البنك الدولي: المبادرات السعودية الخضراء ستنمي اقتصاد المنطقة إلى 13 تريليون دولار بحلول 2050

مديره الإقليمي في الخليج لـ «الشرق الأوسط» : المملكة تعزز أجندة التنمية العالمية

جانب من مؤتمر البنك الدولي بالرياض أمس متناولاً آخر تقاريره (الشرق الأوسط)
جانب من مؤتمر البنك الدولي بالرياض أمس متناولاً آخر تقاريره (الشرق الأوسط)
TT

البنك الدولي: المبادرات السعودية الخضراء ستنمي اقتصاد المنطقة إلى 13 تريليون دولار بحلول 2050

جانب من مؤتمر البنك الدولي بالرياض أمس متناولاً آخر تقاريره (الشرق الأوسط)
جانب من مؤتمر البنك الدولي بالرياض أمس متناولاً آخر تقاريره (الشرق الأوسط)

في وقت توقع فيه البنك الدولي بلوغ نمو اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 6.9 في المائة في عام 2022، وفقاً لإصداره الأخير عن آخر المستجدات الاقتصادية لمنطقة الخليج، أمس، أكد البنك الدولي أن المبادرات السعودية الخضراء ستنمي اقتصاد المنطقة إلى 13 تريليون دولار بحلول 2050.
وقال عصام أبو سليمان، المدير الإقليمي للبنك الدولي لدول مجلس التعاون الخليجي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «السعودية تساعدنا في توفير التمويل لأفقر بلدان العالم، وتعزز أجندة التنمية العالمية، في وقت لا يزال الاقتصاد العالمي يعاني فيه من الصدمات المزعزعة للاستقرار».
وتابع: «قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، كان الاقتصاد العالمي يسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق تعافٍ قوي من جائحة (كورونا)، وإن كان بشكل غير متساوٍ. غير أن الحرب تعطل سلاسل الإمداد الذي تفاقم أثره نتيجة الإغلاقات في الصين بسبب سياستها الصارمة لمنع انتشار فيروس (كورونا)، وتوجّه ضربة خطيرة للتعافي العالمي».
وتوقع أبو سليمان، أن يتباطأ النمو في إجمالي الناتج المحلي العالمي بشكل حاد خلال هذا العام إلى نحو 2.9 في المائة، وأن يرتفع بشكل طفيف إلى 3 في المائة في عام 2023.
وعلى الصعيد السعودي، توقع أبو سليمان، أن يتسارع النمو ليبلغ 8.3 في المائة في عام 2022، قبل أن يتراجع إلى 3.7 في المائة و2.3 في المائة في عامَي 2023 و2024 على التوالي، في حين سيظل قطاع النفط المحرك الرئيسي لهذا النمو على الرغم من اتباع نهج أكثر حذراً في الإنتاج المقرر لـ«أوبك بلس»، مع توقعات بزيادة الإنتاج بنسبة 15.5 في المائة في عام 2022، مع ترجيحات بأن يواصل القطاع غير النفطي مسار نموه عند 4.3 في المائة في عام 2022.
ووفق أبو سليمان، فإن النمو القوي في قطاع النفط يعكس تأثير خفض الإنتاج الطوعي بمليون برميل يومياً، الذي قررت المملكة تطبيقه خلال شهرَي فبراير (شباط) وأبريل (نيسان) من عام 2021، مع توقعات بأن تحقق القطاعات غير النفطية، التي تعكس بشكل أفضل نشاط القطاع الخاص، نمواً بنسبة 4.3 في المائة هذا العام.
ولفت إلى أن أبرز العوامل المساهمة في النمو، يعود للاستهلاك الخاص، مع تخفيف جميع أشكال التباعد الاجتماعي في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى الاستثمارات والصادرات، في حين سيتم الاستفادة من العائدات النفطية المرتفعة لزيادة الإنفاق الرأسمالي، ولإحداث منافع غير مباشرة في القطاعات غير النفطية.
وعن حجم التعاون بين البنك الدولي والحكومة السعودية، قال أبو سليمان: «ارتبط البنك الدولي والحكومة السعودية بشراكة مهمة وعلاقة تعاون ممتازة منذ السبعينات من القرن الماضي. يغطي عدداً من المجالات الحيوية لتنمية المملكة، بما في ذلك قطاع الطاقة والنقل والتنمية البشرية وتنمية القطاع الخاص وإدارة المالية العامة؛ إذ تُعدّ المملكة مساهماً متزايد الأهمية في نافذة التمويل الميسر للبنك الدولي التي توفر التمويل لأفقر بلدان العالم».
وأوضح أن المملكة تتعاون مع البنك الدولي في المبادرات العالمية، بما في ذلك مجال ريادة الأعمال النسائية والسياحة والأمن الغذائي، وتتولى السعودية زمام المبادرة في مجال تغير المناخ من خلال اقتصاد الكربون الدائري والمبادرة الخضراء لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مبيناً أن جميع المبادرات تتسم بأهمية كبيرة بالنسبة إلى أجندة التنمية العالمية، منوهاً بأن البنك الدولي دعم العديد من هذه التغييرات في المملكة وأماكن أخرى في إطار رؤية 2030.
وأوضح تقرير أصدره البنك الدولي أمس، أن تخفيف القيود المفروضة بسبب جائحة «كورونا» والتطورات الإيجابية في سوق الهيدروكربونات، أدى إلى تحقيق تعافٍ قوي في عامَي 2021 و2022 في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، في حين أدى التعافي الاقتصادي القوي واختناقات سلاسل الإمداد إلى رفع التضخم في دول مجلس التعاون، إلى معدل بلغ 2.1 في المائة في المتوسط في عام 2021 من 0.8 في المائة في عام 2020.
وتوقع أن تسجل منطقة دول مجلس التعاون الخليجي فائضاً مزدوجاً قوياً في عام 2022 وعلى المدى المتوسط، مدفوعاً بارتفاع أسعار النفط والغاز، مع توقعات بتسجيل رصيد مالي فائض بنسبة 5.3 في المائة في إجمالي الناتج المحلي في عام 2022، وهو أول فائض يُسجل منذ عام 2014، في حين يُتوقع أن يصل فائض الميزان الخارجي لدول المجلس إلى 17.2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«المركزي الأوروبي» يخفض أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام

لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
TT

«المركزي الأوروبي» يخفض أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام

لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)
لافتة أمام مقر البنك المركزي الأوروبي (د.ب.أ)

خفض البنك المركزي الأوروبي، الخميس، أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام، مع إبقاء الباب مفتوحاً لمزيد من التيسير النقدي في المستقبل، مع اقتراب معدلات التضخم من الهدف واستمرار ضعف الاقتصاد.

وخفض «المركزي» للدول العشرين التي تتشارك اليورو معدل الفائدة على الودائع البنكية، والذي يؤثر على ظروف التمويل في المنطقة، إلى 3 في المائة من 3.25 في المائة. وكان المعدل قد وصل إلى مستوى قياسي بلغ 4 فقط في يونيو (حزيران) الماضي، وفق «رويترز».

وأشار البنك إلى إمكانية إجراء تخفيضات إضافية من خلال إزالة الإشارة إلى الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوى «مقيد بشكل كافٍ»، وهو مصطلح اقتصادي يشير إلى مستوى تكاليف الاقتراض الذي يكبح النمو الاقتصادي.

وقال البنك المركزي الأوروبي: «إن ظروف التمويل تتحسن، حيث تعمل تخفيضات أسعار الفائدة الأخيرة التي أجراها مجلس الإدارة على جعل الاقتراض الجديد أقل تكلفة للشركات والأسر تدريجياً. لكنها تظل متشددة لأن السياسة النقدية تظل مقيدة ولا تزال الزيادات السابقة في أسعار الفائدة تنتقل إلى المخزون القائم من الائتمان».

ولا توجد تعريفات عالمية لمستوى الفائدة الذي يعدّ مقيداً، لكن الاقتصاديين يرون عموماً أن المستوى المحايد، الذي لا يعزز النمو ولا يبطئه، يتراوح بين 2 و2.5 في المائة.

وبموجب قرار الخميس، خفض البنك المركزي أيضاً معدل الفائدة الذي يقرض به البنوك لمدة أسبوع إلى 3.15 في المائة ولمدة يوم واحد إلى 3.40 في المائة.

ولم يتم استخدام هذه الآليات بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث وفَّر البنك المركزي النظام المصرفي باحتياطيات أكثر من حاجته عبر برامج ضخمة لشراء السندات والقروض طويلة الأجل.

لكنها قد تصبح أكثر أهمية في المستقبل مع انتهاء هذه البرامج. وأكد البنك المركزي الأوروبي، الخميس، أنه سيوقف شراء السندات بموجب برنامجه الطارئ لمواجهة جائحة كورونا هذا الشهر.