محمد عنزاوي يعرض آخر أعماله في الدار البيضاء

الفنان التشكيلي لتكريس نفسه واحداً من الآمال الواعدة للفن المغربي المعاصر

من أعمال محمد عنزاوي (ألبوم الفنان)
من أعمال محمد عنزاوي (ألبوم الفنان)
TT

محمد عنزاوي يعرض آخر أعماله في الدار البيضاء

من أعمال محمد عنزاوي (ألبوم الفنان)
من أعمال محمد عنزاوي (ألبوم الفنان)

يحتضن رواق «فيلا دو لابورت»، في الدار البيضاء، معرضاً للفنان التشكيلي المغربي محمد عنزاوي، تحت عنوان: «أصيلة الحلوة»، وذلك بين 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي و31 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وعنزاوي من الفنانين الذين خرجوا من رحم مدينة أصيلة (شمال المغرب)، بألوانها وبحرها وأزقتها الموحية بالإبداع. ولد سنة 1964، واختار مغامرة التشكيل، التي يرى أنها السبيل الذي يتفاعل فيه الإنسان مع ذاته ودواخله.
وكتبت منى أنس الحساني، في «كاتالوغ» تقديم المعرض، أن «من يتجول خلف أسوار أصيلة، لا يستطيع الهروب من تأثير هذه الريح الخلاقة التي تخترق الهواء»، بعد أن «امتزجت ذكريات الفنانين الذين ازدهرت أعمالهم على مدى الشواطئ الشاسعة، في تداخل مع ما يوجد داخل أسوار المدينة، جاعلة من أصيلة مكاناً مفضلاً للفنانين ولأولئك الذين لديهم حساسية تجاه إبداعاتهم».

الفنان التشكيلي المغربي محمد عنزاوي (ألبوم الفنان)

وعادت الحساني إلى أول مرة التقت فيها عنزاوي؛ في ورشة للحفر، كان يديرها النحات السوداني محمد عمر خليل، مشيرة إلى أن عمل عنزاوي أثّر فيها بشكل فوري وعميق، فقد كان غنياً وحيوياً ومستقلاً تقريباً، فلم يكن بإمكانها تقريباً فصله عن أسوار المدينة، المغطاة هي الأخرى بالرياح والمحيط والرسومات على الجدران.
وأضافت: «ربطتني كل طبقة من المادة التي تمكنت من تمييزها بحياة قديمة... بإحساس جديد؛ أُقدر كل قطرة، كل نحت، كل شق بين الخدوش والتجريفات؛ قرّبتني عيني المستندة على هذا الطرس الضخم من قلب الفنان ومن قلب المدينة التي كانت تحيط بنا. تماماً كالأسوار التي تآكلت على مر السنين، بدا كأن العمل قد كابد ثقل الزمن، وقد كشف عن نفسه بفضله، دون أن أتمكن من تحديد ما حُدّد، مصاحباً أو متروكاً لتقلبات البحر».
ورأت الحساني أن عنزاوي تأثر بأعمال فنانين مثل سعد الحساني، وفريد بلكاهية، ومحمد المليحي، ومحمد القاسمي، وفؤاد بلامين... «هؤلاء الفنانون الكبار الذين عبروا المغرب، مثله، وكشفوا عن هذه المادة الشعرية الحية التي لا يمكن لعاشق الفن إلا أن يحبها. فنانون شاركوا في مهرجان أصيلة الذي أسسه اثنان من أبناء البلد: محمد بن عيسى، والراحل محمد المليحي». وأضافت: «أتذكر الفرح الذي ساد شوارع وورشات المدينة خلال هذا المهرجان المشحون بالعواطف، والذي ظل دائماً مكاناً للاحتفال، تحت النظرة الحانية للفنانة مليكة اجزناي».

