ملك الأردن: المنطقة بحاجة للاستقرار والسلام العادل والشامل والتعاون الإقليمي

انطلاق أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ف.ب)
TT

ملك الأردن: المنطقة بحاجة للاستقرار والسلام العادل والشامل والتعاون الإقليمي

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ف.ب)

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، على دور العراق المحوري والرئيسي في المنطقة، وأولوية تقريب وجهات النظر لتعزيز التعاون الإقليمي، مبينا أن انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة يؤكد تصميم الجميع على العمل مع العراق حكومة وشعبا من أجل مزيد من الازدهار والتكامل.
وفي كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر في دورته الثانية في منطقة البحر الميت، بحضور عدد من قادة وممثلي الدول والمنظمات العربية والإقليمية والدولية، لفت العاهل الأردني إلى أن المؤتمر يمثل فرصة للبناء على مخرجات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي انعقد العام الماضي، ويعيد التأكيد على دعم المشاركين لجهود العراق في مواصلة مسيرته نحو التنمية والازدهار وتعزيز أمنه واستقراره واحترام سيادته.
وأشار عبد الله الثاني إلى أن المؤتمر ينعقد في وقت تواجه فيه المنطقة الأزمات الأمنية والسياسية، وتحديات الأمن الغذائي والمائي والصحي، بالإضافة إلى الحاجة لتأمين إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد والتعامل مع تداعيات التغير المناخي.
وشدد على إيمان الأردن بحاجة المنطقة للاستقرار والسلام العادل والشامل والتعاون الإقليمي، خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، مبينا أن «مواجهة التحديات المشتركة تستدعي عملا جماعيا تلمس شعوبنا آثاره الإيجابية».
وأشار إلى مشاريع التعاون بين الأردن والعراق بالإضافة إلى الأشقاء العرب سواء في قطاعات الطاقة أو الصناعة أو النقل، والتي تعززت من خلال آلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق.
وختم الملك الأردني حديثه بالقول «إن التحديات التي تواجهنا كثيرة وتزداد تعقيدا، لكننا نؤمن أيضا أن هذا المؤتمر ينعقد من أجل خدمة مصالحنا المشتركة، لضمان أمن العراق وازدهاره واستقراره ركنا أساسيا في منطقتنا، ونتطلع لمواصلة العمل معكم لتعميق شراكاتنا خدمة لشعوبنا».
من جانبه، شدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على أن بلاده لا تسمح باستخدام أراضيها لانطلاق أي تهديد لدول الجوار. وقال في كلمته بالمؤتمر: «لا نسمح باستخدام أراضينا لانطلاق أي تهديد لدول الجوار... العراق ينأى بنفسه عن سياسات المحاور، ودعوات التصعيد».
كما دعا «تركيا وإيران إلى ضمان أمن العراق المائي»، مشيراً إلى «تهديد وجودي بسبب شح المياه». وحثّ على «مواصلة العمل المشترك لمحاربة الفكر المتطرف».
ويشارك في المؤتمر الرئيس المصري، والرئيس الفرنسي، ورئيس مجلس الوزراء العراقي، وحاكم رأس الخيمة في دولة الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي، ووزراء خارجية السعودية وعُمان والبحرين وقطر وإيران.
كما يشارك بالمؤتمر الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والقدس في منظمة التعاون الإسلامي، والسفير التركي في عمان، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق.
وينعقد المؤتمر تأكيدا على دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، ولتطوير آليات التعاون معه بما يعزز الأمن والاستقرار ويسهم في عملية التنمية في المنطقة.
كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التقى قبل افتتاح أعمال المؤتمر رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والوفد المرافق، على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في دورته الثانية.
وتناول اللقاء مستجدات المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما تم التأكيد على إدامة التنسيق والتشاور إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه، أشاد السوداني باستضافة الأردن للدورة الثانية من مؤتمر بغداد، معتبرا أنها تأكيد من المملكة على الالتزام بدعم أمن واستقرار العراق.

ويعقد مؤتمر «بغداد 2» في «مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات» على ساحل البحر الميت (50 كيلومتراً غرب عمان)، بعد دورة أولى أُقيمت في العاصمة العراقية في أغسطس (آب) 2021 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعراق.
إلى ذلك، قالت الرئاسة الفرنسية إن «الهدف من هذا الاجتماع هو جمع جيران العراق وشركائه حول الطاولة، في محاولة للمضي قدماً عبر تعزيز الحوار».
ويهدف المؤتمر، وفق الإليزيه، إلى «تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار العراق بلداً محورياً فيها».
ويشكل المؤتمر أول لقاء دولي رفيع المستوى يرأسه رئيس الوزراء العراقي الجديد محمّد شياع السوداني، الذي جاء تعيينه بعد جمود سياسي استمر لأكثر من عام.


مقالات ذات صلة

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

المشرق العربي اليمين الإسرائيلي يطالب بتدفيع الأردن ثمناً سياسياً مقابل تحرير العدوان

اليمين الإسرائيلي يطالب بتدفيع الأردن ثمناً سياسياً مقابل تحرير العدوان

خلال المفاوضات الجارية بين الحكومتين حول اعتقال النائب الأردني عماد العدوان، المشتبه به في محاولة تهريب كمية كبيرة من الأسلحة والذهب إلى الضفة الغربية، أبدت السلطات الإسرائيلية موقفاً متشدداً أوضحت فيه أنها لن تطلق سراحه قبل الانتهاء من محاكمته، فيما طالبت أوساط في اليمين الحاكم بأن يدفع الأردن ثمناً سياسياً ذا وزن ثقيل مقابل تحريره، مثل تخليه عن الوصاية الهاشمية على الحرم القدسي الشريف وبقية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة. وقالت مصادر في اليمين إن «تهمة النائب الأردني خطيرة للغاية على الصعيدين الدبلوماسي والأمني على السواء، وكان يمكن له أن يتسبب في قتل إسرائيليين كثيرين لو نجحت خطته

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الأردن يؤكد أن ظروف توقيف العدوان في إسرائيل تحترم حقوقه القانونية والإنسانية

الأردن يؤكد أن ظروف توقيف العدوان في إسرائيل تحترم حقوقه القانونية والإنسانية

أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، أن النائب عماد العدوان الذي أوقفته السلطات الإسرائيلية قبل أيام على خلفية قضية تهريب مزعومة لكميات من الأسلحة والذهب، بـ«صحة جيدة ولا يتعرض لأي ممارسات مسيئة جسدياً أو نفسياً»، لافتة إلى أنه «طلب طمأنة أسرته أنه بصحة جيدة». وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سنان المجالي، في بيان صحافي (الثلاثاء)، إن السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي، تحدث بشكل مفصل مع النائب العدوان حول ظروف توقيفه وإجراءات التحقيق معه، وتأكد منه أن ظروف توقيفه تحترم حقوقه القانونية والإنسانية.

المشرق العربي إسرائيل تحقق في وجهة أسلحة النائب الأردني

إسرائيل تحقق في وجهة أسلحة النائب الأردني

يحقق جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في وجهة الأسلحة التي كان ينقلها النائب الأردني، عماد العدوان، في سيارته إلى الضفة الغربية، فيما ستحدد المسألة إلى حد كبير كيف ستتعامل إسرائيل مع القضية التي زادت من حدة التوترات مع عمان. وفيما فرض «الشاباك» تعتيماً إعلامياً على القضية، فإنَّ التحقيق مع العدوان استمر أمس، لليوم الثاني، حول الأسلحة، وما إذا كانت متعلقة بالتجارة أم بدعم المقاومة الفلسطينية، وهل كانت المرة الأولى، ومن هم المتورطون في القضية. وكان العدوان اعتُقل الأحد على جسر «اللنبي» الإسرائيلي، بين الأردن والضفة الغربية، بعد معلومات قال وزير الخارجية الإسرائيلية إيلي كوهين، إنَّها استخبا

كفاح زبون (رام الله)
يوميات الشرق بيانات تعزية متواصلة لمصر في وفاة مساعد ملحقها الإداري بالخرطوم

بيانات تعزية متواصلة لمصر في وفاة مساعد ملحقها الإداري بالخرطوم

مع إعلان مصر، مساء الاثنين، «استشهاد» مساعد الملحق الإداري بسفارتها في الخرطو، توالت اليوم (الثلاثاء) بيانات عدد من الدول، في مقدمتها المملكة العربية السعودية، والأردن، وروسيا، للإعراب عن مواساتها للقاهرة في الحادث. في حين أكدت وزارة الخارجية المصرية أن «السفارة المصرية في الخرطوم وقنصليتي الخرطوم وبور سودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا تواصل التنسيق مع المواطنين المصريين لإجلائهم». ونعت وزارة الخارجية المصرية وأعضاؤها ببالغ الحزن والأسى «شهيد الواجب» مساعد الملحق الإداري بسفارة مصر في الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الشتاء القاسي يغرق غزة… ويعصف بخيام النازحين (صور)

فلسطينيون نازحون يدفعون سيارة عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون نازحون يدفعون سيارة عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

الشتاء القاسي يغرق غزة… ويعصف بخيام النازحين (صور)

فلسطينيون نازحون يدفعون سيارة عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون نازحون يدفعون سيارة عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

شهد قطاع غزة، الثلاثاء، كارثة جديدة تزيد من معاناة سكانه النازحين، حيث أغرقت الأمطار الغزيرة أكبر مستشفى في القطاع وآلاف خيام الفلسطينيين، بينما طارت مئات أخرى نتيجة منخفض جوي عاصف يضرب المنطقة منذ مساء الاثنين.

وتأتي هذه الفيضانات بعد أيام فقط من مرور قطاع غزة بالمنخفض القطبي «بيرون»، الذي أودى بحياة 14 فلسطينياً وتسبب في تضرر وغرق نحو 53 ألف خيمة، ما يزيد الوضع الإنساني سوءاً ويضع ملايين المدنيين في مواجهة مخاطر جديدة.

فلسطينيون نازحون يسيرون عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

غرق أكبر مستشفى وتعطّل الخدمات الطبية

ووفق ما نقلت وسائل إعلام، فإن مياه الأمطار تسربت إلى أقسام في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، وخاصة قسم الاستقبال والطوارئ، ما أدى إلى تعطيل العمل فيه بشكل شبه كامل، في وقت يُعدّ فيه هذا القسم شرياناً أساسياً لإنقاذ الجرحى والمرضى في ظل استمرار العدوان وتدهور الوضع الصحي في القطاع.

رجل فلسطيني نازح يقود سيارة عبر مياه الفيضانات عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

وقال شهود لوكالة «شهاب» إن المياه تدفقت إلى الممرات وغرف الفحص، فيما حاول الطاقم الطبي نقل المرضى إلى أماكن أكثر أماناً داخل المستشفى، وسط انقطاع للكهرباء ونقص حاد في الإمكانات اللازمة للتعامل مع الكارثة.

عائلة فلسطينية تركب عربة وسط المطر في مدينة غزة (أ.ب)

ويُعد مجمع الشفاء أكبر مستشفيات القطاع، وقد تعرض لدمار هائل خلال حرب الإبادة الإسرائيلية، فيما عملت وزارة الصحة على ترميم بعض مبانيه خلال الشهرين الماضيين، إلا أن حجم الأضرار ونقص الإمكانات يحول دون عودة العمل فيه بصورة طبيعية، خاصة مع عرقلة دخول المستلزمات الطبية والأدوية من قبل الاحتلال.

أطفال يركضون تحت المطر أمام مخيم خيام في مدينة غزة (أ.ب)

مأساة خيام النازحين تتكرر

لم تكن أوضاع النازحين أفضل حالاً؛ إذ أدت الأمطار العاصفة إلى غرق مئات الخيام وتطاير أخرى في مختلف مناطق القطاع، خاصة في المناطق المنخفضة التي تحولت إلى برك واسعة من المياه والطين.

نازحة فلسطينية في خيمة غمرتها المياه في يوم ممطر بمدينة غزة (رويترز)

وتتكرر مأساة غرق خيام النازحين في غزة، حيث غمرت مياه الأمطار الخيام والشوارع في مناطق متفرقة، بما فيها ساحة الجندي المجهول وحي الشيخ رضوان شمال غربي المدينة.

ويواجه مئات آلاف النازحين هذا الواقع بخيام مهترئة لا تقيهم البرد ولا السيول، وسط غياب شبه تام لمستلزمات الشتاء ووسائل التدفئة.

