آمال مختار: الفكر التنويري أنقذ تونس من الردّة

رئيسة «بيت الرواية التونسية» ترى أن الكتابة الإبداعية مغامرة

آمال مختار (تصوير: سعد الدوسري)
آمال مختار (تصوير: سعد الدوسري)
TT

آمال مختار: الفكر التنويري أنقذ تونس من الردّة

آمال مختار (تصوير: سعد الدوسري)
آمال مختار (تصوير: سعد الدوسري)

بين الصحافة والرواية، تنقلت الكاتبة والروائية التونسية آمال مختار. نشرت أول رواية لها بعنوان «نخب الحياة» (عن «دار الآداب» في بيروت)، ونالت عليها جائزة الإبداع الأدبي لوزارة الثقافة لسنة 1994. وفي عام 2002 قدمت روايتها الثانية «الكرسي الهزاز»، تلاها في عام 2006 رواية «المايسترو» الحاصلة على جائزة لجنة التحكيم لمسابقة الرواية التونسية «الكومار الذهبي»، ورواية «دخان القصر» (2013)، وفي مجال السرد القصصي لها مجموعتان: «لا تعشقي هذا الرجل» (2003)، و«للمارد وجه جميل» (2004). ومؤخراً تم تعيينها مديرة لمؤسسة «بيت الرواية» وهو أول بيت عربي للرواية.
أجرينا اللقاء التالي معها بمناسبة مشاركتها في فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب الثقافية، بمناسبة اختيار تونس «ضيف شرف» هذه الدورة من المعرض.
> كيف ترين الاحتفاء بالمبدعين التونسيين في معرض الرياض الدولي للكتاب؟
- أرى الدعوة كريمة من الشقيقة السعودية التي يعود تاريخ التبادل الثقافي بينها وبين تونس إلى سنوات خلت. كما أرى في الاحتفاء بالمبدعين التونسيين في معرض مهمّ بأهميّة معرض الرياض تكريماً وإضافة متبادلة بين البلدين الشقيقين. وإذ يفتح معرض الرياض ذراعيه لتكريم المبدع التونسي بجعل تونس «ضيف شرف»، فإن ذلك سيجعل هذا المبدع يقدم كل ما لديه من معرفة ليكون في مستوى هذا التشريف.
> ما طبيعة مشاركتك في معرض الكتاب؟
- مشاركتي ستكون ضمن الوفد الرسمي الممثل لوزارة الشؤون الثقافية، تحت إشراف السيدة وزيرة الثقافة حياة قطاط قرماسي، وذلك باعتباري روائية أولاً، ومديرة لمؤسسة «بيت الرواية»، وهو أول بيت عربي للرواية. وستكون مساهمتي حسب البرنامج الذي أعدته الوزارة، بترؤس الجلسات الحوارية الخاصة بلقاءات الروائيين التونسيين المشاركين في الوفد الرسمي، كما ستكون لي مساهمة أخرى في يوم «التونسيات مبدعات ومنتجات للمعرفة».
> كيف تصفين التفاعل الثقافي بين المبدعين في تونس والعالم العربي؟
- الحضور الثقافي التونسي في المشهد الثقافي العربي متميز حقيقة، فالمبدع والمفكر والفنان والمثقف التونسي -عموماً- يحظى بمكانة مرموقة، نظراً لفرادة التجربة الثقافية التونسية التي نهلت من موجات التنوير التي هبّت وتهُب على البلاد التونسية منذ القدم، منذ أن أُلغيت العبودية سنة 1842 من تونس، ومنذ أن وُضع أول دستور تونسي وعربي سنة 1861، ومنذ أن قدّم خير الدين باشا إصلاحاته للبلاد التونسية، ومنذ أن كتب الطاهر الحداد كتابه الشهير: «امرأتنا في الشريعة والمجتمع»، وصولاً إلى الاستقلال ومسك الزعيم بورقيبة بزمام عملية التنوير، فاهتم بالركائز الثلاث التي يمكن أن تنهض عليها دولة حديثة متنورة، وهي: التعليم، والثقافة، وتحرر المرأة.
كل ذلك التراكم التنويري في تونس جعل من النتاج المعرفي والثقافي التونسي الذي تمتع دائماً بنسبة معقولة من الحريّة، وهي عماد كل عملية تفكير وإبداع، نتاجاً متميزاً في المشهد الثقافي العربي، فاتحاً أبوابه للتفاعل مع مشهدية ثقافية عربية أخرى مهمة تاريخياً، مثل التجارب المصرية واللبنانية والفلسطينية والعراقية والسورية، ولاحقاً بقية البلاد العربية؛ حيث تكفلت العولمة والثورة الرقمية بفتح كل المغلقات.

بين الصحافة والرواية
> منذ عام 1984 وأنت تعملين في الصحافة الثقافية، وكان لديك برنامج حواري مهم في الإذاعة، هو «خارج النصّ». فهل منحتك الصحافة سقفاً أعلى لممارسة الحرية؟ أم رسخت لديك «الرقيب الداخلي»؟
- أكاد أقول إن الصحافة والعمل الميداني فيها، وكل تلك العلاقات والتجارب التي يعيشها الصحافي خلال عمله، هي الطريق الأوفر حظاً لصاحب موهبة أدبية كي ينجح في شحذ تلك الموهبة بعد اكتشافها وإثرائها معرفياً وميدانياً.
وشخصياً، استفدت كل الاستفادة من تجربتي في العمل الصحافي بكل أشكاله، المكتوبة والمسموعة والمرئية، مما وسّع ثقافتي وعلاقاتي ومعرفتي، فنهلت من كل الفنون التي تعاملت معها في عملي الصحافي، من سينما وفن تشكيلي ومسرح وأدب وموسيقى، فمثَّل ذلك -إلى جانب ثقافتي الشخصية في قراءات علم النفس والفلسفة- ذخيرتي في الكتابة الروائية.
> كثيرون اعتبروا روايتك الأولى «نخب الحياة» (1993)، نقطة تحول في الرواية التونسية. بالنسبة إليك، ماذا أردت أن توصلي من طريق هذه الرواية؟
- نعم، لقد كان الناقد الكبير وأستاذ الأدب الراحل توفيق بكار هو من قال ذلك، في منتصف التسعينات من القرن الماضي، ليضع بذلك حداً لجدل كبير حدث في المشهد الأدبي التونسي منذ صدور روايتي الأولى «نخب الحياة» عن «دار الآداب» العريقة، وهي أوّل رواية تونسية تنشر عن هذه الدار. وكان سبب هذا الجدل ما اعتبره البعض جرأة في هذه الرواية الصغيرة التي فتحت باب جدل كبير حول جرأتها وأسئلتها الوجودية التي طرحتها خلالها، إلى جانب مفاهيم شائكة، مثل حرية المرأة، والعلاقة بالغرب.
والحقيقة أنّني عندما كتبت تلك الرواية بتلقائية الموهبة واندفاعة الشباب، لم أكن أخطط لشيء مطلقاً. لقد جاءت بمنزلة قدر محتوم على يدي الروائي الكبير والناشر سهيل إدريس، لأنطلق في عالم الرواية بصفة روائية، ولتثبت بقية التجربة واستمرارها صدق نبوءة سهيل إدريس الذي ما فتئ يساند المرأة العربية، مؤمناً بأهمية دورها في تحرير الشعوب وتنويرها.

المرأة والعنف... والربيع
> كثيراً ما تتناول أعمالك موضوع «العنف ضد المرأة» كثيمة ثابتة، كما في رواية «الكرسي الهزاز». ألا ترين أن المرأة في المغرب العربي خاصةً قد كسرت قيد العزلة إلى حد بعيد، وأصبحت شريكة في الحياة العامة؟
- صحيح؛ لكن إلى حدّ ما. فعلى الرغم من التطوّر المذهل الذي بلغته المرأة في تونس -مثلاً- متقدّمة على جيرانها في المغرب العربي على مستوى القوانين في مجلة الأحوال الشخصية التي وضعها بورقيبة، وطورها زين العابدين بن علي، فإن أمر تحرر المرأة ظل نسبياً على أرض الواقع، متخلفاً عن القوانين؛ لأن الحرب الحقيقية كانت على مستوى تحرير العقليات الذكورية المسيطرة، إلا أن كل ذلك سقط في عدمية العشرية السوداء الأخيرة التي عاشتها تونس، فعدنا على أرض الواقع إلى فترة بداية الاستقلال التي كانت بداية صعبة لإرساء برنامج تحرير المرأة، باعتبار أنّ الجهل كان مستشرياً في المجتمع، والانتصار عليه كان ممكناً بالتعليم والثقافة والمثابرة في إنجاز ذلك.

> ماذا عن الآن..؟
- أما الآن فإنّي أرى الوضع أشد استحالة لأن الشعوب عموما وتلك التي مرّ عليها الربيع العربي خصوصا، باتت بعد الثورة الرقمية تعاني ممّا أسميه نصف الجهل أو المعرفية المزيفة وهو التزود بمعلومات مغلوطة من شأنها أن تمنح الفرد الإحساس بثقة العارف بينما هو في حقيقة الأمر جاهل والأدهى أنّ ثقته بأنّه يعرف جعلته عنيدا وغير قابل للتلقي.
هذه التحولات الكبرى في العالم وفي منطقة المغرب العربي جعلت سقف الحرية يصبح واطئا ان لم نقل منعدما، فالمجتمعات باتت تعيش حالة انفصام بامتياز سببها هذه الحرية المادية الزائدة عن اللزوم التي توفرها الوسائط الاجتماعية وتلك الردّة في الفكر التنويري خاصة في تونس بسبب عودة العقلية الذكورية المريضة للسيطرة على البلاد ومفاصلها ممّا جعل النقاشات علي وسائل التواصل تعالج فضائح أخلاقية تكون البطلة بطلتها اما اغتصابا أو عنفا أو او … و قصصا غريبة حول الشعوذة والسحر وتفاهات اخرى بدل مناقشة قضايا جادة تصلح مَن شأن الوضع المتري في البلاد.
وهنا بات الكاتب مطالبا بمزيد من العمل وتحمّل مسؤوليته كمثقف عليه أن ينهض بمجتمعه ووسيلته الوحيدة هي الكتابة بحريّة لمعالجة تلك العقلية الذكورية الدكتاتورية التي عادت بشراسة ودمّرت كل شي جميل في تونس.
> بالمناسبة، أليس غريباً أن تُمنع رواية «الكرسي الهزاز» في بلد يملك سقفاً عالياً من حرية النشر والتعبير؟
- مُنعت روايتي الثانية «الكرسي الهزاز» في ظروف ملتبسة ومتضاربة، دون أن يكون هناك من يقرأ ويتمحّص الأمر جيداً. وقد ضاعت الحقيقة بين القيل والقال، وتكاثرت التهم، والرواية براء من كل ذلك. هي ليست رواية سياسية تتحدّث عن السلطة والكرسي، ولا هي لا أخلاقية (كما أُشيع) حتى وإن أُخرجت بعض مقاطع منها عن السياق العام للرواية. هي فقط رواية سيئة الحظ، كُتب لها أن تُمنع ظلماً من التوزيع، إلى أن حلّت سنة 2008 بالقرار الرئاسي الذي حذف جهاز المراقبة الإبداعية من تونس، وجعل القضاء فيصلاً بين الناس عندما يتجاوز عمل إبداعي ما حدوده الجماعية المتعارف عليها.
> إلى أي مدى تشكل الكتابة «مغامرة» في مجتمعات لم تتعود احترام حرية التعبير؟
- فعلاً، الكتابة الإبداعية مغامرة. وهي من أبدع المغامرات وأكثرها انفتاحاً على فضاء الخيال؛ حيث يمكن للكاتب أن يحلم بما يريد. وهنا تكمن المسؤولية الحقيقية للكتابة. والسؤال الحارق: ماذا يريد الكاتب فعلاً أن يقول؟ وماذا يمكن أن ينتج عمّا يقوله هذا الكاتب تحديدا؟ هذه الأسئلة جعلت من دور الكاتب أكثر مسؤولية وخطورة في الظروف التي نعيشها؛ حيث بات المتلقي ذو المعرفة المشوهة والعقلية الذكورية المنغلقة صعب المنال، وأصعب في الإقناع.
> كثيرون يعلمون بقصتك مع الناشر اللبناني سهيل إدريس، صاحب مجلة «الآداب»، و«دار الآداب» للنشر، حين رفض نشر قصة لك وصفها بـ«التافهة»، وبعد فترة اطلع على نصّ آخر اكتشف فيه الموهبة الروائية لديك، فكانت روايتك الأولى «نخب الحياة» (1993)؛ السؤال: كم من الناشرين والنقاد أطفأوا أحلام المبدعين الشباب؟
- تماماً، كانت تلك حادثة قدرية بيني وبين الناشر الراحل سهيل إدريس الذي رفض نشر قصة قصيرة لي سنة 1988، في مجلة «الآداب»، ليعود بعد ذلك وينشر لي رواية «نخب الحياة».

وقد تكون حادثة رفض نشر نص سردي أو شعري لمبدع شاب -مثلما حدث معي أوّل مرّة مع الدكتور سهيل إدريس- سبباً في وأد موهبة شابة تلتمس مساحة وتربة خصبة لتنمو وتزهر. فأنا مثلاً انقطعت عن النشر منذ أبدى الدكتور رأيه في تلك القصة، ولم أنشر إلا تحت إلحاحه رواية «نخب الحياة». لأجل ذلك ألتمس من الناشرين التريث والتمعّن قبل إطلاق حكم قد يكون بمنزلة رصاصة الإعدام لموهبة قد تكون فذة وواعدة.

> ماذا تغير في المشهد الثقافي التونسي بعد أحداث 2011؟ هل تخفف المثقفون من القيود التي كانوا يشتكون منها؟
- بعد أحداث 2011، تحول المشهد الثقافي التونسي إلى فوضى عارمة من فرط منسوب الحريّة الذي عرفته الحياة الثقافية؛ حيث اختلط الحابل بالنابل، وغابت الرقابة الصحية على كل شيء. وزادت وسائط التواصل الاجتماعي الطين بلّة، فتضاعف عدد الكتاب والناشرين والصحافيين والنقاد والفنانين في شتى المجالات. قد يقول قائل إنّ في ذلك نفساً صحيّاً؛ لكني أرى عكس ذلك، مؤمنة بأنّ كل شيء إذا ما فاق حدّه انقلب إلى ضدّه.
كما أؤمن بأنّ بعد كل انفجار وفوضى لا بد للأمور من أن تعثر على توازن ما، فيه من المنطق الكثير، وهذا ما يحدث الآن في المشهد الثقافي التونسي الذي بدأ يستعيد توازنه؛ خصوصاً بعد التوقف الذي فرضه وباء «كورونا» الذي شلّ العالم بأسره. وها نحن نستعيد ألقنا وفرادتنا بعد تجاوز كثير من العراقيل، محافظين على الحريّة في ممارسة فعل الإبداع، وهي شرطه الأوّل ليتحقق ويفيد.

> ماذا يمكنك أن تضيفي لحركة الإبداع الأدبي بعد تعيينك مسؤولة عن «بيت الرواية»؟
- لدي مشروع واضح الأهداف والرؤية بالنسبة لمؤسسة «بيت الرواية»، يتمثل في العمل بالشراكة مع وزارة التربية لالتقاط الشباب الذين يتمتعون بمواهب القراءة والكتابة، وتأطيرهم في ورشات مختصة يشرف عليها مختصون في المادة، لتساهم «بيت الرواية» في تنشئة جيل يقرأ أولاً، ومن يقرأ يمكن أن يُعوّل عليه، ثم تأطير أصحاب المواهب لكي تنمو في مناخ سليم.
هذا إلى جانب العمل العادي، من تنظيم ندوات تونسية وعربية وعالمية، حول الرواية وصناعتها ومحتواها، لمزيد إشعاع «البيت» عربياً وعالمياً.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«سبايس غيرلز» بين الأمس واليوم... كيف مضت سنوات الانفصال وهل اقتربت العودة؟

اجتمع فريق «Spice Girls» قبل أيام للاحتفال بعيد ميلاد فيكتوريا بيكهام (إنستغرام)
اجتمع فريق «Spice Girls» قبل أيام للاحتفال بعيد ميلاد فيكتوريا بيكهام (إنستغرام)
TT

«سبايس غيرلز» بين الأمس واليوم... كيف مضت سنوات الانفصال وهل اقتربت العودة؟

اجتمع فريق «Spice Girls» قبل أيام للاحتفال بعيد ميلاد فيكتوريا بيكهام (إنستغرام)
اجتمع فريق «Spice Girls» قبل أيام للاحتفال بعيد ميلاد فيكتوريا بيكهام (إنستغرام)

كما لو أنّ الزمن لم يمضِ وملامحَ انقضاء العمر لم تبرز على وجوههنّ، وقفت فتيات الـ«Spice Girls (سبايس غيرلز)»، (الخمس) جنباً إلى جنب وغنّينَ ورقصن أمام ضيوف حفل ميلاد فيكتوريا بيكهام الـ50 في لندن قبل أيام.

استرجعن أغنيتهنّ الشهيرة «Stop»، في وقتٍ كان زوج فيكتوريا، لاعب كرة القدم البريطاني ديفيد بيكهام يؤرّخ، بابتسامةٍ عريضة، للّحظة عبر شاشة هاتفه.

رحّب جيل التسعينات، الذي واكب صعود الفريق الموسيقي النسائي البريطاني الأشهر عالمياً، بالفيديو المفاجأة. فالظهور الغنائيّ الأخير الذي جمع «Spice Girls» يعود إلى عام 2012. حينذاك، وبعد 12 عاماً على انفصال الفريق، افتتحت جيري هاليويل، وإيما بونتون، وميلاني براون، وميلاني تشيزولم، وفيكتوريا بيكهام، الألعاب الأولمبية في لندن.

شكّلت تلك الإطلالة الجامعة حدثاً استثنائياً وهي لم تتكرّر إلّا مؤخّراً، احتفاءً برفيقتهنّ فيكتوريا. وإذا كانت أخبار الأخيرة متداولة دائماً بفعلِ زواجها من بيكهام، ونجاحها في مجال تصميم الأزياء، فإنّ الأخريات توارينَ قليلاً عن الأضواء إلّا أنهنّ لم يوقفن أنشطتهنّ الفنية. فأين هنّ الـ«Spice Girls» حالياً؟ وكيف أمضين سنوات ما بعد الانفصال؟ وهل يجتمعن مرّة أخرى لتقديم أغنياتٍ وحفلاتٍ معاً؟

المرة الأخيرة التي صعدت فيها فتيات «Spice Girls» على المسرح معاً كانت في افتتاح ألعاب لندن الأولمبية عام 2012 (رويترز)

جيري هاليويل

هي الصهباء الملقّبة بـ«جنجر سبايس» نسبةً إلى لون شعرها. كانت أوّل مَن قرّرت المغادرة عام 1998، ما أثّر في تماسُك الفريق وتسبّب بانفراط عقده نهائياً بعد سنتَين. عزت جيري هاليويل حينها أسباب القرار، إلى اختلاف في وجهات النظر بينها وبين زميلاتها، وإلى إصابتها بالاكتئاب.

انطلقت في رحلتها الغنائية المنفردة وقد سجّلت عدداً من النجاحات، من خلال أغانٍ مثل «Mi Chico Latino»، و«Look at Me»، و«It’s Raining Men»، وغيرها.

وفق ما تُظهر صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّ أكثر ما يشغل هاليويل حالياً هي عائلتُها. في الـ51 من عمرها، هي أمّ لفتاة تبلغ 18 عاماً ولصبيّ في السابعة من عمره، أنجبته من سائق «فورمولا 1» كريستيان هورنر الذي تزوّجته عام 2015.

جيري هاليويل برفقة زوجها كريستيان هورنر وابنهما (إنستغرام)

أما على المستوى المهني، فقد ابتعدت هاليويل قليلاً عن الغناء، وتفرّغت للتحكيم في برامج المواهب التلفزيونية، مثل النسخة البريطانية من «إكس فاكتور»، والنسخة الأسترالية من «Got Talent». كما أنها أطلّت في فيلمَين عامَي 2009 و2023.

ومن بين الاهتمامات التي تكرّس هاليويل وقتها لها، تأليف الروايات الخاصة بالأطفال والمراهقين. أما الموسيقى فما عادت من بين أولوّياتها، مع العلم بأنّ آخر عودة غنائية جادّة في مسيرتها المنفردة كانت في سنة 2013.

جيري هاليويل بفارق ربع قرن من الزمن (إنستغرام)

إيما بونتون

هي الشقراء الملقّبة بـ«بيبي سبايس» كونَها الصغرى بين زميلاتها. منذ انفصال الفريق، واظبت إيما بونتون على إصدار الألبومات. لكن بعد بداية موسيقية منفردة مقبولة، تراجعت شعبيّتها فدخلت عالم الإذاعة عام 2009، حيث قدّمت مجموعة من البرامج، وما زالت حتى اليوم تتولّى تقديم برنامج مسائيّ كل يوم أحد، استضافت فيه مؤخراً زميلتها في «Spice Girls»، ميلاني براون. وبما أنها أظهرت موهبة مميزة في هذا المجال، فقد فازت بجائزة «مذيعة العام» في 2017.

إلى جانب المسيرة الإذاعية، شاركت بونتون في مجموعة من الأفلام والمسلسلات. أما على الصعيد الشخصي، فهي متزوّجة منذ عام 2021 من المغنّي البريطاني جايد جوناس، وهما يتشاركان تربية ولدَيهما البالغَين 17 و13 عاماً.

تعرّف إيما بونتون زوجها المغنّي جايد جوناس بأنه حب حياتها (إنستغرام)

ميلاني براون أو «ميل بي»

هي السمراء الملقّبة بـ«سكيري سبايس (سبايس المخيفة)»؛ بسبب ملامحها وتعابير وجهها. لم تنجح ميلاني براون المعروفة بـ«ميل بي» في مسيرتها الغنائية المنفردة، فتحوّلت إلى تقديم البرامج التلفزيونية الخاصة بالموسيقى والتحكيم في برامج المواهب. كما أنها خاضت تجربة التمثيل في عدد من المسلسلات والأفلام والمسرحيات الموسيقية.

أما حياة «ميل بي» الخاصة فكانت عاصفة، إذ إنها اختبرت زواجاً معقّداً من الراقص جيمي غولزار الذي أنجبت منه ابنة عام 1999 قبل أن ينفصلا عام 2000. لاحقاً ربطتها علاقة عابرة بالممثل الأميركي إدي مورفي، وأنجبت منه ابنتها الثانية عام 2007. أما ابنتها الثالثة من زوجها المنتج ستيفن بيلافورتي فقد وُلدت عام 2011، قبل أن ينفصل الثنائي في 2017. وقد أعلنت براون لاحقاً أنه جرى تشخيصها باضطرابات نفسية متعدّدة.

لم تنجح «ميل بي» في مسيرتها الموسيقية الخاصة وقد أثّرت فيها مشكلاتها الشخصية (إنستغرام)

ميلاني تشيزولم أو «ميل سي»

هي الملقّبة بـ«سبورتي سبايس (سبايس الرياضيّة)» نظراً لبنيتها الجسديّة ولاهتماماتها الرياضيّة، قد تكون «ميل سي» الأنجح من بين رفيقاتها في المسيرة الموسيقية المنفردة. فألبومها الأول «Northern Star» حقّق نجاحاً عالمياً كبيراً، لا سيّما أغنيات مثل «Never Be The Same Again»، و«I Turn to You».

واظبت «ميل سي» على إصدار الألبومات وإحياء الحفلات في بريطانيا وحول العالم، وفي مرحلة لاحقة اتّجهت نحو المسرح الموسيقي فدمجت الغناء والتمثيل، كما أنها خاضت مجال تنسيق الموسيقى (DJ). أما على الصعيد الشخصي وفي الـ50 من عمرها، ميلاني تشيزولم هي أمّ لفتاة في الـ15.

واصلت «ميل سي» مسيرتها الموسيقية المنفردة بعد انفصال «Spice Girls» (إنستغرام)

فيكتوريا بيكهام

هي ملقّبة بـ«بوش سبايس (سبايس الأنيقة)» نسبةً إلى اهتمامها بالموضة، منذ ما قبل خوض المجال بجدّيّة. بعد انفصال الفريق، حاولت فيكتوريا بيكهام أن تواصل الغناء منفردة، غير أنّ التجربة لم تنجح. أدركت في وقتٍ مبكّر أن شغفها الحقيقي، أي الموضة، هو الذي سيؤدّي بها إلى النجاح.

بدأت عارضة أزياء، ثم أطلقت علامتها التجاريّة الخاصة بسراويل «الجينز»، لتلحق بها النظّارات والعطور ومساحيق التجميل. لاقت ابتكارات فيكتوريا رواجاً في بريطانيا، والولايات المتحدة، واليابان، وقد تلا ذلك إطلاقها خطّها الخاص بالأزياء الفاخرة.

سرعان ما تحوّلت إلى اسمٍ مرموق في عالم تصميم الأزياء، وقد دعمَ شهرتَها زواجُها بلاعب كرة القدم العالمي ديفيد بيكهام عام 1999 وإنجابهما 4 أولاد.

فيكتوريا وديفيد بيكهام... زواج مستمر منذ 1999 (إنستغرام)

إذا كانت بيكهام هي أشهر الـ«Spice Girls» حالياً وأقربهنّ إلى الأضواء، فإنّ أيّ التئامٍ للفريق سيصنع عاصفة جماهيريّة ويعيد النجمات الخمس إلى الواجهة. ووفق المعلومات المتداولة، فإنّه يجري حالياً التحضير لحفلٍ ضخم بمناسبة مرور 30 عاماً على ولادة الفريق. وتحدّث مصدر مقرّب منهن إلى وسائل إعلام أميركية، قائلاً إنّ التدريبات قد بدأت من أجل هذا العرض.

وفي مقابلة تلفزيونية أُجريت معها منذ شهر، قالت «ميل بي» إنّ الفريق يعمل على مشروع مميّز سيُفرح المعجبين، من دون أن تفصح عن تفاصيل إضافية.


«استخدم المعلومة أو ستخسرها»... 3 خطوات لتتحرر من «غوغل» وتحسن ذاكرتك

هل تعتمد على «غوغل» لتتذكر المعلومات؟ (رويترز)
هل تعتمد على «غوغل» لتتذكر المعلومات؟ (رويترز)
TT

«استخدم المعلومة أو ستخسرها»... 3 خطوات لتتحرر من «غوغل» وتحسن ذاكرتك

هل تعتمد على «غوغل» لتتذكر المعلومات؟ (رويترز)
هل تعتمد على «غوغل» لتتذكر المعلومات؟ (رويترز)

قد تجد على الإنترنت وصفة جيدة وسهلة لتحضير قالب من الحلوى بنكهة الليمون، وتباشر بإعدادها على الفور. لكن المفارقة أنك في كل مرة تنوي إعادة تحضيرها ستحتاج إلى البحث عن الوصفة من جديد، لأنك لم تحفظ المقادير جيداً.