محمد عنزاوي مع لوحة من أعماله (ألبوم الفنان)

من جهته؛ كتب الطاهر بن جلون: «اكتشفت عمل عنزاوي في منزله بقرية بالقرب من أصيلة، ثم في محترفه الذي يتقاسمه مع فنانين آخرين في المدينة. تأثرت بسرعة بالإيماءات والحركة التي تقدمها اللوحة. تصبح اللوحات الكبيرة مسافات يتم اجتيازها؛ كما في الحلم، من خلال العناصر الطائرة، والصور المرسومة بالكاد، والشخصيات الخارجة من ذاكرة (جياكوميتي)، والنجوم المتجولة، وحبات الرمل المتخفية في شكل زهور برية، خصوصاً أملاً عظيماً وجميلاً على الرغم من حالة القلق».
ورأى بن جلون أن «عنزاوي يرسم يدوياً، بعيداً من العمل الفكري، أو لنقل تجريداً». ومع ذلك، يضيف بن جلون، فإن «لوحاته ليست رمزية، حتى وإن كانت المواد المستخدمة تذكرنا بالأرض، ووجه القمر، والفضاء الذي ترجه الرياح التي تعيد الأرض الذهبية أو الملونة بالوردي في وهج يسحرنا. هناك شيء إنساني؛ إنسانية متواضعة، بسيطة وغنية بالمشاعر».
يتحدث بن جلون عن علاقته الأولى بأعمال عنزاوي، فيقول: «عندما أتذكر اللوحات التي رأيتها لأول مرة بعد ظهر أحد الأيام عند غروب الشمس، أتخيل عائلة تمسك بأيديها، على قلب واحد، في مواجهة عزلة العالم».
وزاد بن جلون: «أدرك عنزاوي هذا القلق وترجمه عبر روح الدعابة والسخرية إلى درجة أن العمل يصبح مرآة تعيد إلينا صور سلام طال انتظاره. عالمه هو عالم قلق؛ ولكنه مبتسم... سماء يمثل فيها كل نجم قصة وذكرى لقاء. وسواء كانت فتاة صغيرة تلعب الحجلة أم القفز على الحبل، وسواء كان ذلك رجلاً نحيفاً برأس محدد، أو مجرد رذاذ من الزهور المعدنية، فإن المساحة التي تشغلها هي دعوة لتجاوز ما نراه على الفور؛ لأنه خلف هذه العلامات المتناثرة، هناك طبقة أخرى من الحياة، خيال لا يرضي بسهولة، لا يكتفي بتوضيح أسئلتنا المتعددة والمتنوعة».
وخلص بن جلون إلى الدعوة إلى أن «نظل منتبهين لعمل هذا الفنان بجاذبية رجل يوفق بين الخام والمطبوخ؛ بين الماضي والمستقبل، الأرض والنجوم، خصوصاً عندما تبتكرهم يده بكرم وموهبة وإنسانية».
من جهتها، ترى فاتن صفي الدين، المؤرخة والناقدة الفنية اللبنانية، أن «عنزاوي يكشف عن نفسه، في وضح النهار، في أعمال ناضجة، بارعة، حساسة وقوية. للوهلة الأولى، تلتقط المادة ثراءً وتعقيداً شديدين على الفور».
ولاحظت صفي الدين أن عنزاوي «يتعاطى في أعماله الأخيرة، أكثر من أي وقت مضى، مع المادة، ينشرها أحياناً على لوحات ضخمة، يعيد بها اكتشاف رغبات طفولته الأولى»، قبل أن تنقل عنه قوله: «بالنسبة إلينا جميعاً، نحن أطفال أصيلة، كان البحر والشاطئ لعبنا ولعبتنا الأولى. اللوحة والمواد الخام في الوقت نفسه. نجد هناك الرمل والمياه، الجير والطين، وحتى القطران الذي لفظته المراكب والذي أذهلني بسواده وانعكاساته».
تتحدث صفي الدين عن طفولة عنزاوي، وعلاقته بالبحر والشاطئ الرملي، «حيث تولد اللوحات المتحركة والعابرة، وحيث تمحو موجة دائماً أكثر الهذيان جنوناً، والذي رسم على الجسد الذهبي للشاطئ»، فتقول: «البحر، هنا، مثل الحياة، يستعيد الكنوز التي وهبها. الشاطئ أيضاً منجم لا ينضب للمواد. ولكن هناك أيضاً ما هو أكثر ديمومة ولكن في تغيير دائم؛ جدران المدينة الأطلسية، جسد أبيض مع زرقة، مبيّض في طبقات متتالية تتعرض، تحت هجمة الوقت وسوء الأحوال الجوية، لتشققات تكشف عن آثار ما كان ولم يعد. ما زال عنزاوي وأطفال أصيلة، حتى يومنا هذا، بطرف مسمار أو حصاة، بالخدش والتمزيق والحفر بالرماد أو الطين، يرسمون علامات هم وحدهم من يحمل سرها.
ومثل خليل الغريب ومعاد الجباري وسهيل بن عزوز، وفؤاد بلامين، ابن مدينة فاس، سيبقى الطفل سليماً في أعماق عنزاوي».
وعلى مدار الأيام والمهرجانات، تقول صفي الدين؛ «خالط الشاب عنزاوي الفنانين المكرسين، من جميع الأطياف. تغيرت رؤيته حول الفن وامتهانه. كما سيلتقى كبار المشهد التشكيلي المغربي ويعاين طريقة عملهم. رأى ميلود لبيض وسعد الحساني ومحمد قاسمي. كانت هناك لوحات ضخمة أمام عينيه، وخلط للمواد والأصباغ. كانت نعمة غير متوقعة بالنسبة إلى من لم يتمكن من متابعة تكوين أكاديمي مختص».
من هؤلاء «الأساتذة»، سيتعلم عنزاوي «نظام العمل قبل كل شيء، الصبر والعناد، تكريس كامل الوقت للفن، من دون أي تنازلات أو استخفاف بكل شيء أو شخص. سيتعلم أن الفن عمل جاد، وليس ترفيهاً موجهاً للأطفال والمجانين. تعلم أن الرسم فعل مهم ومقدس، تماماً كإبداع كتاب أو تأليف موسيقى».
يبقى عنزاوي، بالنسبة إلى صفي الدين، «مستودعاً لتجارب كبار الرواد الذين أثروا في نظرته وحساسيته، مثل خليل الغريب وميلود لبيض، ومحمد قاسمي، وسعد الحساني، وفؤاد بلامين... وغيرهم من الفنانين الأصغر سناً، كعبد الرحيم يامو، والتباري كنتور، ونجية مهادجي ، وأمينة بنبوشتة»، قبل أن تختتم قائلة: «تبقى الحقيقة أن عنزاوي، الغني بكل هذه الإنجازات، يرسم الآن طريقه الخاص؛ الفريد والمخلص للغاية، ليثبت نفسه اليوم واحداً من أكثر الآمال الواعدة للفن المغربي المعاصر».



