أعلنت دمشق رسمياً وصول المرحلة الأولى من النازحين السوريين من لبنان إلى مناطقهم في سوريا، وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن «عشرات الأسر المهجرة القاطنة في مخيمات اللجوء في لبنان» عادت يوم الأربعاء عبر معبري الدبوسية بريف حمص والزمراني بريف دمشق، إلى قراهم وبلداتهم في الأراضي السورية، وذلك في «إطار الجهود التي تبذلها الدولة السورية لإعادة المهجرين إلى أرض الوطن»، بحسب ما ذكره مراسل الإعلام الحربي في وكالة (سانا) التي أشارت إلى اتخاذ الجهات المعنية في محافظتي حمص وريف دمشق «جميع الإجراءات» لاستقبال العائدين بالتعاون والتنسيق مع مديريات الصحة والشؤون المدنية والهجرة. ومن تلك الإجراءات حسب الإعلام السوري وجود «فرق صحية في معبري الدبوسية والزمراني قدمت الخدمات اللازمة للعائدين ولقاحات للأطفال» كما تم تأمين سيارات لتقل العائدين إلى مناطقهم وتأمين وصول أمتعتهم التي تقلها شاحنات نقل خاصة. ونقلت «سانا» تصريحات لعائدين من أبناء حي الخالدية في مدينة حمص ومن أبناء منطقة الحولة في ريف حمص، أظهروا فيها فرحهم بالعودة بعد عشر سنوات من المعاناة في مخيمات اللجوء.
وفتح الأمن العام اللبناني 17 مركز تسجيل للعودة الطوعية بحسب ما ذكرته وسائل إعلام لبنانية، وقالت إن أعداد الراغبين في العودة بلغت نحو 500 ألف نازح، مع الإشارة إلى أن الأرقام الرسمية اللبنانية للاجئين السوريين الذين دخلوا إلى لبنان بشكل شرعي وغير شرعي تصل إلى 2 مليون و80 ألف لاجئ، عاد منهم 540 ألف سوري منذ بدء الخطة في عام 2017 ولغاية اليوم.
ومنذ اندلاع الحرب في سوريا، كان لبنان الوجهة الأولى للسوريين لا سيما سكان المناطق القريبة من الحدود مع لبنان. وبحسب أرقام الأمم المتحدة هناك 830 ألف لاجئ سوري في لبنان مسجل لديها. وشكل اللجوء السوري في لبنان عبئاً منهكاً في ظل وضع اقتصادي منهار، ما انعكس بشكل سلبي على حياة اللاجئين الذين عانوا من شتى أصناف الضغوط أبرزها العنصرية.
ويقوم الأمن العام اللبناني بالتعاون مع السلطات الأمنية في دمشق، بتنظيم برنامج عودة اللاجئين السوريين من لبنان الذي انطلقت أول دفعة منه أمس الأربعاء وتشمل نحو 750 شخصا عبر ثلاث نقاط حدودية على الأقل، وذلك في استئناف لخطة لبنانية بدأت عام 2017 تهدف إلى «إعادة النازحين الطوعية والآمنة»، على دفعات. وسط تحذيرات من منظمات إنسانية وحقوقية من تسجيل حالات ترحيل قسري والانتهاكات التي قد تواجه العائدين إلى سيطرة النظام.
وصرحت ديانا سمعان نائبة مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإنابة في منظمة العفو الدولية في بيان لها قبل أيام : «من خلال تسهيلها بحماسة عمليات العودة هذه، تعرّض السلطات اللبنانية، عن قصد، اللاجئين السوريين لخطر المعاناة من انتهاكات شنيعة والاضطهاد عند عودتهم إلى سوريا».
سوريا تعلن تسهيلاتها لعودة الأسر من لبنان إلى مناطقها
سوريا تعلن تسهيلاتها لعودة الأسر من لبنان إلى مناطقها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة