تراجع أعداد السوريين الراغبين في مغادرة لبنان طوعاً

وزير الشؤون الاجتماعية شكر الأجهزة الأمنية على دورها في «اليوم الوطني»

عائلات سورية تتجمع قرب شاحنات في بلدة عرسال في منطقة البقاع تمهيداً للعودة (أ.ب)
عائلات سورية تتجمع قرب شاحنات في بلدة عرسال في منطقة البقاع تمهيداً للعودة (أ.ب)
TT

تراجع أعداد السوريين الراغبين في مغادرة لبنان طوعاً

عائلات سورية تتجمع قرب شاحنات في بلدة عرسال في منطقة البقاع تمهيداً للعودة (أ.ب)
عائلات سورية تتجمع قرب شاحنات في بلدة عرسال في منطقة البقاع تمهيداً للعودة (أ.ب)

عكس رقم النازحين السوريين العائدين إلى بلادهم، ضمن خطة العودة الطوعية، تراجعاً عن الأرقام المتوقعة التي أعلنت عنها شخصيات حكومية خلال الأسابيع الماضية، حيث سُجّل أقل من 500 عائد ضمن الدفعة الأولى، وسط تأكيدات رسمية بأن الرحلات الطوعية «ستستمر في الأيام القليلة المقبلة».
وبدأت دفعة من النازحين السوريين مغادرة لبنان، صباح أمس، في طريقها إلى سوريا، في إطار رحلات منظمة يتولاها الأمن العام اللبناني بالتنسيق مع دمشق. وقالت مصادر معنية لـ«الشرق الأوسط» إن عدد النازحين العائدين بلغ 420، من أصل 1500 من المسجلين من منطقة عرسال، لافتة إلى أن الأرقام «لم تتطابق مع اللوائح المسجلة بسبب تراجع البعض عن العودة لارتباطات متصلة بمدارس أولادهم في المقام الأول».
وكان من المقرر أن يغادر نحو 750 نازحاً من مناطق عدة، وفق ما أعلن الأمن العام، عبر ثلاث نقاط حدودية على الأقل، في إطار خطة «إعادة النازحين الطوعية والآمنة»، التي بدأتها السلطات اللبنانية عام 2017 على دفعات، وأعلنت الشهر الحالي استئناف تنفيذها.
وانطلقت الدفعة الأولى، أمس (الأربعاء)، من نقطة التجمع في وادي حميد في عرسال باتجاه مدينة الملاهي على السلسلة الشرقية في الجرود الشرقي، وصولاً إلى معبر الزمراني على الحدود اللبنانية - السورية، باتجاه القلمون الغربي إلى الأراضي السورية. وبمواكبة من الأمن العام اللبناني الذي نظم رحلة العودة، سلكت الآليات طرقات ترابية نحو قرى دير عطية، فليطا، الجراجير، قارا والنبك، في ريف دمشق بسوريا، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكان الأمن العام اللبناني قد استحدث نقطة عبور في وادي حميد عمل، من خلالها على التدقيق في أسماء المسجلين الراغبين بالعودة.
وحضر وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال، هكتور حجار، إلى وادي حميد عند الساعة السادسة من صباح أمس، للاطلاع على طريقة التنظيم وتجمع الآليات في وادي حميد، ورافق القافلة الأولى التي انطلقت نحو معبر الزمراني، وهي تضم مائة وخمسين آلية بين شاحنة وجرار زراعي ودراجة نارية و250 سورياً ولبنانياً، معظمهم من بلدة عرسال، يعملون على نقل أمتعة السوريين بآلياتهم وشاحناتهم وجراراتهم الزراعية.

