» بشلل رباعي عقب ممارسته تحدي «ارم صاحبك»، حيث تركه أصدقاؤه يسقط على الأرض عقب إلقائه في الهواء فأصيب بكسور في العمود الفقري وقطع في النخاع الشوكي مما أدى إلى إصابته بشلل رباعي.
ومع تكرار الوقائع المماثلة وجهت وزارة التربية والتعليم مديري المدارس بضرورة «مراقبة أي أنشطة غير اعتيادية للطلاب والتلاميذ خلال تصفحهم الإنترنت، والتوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية». كما حثت الوزارة أولياء الأمور على «متابعة ما يفعله أبناؤهم خلال استخدام الهواتف الذكية ومراقبة المحتوى الذي يتصفحونه».
من جانبه يشرح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب بمصر، الأبعاد النفسية التي تحكم ممارسة الألعاب القاتلة، قائلا إن «أغلب الأطفال الذين يقبلون على ممارسة هذه الألعاب يكون لديهم مشاكل تتعلق بعدم اهتمام الأهل بهم، وعدم وجود من يسمعهم، لذلك يبحثون عن الإثارة عبر ممارستها، كما أن انتشار الحديث عن اللعبة يجعل بعض الأطفال إلى محاولة تجربتها بدافع الفضول».
ويقول فرويز لـ«الشرق الأوسط» إن «التكوين النفسي للطفل يلعب دورا رئيسيا في هذه الألعاب، فالطفل (الإيحائي) يدفعه تكوينه إلى الاندماج في اللعبة حتى نهايتها معتقدا أنها حقيقة جدا، وبالتالي قد يقتل نفسه دون وعي، وأيضا الطفل (العصابي) يفعل نفس الأمر، فهو لا يستطيع التفريق بين الواقعي والخيالي».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

عدّدت مصر «إنجازاتها» في ملف حقوق الإنسان خلال السنوات الأخيرة، قبل مناقشة «تقرير المراجعة الشاملة» أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، في يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكدت القاهرة «هدم السجون (غير الآدمية) وإقامة مراكز إصلاح حديثة».

وتقدمت الحكومة المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتقريرها الرابع أمام «آلية المراجعة الدورية الشاملة» التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي، تمهيداً لمناقشته الشهر المقبل، وهو تقرير دوري تقدمه مصر كل 4 سنوات... وسبق أن قدّمت القاهرة 3 تقارير لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان في أعوام 2010، و2014، و2019.

وقال عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» بمصر، رئيس «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» (مؤسسة حقوقية)، عصام شيحة، إن «الحكومة المصرية حققت (قفزات) في ملف حقوق الإنسان»، وأشار في تصريحات تلفزيونية، مساء الخميس، إلى أن «السنوات الأخيرة، شهدت قنوات اتصال بين المنظمات الحقوقية والمؤسسات الحكومية بمصر»، منوهاً إلى أن «مصر هدمت كثيراً من السجون القديمة التي كانت (غير آدمية) وأقامت مراكز إصلاح حديثة».

وأوضح شيحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، أن «الحكومة المصرية تبنت فلسفة عقابية جديدة داخل السجون عن طريق الحد من العقوبات السالبة للحريات، وأنها هدمت نحو 15 سجناً، وقامت ببناء 5 مراكز إصلاح وتأهيل وفق أحدث المعايير الدولية، وتقدم برامج لتأهيل ودمج النزلاء».

عادّاً أن تقديم مصر لتقرير المراجعة الدورية أمام «الدولي لحقوق الإنسان» بجنيف، «يعكس إرادة سياسية للتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بملف حقوق الإنسان».

وشرعت وزارة الداخلية المصرية أخيراً في إنشاء «مراكز للإصلاح والتأهيل» في مختلف المحافظات، لتكون بديلة للسجون القديمة، ونقلت نزلاء إلى مراكز جديدة في «وادي النطرون، وبدر، و15 مايو»، وتضم المراكز مناطق للتدريب المهني والفني والتأهيل والإنتاج، حسب «الداخلية المصرية».

ورغم الاهتمام الحكومي بملف حقوق الإنسان في البلاد، وفق مراقبين؛ فإن عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» يرى أن «هناك ملفات تحتاج إلى تحرك مثل ملف الحبس الاحتياطي في التهم المتعلقة بالحريات».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستعرض التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان» في مصر (الرئاسة المصرية)

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استجابته لتوصيات مناقشات «الحوار الوطني» (الذي ضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وسياسيين) بشأن قضية الحبس الاحتياطي، داعياً في إفادة للرئاسة المصرية، أغسطس (آب) الماضي، إلى «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس، وتطبيق بدائل مختلفة للحبس الاحتياطي».

ويرى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب أيمن أبو العلا، أن «الحكومة المصرية حققت تقدماً في تنفيذ محاور (الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان) التي أطلقتها عام 2021»، ودلل على ذلك بـ«إلغاء قانون الطوارئ، وتشكيل لجان للعفو الرئاسي، والسعي إلى تطبيق إصلاح تشريعي مثل تقديم قانون جديد لـ(الإجراءات الجنائية) لتقنين الحبس الاحتياطي».

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد عرض على الرئيس المصري، الأربعاء الماضي، التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، متضمناً «المبادرات والبرامج التي جرى إعدادها للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي».

وحسب إفادة للرئاسة المصرية، وجه الرئيس المصري بـ«استمرار جهود نشر الوعي بحقوق الإنسان في مؤسسات الدولة كافة، ورفع مستوى الوعي العام بالحقوق والواجبات»، وشدد على «تطوير البنية التشريعية والمؤسسية لإنجاح هذا التوجه».

عودة إلى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بـ«النواب» الذي قال إن ملف حقوق الإنسان يتم استغلاله من بعض المنظمات الدولية سياسياً أكثر منه إنسانياً، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ازدواجية في معايير بعض المنظمات التي تغض الطرف أمام انتهاكات حقوق الإنسان في غزة ولبنان، وتتشدد في معاييرها مع دول أخرى».