نازح فلسطيني يسير في شارع غمرته المياه في يوم ممطر بمدينة غزة (رويترز)

وفي حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، انهار منزل يعود لعائلة أبو القمصان بعد أن أغرقت الأمطار أساساته المتضررة أصلاً بفعل القصف السابق، فيما أصيب عدد من النازحين في حي تل الهوى جنوب غربي المدينة، إثر سقوط جدار على إحدى الخيام نتيجة شدة الرياح المصاحبة للمنخفض.

يسير فلسطينيون نازحون قرب خيامهم عقب هطول أمطار غزيرة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحذيرات «حماس» والمجتمع الدولي

إلى ذلك، قال المتحدث باسم حركة «حماس» حازم قاسم، إن الكارثة الإنسانية تتفاقم بسبب وصول منخفض جوي جديد، مؤكداً أن خيام النازحين لا توفر أي حماية من الظروف الجوية.

فلسطينيون يسخنون الطعام بينما يحتمون من المطر في كشك لبيع الأدوات في مدينة غزة (أ.ب)

وأضاف أن التحذيرات السابقة لإدخال مواد الإيواء المناسبة لم تلقَ أي استجابة من المجتمع الدولي، الذي ظل عاجزاً عن كسر الحصار الإسرائيلي على القطاع. ودعا قاسم الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف الحرب، إلى جانب الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، للتحرك العاجل لإنقاذ سكان غزة من كارثة محققة.

طفل يستخدم دلواً ليحتمي من المطر في أثناء سيره بأحد شوارع مدينة غزة (أ.ب)

وكان مسؤولون في وزارة الصحة قد ذكروا أن الأمطار الغزيرة أدت إلى وفاة رضيعة بسبب البرد القارس، إضافة إلى غرق مئات الخيام التي تؤوي عائلات نازحة.

وأشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى وفاة 12 شخصاً أو وجودهم في عداد المفقودين، وانهيار 13 مبنى على الأقل، وغمر المياه 27 ألف خيمة.

فلسطينيون يسيرون في شارع تصطف على جانبيه مبانٍ متضررة من الحرب تحت المطر في مدينة غزة (أ.ب)

أعداد النازحين واحتياجات الخيام الجديدة

وأفادت الأمم المتحدة ومسؤولون فلسطينيون بوجود حاجة ماسة إلى 300 ألف خيمة جديدة على الأقل لنحو 1.5 مليون نازح في غزة. كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 4 آلاف شخص يعيشون في مناطق ساحلية عالية الخطورة، ويتأثر ألف منهم مباشرة بالأمواج العاتية القادمة من البحر.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من احتمال غرق مئات الآلاف من النازحين، بسبب منع دخول مواد البناء والإيواء، كما أشارت إلى خطر تفشي الأمراض بسبب غياب الصرف الصحي وإدارة النفايات، لا سيما في المناطق المنخفضة المليئة بالأنقاض، حيث يعيش نحو 795 ألف شخص تحت خطر السيول.


غزة: خطة ترمب على المحك مع تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية

يركض الناس بحثاً عن مأوى بينما يتصاعد عمود من الدخان فوق الخيام في مخيم للنازحين الفلسطينيين شمال خان يونس (أ.ف.ب)
يركض الناس بحثاً عن مأوى بينما يتصاعد عمود من الدخان فوق الخيام في مخيم للنازحين الفلسطينيين شمال خان يونس (أ.ف.ب)
TT

غزة: خطة ترمب على المحك مع تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية

يركض الناس بحثاً عن مأوى بينما يتصاعد عمود من الدخان فوق الخيام في مخيم للنازحين الفلسطينيين شمال خان يونس (أ.ف.ب)
يركض الناس بحثاً عن مأوى بينما يتصاعد عمود من الدخان فوق الخيام في مخيم للنازحين الفلسطينيين شمال خان يونس (أ.ف.ب)

يوماً بعد يوم تزداد الشكوك في قدرة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن قطاع غزة على الصمود في وجه التحديات، والعقبات التي يفرضها موقف كل من طرفي الصراع الرئيسين حركة «حماس»، وإسرائيل، وفق تقرير لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

فالخطة، المؤلفة من عشرين بنداً، لم تكتمل مرحلتها الأولى حتى الآن بسبب عدم تسليم الفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع الجثة المتبقية من جثث الرهائن الإسرائيليين، وهو الأمر الذي تتذرع إسرائيل به، بغض النظر عن السبب وراء ذلك، وتتنصل من بعض الالتزامات التي تنص عليها الخطة في مرحلتها الأولى، فضلاً عن إصرارها على عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية حتى تتسلم تلك الجثة.