وأكد حجار أن 50 في المائة من القافلة الطوعية سلكت معبر الزمراني بطريقة سريعة ومنظمة، وتوقع أن تستمر عملية العودة الطوعية حتى منتصف الليل. وشكر، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، الأجهزة الأمنية على القيام بدورها «في هذا اليوم الوطني الكبير». وأكد أن الرحلات الطوعية للنازحين السوريين «ستستمر في الأيام القليلة المقبلة»، موضحاً: «هناك دفعة ثانية وثالثة ورابعة... سنستمر بالعمل معاً من أجل العودة الطوعية»، مضيفاً: «نحن لا نقوم بعمليات استعراض حول الأعداد. القرار السياسي اتخذ بالعودة الطوعية».
ورغم الطقس الماطر، استكملت القوى الأمنية رحلات العودة الطوعية للنازحين السوريين في نقطة التجمع من وادي حميد في عرسال باتجاه قرى القلمون الغربي.
وبموجب عمليات العودة الجماعية، تمّت، وفق بيانات الأمن العام اللبناني، إعادة أكثر من 400 ألف لاجئ إلى سوريا، منذ عام 2017. لكن منظمات إنسانية ترجّح أن عدد العائدين أقل بكثير، وتتحدث عن توثيق حالات ترحيل «قسرية».
وقالت ديانا سمعان، نائبة مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإنابة، في «منظمة العفو الدولية»، في بيان، الجمعة: «من خلال تسهيلها بحماسة عمليات العودة هذه، تعرّض السلطات اللبنانية، عن قصد، اللاجئين السوريين لخطر المعاناة من انتهاكات شنيعة والاضطهاد عند عودتهم إلى سوريا».
وندّد المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، أول من أمس، بمواقف المنظمات الإنسانية، من دون أن يسمّيها. وقال إنّ «لبنان يرفض طريقة التعاطي القائمة»، مؤكداً أنه «لن نجبر أي نازح على العودة».
وفي لبنان، تنوعت الضغوط على اللاجئين من حظر تجول وتوقيف وعنصرية وترحيل، إلى مداهمات وفرض قيود على معاملات الإقامة. ومنذ سنوات، تنظر السلطات اللبنانية إلى ملف اللاجئين بوصفه عبئاً، وتعتبر أن وجودهم ساهم في مفاقمة الانهيار الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

لبنان يستأنف تسجيل السوريين الراغبين بالعودة الطوعية

المشرق العربي لبنان يستأنف تسجيل السوريين الراغبين بالعودة الطوعية

لبنان يستأنف تسجيل السوريين الراغبين بالعودة الطوعية

قالت مصادر أمنية في منطقة البقاع اللبناني، أمس لـ«الشرق الأوسط»، إن مكاتب الأمن العام استعادت نشاطها لتسجيل أسماء الراغبين بالعودة، بناء على توجيهات مدير عام الأمن العام بالإنابة العميد إلياس البيسري.

المشرق العربي لبنان يطلق حملة «مسح وطنية» لتعداد النازحين السوريين

لبنان يطلق حملة «مسح وطنية» لتعداد النازحين السوريين

أطلقت وزارة الداخلية اللبنانية حملة مسح وطنية لتعداد وتسجيل النازحين السوريين وتسجيلهم، ضمن إجراءات جديدة لضبط عملهم وتحديد من يوجد في لبنان بصورة قانونية، وذلك في ظل نقاشات سياسية، وضغط أحزاب لبنانية لإعادة النازحين إلى بلادهم. ووجّه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، كتاباً إلى المحافظين ومن خلالهم إلى القائمقامين والبلديات والمخاتير في القرى التي لا توجد فيها بلديات ويوجد فيها نازحون سوريون، لإطلاق حملة مسح وطنية لتعداد وتسجيل النازحين السوريين، والقيام بتسجيل كل المقيمين، والطلب إلى المخاتير عدم تنظيم أي معاملة أو إفادة لأي نازح سوري قبل ضم ما يُثبت تسجيله، والتشدد في عدم تأجير أي عقار لأ

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بيروت: لا تسرع في ترحيل السجناء السوريين

بيروت: لا تسرع في ترحيل السجناء السوريين

قال وزير العدل اللبناني هنري الخوري لـ«الشرق الأوسط» إن إعادة السجناء السوريين في لبنان إلى بلدهم «قضية حساسة ولا تعالج بقرار متسرع». ويمكث في السجون اللبنانية 1800 سوري ممن ارتكبوا جرائم جنائية، 82 في المائة منهم لم تستكمل محاكماتهم، فيما وضعت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي خطّة لترحيلهم وكلف الخوري البحث في «إمكانية تسليم الموقوفين والمحكومين للدولة السورية بشكل فوري، مع مراعاة القوانين والاتفاقيات ذات الصلة، والتنسيق بهذا الخصوص مع الدولة السورية». وأكد الخوري أن «كل ملف من ملفات السجناء السوريين يحتاج إلى دراسة قانونية دقيقة (...) إذا ثبت أن ثمة سجناء لديهم ملفات قضائية في سوريا فقد تكون الإجراء