بريطانيا تُعين كريستيان تيرنر سفيراً لدى أميركا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مؤتمر صحافي في تشيكرز بختام زيارة رسمية قام بها ترمب لبريطانيا 18 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مؤتمر صحافي في تشيكرز بختام زيارة رسمية قام بها ترمب لبريطانيا 18 سبتمبر 2025 (رويترز)
TT

بريطانيا تُعين كريستيان تيرنر سفيراً لدى أميركا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مؤتمر صحافي في تشيكرز بختام زيارة رسمية قام بها ترمب لبريطانيا 18 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مؤتمر صحافي في تشيكرز بختام زيارة رسمية قام بها ترمب لبريطانيا 18 سبتمبر 2025 (رويترز)

ذكرت وسائل إعلام بريطانية، اليوم الخميس، أن لندن عيّنت كريستيان تيرنر سفيراً لها لدى الولايات المتحدة. ويمثل تعيين دبلوماسي متمرس في هذا المنصب الكبير تحولاً في استراتيجية رئيس الوزراء كير ستارمر، بعد أن أدى قراره إرسال بيتر ماندلسون، المعيَّن بقرار سياسي، لتوطيد العلاقات مع إدارة ترمب، إلى نتائج عكسية، في وقت سابق من هذا العام.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مؤتمر صحافي بقصر تشيكرز في ختام زيارة الدولة التي قام بها ترمب لبريطانيا 18 سبتمبر 2025 (رويترز)

وأُقيل ماندلسون في سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية ظهور رسائل بريد إلكتروني للتعبير عن الدعم أرسلها إلى المُدان بارتكاب جرائم جنسية جيفري إبستين، مما كشف عن علاقةٍ أوثق بكثير مما كان معترفاً به سابقاً.

ولم تردَّ وزارة الخارجية البريطانية بعدُ على طلب للتعليق على هذه التقارير.

ومن المقرر أن يتولى تيرنر (53 عاماً) هذا المنصب في نهاية عام 2025، على أن يكون مقره في نيويورك.


كل شيء عن قائمة الأوسكار القصيرة

من اليمين: هيام عباس، صالح بكري، آن ماري جاسر وبيلي هاول في «فلسطين 36» (ووترمالون بيكتشرز).
من اليمين: هيام عباس، صالح بكري، آن ماري جاسر وبيلي هاول في «فلسطين 36» (ووترمالون بيكتشرز).
TT

كل شيء عن قائمة الأوسكار القصيرة

من اليمين: هيام عباس، صالح بكري، آن ماري جاسر وبيلي هاول في «فلسطين 36» (ووترمالون بيكتشرز).
من اليمين: هيام عباس، صالح بكري، آن ماري جاسر وبيلي هاول في «فلسطين 36» (ووترمالون بيكتشرز).

أربعة أفلام لأربعة مخرجين عرب آلت إلى القائمة القصيرة في سباق الأوسكار التي أعلنت عنها أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين. إنها الجوائز الأكثر استقطاباً للاهتمام بين كل المناسبات السنوية في مثل هذا الموسم. المناسبة التي باتت، منذ سنوات، محط آمال الكثير من السينمائيين، في مختلف المجالات، ومن خارج الولايات المتحدة، كما من داخلها.

القائمة القصيرة تشمل فروعاً مختلفة ليس من بينها بعد سباق الأفلام الرئيسية أو سباق الممثلين والمخرجين. هي تمهيد مثير للاهتمام يسبق الحفل الثامن والتسعين لتوزيع الجوائز يوم 15 من مارس (آذار) المقبل.

توقعات

لا بد من التذكير أنه في العام ما قبل الماضي ظهر فيلمان عربيان فقط في هذه القائمة، هما «أم كل الأكاذيب» لأسماء المدير (المغرب) و«أربعة بنات» لكوثر بن هنية (تونس). في العام التالي، 2024، مثّل «من المسافة صفر» الذي أشرف على إنتاجه الفلسطيني رشيد مشهراوي، السينما العربية وحيداً. أما هذا العام، فإن الأفلام المدرجة في قائمة الأوسكار القصيرة تحمل دلالة مهمّة كونها المرّة الأولى التي تدخل أربعة أفلام من إخراج سينمائيين عرب هذه القائمة معاً.

هذه الأفلام هي «كعكة الرئيس» لحسن هادي (العراق) و«كل ما بقي منك» لشيرين دعيبس (الأردن) و«فلسطين 36» لآن ماري جاسر (فلسطين) و«صوت هند رجب» لكوثر بن هنية (تونس).

من «كعكة الرئيس» (مايدن فوياج فيلمز)

باستثناء «كعكة الرئيس»، فإن الأفلام الثلاثة الأخرى مرتبطة بالقضية الفلسطينية كتاريخ («فلسطين 36» و«كل ما بقي منك») أو كحاضر («صوت هند رجب»)؛ ما يدل على أن المقترعين يريدون لهذه الأفلام أن تعبّر علناً عما يقع في فلسطين لدرجة أن فيلماً إسرائيلياً ناقداً للوضع المفروض على الفلسطينيين في الداخل، وهو «البحر» لشاي كارميلي - بولاك، لم يُتح له الوصول إلى هذا الخط قبل النهائي.

بما أن الترشيحات الرسمية التي ستُعلن في الثاني والعشرين من الشهر المقبل تضم، في سباق «الأفلام العالمية» خمسة أفلام فقط؛ فإنه ليس من المتوقع وجود أكثر من فيلم عربي واحد. وما هو مؤكد أنه سيكون واحداً من هذه الأفلام الثلاثة ذات الموضوع الفلسطيني.

المخرجة شيرين دعيبس (أي أم بي فايرووركس)

هذا ما يعني أن المنافسة بين أفلام كوثر بن هنية، وآن ماري جاسر وشيرين دعيبس ستكون حادّة خلال التصويت على القائمة الرسمية في الشهر المقبل.

يزيد من هذا الاحتمال وجود أفلام أجنبية مهمّة في القائمة القصيرة ستتنافس فيما بينها كما ستنافس الأفلام المذكورة في سعيها لتحقيق الوثبة صوب الأوسكار.