وكان يفترض بموجب خطة ترمب أن تنتهي استحقاقات المرحلة الأولى من الاتفاق في غضون 72 ساعة من توقيعه، إلا أن الفصائل الفلسطينية تقول إنها تواجه صعوبات في العثور على تلك الجثة، أو ما تبقى منها في ظل ضعف إمكانيات البحث، وصعوبة الوضع القائم في القطاع، علماً بأنها سلمت جميع ما لديها من الرهائن الأحياء، والأموات.

وفي المقابل تشن إسرائيل ضربات شبه يومية في القطاع، وتواصل سياسة الاغتيالات بحق كوادر حركة «حماس»، وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بوساطة دولية، ورعاية أميركية.

«حماس» تفكر في التراجع عن التزامات نزع السلاح

وفي ظل عدم وجود أي مؤشرات على الانتقال إلى المرحلة الثانية، بدأ بعض قادة «حماس» مؤخراً في إطلاق تصريحات تشي بتراجع الحركة عن التزام رئيس في صلب تلك المرحلة، والمتمثل في نزع سلاحها، ما يطرح العديد من التساؤلات بشأن موقف الحركة، والأوراق التي تملكها حتى تضع الاتفاق برُمّته على المحك، لا سيما بعد تسليم الرهائن الإسرائيليين.

وعلى الجانب الآخر، تتلقف تل أبيب هذه التصريحات، وتبرزها، في محاولة منها لإلقاء كل اللوم على «حماس» في عدم إحراز تقدم على صعيد تنفيذ باقي مراحل الاتفاق، وسط تلويح بين الحين والآخر باستئناف الحرب.

ويتناغم الموقف الإسرائيلي مع انتقادات أوروبية لحركة «حماس»، حيث اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن رفض الحركة نزع سلاحها «يشكل العقبة الرئيسة أمام إحراز تقدم حقيقي نحو الاستقرار في قطاع غزة».

ورأت كالاس أن أي مسار سلام جاد في القطاع «لن ينجح ما لم تعالج مسألة السلاح، باعتبارها شرطاً أساسياً للاستقرار طويل الأمد».

ضغط أميركي للحفاظ على الاتفاق

وفي سياق متصل نقلت قناة «آي 24» الإسرائيلية عن مسؤول غربي مشارك في تنفيذ الخطة تشككه البالغ، قائلاً إنه من غير الواضح ما إذا كانت «حماس» ستتخلى عن أسلحتها.

وفي معرض رده على السبب وراء عدم التخلي عن الخطة في ظل هذا الموقف من قبل «حماس»، قال المسؤول الغربي إن «موقف العديد من الدول هو دعم الخطة رغم المشكلات، لأنها لا ترى خياراً آخر. نحن والدول الغربية الأخرى نفضل عدم الانسحاب، لأننا لا نريد أن نرى إسرائيل تعود إلى القتال في غزة».

ووسط حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهد، تواصل الولايات المتحدة أيضاً ضغوطها بغية دعم الاتفاق، والحيلولة دون انهياره.

مسلحون فلسطينيون يحرسون المكان في اليوم الذي تم فيه تسليم الرهائن المحتجزين في غزة (رويترز)

اتهامات متبادلة بين تل أبيب وواشنطن

وفي هذا السياق، نقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤولين أميركيين اثنين قولهما إن البيت الأبيض وجه رسالة شديدة اللهجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن مقتل القيادي العسكري البارز في حركة «حماس» رائد سعد مطلع الأسبوع الجاري يمثل انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأشار الموقع إلى أن هذه الرسالة «الغاضبة» من البيت الأبيض تأتي وسط تصاعد التوترات بين إدارة ترمب وحكومة نتنياهو بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، وسياسة إسرائيل الإقليمية الأوسع، في إشارة لموقفها من لبنان، وسوريا.

كما كشف مسؤول أميركي رفيع المستوى أن رسالة البيت الأبيض لنتنياهو كانت: «إذا كنت تريد تدمير سمعتك، وإظهار أنك لا تلتزم بالاتفاقيات، فتفضل، لكننا لن نسمح لك بتدمير سمعة الرئيس ترمب بعد أن توسط في إبرام الاتفاق في غزة».

في المقابل كشفت مصادر إسرائيلية أن حكومة تل أبيب أبلغت إدارة ترمب بأن حركة «حماس» هي من انتهكت الاتفاق «بمهاجمة الجنود، واستئناف تهريب الأسلحة».

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي أن «مقتل رائد سعد، وهو إرهابي بارز كان يعمل ليل نهار على انتهاك الاتفاق واستئناف القتال، جاء رداً على هذه الانتهاكات، وكان يهدف إلى ضمان استمرار وقف إطلاق النار».

نساء فلسطينيات يمشين بين أكوام الأنقاض والمباني المدمرة في مدينة غزة (رويترز)

التحضيرات لإطلاق قوة الاستقرار الدولية في غزة

وفي محاولة لكسر حالة الجمود، والابتعاد عن دائرة الاتهامات المتبادلة بين «حماس» وإسرائيل، تعقد القيادة المركزية في الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء مؤتمراً في قطر بمشاركة ممثلين عن 40 دولة، معظمهم ممثلون عسكريون، بهدف بلورة قائمة الدول التي ستشارك في قوة الاستقرار الدولية المزمع نشرها في غزة، ضمن المرحلة الثانية من خطة ترمب، وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية.

وفي التفاصيل، أشارت هيئة البث إلى أن المؤتمر سيشهد مشاركة دول أعلنت بالفعل استعدادها لإرسال قوات إلى القطاع، إلى جانب دول ما زالت مترددة في الإقدام على هذه الخطوة، إضافة لعدد من الدول الأوروبية في مقدمتها إيطاليا.

وسيناقش المؤتمر مهام تلك القوة، وما إذا كانت ستعمل بالقوة في مناطق تخضع لسيطرة «حماس» بهدف نزع سلاحها، أم في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي.

وفيما وصف بأنه بالغ الأهمية، تعقد جلسات هذا المؤتمر من دون مشاركة إسرائيلية مباشرة، على أن يعقد مؤتمر آخر حول الموضوع بعد نحو شهرين، وفقاً لما ذكرته هيئة البث.

ومع غياب أفق واضح للمضي قدماً في خطة ترمب، تثار الكثير من التكهنات في مواجهة مسار محفوف بالمخاطر قد يقوض جهود السلام، ويدفع المنطقة نحو دائرة العنف من جديد.


العراق: «الإطار» يدرس تكليف رئيس وزراء سابق قيادة الحكومة


قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)
قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)
TT

العراق: «الإطار» يدرس تكليف رئيس وزراء سابق قيادة الحكومة


قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)
قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)

في ظلّ التعقيدات التي يواجهها «الإطار التنسيقي» الشيعي لتشكيل الحكومة الجديدة ضمن السقوف الدستورية التي لا تتعدى 3 أشهر في حدّها الأعلى، لا يستبعد مسؤولٌ رفيعٌ مقرب من قوى «الإطار» أن يختاروا رئيسَ وزراء سابقاً لقيادة الحكومة الجديدة.

وقال المسؤول لـ«الشرق الأوسط» إنَّ القوى الشيعية «ترغب في تولي شخصية ذات خبرة في إدارة المنصب التنفيذي الأول بالبلاد، خصوصاً في ظلّ التحديات المحلية والإقليمية القائمة والمتوقعة». ولم يستبعد المسؤول «أن تلجأ قوى (الإطار التنسيقي) إلى اختيار أحد الشخصيات التي شغلت منصب رئاسة الوزراء سابقاً، مثل نوري المالكي أو محمد السوداني أو حيدر العبادي أو مصطفى الكاظمي، وبدرجة أقل عادل عبد المهدي الذي سبق أن أُقيل من منصبه بعد (حراك تشرين) الاحتجاجي».