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي «اجتماع عمّان» يبحث عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار

«اجتماع عمّان» يبحث عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار

بحث اجتماع تشاوري جديد حول سوريا عقد الاثنين في عمّان، بمشاركة وزراء الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والعراقي فـؤاد محمد حسين والمصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي والسوري فيصل المقداد، سُبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار وبسط الدولة السورية سيطرتها على أراضيها. وأكد نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن الاجتماع هو بداية للقاءات ستتابع إجراء محادثات تستهدف الوصول إلى حل الأزمة السورية ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، ويعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية. وشدد الوزير الأردني، على أن أولوية إنهاء الأزمة لا تكون إلا عبر حل سياسي يحفظ وحدة سو

المشرق العربي «اجتماع عمّان» التشاوري: العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين أولوية قصوى

«اجتماع عمّان» التشاوري: العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين أولوية قصوى

بحث اجتماع تشاوري جديد حول سوريا عقد اليوم (الاثنين)، في عمّان، بمشاركة وزراء خارجية كلّ من السعودية ومصر والأردن والعراق وسوريا، في سُبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار، وبسط الدولة السورية سيطرتها على أراضيها. ووفقاً لبيان ختامي وزع عقب الاجتماع ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية، اتفق المجتمعون على أن «العودة الطوعية والآمنة للاجئين (السوريين) إلى بلدهم أولوية قصوى، ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فوراً». وحضّوا على تعزيز التعاون بين سوريا والدول المضيفة للاجئين بالتنسيق مع الأمم المتحدة لـ«تنظيم عمليات عودة طوعية وآمنة للاجئين وإنهاء معاناتهم، وفق إجراءات محددة وإطار زمني واضح»

«الشرق الأوسط» (عمّان)

أعنف ضربات إسرائيلية على الحوثيين... والجماعة تتمسك بالمواجهة

دخان يتصاعد إثر غارات إسرائيلية على مطار صنعاء الخاضع للحوثيين (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد إثر غارات إسرائيلية على مطار صنعاء الخاضع للحوثيين (إ.ب.أ)
TT

أعنف ضربات إسرائيلية على الحوثيين... والجماعة تتمسك بالمواجهة

دخان يتصاعد إثر غارات إسرائيلية على مطار صنعاء الخاضع للحوثيين (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد إثر غارات إسرائيلية على مطار صنعاء الخاضع للحوثيين (إ.ب.أ)

نفذت إسرائيل أعنف ضربات لها ضد الحوثيين، أمس (الخميس)، بالتزامن مع الخطبة الأسبوعية المتلفزة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مستهدفة مطار صنعاء، ومنشآت طاقة في صنعاء العاصمة اليمنية المختطفة، وفي محافظة الحديدة الساحلية.

وفي حين أكد الجيش الإسرائيلي الإغارة على ما وصفه بـ«أهداف عسكرية للنظام الإرهابي للحوثيين على ساحل اليمن الغربي وفي الداخل»، قال إن ذلك جاء رداً على «الهجمات المتكررة» للمتمردين اليمنيين على «دولة إسرائيل ومواطنيها».

وبحسب الإعلام الحوثي، استهدفت الغارات مطار صنعاء، ومحطة كهرباء «حزيز» في جنوب المدينة، وميناء رأس عيسى النفطي شمال الحديدة، ومحطة كهرباء «رأس كثيب» في الحديدة. وأدت الموجة الرابعة من الضربات الإسرائيلية على الحوثيين إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 16 شخصاً وفقد 3 آخرين.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إن الحملة ضد جماعة الحوثي لا تزال في بدايتها «نحن مصممون على قطع أذرع إيران الإرهابية».وفي أول تعليق حوثي، قال المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام إن الضربات لن تحول دون توقف هجمات الجماعة إسناداً للفلسطينيين في غزة، وفق زعمه، ورأى أن تدمير مطار صنعاء «إجرام إسرائيلي بحق كل اليمنيين».

وأعلن زعيم الحوثيين تحدي واشنطن وتل أبيب، وتوعد بالاستمرار في الهجمات.