الأفلام الأجنبية

هناك أحد عشر فيلماً آخر تتنافس في هذا المحور، وهي:

> «صراط» (Sirat) لأوليڤر لاكس (أسبانيا)

> «العميل السري» (The Secret Agent) لكلايبر مندوزا فيلو (البرازيل)

> «لا خيار آخر» (No Other Choice) لبارك - تشان ووك (كوريا الجنوبية)

> «مناوبة متأخرة» (Late Shift) لبترا بيوندينا ڤولبي (سويسرا)

> «الفتاة ذات اليد اليسرى» (The Left‪-‬Handed Girl) لشيه تسينغ تساو (تايوان)

> «بَلِن» (Belén) لدولوريس فونزي (الأرجنتين)

> «كانت مجرد حادثة» (It Was Just an Accident) لجعفر بناهي (فرنسا)

> «باتجاه البلد» (Homebound) لنيراج غاوان (الهند)

> «كوكيهو» (Kokuho) لسانغ إلي لي (اليابان)

> «قيمة عاطفية» (Sentimental Value) لواكيم ترايير (النرويج)

الصوت النسائي

لا بد من العودة إلى الأفلام العربية ضمن هذا الجمع من الأعمال لملاحظة أن الأفلام التي تداولت الموضوع الفلسطيني، وهي، مرّة أخرى، «صوت هند رجب» و«فلسطين 63» و«كل ما بقي منك» هي من إخراج نساء (ليس من بينها فيلم رجالي)، وهذا مقابل فيلم «كعكة الرئيس» الذي حققه العراقي حسن هادي. ربما يكون ذلك تعبيراً عن اهتمام أعلى أو ربما لأن المخرجات المذكورات (بن هنية، جاسر ودعيبس) سبقن الرجال العرب في السنوات الأخيرة صوب التقاط ما هو مهم وناجح.

المخرجات العربيات جزء من حضور أكبر في هذا السباق المهم؛ إذ إن هناك سبع مخرجات في هذه القائمة التي تحتوي على 15 فيلماً. كذلك، وفي نطاق قائمة الأفلام التسجيلية الطويلة المؤلفة أيضاً من 15 فيلماً، نجد عشرة أفلام من إخراج نسائي.

ملاحظة أخيرة، وهي أن الأفلام العربية الأربعة ليست من إنتاج بلد واحد وإن انتمت، في قائمة الأوسكار كما لو كانت كذلك. «صوت هند رجب» المتقدّم باسم تونس هو أيضاً إنتاج مشترك بين فرنسا، وبريطانيا، والسعودية والولايات المتحدة. فيلم آن ماري جاسر الذي يرفع الراية الفلسطينية يُداخله تمويل سعودي، وقطري، وفرنسي، وبريطاني، وسويدي، وأسترالي ونرويجي. كذلك الحال مع «كل ما بقي منك»؛ إذ بجانب نسبة تمويل أردنية هناك مشاركة سعودية، ومصرية، وقطرية، وألمانية، ويونانية وأميركية.

أما «كعكة الرئيس»، فتمويله الأساسي ورد من قطر والولايات المتحدة.


صراع القمة والقاع بين بايرن وهايدنهايم... ودورتموند يصطدم بمونشنغلادباخ

هاري كين هداف البايرن الطامح لرقم قياسي (اب)
cut out
هاري كين هداف البايرن الطامح لرقم قياسي (اب) cut out
TT

صراع القمة والقاع بين بايرن وهايدنهايم... ودورتموند يصطدم بمونشنغلادباخ

هاري كين هداف البايرن الطامح لرقم قياسي (اب)
cut out
هاري كين هداف البايرن الطامح لرقم قياسي (اب) cut out

يبدو بايرن ميونيخ حامل اللقب والمتصدر مرشحاً فوق العادة لإنهاء العام بأفضل طريقة، حين يحل ضيفاً على هايدنهايم السابع عشر قبل الأخير الأحد في المرحلة الخامسة عشرة من الدوري الألماني، التي تفتتح اليوم بلقاء ساخن بين بوروسيا دورتموند وضيفه مونشنغلادباخ.

يدخل البايرن مباراته الأخيرة في 2025 وقبل العطلة الشتوية بمؤشرات تعكس فوارق شاسعة بينه وبين هايدنهايم الذي يصارع الهبوط، حيث يمتلك الفريق البافاري أقوى خط هجوم برصيد 51 هدفاً، بمعدل 3.64 هدف في المباراة الواحدة، وهو رقم قياسي جديد بعد مرور 14 جولة، بينما منافسه هو الأضعف هجومياً في المسابقة بالتساوي مع ماينز وسانت باولي برصيد 13 هدفاً فقط. كما يملك البايرن أقوى دفاع بالدوري باستقباله 11 هدفاً فقط، بينما تلقى هايدنهايم 30 هدفاً، ليكون الأضعف بالمسابقة.

