العلماء يتوصلون أخيرا لآلية جزيئية وراء السمع البشري

العلماء يتوصلون أخيرا لآلية جزيئية وراء السمع البشري
TT

العلماء يتوصلون أخيرا لآلية جزيئية وراء السمع البشري

العلماء يتوصلون أخيرا لآلية جزيئية وراء السمع البشري

كشف العلماء أخيرًا عن بنية مركب بروتيني غامض داخل الأذن الداخلية يُمكّن البشر من السمع.
ولحل هذا اللغز الذي مضى عليه عقود، احتاج الباحثون إلى زراعة 60 مليون دودة مستديرة (Caenorhabditis elegans)، والتي تستخدم مركبًا بروتينيًا مشابهًا جدًا كما يفعل البشر لإحساس اللمس.
ونظرًا لأن البشر ليس لديهم سوى كمية ضئيلة من هذا البروتين داخل آذانهم الداخلية، فإن اللجوء إلى مصدر آخر كان الطريقة الوحيدة التي تمكن الفريق من تجميع ما يكفي من البروتين لدراسته.
ووفق الكاتبة المشاركة في الدراسة الجديدة الدكتورة سارة كلارك عالمة الكيمياء الحيوية بجامعة أوريغون ببورتلاند للصحة والعلوم (OHSU) «لقد أمضينا عدة سنوات في تحسين طرق نمو الديدان وعزل البروتين، وواجهنا العديد من اللحظات الحرجة حيث فكرنا في الاستسلام».
لقد عرف الباحثون منذ وقت أن مركب البروتين 1 (TMC1) الشبيه بقناة الغشاء يؤدي دورًا مهمًا في السمع، لكن التفاصيل الدقيقة ظلت بعيدة المنال «هذا هو آخر نظام حسي ظلت فيه الآلية الجزيئية الأساسية غير معروفة»، وفق الدكتور إريك جوو المؤلف الرئيس للدراسة كبير علماء الكيمياء الحيوية بجامعة «OHSU» «بفضل هذا البحث الجديد، الذي نُشر بمجلة Nature العلمية نعلم الآن أن مركب البروتين هذا يعمل كقناة أيونية حساسة للتوتر تنفتح وتنغلق اعتمادًا على حركة الشعر داخل الأذن الداخلية».
وباستخدام المجهر الإلكتروني، اكتشف الباحثون مركب البروتين (يشبه الأكورديون)، مع وجود وحدات فرعية (متوازنة مثل المقابض) على كلا الجانبين؛ حيث تضرب الموجات الصوتية التي تنتقل عبر الأذن طبلة الأذن (الغشاء الطبلي)، ثم إلى الأذن الداخلية حيث تهتز العظام؛ ثلاثة من أصغر عظام الجسم. فيما تضرب العظيمات القوقعة الشبيهة بالحلزون، والتي بدورها تمسح بالأغشية شعيرات مجهرية تشبه الأصابع تسمى الستريوسيليا.
ويتم تضمين هذه الأيونات المجسمة في الخلايا التي تحتوي على القنوات الأيونية التي شكّلها مركب TMC1 والتي تنفتح وتنغلق مع تحرك الشعر، وترسل إشارات كهربائية على طول العصب السمعي إلى الدماغ ليتم تفسيرها على أنها صوت، وفق موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
ويوضح الدكتور بيتر بار - غليسب اختصاصي طب الأذن والأنف والحنجرة في OSHU وهو رائد وطني في أبحاث السمع لم يشارك في الدراسة «ظل مجال علم الأعصاب السمعي ينتظر هذه النتائج منذ عقود. أما الآن فنحن نشعر بالسعادة. قد يساعد هذا الاكتشاف الباحثين يومًا ما على تطوير علاجات لضعف السمع».
ويؤثر فقدان السمع والصمم على أكثر من 460 مليون شخص حول العالم. ومن خلال فهم طبيعة السمع يمكن للباحثين الاستمرار في إيجاد طرق متنوعة لدعم أو علاج أو منع فقدان السمع في مجتمعنا.


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
TT

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)
المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

انتهت المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 كاتباً من 49 دولة حول العالم للفوز بـ«جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً»، على أن تبدأ المرحلة الثانية لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر (كانون الأول) قبل إعلان الفائزين في فبراير (شباط) المقبل.

وأكد الدكتور سعد البازعي، رئيس الجائزة، في مؤتمر صحافي بالرياض، أمس، أن أرقام المشاركات التي تلقتها اللجنة مبشّرة وتعطي سِمة عالمية من حيث عدد الدول التي جاءت منها، مبيناً أن الجائزة متفردة لأنها «تربط بين الرواية والسينما، وهو أمر لم نعتد على رؤيته من قبل».

وكانت هيئة الترفيه السعودية أطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي الجائزة التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر قابليةً للتحويل إلى أعمال سينمائية بمجموع جوائز يصل لـ740 ألف دولار.