«بيروت للأفلام الفنية» يكرّم إيتل عدنان و«زيارة» يحصد «اليراعات الذهبية»

يعود بزخم ضمن برنامج عروض سينمائية منوعة

«بيروت للأفلام الفنية» يكرّم إيتل عدنان و«زيارة» يحصد «اليراعات الذهبية»
TT

«بيروت للأفلام الفنية» يكرّم إيتل عدنان و«زيارة» يحصد «اليراعات الذهبية»

«بيروت للأفلام الفنية» يكرّم إيتل عدنان و«زيارة» يحصد «اليراعات الذهبية»

طاولات مستديرة وعروض أفلام وثائقية وروائية، إضافة إلى ورش عمل سيتضمنها مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) في نسخته الثامنة.
وتحت عنوان «التضامن» سيُكرم المهرجان الشاعرة الراحلة إيتل عدنان في ذكرى وفاتها الأولى. أما جائزة «اليراعات الذهبية»، التي تقدم في كل عام لإحدى النساء اللبنانيات المضيئات في عالم السينما، فتحصدها كل من دنيز جبور، ومورييل أبو الروس عن مسلسلهما الإلكتروني «زيارة».
نحو 20 فيلماً وثائقياً، وغيرها روائية، وثالثة تدور في عالم الباليه، يعرضها «بيروت للأفلام الفنية» على مدى 11 يوماً في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (جامعة ألبا)، من 8 لغاية 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
ويفتتح المهرجان فعالياته مع فيلم «فور ذا ليفت هاند» ويتبعه لقاء عبر تطبيق «زوم». ويشارك فيه كل من عازف البيانو نورمان مالون الذي يحكي عنه الفيلم، وكذلك المنتج السينمائي هاورد ريخ، والمخرج غوردن كين الخبير بالموسيقى.
منظمة المهرجان أليس مغبغب تعبر عن فرحتها وحماستها لإقامة هذا الحدث للسنة الثامنة في بيروت، رغم كل الأزمات التي تمر بها. وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نقاوم بالفن، وكما يقول الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز، فإن الفن يقاوم الموت والعبودية والأعمال المشينة والعار. ونحن فخورون بحمل راية الفن والثقافة لبلدنا لبنان تحت عنوان (التضامن). فمعه نستطيع أن نتجاوز كل الحواجز والعراقيل التي تواجهنا».
وتعرج مغبغب على اهتمام المجتمع الدولي بمسيرة لبنان الثقافية والفنية. «إنه مجتمع يقدر مواهبنا الفنية ويحاول دائماً دعمها بشتى الوسائل. وفي هذا الحدث هناك مساهمة فعالة من دول أجنبية عدة بينها بلجيكا وسويسرا وإيطاليا».
ولم تنسَ مغبغب أن تثني على همة اللبنانيين الذين لم يتوان بعضهم عن دعم المهرجان كي يرى النور كمؤسسة خليل وردة. «ساهمت في دفع 10 في المائة من تكاليف المهرجان، لأنها تثق بقدرات لبنان على القيامة».
هذه المرة اختار المهرجان جامعة «ألبا» لتُعرض فيها الأفلام المشاركة. فهي كما تذكر مغبغب وفي سياق حديثها، تشكل دعماً للطلاب. فالبطاقات التي تباع لحضور الأفلام يعود ريعها للمنح الجامعية التي تقدم للمميزين منهم أو الذين يعانون من ضيقة مالية. كما تعبر أن هذه الأفلام تشكل لهم حصصاً دراسية من نوع آخر، فتزودهم بخلفية ثقافية غنية. وقد خص المهرجان الطلاب والأساتذة الجامعيين ببطاقات خاصة تخولهم حضور برامجه بأكملها مجاناً.
من الأفلام المعروضة، فيلمان عن فن رقص الباليه «اسكابيست باليه» و«وفينتر رايزي». يتيحان للمشاهدين حضور أجمل العروض الخاصة بهذا الفن العالمي. وتعلق مغبغب: «لأنه من المستحيل استقدام هذين العرضين مباشرة على أرض لبنان، فقد قررنا عرضهما سينمائياً. كمية الأزياء والعدد الكبير للراقصين، يتطلبان إجراءات عديدة لا يمكننا مقاربتها. وهذا النوع من الأفلام يساهم في الترويح عن اللبنانيين الذين يعانون أشد الأزمات الاقتصادية والسياسية حالياً».
ومن الطاولات المستديرة التي يتضمنها المهرجان، واحدة خاصة بالشاعرة اللبنانية الراحلة إيتل عدنان. وتخبرنا مغبغب عن محتواها: «هي بمثابة تكريم لإيتل في الذكرى الأولى لرحيلها. يتحدث عنها إيف ميشو الذي رافقها وكان من أكثر المقربين منها. فقد خصص لها كتابات كثيرة وواكبها في جميع مراحلها. كما أن الشاعرة الراحلة هي صديقة مقربة وكانت تربطني بها علاقة وثيقة. وهي تستحق هذا التكريم الذي سيلقي الضوء على شخصيتها وأعمالها».
ويشهد المهرجان أيضاً طاولة مستديرة عن موضوع فن التصوير الفوتوغرافي وعلاقته بالذاكرة. تنطلق من خلال فيلم وثائقي من توقيع الفنانة التشكيلية هدى قساطلي، تعرض فيه صوراً فوتوغرافية من مدينة حلب السورية وذكرياتها فيها، كون والدتها من هناك، ويتضمن صوراً عن هذه المدينة التي دمرتها الحرب، ويظهر كيف أن الإنسان هو المسؤول الأول والأخير عن فعلي الدمار والعمار.
ويخصص المهرجان 3 أفلام سينمائية لبيار باولو باسوليني في الذكرى المائة لولادته. وقد رغب في إلقاء الضوء على هذا السينمائي العالمي ليتعرف إليه جيل الشباب عن كثب، سيما أنه كان معجباً بلبنان وزاره في عام 1974.
ومن الأفلام الأخرى التي يعرضها «بيروت للأفلام الفنية» واحد بعنوان «السعادة الصغيرة». وهو فيلم لإيميه بولس التي تعد أول من أنشأ كلية السينما في الجامعة اليسوعية. ويحكي مسيرتها وذكرياتها عبر محطات رئيسية عايشتها.
أما جائزة «اليراعات الذهبية» فتعود السنة الحالية لمنفذتي مسلسل «زيارة» الإلكتروني. وهو لا يزال يحقق النجاحات منذ 8 سنوات حتى اليوم، عبر عروضه «أونلاين». وبذلك ستحصد كل من مخرجتيه دنيز جبور ومورييل أبو الروس هذه الجائزة التي يعطيها المهرجان سنوياً لواحدة من النساء العاملات في حقل السينما في لبنان. وكانت المخرجة والممثلة زينة دكاش قد حصدتها العام الفائت عن مشوارها السينمائي. وتوضح أليس مغبغب لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أن يرحل بيار باولو باسوليني، بنحو شهرين، كتب عن أشخاص استطاعوا أن ينيروا السينما في أعمال مضيئة ولو أنها صغيرة. وذكر كيف أن عالمنا لا ينبهر إلا بالأضواء الكبيرة مع أن الصغيرة منها تلعب دوراً هاماً على طريقتها، وسماها يومها (اليراعات). ومن هنا انبثقت فكرة هذه الجائزة (اليراعات الذهبية)، التي تكرم من يحاول كسر العتمة بإضاءات صغيرة، لكنها لا تلبث أن تشع وتترك بأثرها في العالم. فهذه الجائزة تسلط الضوء على هؤلاء الأشخاص الذين لا يستأهلون أن يمروا بيننا مرور الكرام. فتكريمهم واجب علينا، وهو تعبير عن تقديرنا لكفاءاتهم وأعمالهم في مجال السينما».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.