لكن البايرن الساعي إلى إنهاء العام دون أي خسارة، يدرك أنه مطالب بالحذر أمام فريق سيقاتل من أجل نقطة، وأبرز دليل ما حصل في المرحلة الماضية حين كان في طريقه للخسارة على أرضه أمام ماينز الأخير قبل أن ينقذه الإنجليزي هاري كين بهدف التعادل 2 - 2 قبل ثلاث دقائق على نهاية المباراة.

ويدخل فريق المدرب البلجيكي كومباني مباراة الأحد وهو في الصدارة بفارق 9 نقاط عن كل من لايبزيغ وبوروسيا دورتموند، لأن الأخيرين لم يستغلا تعثره لتقليص الفارق، إذ سقط الأول أمام أونيون برلين 1 - 3 وتعادل الثاني مع فرايبورغ 1 - 1.

بعد التعادل في المرحلة الماضية، قال مدافع البايرن يوزو كيميش: «انتهى بنا الأمر بالحصول على نقطة. يجب الإقرار بأن ماينز قدم أداءً جيداً جداً. لكن توقعاتنا لا تزال واضحة، وهي الفوز على أرضنا، بغض النظر عن المنافس».

ولم يختلف موقف المدرب كومباني الذي قال: «هي نتيجة مُحبطة بغض النظر عن المنافس أو المكان. فنحن دائماً ما نرغب بالفوز. قدم ماينز أداءً ممتازاً في اللحظات القليلة التي أتيحت له، ولم نتمكن من حسم المباراة لصالحنا كما نفعل عادة».

ورأى أنه «هذه هي النتيجة التي تأتي بعد مباراة كهذه. بالنظر إلى الأمور بموضوعية، لكان الأمر سيئاً لو لم نخلق أي فرص ولو سمحنا لهم بالكثير منها. لكن هذا لم يحدث. سجلنا هدفين، لكننا للأسف استقبلنا هدفين أيضاً. وبصراحة، كان بإمكاننا تحقيق نتيجة أفضل مع كل هذه الفرص».

صحيح أن ماينز ليس أفضل حالاً من هايدنهايم، ورغم ذلك كان قريباً من الفوز، إلا أن أرقام بايرن خارج الديار أكثر من رائعة هذا العام، إذ لم يخسر أياً من مبارياته في الدوري بعيداً عن أليانز أرينا في 2025 (11 فوزاً و4 تعادلات امتداداً من الموسم الماضي).

جماهير فرانكفورت تسببت في عقوبات على النادي مع حرمانها من الملاعب الاوروبية مباراتين (د ب ا)

وسيحقق العملاق البافاري إنجازاً في حال لم يتلق الأحد هزيمته الأولى للموسم، إذ ستكون المرة الثالثة فقط بعد 1986 و2013، التي ينهي فيها عاماً تقويمياً بأكمله من دون أن يخسر أي مباراة في الدوري.

ورغم التعثر أمام ماينز بالتعادل، فإنه بايرن ما زال يستمتع بثاني أفضل موسم له على الإطلاق. فقد حصد 38 نقطة بعد 14 مرحلة، ولم يسبق لأي فريق أن حصد نقاطاً أكثر من ذلك في أول 14 مباراة سوى العملاق البافاري نفسه حين حصد 40 نقطة في موسم 2015 - 2016.

إلى ذلك يقف هاري كين على أعتاب إنجاز تاريخي، حيث أسهم في 99 هدفاً خلال 77 مباراة في الدوري الألماني بواقع 80 هدفاً و19 تمريرة حاسمة، وبإمكانه الوصول للمساهمة رقم 100 في مباراته الثامنة والسبعين، ليحطم رقم الهولندي آريين روبن الذي احتاج 119 مباراة للوصول لهذا الرقم.

كما سجل كين رقماً شخصياً جديداً بإحرازه 50 هدفاً رسمياً بقميص بايرن في عام ميلادي واحد، متجاوزاً سجله السابق مع توتنهام حينما سجل 49 هدفاً في عام 2017، بالإضافة إلى ذلك، حقق رقماً قياسياً بتسجيل 20 ركلة جزاء متتالية بنجاح في الدوري الألماني.

وفي ظل هذه الأرقام والفارق في الترتيب والأداء والنتائج، لا يبدو أن أحداً قادر على إيقاف زحف بايرن نحو تعزيز رقمه القياسي بعدد ألقاب الدوري (34 حالياً)، ما يجعل التنافس خلفه محصوراً على المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا.

ويبدو الصراع محتدماً، إذ لا يفصل لايبزيغ الثاني وآينتراخت فرانكفورت السابع سوى خمس نقاط، وبينهما كل من دورتموند وباير ليفركوزن بطل الموسم قبل الماضي، وهوفنهايم، وشتوتغارت بطل الكأس.

وستكون الفرصة قائمة أمام دورتموند للانفراد بالوصافة مؤقتاً حين يستضيف مونشنغلادباخ اليوم في افتتاح المرحلة، باحثاً عن العودة إلى الانتصارات بعد تعادلين أمام بودو غليمت النرويجي (2 - 2) في دوري أبطال أوروبا، وفرايبورغ (1 - 1) في المرحلة الماضية. ويفتقد دورتموند لجهود لاعبيه الإنجليزي جوب بيلينغهام الموقوف، والجزائري بن سبعيني المشارك مع منتخب بلاده في كأس الأمم الأفريقية، بينما يعاني مونشنغلادباخ من غيابات مؤثرة في الهجوم، مثل تيم كليندينست وروبن هاك.

أما لايبزيغ، فيخوض أقوى مواجهات المرحلة الأخيرة لهذا العام، إذ يستضيف ليفركوزن الذي يتخلف عنه بفارق ثلاث نقاط، مع أمل تعويض خسارته في المرحلة الماضية أمام أونيون برلين، فيما يلعب هوفنهايم الخامس (26 نقطة) مع مضيفه شتوتغارت السادس الذي يتخلف عنه بفارق نقطة فقط.

(فرانكفورت وعقوبات من يويفا)

يسعى نادي آينتراخت فرانكفورت الذي يلاقي مضيفه هامبورغ غداً، إلى دراسة ما هو القرار الذي سيتخذه بعد العقوبات التي تعرض لها من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بسبب سوء سلوك جماهيره خلال مباراة الفريق أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا يوم 9 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مع غرامة مالية على 38 ألف يورو.

وقرر «يويفا» حرمان آينتراخت فرانكفورت من حضور جماهيره في مباراتيه المقبلتين خارج أرضه بسبب إشعال الألعاب النارية، وإلحاق أضرار بالملعب، مفعلاً قراراً سابقاً بإيقاف التنفيذ كان قد أصدره بداية العام على خلفية أحداث شهدتها مباراة في الدوري الأوروبي أمام روما.

وكان آينتراخت فرانكفورت قد تم منعه أيضاً من بيع تذاكر لجماهيره في مباراتين خارج أرضه عام 2019، بسبب أحداث تسببت بها جماهيره آنذاك. وفي عامي 2023 و2025 لم تسمح السلطات الإيطالية للنادي الألماني بوجود جماهيره في المباريات التي تقام في نابولي.

وقال فيليب ريشكه، عضو مجلس إدارة آينتراخت فرانكفورت، في بيان أمس: «سنتقدم باستئناف على قرار الحظر الخاص بالمباراة الثانية، لكن الوضع حالياً هو أن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، إنها العقوبة الثالثة التي نتعرض لها من هذا النوع منذ عام 2019... سنجري تعديلات واضحة ومحددة، وسنعلن تفاصيلها قريباً جداً».

وسيخوض فرانكفورت مباراته في دوري أبطال أوروبا أمام كاراباخ الشهر المقبل دون جماهيره، كما سيغيب مشجعوه أيضاً عن المباراة الأوروبية التالية.

كما فرض «يويفا» عقوبات على بايرن ميونيخ، حيث أمر النادي بإغلاق جزء من ملعبه خلال مباراته الأوروبية المقبلة الشهر أمام يونيون سانت جيلواز البلجيكي، وذلك بسبب إشعال الألعاب النارية خلال مباراته أمام سبورتينغ لشبونة التي أقيمت يوم 9 الشهر الحالي.