بحضور جمال مبارك، النجل الأصغر للرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وعشرات المحامين والشخصيات العامة، شُيعت، بعد صلاة عصر (الثلاثاء)، جنازة المحامي الشهير فريد الديب، الذي تُوفي بعد صراع مع مرض السرطان، عن عمر يناهز 79 عاماً، ليُكتب السطر الأخير في رحلة محامٍ ارتبط اسمه بقضايا الساسة والمشاهير لعقود طويلة.
تعود شهرة الديب لنوعية القضايا التي اعتاد التصدر لها، وكان اسمه قاسماً مشتركاً في الملفات الصعبة والقضايا الشائكة، والمثيرة للجدل، أو التي تحظى باهتمام الرأي العام، ولعل أبرزها أخيراً توليه الدفاع عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وعائلته، في القضايا التي أعقبت أحداث 25 يناير (كانون الثاني) 2011، والتي عُرفت إعلامياً بــ«قضية القرن»، إضافة إلى توليه الدفاع عن حبيب العادلي، وزير الداخلية في عهد مبارك.
ونشر علاء مبارك، النجل الأكبر للرئيس مبارك، صورة جمعت الديب مع والده، مصحوبة بعبارات تعزية قال فيها: «لا ننسى وقفة الرجل مع الأسرة في وقتٍ انسحب فيه الآخرون».
ونعت حنان الديب، والدها، وكتبت في صفحتها الشخصية على «فيسبوك»: «كان عزيزي وعزّي وعزوتي، فهو حبيبي الأول وعيني الثالثة وملجئي بعد الله، طاب به عمري الفائت، لكن أمر الله نافذ علينا جميعاً».
وكانت قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، واحدة من أبرز القضايا التي ارتبط بها اسم الديب وشهرته عام 1996، لا سيما مع حالة الغضب الشعبي التي أثارها قراره تولي الدفاع عن جاسوس إسرائيلي.
كما تولى الديب قضايا أخرى مثيرة للجدل، من بينها الدفاع عن رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى، في اتهامه بالتحريض على قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، واستطاع تخفيف الحكم على مصطفى من الإعدام إلى السجن 15 عاماً.
وُلد فريد الديب في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 1943، والتحق بكلية الحقوق عام 1958، وتخرج فيها عام 1963، وبدأ حياته المهنية وكيلاً للنيابة، إلى أن عُزل من العمل القضائي مع نحو 200 قاضٍ في أغسطس (آب) عام 1969 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، فيما عُرف وقتها بـ«مذبحة القضاة».
التحق الديب بعدها بالعمل بوزارة العدل، ثم عمل في إدارة الجريمة المنظمة بجامعة الدول العربية، ليتفرغ منذ العام 1971 للعمل بالمحاماة.
وقبل أشهر أعلن الديب اعتزاله المحاماة، وقال، أمام محكمة جنايات القاهرة بالعباسية، خلال محاكمة رجل الأعمال حسن راتب، وعضو مجلس الشعب السابق علاء حسانين، في قضية «الآثار الكبرى»: «قد تكون هذه المرة الأخيرة التي أقف فيها أمام المحكمة، حيث شرفت بالعمل لمدة 60 عاماً، وأعاني حالياً من الإصابة بمرض السرطان».
ولم يتوقف الجدل بإعلانه الاعتزال في أبريل (نيسان) الماضي، حين أعلن الديب «استعداده» للدفاع عن محمد عادل، قاتل زميلته الطالبة الجامعية نيرة أشرف، وهي القضية التي أثارت الرأي العام المصري منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي، وصدر بحق الجاني حكم بالإعدام، وتقدم الديب بالفعل بمذكرة قانونية للطعن على الحكم، ونقلت وسائل إعلام مصرية عن الديب قوله، إنه «لا يدافع عن الجريمة، بل يدافع عن القانون، وعن مسائل قانونية، وفوق القانونية».
رحيل فريد الديب... محامي المشاهير والساسة في مصر
ترافع عن مبارك وعائلته وجاسوس إسرائيلي
رحيل فريد الديب... محامي المشاهير والساسة في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة