التركمان والمسيحيون يستنكرون محاولات لإلغاء حصتهم من مقاعد برلمان كردستان

عدوا خطوة منافسي حزب بارزاني «ضربة» للتعايش السلمي في الإقليم

التركمان والمسيحيون يستنكرون محاولات لإلغاء حصتهم من مقاعد برلمان كردستان
TT

التركمان والمسيحيون يستنكرون محاولات لإلغاء حصتهم من مقاعد برلمان كردستان

التركمان والمسيحيون يستنكرون محاولات لإلغاء حصتهم من مقاعد برلمان كردستان

استنكر قياديون من المكونين التركماني والمسيحي في إقليم كردستان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس محاولات من بعض الأطراف السياسية في الإقليم لحرمانهم من نظام «الكوتا» الذي يمتلكونه في برلمان إقليم كردستان، مبينين أن هذه المحاولات ستؤثر سلبا على الديمقراطية والتعايش السلمي في الإقليم مستقبلا. وقالت منى القهوجي، رئيسة كتلة التقدم التركمانية في برلمان إقليم كردستان: «تبنت الأحزاب الأربعة المتمثلة بالاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية هذا المشروع الذي قدم من قبل المركز الاستشاري لرئيس البرلمان إلى رئاسة برلمان الإقليم من أجل العمل به، وينص مشروع القانون هذا على تقليل عدد مقاعد الكوتا في برلمان الإقليم، لكن الأحزاب الأربعة عادت مرة أخرى وأصدرت بيانا مشتركا أكدت فيه أنها لا تريد تقليل (الكوتا)، بل تريد إلغاءها، مبينة أنها تريد ممثلين حقيقيين للتركمان والمسيحيين في برلمان كردستان، وحديثهم هذا في حد ذاته يعتبر إهانة لنا ونحن نطالب هذه الكتل الأربع بتقديم اعتذار رسمي للتركمان والمكونات الأخرى»، مشيرة إلى أن المركز الاستشاري يعمل لصالح رئيس البرلمان ولا يخدم البرلمان في شيء.
من جانبه، اعتبر سالار أربيل، عضو المكتب السياسي للحزب التركماني في إقليم كردستان، المطالبة بإلغاء «الكوتا» بمثابة «عودة إلى المربع الأول أو إلى الأيام الأولى لتأسيس برلمان الإقليم عام 1992، وهذه المطالبات تهدف إلى إفشال تجربة إقليم كردستان في المنطقة، ونحن كمكون تركماني في إقليم كردستان نطالب برفع النسبة التي خصصت لنا في برلمان الإقليم إلى 10 في المائة».
أما النائب التركماني ماجد عثمان فيرى أنه «لا يحق للمركز الاستشاري لرئيس برلمان كردستان تقديم مشروع إلغاء كوتا التركمان في الإقليم، لأن التركمان المشاركين في البرلمان يمثلون قومية وليسوا أحزابا، ويجب التعامل معهم كقومية ثانية في الإقليم». وعن مطالب التركمان المقدمة من خلال مشروع إلى لجنة صياغة الدستور في الإقليم، قال عثمان: «مطالبنا تتمثل في تثبيت التركمان كقومية ثانية في الإقليم، وضمان حقوقنا القومية والثقافية والإدارية في الإقليم وإسناد بعض المناصب السيادية لنا».
بدوره، قال روميو هكاري، الأمين العام لحزب بيت النهرين الديمقراطي: «نحن في الأحزاب الآشورية نرفض هذه المحاولات الهادفة لإلغاء (الكوتا) في الإقليم، وعبرنا عن ذلك من قبل، ونؤكد أننا سنرفض أي مشروع بهذا الخصوص فيما إذا تم تقديمه إلى برلمان الإقليم». وأضاف هكاري: «إن تقديم مشروع كهذا يدل على عدم الإيمان بالديمقراطية، وعدم القبول بالآخر، وسيكون له تأثير كبير على التعايش السلمي بن القوميات والأديان المتنوعة في الإقليم، والحديث عن هذا الموضوع يعتبر أول ضربة للتعايش في الإقليم».
في السياق ذاته، قال الناشط المدني المسيحي، نوزاد بولص الحكيم، إنه «لا أحد يستطيع إلغاء (الكوتا)»، مضيفا أن «المسيحيين شاركوا في انتخابات عام 1992 وكانت لهم أربعة مقاعد في برلمان كردستان، وبعد عام 2005 تم تخصيص خمسة مقاعد للمسيحيين وخمسة للتركمان ومقعد واحد للأرمن، ويجب أن تكون هذه حالة طبيعية في كردستان». ونفى الحكيم تبعية هذه المقاعد للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، مبينا بالقول: «التركمان والمسيحيون يعرفون مصلحتهم ويعرفون مع أي الأطراف يتحالفون لضمان مصالحهم وحقوقهم في الإقليم، ولهذا من يفكر هكذا فتفكيره خاطئ»، مؤكدا أن الحزب الديمقراطي الكردستاني أكد في أكثر من مناسبة أنه يؤيد حقوق هذه المكونات ويؤيد الحفاظ على هذه الحقوق، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه المكونات لديها حقوق أكبر من (الكوتا)، في السلطات والحكومة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.