سعر الصرف محطة أخيرة في مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي

الحكومة طمأنت المواطنين ونفت المساس بـ«الدعم»

وزير المالية المصري (صفحة وزارة المالية على فيسبوك)
وزير المالية المصري (صفحة وزارة المالية على فيسبوك)
TT

سعر الصرف محطة أخيرة في مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي

وزير المالية المصري (صفحة وزارة المالية على فيسبوك)
وزير المالية المصري (صفحة وزارة المالية على فيسبوك)

يبدو أن مفاوضات قرض صندوق النقد الدولي الذي تسعى مصر للحصول عليه، قد وصلت إلى محطتها الأخيرة، مع إعلان الصندوق «حل قضايا السياسة الكبرى»، وتأكيد القاهرة أن توقيع الاتفاق بات «قريباً جداً».
وقالت كريستالينا غورغيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، في مؤتمر صحافي مساء الجمعة، إن «مسؤولي الصندوق توصلوا إلى حل جميع قضايا السياسة الكبرى مع السلطات المصرية في مناقشاتهم بشأن برنامج إقراض جديد للقاهرة»، لكنها أشارت، في الوقت نفسه، إلى أن «الجانبين ما زالا يعملان على تفاصيل فنية أصغر»، وصفتها بأنها «مسائل ليست بسيطة، وإنما تتعلق بسياسات سعر الصرف المصرية».
من جانبه أكد وزير المالية المصري محمد معيط، في تصريحات تلفزيونية مساء الجمعة، أن «مصر في المرحلة النهائية من المفاوضات مع الصندوق»، متوقعاً أن يتم توقيع الاتفاق «قريباً جداً»، لكنه لم يحدد قيمة القرض الذي تطلبه بلاده، مكتفياً بالقول إن «هذه النقطة لا تزال قيد التفاوض، وسيعلن الرقم النهائي في غضون يومين»، منوهاً بأن «الصندوق حريص على مرونة سعر الصرف».
وشدد وزير المالية المصري على أن «صندوق النقد لم يطلب من مصر المساس بالدعم أو أي إجراءات حماية اجتماعية، ولم يتحدث بشأن الميزانية والسياسات المالية»، وقال إن «هذه خطوط حمراء»، موضحاً أن «صندوق النقد حريص خلال هذه المرحلة على دعم البرامج الاجتماعية، ومساعدة فئات المجتمع المتأثرة بالموجة التضخمية»، لافتاً إلى «إجراءات الحكومة للتخفيف من وطأة الوضع الحالي».
وتسعى مصر للحصول على حزمة جديدة من صندوق النقد الدولي خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي التي تجري في واشنطن حالياً؛ لمواجهة تداعيات الأزمة الروسية - الأوكرانية على اقتصاد البلاد.
الخبير في الاقتصاد وأستاذ التمويل، الدكتور مدحت نافع، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «جميع الأمور المتعلقة بالسياسة الاقتصادية المصرية باتت محسومة، خاصة ما يتعلق بسعر الفائدة، والتضخم والبطالة، وملكية الدولة، من هنا جاء تصريح مديرة صندوق النقد بشأن قضايا السياسة الكبرى»، لافتاً إلى أن «مسألة سعر الصرف بالتأكيد ليست بسيطة، لا سيما لو طالب الصندوق بتحرير كامل لسعر الصرف، وهو الأمر الذي لا أعتقد أن مصر مستعدة له الآن».
وأعرب نافع عن أمله في ألا تكون شروط القرض الجديد «قاسية على مصر»، أو «تُقيد حقها في تحديد سياساتها الخاصة»، لافتاً إلى أن «القاهرة كانت تفخر عقب توقيع اتفاق القرض عام 2016 بأن الصندوق لم يفرض عليها برنامجاً معيناً»، وأردف: «نتمنى أن يتم نفس الشيء مع القرض الجديد».
وطلبت القاهرة الحصول على تمويل إضافي من صندوق النقد الدولي، في مارس (آذار) الماضي، وقالت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر، سيلين آلارا، في بيان صحافي في حينه، إن «التغير السريع في البيئة العالمية وتأثير التداعيات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا يفرضان تحديات مهمة على البلدان في مختلف أنحاء العالم، ومنها مصر، وفي هذا السياق، طلبت السلطات المصرية دعم صندوق النقد الدولي في تنفيذ برنامجها الاقتصادي الشامل». على مدار الأشهر الماضية، تواصلت المفاوضات بين الجانبين، وسط أنباء عن مطالبة الصندوق للقاهرة بإجراء «إصلاحات مالية، وزيادة المرونة في سعر الصرف».
وتسببت الأزمة الروسية - الأوكرانية في خروج أكثر من 20 مليار دولار أموالاً «ساخنة» من مصر، بحسب تصريحات لمسؤولين مصريين؛ ما أدى إلى أزمة في الدولار، وتسبب في نقص السلع المستوردة، ولجأت البنوك المصرية إلى وضع قيود على الإنفاق بالدولار.
وتراجع سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار في الأشهر الأخيرة، لتبلغ قيمة الدولار نحو 19.66 جنيه.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


وفاة العشرات بمرض غامض في بلدة سودانية تحاصرها «قوات الدعم السريع»

أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
TT

وفاة العشرات بمرض غامض في بلدة سودانية تحاصرها «قوات الدعم السريع»

أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

قالت نقابة أطباء السودان في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء إن 73 شخصاً على الأقل توفوا بمرض غامض في بلدة الهلالية التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية.

والهلالية، في ولاية الجزيرة بشرق السودان، واحدة من عشرات القرى التي تعرضت لهجمات انتقامية من «قوات الدعم السريع»، بعد انشقاق قائد كبير منها وانضمامه للجيش، ما أدى إلى نزوح أكثر من 135 ألف شخص.

وتسببت الحرب بين الجانبين في أكبر أزمة إنسانية في العالم، ونزوح أكثر من 11 مليون شخص، وزيادة الجوع وتدخل قوى أجنبية، ما أثار مخاوف من انهيار الدولة.

ورغم أن ارتفاع أعداد القتلى في مناطق أخرى من ولاية الجزيرة ناجم عن قيام «قوات الدعم السريع» بأعمال قصف وإطلاق نار، أُصيب سكان في الهلالية بالإسهال، ما أثقل كاهل مستشفى محلي، وفق ما قالت النقابة و3 أشخاص من المنطقة.

ومن الصعب تحديد أسباب دقيقة للوفاة؛ نظراً لمنع «قوات الدعم السريع» الوصول لشبكة الإنترنت.

وقال رجل لـ«رويترز»: «إن 3 من أفراد أسرته ماتوا بالمرض نفسه، لكنه لم يكتشف ذلك إلا بعد أيام، عندما فر آخرون إلى منطقة يمكن الوصول فيها إلى الإنترنت».

وذكر رجل آخر أن «قوات الدعم السريع» تفرض على مَن يرغبون في المغادرة دفع مبالغ طائلة عند نقاط التفتيش التابعة لها.

وقال نشطاء مؤيدون للديمقراطية إن الحصار بدأ 29 أكتوبر (تشرين الأول) عندما داهمت «قوات الدعم السريع» البلدة وقتلت 5 أشخاص، وحاصرت سكاناً داخل 3 مساجد.

والهلالية مسقط رأس عائلة القائد المنشق أبو عاقلة كيكل، وهو ما يقول سكان محليون إنه قد يفسر سبب حصار البلدة التي كانت مركزاً تجارياً مستقراً يسكنه 50 ألف نسمة، من بينهم كثير من النازحين من مناطق أخرى.

وقال شهود إن الأسواق والمخازن في البلدة تعرضت للنهب.

وأظهرت صور بالأقمار الصناعية ضمن تقرير لمختبر البحوث الإنسانية في جامعة «ييل» الأميركية زيادة سريعة في عدد المقابر داخل عدد من بلدات ولاية الجزيرة منذ بدء الهجمات الانتقامية الأخيرة في أواخر أكتوبر، كما أظهرت أدلة على حرق الحقول الزراعية في قرية أزرق.