تتضاءل قدرة الأشخاص على حفظ بعض المعلومات عندما يميل الدماغ إلى نسيانها خصوصاً تلك التي يمكن الوصول إليها بسهولة عبر الإنترنت، وهذا ما يعرف بـ«تأثير غوغل»، أو فقدان الذاكرة الرقمي، وفقاً لسينثيا بورخا، مديرة مشروع في «The Decision Lab»، وهو مركز أبحاث يدرس فيه الباحثون كيفية اتخاذ الناس القرارات.

وقالت بورخا لـ«سي إن بي سي»، إن أحد الأشياء التي نعرفها عن الدماغ والذاكرة هو مبدأ «استخدمه أو اخسره».

وبالتالي إذا كان الشخص يميل دائماً للاعتماد على «غوغل» للتذكر ولا يستخدم عقله لتذكرها، «فإن الدماغ يصبح جيداً جداً في عدم التذكر»، بحسب بورخا.

ولكي لا تضطر إلى الاعتماد على «غوغل» كثيراً، أشارت بورخا إلى أن الأمر يستحق قضاء المزيد من الوقت والطاقة في حفظ المعلومات في الذاكرة.

فيما يلي 3 خطوات بسيطة يمكنك اتخاذها للإقلاع عن عادة اللجوء إلى «غوغل» للحصول على المعلومة وتحسين الذاكرة.

1 - توقف للحظة قبل اللجوء إلى هاتفك

إن عدم قدرتك على تذكر شيء ما على الفور لا يعني أنك لن تتذكره أبداً. قبل البحث في «غوغل» عن سؤال تعلم أنك بحثت عنه من قبل، ونصحت بورخا بتخصيص بضع دقائق لمحاولة تذكر الإجابة.

وقال: «حتى لو لم ينجح هذا في البداية، وانتهى بك الأمر إلى البحث عنه عبر غوغل على أي حال، فسوف تقوم ببطء بتعزيز مسارات ذاكرتك وتحسين تذكرك».

2 - اكتب ما تريد أن تتذكره

إذا وجدت معلومات عبر الإنترنت تعلم أنك سترغب في تذكرها لاحقاً، فاكتبها. وقالت بورخا إن تدوين الملاحظات يدوياً «يميل إلى المساعدة في الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل ويعني أيضاً أنه يتعين عليك المشاركة بشكل أكثر نشاطاً فيما تفعله».

إنها استراتيجية معتمدة من قبل الخبراء. في مؤتمر «ريديت إي أم إي» لعام 2021، قال بيل غيتس إنه يدوّن ملاحظات مكتوبة بخط اليد أثناء قراءة الكتب لمساعدته على استيعاب المعلومات.

وقال الملياردير في ذلك الوقت: «بالنسبة للكثير من الكتب، هذا هو المفتاح لتعلمي».

3 - أعد صياغة أفكارك

في المرة المقبلة التي تجد فيها وصفة جديدة تعجبك أو تتعرف على شيء جديد تعلم أنك لا تريد نسيانه، تصرف كما لو أنك لن تتمكن من البحث عنه في المرة المقبلة. يمكن أن يساعدك هذا التحول في العقلية على حفظ الأشياء في الذاكرة.

وقالت بورخا: «من المهم استخدام التكنولوجيا على أنها أداة مساعدة»، لكنه أكد أنه من المهم «الحفاظ على أدمغتنا وعقولنا منخرطة ونشطة وتتذكر الأشياء».

وتمتد هذه الممارسة المتمثلة في تحدي عقلك للحفاظ على حالة جيدة إلى ما هو أبعد من مربع البحث. وقال: «إذا كنا نعتمد بشكل مفرط على الآلة الحاسبة لمساعدتنا حتى في العمليات الحسابية الأساسية، فقد ننسى جدول الضرب الذي تعلمناه عندما كنا أصغر سناً».


رحيل يوسف الصمعان رائد الجهود المعرفية ووقود الحكمة للمحتوى العربي

الدكتور يوسف الصمعان أثرى الساحة الثقافية بمبادرات نوعية (دار جداول)
الدكتور يوسف الصمعان أثرى الساحة الثقافية بمبادرات نوعية (دار جداول)
TT

رحيل يوسف الصمعان رائد الجهود المعرفية ووقود الحكمة للمحتوى العربي

الدكتور يوسف الصمعان أثرى الساحة الثقافية بمبادرات نوعية (دار جداول)
الدكتور يوسف الصمعان أثرى الساحة الثقافية بمبادرات نوعية (دار جداول)

بعد مواجهة صعبة مع المرض، غادر الناشر السعودي الدكتور يوسف الصمعان، عن عمر يناهز 54 عاماً، قضى جملتها في دعم الوسط الثقافي بمبادرات وإسهامات نوعية أثرت المجال، وتركت له أثراً وبصمة واضحة.

ونعت دار «جداول» للنشر على حسابها في منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي بمزيد من الأسى إلى الثقافة العربية وناشريها، الرئيس المشارك للدار، الناشر المترجم الدكتور الصمعان، بعد معاناة طويلة مع المرض، وأضافت: «نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجزيه الجزاء الأوفى على ما قدم للثقافة العربية».

وقام استشاري الطب النفسي بمستشفى الملك فيصل التخصصي، والمترجم والناشر السعودي بترجمة مؤلفات عدة متعلقة بعلم النفس، من أبرزها كتب «جنون من الطراز الرفيع: الكشف عن الترابط بين الزعامة والأمراض العقلية»، و«الأسس الثقافية للتحليل النفسي السياسي»، و«فرويد وأتباعه». وشارك الراحل في تأسيس دار «جداول»، التي برعت في تسجيل اسمها في سوق النشر العربية، بسلة إصدارات فريدة، تنوعت مواضيعها ونشرت لمفكرين ومثقفين وباحثين عرب، وآخرين من إيران والهند وتركيا وأوروبا وأميركا، متحررة خلال مشوارها من خدمة أدلجة معينة أو تيار بذاته.

كما رأس الصمعان، تحرير مجلة «حكمة»، التي عنيت بترجمة الأوراق الثقافية والفلسفية من الموسوعات العالمية والمجلات المحكمة، وكانت نافذة حيوية من الحكمة والتبادل الثقافي المهم الذي أثرى المحتوى العربي بتجارب الأمم والثقافات المختلفة.

وتبادل كتاب ومثقفون عرب وسعوديون التعازي في رحيل الدكتور الصمعان، وذكّروا بدوره في إثراء الساحة الثقافية بجهوده وحرصه الدؤوب وإيمانه العميق بالثقافة والمعرفة، وإسهاماته المهمة في حقل الثقافة العربية، فضلاً عن دوره في تعميق حضور نظريات علم النفس في مختلف حقول الفضاء الاجتماعي والثقافي.


«المجلّة» تحصد جائزتين عالميتين في حفل جمعية الرسّامين في نيويورك

للرسم التعبيري «ذكرى قاتمة» بتوقيع الرسّام لوكا دوربينو
للرسم التعبيري «ذكرى قاتمة» بتوقيع الرسّام لوكا دوربينو
TT

«المجلّة» تحصد جائزتين عالميتين في حفل جمعية الرسّامين في نيويورك

للرسم التعبيري «ذكرى قاتمة» بتوقيع الرسّام لوكا دوربينو
للرسم التعبيري «ذكرى قاتمة» بتوقيع الرسّام لوكا دوربينو

حصدت مجلّة «المجلّة»، جائزتين عالميتين خلال حفل توزيع جوائز جمعية الرسّامين في متحف الرسوم التعبيرية التاريخي في مدينة نيويورك الأسبوع الماضي، حيث تُعرض حالياً الأعمال الفائزة في معرض يسلّط الضوء على أبرز التغطيات الصحافية للعام الحالي.

ذهبت الجائزتان للرسمين التعبيريين «ذكرى قاتمة» و«السعي للاندماج»

ويأتي التكريم تقديراً لإبداع فريق «المجلّة» وحرصه منذ إعادة الإطلاق على تقديم أعمال فنية تعبيرية بارزة من خلال سرد بصري وفني مبتكر. وذهبت الجائزتان للرسم التعبيري «ذكرى قاتمة» بتوقيع الرسّام لوكا دوربينو وبإدارة فنية من قِبل سارة لون، وللرسم التعبيري «السعي للاندماج» بتوقيع الرسّام ديف موراي.

وكان الرسم «ذكرى قاتمة»، قد نُشر إلى جانب مقال بعنوان «بعد عام من القتال، تحوّلت الحرب الروسية - الأوكرانية إلى اختبار للعزيمة»؛ بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية - الأوكرانية.

وتُضاف الجائزة إلى 4 جوائز عالمية أخرى حصدها هذا العمل الفني منذ نشره للمرة الأولى في فبراير (شباط) 2023، بما فيها جائزة American Illustration Award وجائزة Communication Arts Award of Excellence.

«السعي للاندماج» بتوقيع الرسّام ديف موراي

أما الرسم التعبيري «السعي للاندماج»، فقد جاء ليكمّل مقالاً بعنوان «الاختراق في الاندماج النووي خطوة نوعية على مسار مستقبلي طويل»، الذي سلّط الضوء على الاهتمام المتزايد لدى المستثمرين بالشركات الناشئة في مجال الاندماج النووي.

من جانبه، قال إبراهيم حميدي، رئيس تحرير «المجلة»: «منذ إعادة إطلاقها بوصفها جزءاً من استراتيجية النموّ والتحوّل الرقمي والتوسّع في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، ونجحت (المجلّة) في تقديم تغطيات وتحليلات صحافية متميزة إلى جانب رسومات تعبيرية وتصاميم مثيرة للإعجاب»، وعدّ حميدي أن هذا النجاح هو «ثمرة جهود فريق العمل المبدع والمتخصّص».

من جانبها، عبّرت سارة لون، مديرة قسم الإبداع في «المجلّة»، عن امتنانها للتقدير الذي حازته هذه الأعمال الفنية بالتنافس مع أبرز المنشورات الإخبارية العالمية المرموقة، ورأت أن دور الرسوم التعبيرية ليس تكميلياً للمقالات الصحافية فحسب، «بل لا بدّ أن تكون قادرة على تحفيز الخيال والأفكار الجديدة»، مشيرة إلى أن فريق «المجلة» كرّس منذ إعادة الإطلاق، كل جهوده لدمج الأعمال الفنية المبتكرة بالمواد التحريرية الرصينة والعميقة لإثراء تجربة القرّاء ومعرفتهم بأهم القضايا على الساحتين الإقليمية والعالمية.


سينما «الكوليزه» إلى الحياة من جديد بعد غياب

صالة سينما «الكوليزه» وآخر حفلات استضافتها لمحمد منير (مسرح إسطنبولي)
صالة سينما «الكوليزه» وآخر حفلات استضافتها لمحمد منير (مسرح إسطنبولي)
TT

سينما «الكوليزه» إلى الحياة من جديد بعد غياب

صالة سينما «الكوليزه» وآخر حفلات استضافتها لمحمد منير (مسرح إسطنبولي)
صالة سينما «الكوليزه» وآخر حفلات استضافتها لمحمد منير (مسرح إسطنبولي)

تُعدّ سينما «الكوليزه» في شارع الحمراء العريق قرب مستشفى الجامعة الأميركية، واحدة من بين 29 صالة سينمائية كانت تحتضنها العاصمة بيروت؛ بيد أنها كغيرها من دور السينما، أقفلت أبوبها في زمن الحرب، وأُهملت حدّ النسيان.

يملك أهالي بيروت مشاعر الحنين للسينما التي شُيّدت في عام 1945 لتكون فيما بعد عنواناً مشهوراً، لعرض أهم الأفلام الأجنبية، وبقيت شاهداً على مراحل من حياتهم منذ الطفولة.

واليوم ها هي «الكوليزه» تُعيد فتح أبوابها بعد سنوات طويلة من الغياب، وقرّرت جمعية «تيرو للفنون» ومسرح «إسطنبولي» بإدارة مؤسسهما قاسم إسطنبولي ضخ الحياة فيها من جديد. ومعها سيتمدد «المسرح الوطني اللبناني» ليصل بيروت. فهو سبق وأعاد افتتاح صالات سينما تتوزع بين مدن صور وطرابلس. وبينها «ريفولي» و«أمبير» و«ستارز». وحالياً يعمل إسطنبولي على إعادة ترميم «الكوليزه» كي تستطيع استقبال ورش عمل فنية، ولتشكل محطة لفنانين شباب يبحثون عمّن يدعم أعمالهم المسرحية والسينمائية.

قاسم إسطنبولي يحولها امتداداً لـ«المسرح الوطني اللبناني» (مسرح إسطنبولي)

ويشير إسطنبولي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الهدف الأساسي من إعادة افتتاح هذه الصالة هو إقامة صالة فنية وطيدة ما بين مدن لبنان. ويتابع: «مسارح لبنان وصالاته السينمائية هي جزء من تراثه الفني. ومن واجبنا الحفاظ عليه والعمل على إعادة إحيائه. سبق وقدمنا تجارب مشابهة لدور سينما مقفلة بين مدن صور وطرابلس، وحولناها إلى مساحات ثقافية مستقلة ومجانية. وجميعها تصبّ في رؤية واحدة ألا وهي (المسرح الوطني اللبناني)».

هذه المساحات تشهد منذ ترميمها حتى اليوم نشاطات مختلفة ثقافية وفنية، كما تنظم على مسارحها ورش تدريب ومهرجانات وعروض فنية، وتحتوي على مقاهٍ ومكتبات عامة، وتُوضع جميعها في تصرّف كلّ من يرتادها كي تصقل تجاربه الفنية. ويعلق إسطنبولي: «(الكوليزه) هي تكملة لحلمنا الذي بدأ مع تأسيس (المسرح الوطني اللبناني) في مدينة صور منذ 7 أعوام. واليوم وبناء على اتفاق عقدناه مع أصحاب المبنى سنحاول الاستفادة قدر الإمكان من شبك فنون مدن لبنانية مع بعضها بعضاً».

تميّزت «الكوليزه» قديماً، بهندستها المعمارية وديكوراتها اللافتة، وهي تتألف من 3 طوابق وتتضمن إلى جانب صالة العرض مقهى عند مدخلها. وكانت في أيام العز تتّسع لنحو 400 شخص، يجلسون على مقاعدها الفاخرة ويستمتعون بمتابعة أجمل الأفلام الغربية. يومها كانت تابعة لشركة «أمبير» السينمائية. وكانت شركة «توب تن» الموسيقية تملك مركزاً فيها. وارتادها الناس وقتها من كلّ حدب وصوب. بعضهم يتذكر أفلاماً للكوميدي الفرنسي لوي دي فينيس شاهدها على شاشتها العملاقة، وآخرون عندما تسألهم عن ذكرياتهم حول هذه الصالة، يردون بحماس: «لقد كانت السّباقة في عرض أفلام للاندو بوزانكا وكلينت ايستوود وبيار ريشار نجم الكوميديا في السبعينات».

سينما «الكوليزه» وحالة مزرية تعاني منها قبل البدء في ترميمها (مسرح إسطنبولي)

ويقول قاسم إسطنبولي إن المارة الذين يلفتهم اليوم عملية إعادة ترميم الصالة، يتوقفون أمامها يسترجعون ذكرياتهم، «فبعضهم يمسك بيد حفيده يدله على واحدة من أقدم الصالات السينمائية في بيروت. أفرح لرؤية البيروتيين سعداء بهذه الخطوة. فعودة الصالة إلى الحياة تحيي عندهم الحنين لذكريات جميلة».

بدأت عملية ترميم «الكوليزه» منذ نحو شهرين، وقد تستمر لغاية منتصف الصيف بسبب الحالة المزرية التي تعاني منها؛ فمقاعد صالتها غير موجودة فقد بيعت منذ زمن. وأسقفها تعاني من نشّ المياه ومن التصدع كما جدرانها. ويغطّي الركام مساحتها بعد أن أُهملت وهُجرت لزمن. وتحتاج لإعادة ترميم طويلة خارجية وداخلية.

ويختم إسطنبولي بالقول: «هذا المثلث الفني بين مدن طرابلس وصور وبيروت من شأنه أن يساهم في نهضة فنية عارمة. وحالياً بدأت التدريبات وورش العمل فيها بفضل طلاب متطوعين من الجامعة الأميركية. كما نلجأ إلى جاليات عربية نستفيد من خبراتها في هذا الشأن لتوسيع نشاطاتنا. فإعادة فتح وتأهيل المساحات الثقافية إضافة إلى تأمين معارض وأنشطة فنية محلية، تنسج شبكات تبادل مع مهرجانات دولية. هذه الصالات التي فتحناها تعرّف جمهورها إلى تاريخ السينما في لبنان والعالم، وتقدم عروضاً أخرى للمكفوفين والصّم والبكم. وتفتح الفرص أمام مخرجين شباب لعرض أعمالهم».


الإمارات: «تحدي القراءة العربي» يعلن عن مشاركة قياسية في دورته الثامنة

انطلقت تصفيات «تحدي القراءة العربي» على مستوى 50 دولة عربية (الشرق الأوسط)
انطلقت تصفيات «تحدي القراءة العربي» على مستوى 50 دولة عربية (الشرق الأوسط)
TT

الإمارات: «تحدي القراءة العربي» يعلن عن مشاركة قياسية في دورته الثامنة

انطلقت تصفيات «تحدي القراءة العربي» على مستوى 50 دولة عربية (الشرق الأوسط)
انطلقت تصفيات «تحدي القراءة العربي» على مستوى 50 دولة عربية (الشرق الأوسط)

أعلن «تحدي القراءة العربي» عن مشاركة قياسية في دورته الثامنة؛ حيث وصل إجمالي الطلاب والطالبات المتنافسين إلى أكثر من 28 مليون طالب وطالبة؛ حيث انطلقت التصفيات على مستوى 50 دولة مشاركة في الدورة الثامنة.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «اطلعت اليوم على أرقام تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة، المشروع الأكبر في العالم لتشجيع الطلاب على القراءة، شارك معنا 229 ألف مدرسة من خمسين دولة في هذه الدورة، ووصل عدد الطلاب إلى 28 مليون طالب يشرف عليهم 154 ألف مشرف ومشرفة».

من جانبه، قال محمد القرقاوي الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، «إن مبادرة تحدي القراءة العربي تترجم رؤى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في إحداث نهضة عربية معرفية وعلمية شاملة، من خلال القراءة وتعزيز مكانة اللغة العربية والانفتاح على ثقافات العالم».

وأكد أن «الارتفاع المتواصل في أعداد المشاركين في تحدي القراءة العربي يعكس نجاح المبادرة في وصولها إلى جميع الطلبة في مدارس الوطن العربي وأبناء الجاليات العربيّة في الدول الأجنبية، ويظهر في الوقت ذاته أن التحدي تخطى خلال 8 أعوام من إطلاقه جميع التوقعات، سواء من حيث حجم المشاركة فيه أو التأثير المجتمعي لجهة ترسيخ حب المعرفة والقراءة والاطلاع لدى الأجيال الجديدة».

وسجلت الدورة الثامنة من مبادرة تحدي القراءة العربي، التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، مشاركة قياسية؛ حيث وصلت المشاركات في الدورة الحالية إلى 28.2 مليون طالب وطالبة من 50 دولة يمثلون أكثر من 229 ألف مدرسة، وبإشراف 154 ألف مشرف ومشرفة.

ويشهد تحدي القراءة العربي عدة مراحل تصفية لاختيار أبطال تحدي القراءة العربي ممن نجحوا في قراءة وتلخيص محتوى 50 كتاباً، واستيعاب أبرز المعلومات الواردة فيها، ويحصل الفائز بلقب تحدي القراءة العربي على جائزة تصل قيمتها إلى 500 ألف درهم (136.1 ألف دولار)، كما يحصل الفائز بلقب تحدي القراءة العربي في فئة أصحاب الهمم على جائزة 200 ألف درهم (54.4 ألف دولار)، ويقدم تحدي القراءة العربي أيضاً جائزة قيمتها مليون درهم (272.2 ألف دولار) للمدرسة المتميزة من بين أكثر من 229 ألف مدرسة مشاركة في المبادرة.

وسيتم أيضاً تتويج «المشرف المتميز» من بين 154 ألف مشرف ومشرفة قراءة، وسيحصل الفائز على جائزة قيمتها 300 ألف درهم (81.6 ألف دولار)، فيما سيحصل الفائز بلقب بطل الجاليات على جائزة تبلغ قيمتها 100 ألف درهم (27.2 ألف دولار)، وهي الفئة التي يشارك فيها الطلبة من خارج الدول العربية، ومتعلمو اللغة العربية والناطقون بغيرها.


قصص نجاح سعودية في الأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار

تتطلع مراكز الأبحاث وصناعة الأفكار والابتكار للانخراط في حقبة جديدة سيشهدها القطاع (هيئة الابتكار)
تتطلع مراكز الأبحاث وصناعة الأفكار والابتكار للانخراط في حقبة جديدة سيشهدها القطاع (هيئة الابتكار)
TT

قصص نجاح سعودية في الأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار

تتطلع مراكز الأبحاث وصناعة الأفكار والابتكار للانخراط في حقبة جديدة سيشهدها القطاع (هيئة الابتكار)
تتطلع مراكز الأبحاث وصناعة الأفكار والابتكار للانخراط في حقبة جديدة سيشهدها القطاع (هيئة الابتكار)

من نجاح باهر لباحثة سعودية في مجال اكتشاف مؤشرات الأمراض المزمنة، إلى تمكن شركة في إعادة تعريف إحدى عمليات تحليل المياه المالحة، مروراً بتسجيل فريق «كاوست» رقماً قياسياً عالمياً في كفاءة الخلايا الشمسية المزدوجة، وانتهاءً بتألق شركة سعودية في بناء رؤية وتجربة فنية تتخطى حدود المألوف، قصص نجاح تحققت على مستوى الأولويات الوطنية التي أعلنتها السعودية إطاراً لمساعيها في قطاع البحث والابتكار منذ عام 2022.

ورصد تقرير حديث صادر عن المرصد الوطني للبحث والتطوير والابتكار نقلات تقنية حديثة بناءً على إشارات وأحداث شهدها قطاع البحث والابتكار، وأورد قصص نجاح سعودية ملهمة في كل واحد من الأولويات الوطنية التي تتمثل في صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل.

وضعت الأولويات الوطنية في القطاع للعقدين المُقبلين كبوصلة للمبتكرين في خلق الحلول وتحليل التوجهات وبناء المستقبل (هيئة الابتكار)

عالم يزداد فيه التنافس

قال الدكتور محمد عويض العتيبي، المشرف العام على هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، إن الإنجازات العلمية والابتكارات والتطورات التقنية التي رصدها التقرير وفقاً لمنهجية علمية، ستؤدي إلى إحداث تغييرات مستقبلية، في حين يوفر التقرير الفرصة والأساس للتخطيط للمستقبل والإمساك بزمام المبادرة للاستثمار في هذه التقنيات، أو الاستعداد لها ودرء المخاطر المحتملة.

وأكد العتيبي أن استشراف المستقبل التقني، يعدّ أحد المجالات المهمة للتخطيط الاستراتيجي الفعال الذي يتيح للسعودية التعامل مع عالم يزداد فيه التنافس بين الأمم، وتعزيز التشاركية في عملية الاستشراف التقني، ودمج الجامعات والمعاهد البحثية ومراكز الابتكار في السعودية، للمساهمة في رسم السياسات واتخاذ القرارات الاستراتيجية المناسبة فيما يتعلق بأولويات البحث والتطوير والابتكار في السعودية.

نجاح باهر لباحثة سعودية في القطاع الصحي

تبدأ أولى قصص النجاح مع الباحثة السعودية دانة السليمان التي تعدّ أصغر باحثة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وقادت أبحاثاً شملت علوم المواد والهندسة الحيوية والتقنيات الدقيقة، للمساهمة في تحسين حياة المرضى المصابين بالأمراض المزمنة من خلال استخدام منصات الاستشعار الحيوي لتحديد المؤشرات الحيوية، واكتشاف وتوصيف الأمراض المزمنة والمتعلقة بالعمر. ونجحت الباحثة مؤخراً في تطوير طريقة بسيطة ومنخفضة التكلفة لتشخيص السرطان، باستخدام مواد النانو المتقدمة والمواد الحيوية الاصطناعية؛ وهو الأمر الذي قد يمهد الطريق لإجراء اختبارات على نطاق أوسع، تصبح معها مراقبة المرض واستجابة المريض للعلاج ممكنة.

السعودية دانة السليمان المتخصصة في الهندسة الطبية الحيوية (موقع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رقم قياسي عالمي في كفاءة الخلايا الشمسية

وفي ظل استهداف السعودية، توليد نحو 50 في المائة من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة بحلول عام 2030، نجح الباحثون في مختبر الخلايا الكهروضوئية بمركز الطاقة الشمسية في جامعة الملك عبد الله للعوم والتقنية، من تحقيق رقم قياسي عالمي وتجاوز مركز نظير لها في برلين، وإنتاج خلية شمسية مزدوجة بكفاءة تحويل طاقة تبلغ 33.2 في المائة. وتم اعتماد المنتج من قِبل منشأة الطاقة الشمسية الأوروبية (ESTI)، وإدراجه في صدارة مخطط كفاءة الخلية البحثية الأفضل من المختبر الوطني للطاقة المتجددة (NREL)، ومثّل الابتكار اختراقاً كبيراً في مجال الطاقة الشمسية، وقد عمل عليه الفريق بإصرار منذ عام 2016 من خلال تطوير المواد والهياكل ومواجهة التحديات الأساسية.

رحلة من الأكاديميات إلى الريادة

تمكنت شركة (Thya Technology) من تطوير نموذج متقدم للكشف البصري، يعالج مجموعات كبيرة من الصور بكفاءة عالية، ويوفر حلولاً مبتكرة لتحديات تحليل البيانات الضخمة، وبدأت وزارة الثقافة السعودية استخدام التقنية في تحليل الصور الفوتوغرافية عبر الأقمار الاصطناعية للهياكل الحجرية القديمة والمواقع الأثرية، مع قدرة النموذج على معالجة مليوني صورة في نحو 5 ساعات. النموذج الذي أطلقته الشركة الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، يستخدم خوارزميات تعلم آلي متقدمة لتحليل الصور، ويستخدم في مجالات الزراعة وعلوم الأعصاب والتخطيط الحضري، كما أطلقت الشركة منصة سحابية سهلة الاستخدام تتيح التحليل الآلي بدقة عالية. وعكست هذه التجربة واحدة من رحلات النجاح من الأكاديميات إلى الريادة في دمج العلم بالمهارات الريادية لتحقيق أقصى استفادة من البحث العلمي.

بدأت وزارة الثقافة السعودية استخدام التقنية في تحليل الصور الفوتوغرافية عبر الأقمار الاصطناعية للهياكل الحجرية القديمة والمواقع الأثرية (واس)

نقلة في مجال تحلية المياه

تمكنت شراكة ناجحة بين المخترع باسل أبو شرخ ورجل الأعمال السعودي سامي البكري، المؤسس لعدد من الشركات الابتكارية في مجالات المياه والتعدين والطاقة المتجددة، في ابتكار تقنية حديثة تساهم في خفض تكلفة رأسمال محطات تحلية المياه المالحة بنسبة 40 في المائة وتكاليف التشغيل بنسبة 60 في المائة مقارنة بالطرق الحرارية وطرق الضغط الميكانيكي. وتم تسجيل براءة الاختراع لتقنية (Hyrec) عام 2016 وتم تطوير النموذج الصناعي الخاص بها في العام التالي، وفي عام 2018 جرى التشغيل الناجح للمصنع التجريبي في موقع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في مدينة أملج غرب السعودية، وفي عام 2020 أقيمت المشروعات التجارية الأولى لهذه التقنية في إندونيسيا والكويت، كما تم تعميدها تقنياً في نيوم، ويتم التوسع إلى أسواق اليابان والصين والكويت وأميركا الجنوبية.

وتتطلع مراكز الأبحاث وصناعة الأفكار والابتكار للانخراط في حقبة جديدة سيشهدها القطاع، بعد أن رسم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في يونيو (حزيران) من عام 2022، ملامح المرحلة، ووضع الأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار للعقدين المُقبلين، كبوصلة للمبتكرين في خلق الحلول وتحليل التوجهات وبناء المستقبل. ومنذ ذلك الحين، يقطع فريق تأسيس هيئة الابتكار في السعودية أشواطاً لصنع نواة القطاع، وتلتئم تحت سقفها الاجتماعات، وتبنى الشراكات، وتتبلور الأفكار، لإطلاق مرحلة جديدة لقطاع الابتكار والبحث، تركز على خلق بيئة موائمة للابتكار، واستقطاب أفضل العقول من داخل البلاد وخارجها، لتنويع الاقتصاد الوطني، وخدمة الأغراض العلمية والتقنية، ومجالات المستقبل، ونفع البشرية.


«السرب» ينطلق بشكل واسع في مصر بعد سنوات من الانتظار

لقطة من فيلم «السرب» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «السرب» (الشركة المنتجة)
TT

«السرب» ينطلق بشكل واسع في مصر بعد سنوات من الانتظار

لقطة من فيلم «السرب» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «السرب» (الشركة المنتجة)

بعد تأجيل عرضه نحو 3 سنوات، انطلق الفيلم المصري الحربي «السرب» بشكل موسع في أنحاء مصر الأربعاء، إذ يراهن صناعه على ضخامة إنتاجه وجودته وتشويق أحداثه.

وعلى غرار فيلم «الممر»، يحظى «السرب» باهتمام موزعي السينما وأصحاب صالات العرض في مصر، حيث تقرر عرضه في أكثر من مائة دار سينما بأنحاء مصر. وأعرب متابعون عن حرصهم على مشاهدة الفيلم فور طرحه صباح الأربعاء، وأبدوا إعجابهم بأحداثه ووصفوه بـ«بأنه عمل وطني مهم»، و«توقيت عرضه مميز».

وأعلنت وزارة الثقافة المصرية عرض الفيلم عبر برنامج «سينما الشعب» في 14 محافظة، من أجل زيادة الوعي وورفع روح الانتماء.

«السرب» من بطولة عدد كبير من النجوم، من بينهم أحمد السقا، وشريف منير، ومحمد دياب، وآسر ياسين، ومحمود عبد المغني، ومحمد ممدوح، وأحمد حاتم، ومصطفى فهمي، وعمرو عبد الجليل، ومن تأليف عمر عبد الحليم، وإخراج أحمد نادر جلال.

لقطة من فيلم «السرب» (الشركة المنتجة)

يروي الفيلم تفاصيل الضربة الجوية التي شنتها القوات الجوية المصرية ضد تنظيم «داعش»، في فبراير (شباط) 2015، بعد ذبح التنظيم 21 مصرياً مسيحياً في منطقة درنة الليبية.

ورغم أن تفاصيل مذبحة الأقباط في ليبيا والضربة المصرية معروفة، فإن أبطال العمل يراهنون على تشويق الأحداث وجودة العمل، على غرار الفنان المصري محمد دياب، الذي قال في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»: «أُجسّد في الفيلم دور (العقرب) قائد الجناح العسكري لتنظيم (داعش) في منطقة درنة الليبية»، مضيفاً أنه «على الرغم من تقديمه أدواراً تتميز بالشر خلال مسيرته الفنية، فإنه يرى دوره في (السرب) الأصعب».

وقال إن «الشركة المنتجة قدّمت كل سبل النجاح للفيلم، وصُوّرت المشاهد على درجة عالية من الكفاءة لكي نُظهر للمشاهدين أمجاد وبطولات القوات المسلحة المصرية» وفق تعبيره.

الفنان دياب في لقطة من «السرب» (الشركة المنتجة)

وقال عمر عبد الحليم مؤلف الفيلم، إن «العمل يتناول فترة حساسة من عمر مصر، وواقعة حساسة مرت على المصريين في عام 2015، حين فوجئوا بمقطع فيديو قاسٍ، ولكن سرعة استجابة الحكومة المصرية كانت كبيرة وشافية للقلوب».

وأضاف عبر مداخلة تلفزيونية: «شعرت بأن رد الحكومة المصرية على ذبح المصريين في ليبيا واقعة جديرة بالتجسيد الفني والسينمائي، ومن ثَمّ مرت السنوات وتوافقت الرؤى والرغبات عندي وعند الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لإنتاج الفيلم».

وينافس «السرب» 4 أفلام أخرى طُرحت خلال موسم عيد الفطر السينمائي، وهي «عالماشي» بطولة علي ربيع، و«فاصل من اللحظات اللذيذة» للثنائي هشام ماجد وهنا الزاهد، وفيلم الأكشن «شِقو» لعمرو يوسف، وأخيراً فيلم «أسود ملون».

ويتوقع الموزع السينمائي محمود الدفراوي أن يحقق فيلم «السرب» النجاح نفسه الذي حققه فيلم «الممر» قبل 5 سنوات، لاعتماده على 3 عناصر مهمة في الانتشار وتحقيق الأرباح، وهي الجوانب التجارية، والفنية، والوطنية. مُعدّاً أن الزّخم المصاحب للفيلم الجديد راهن «طبيعي».

وأضاف الدفراوي لـ«الشرق الأوسط»: أن «الفيلم لمس اهتماماً واسعاً من المشاهدين وأصحاب دور العرض، رغم قرب امتحانات نهاية العام الدراسي».

أحمد السقا في لقطة من «السرب» (الشركة المنتجة)

وكان فيلم «الممر» قد حقّق إيرادات قُدّرت بنحو 75 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 47.85 جنيه مصري)، ويحكي قصة ضابط صاعقة يدعى «نور» جسده الفنان أحمد عز، شارك في حرب 1967 التي يتناولها الفيلم في ثلثه الأول، وبعد أن تكشف الأحداث عن تسرّب روح الهزيمة للشعب المصري، يُكلّف الضابط «نور» بإعداد مجموعة قتالية لتنفيذ عملية خلف خطوط العدو الإسرائيلي في عمق سيناء، التي كانت محتلّة حينها، وينتهي الفيلم بنجاح العملية وتحرير عدد من الرهائن.


احتفاء في مصر بمئوية التشكيلية الرائدة إنجي أفلاطون

احتفاء بمئوية الفنانة المصرية إنجي أفلاطون (إدارة الغاليري)
احتفاء بمئوية الفنانة المصرية إنجي أفلاطون (إدارة الغاليري)
TT

احتفاء في مصر بمئوية التشكيلية الرائدة إنجي أفلاطون

احتفاء بمئوية الفنانة المصرية إنجي أفلاطون (إدارة الغاليري)
احتفاء بمئوية الفنانة المصرية إنجي أفلاطون (إدارة الغاليري)

بعد مرور قرن كامل على ميلاد الفنانة المصرية الراحلة إنجي أفلاطون، ينظم غاليري «سفرخان» في حي الزمالك بالقاهرة، معرضاً استيعادياً بعنوان «تَذكُر إنجي: المجموعة المئوية»، احتفاءً بدورها البارز في تاريخ الفن المصري الحديث وتوثيقاً لمسيرتها الطويلة التي تُعد نموذجاً مختلفاً لتزاوج الفن والنضالين السياسي والاجتماعي.

احتلت الطبيعة جانباً من أعمال الفنانة (إدارة الغاليري)

وحسب منى سعيد مديرة غاليري «سفرخان»، فإن أعمال الفنانة تعبّر عن نبض المجتمع المصري خلال فترات زمنية مختلفة ومهمة. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «يضم المعرض مجموعة تذكارية مُعدّة خصيصاً للفنانة والناشطة المصرية الرائدة إنجي أفلاطون؛ ويفخر الغاليري بأنه المزوّد الحصري لأعمالها المتبقية، وقد قرّرنا الاحتفاء بالذكرى المئوية لميلادها عبر تقديم السيرة الذاتية لحياتها وأعمالها في هذا المعرض متعدّد الوسائط؛ الذي يعتمد على مصادر مختلفة لإنشاء عرض شامل، فضلاً عن مقاطع فيديو مصوّرة من سيرة ذاتية حديثة عن الفنانة، والتي أعدها المعرض بإشراف الإعلامية والمقتنية شيروت شافعي».

جسّدت المرأة الريفية في أعمالها (إدارة الغاليري)

ويضمّ المعرض كذلك الأعمال الزيتية غير المعروضة سابقاً من مجموعات الغاليري الخاصة للأغراض التعليمية، ويُضيء على الأعمال المهمة من الفترات الرئيسية لفنها من خلال تعليقات سردية ثاقبة؛ ممّا يوفّر للمشاهدين جولة تفصيلية دقيقة وغنية بالمعلومات عن القصة المؤثرة للفنانة التي تركت إرثاً إبداعياً ألهم، ولا يزال، الفنانين والناشطين ومحبي الفن بعد عقود من وفاتها».

كانت لوحاتها توثق للمجتمع بكل فئاته (إدارة الغاليري)

وترى الفنانة والناقدة الفنية منى فتحي أن هذا النوع من المعارض التي تحتفي بأعمال الرواد ورموز الفن التشكيلي المصري، هو إضافة حقيقية للمشهد الفني الراهن، وتوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «المعرض لا يمثل متعة للجمهور فقط، لكنه أيضاً يلعب دوراً تعليمياً مهماً؛ فالإبداع لا يعرف الانتقال من جيل إلى آخر عبر الأسلوب التلقيني، والفن لا يصل إلى الدارسين داخل قاعات الجامعات والأكاديميات المتخصصة وحدها، لكنه يُتاح كذلك وربما بشكل أكثر فاعلية في القاعات والمتاحف الفنية العريقة، ومن هنا تنبع أهمية هذا المعرض».

احتفاء بمئوية الفنانة المصرية إنجي أفلاطون (إدارة الغاليري)

ومن خلال المعرض المستمر حتى 21 مايو (أيار) يتأكد لدى الزائر كيف كانت إنجي أفلاطون تتمتع بالوعي المبكر للعدل الاجتماعي، إذ تُعد لوحاتها مرآةً تعكس مشكلات المجتمع وتطلعاته وتحدياته وقضاياه الإنسانية، على الرغم من انتمائها إلى أسرة أرستقراطية عريقة، ولذلك شبّهها المفكر الراحل د.جابر عصفور بالروائي الروسي تولستوي الذي ينتمي إلى أسرة شديدة الثراء، لكنه كان يعبّر عن الفقراء ومعاناتهم في أعماله.

اسكتش نادر للفنانة (إدارة الغاليري)

وتستحوذ المرأة الريفية على جانب بارز من أعمال إنجي أفلاطون، ومن المعروف أنها سافرت كثيراً إلى القرى، وحرصت على معايشة الريفيات في بيوتهن والحقول والأسواق لتجسّد ذلك كله بريشتها مستخدمةً أسلوب الواقعية الشعرية والألوان الصريحة الواضحة المستقاة من حرارة الشمس الساطعة، كما عكست معاناة نساء المدينة وقضاياهن، لتغلّف ذلك كله بأفكارها الثورية.

عبّرت عن معاناة المجتمع (إدارة الغاليري)

وفي إطار هذا الاحتفاء بالمرأة بمختلف فئاتها رسمت إنجي السجينات، في أثناء سنوات اعتقالها، في مجموعة من اللوحات الفنية؛ فجسدتهن في حالات مختلفة، مثل طوابير الطعام وعنابر النوم وحصص الوعظ وقاعات التأهيل المهني، وجاء بعض هذه اللوحات بلمسات شاعرية حتى في السجن، حين رسمت إطلالة نوافذ العنبر على الأشجار ونهر النيل باتساعه ومركبه وصياديه في دلالة على التطلع إلى الحق في الحياة والحرية.

وُلدت إنجي أفلاطون في 16 أبريل (نيسان) عام 1924 في قصر بالقاهرة لأسرة أرستقراطية، تلقّت تعليماً فرنسياً لكنها أصرّت على تعلم اللغة العربية في صباها، اهتمت والدتها وهي من أوائل مصمّمات الأزياء فى مصر، بإلحاقها بمرسم الفنان الفرنسي إمبير عام 1941، وكان عمرها لا يتجاوز الأعوام السبع عشرة لتتعلم أصول الفن، ومنه اتجهت إلى فضاءات واسعة من الإبداع.

عمل للفنانة إنجي أفلاطون (إدارة الغاليري)

شكّلت مع مجموعة من السيدات أول مجموعة نسائية جديدة في مصر وهي «رابطة فتاة الجامعة والمعاهد»، وكانت خطوتها الأولى نحو الكفاح السياسي والآيديولوجي الداعم للقضايا الاجتماعية على المستويين المصري والعربي.


مكوِّن في البيض يحدُّ من الاكتئاب

البيض يُهدّئ اضطراباتنا (شاترستوك)
البيض يُهدّئ اضطراباتنا (شاترستوك)
TT

مكوِّن في البيض يحدُّ من الاكتئاب

البيض يُهدّئ اضطراباتنا (شاترستوك)
البيض يُهدّئ اضطراباتنا (شاترستوك)

وجدت دراسة أسترالية هي الأولى من نوعها عالمياً، أنّ أحماض «أوميغا 6» الدهنية، الموجودة عادة في البيض وعدد من الأطعمة، قد تقلّل من خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب.

وأوضح الباحثون أنّ هذا الاضطراب الذي عُرِف باسم الاكتئاب الهوسي، هو حالة صحّية عقلية تتسبّب في تقلّبات مزاجية مفرِطة، وبنوبات متكرّرة من الهوس والاكتئاب.

وذكرت الدراسة المنشورة في دورية «الطب النفسي البيولوجي»، أنه رغم عدم معرفة الأسباب الدقيقة للاضطراب ثنائي القطب، فإنّ دراسات تشير إلى احتمال أن يكون وراثياً. فإصابة أحد الوالدين به، تعني أنّ فرصة إصابة الطفل تُقارب الـ10 في المائة.

عالمياً، يعاني 1 من 8 أشخاص من حالات عقلية، ونحو 40 مليون شخص من الاضطراب ثنائي القطب.

وشملت الدراسة فحص 913 حالة تعرّضت لتغيّرات كيميائية في الجسم، قُيِّمت باستخدام تقنية متقدّمة تُعرَف بقياس الطيف الكتلي ضمن مجموعة من 14296 شخصاً أوروبياً.

واستعان الباحثون بالبيانات الأحدث والأكبر من دراسة الجينات التي تشمل نحو 42 ألف حالة مصابة بهذا الاضطراب. وهذا النوع من البحوث يساعد في فهم أفضل لكيفية تأثير العوامل الجينية والبيولوجية في تطوُّر الأمراض النفسية والعقلية.

ووجدوا أنّ المستويات المرتفعة من أحماض «أوميغا 6» الدهنية في الجسم ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب؛ والعكس صحيح.

وأحماض «أوميغا 6» الدهنية المعروفة أيضاً باسم حمض الأراكيدونيك، هي دهون ضرورية يجب الحصول عليها من الطعام لعدم إنتاج الجسم لها؛ وتلعب دوراً مهماً في النمو الخلوي، وصحة الدماغ، ووظائف الجهاز المناعي؛ وتتوفر في البيض، خصوصاً في صفاره، والزيوت النباتية مثل زيت الذرة، وزيت دوّار الشمس، والمكسّرات مثل الجوز والفستق، والحبوب الكاملة مثل القمح، واللحوم والمأكولات البحرية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة الدكتور ديفيد ستايسي، إنّ النتائج تفتح الطريق لتطوير تدخّلات غذائية قد تقلّل من مخاطر الاضطراب ثنائي القطب، مضيفاً: «حمض الأراكيدونيك ضروري لنمو دماغ الطفل، ويُضاف إلى حليب الأطفال في بلدان عدّة لضمان بداية صحّية لهم. بناءً على ذلك، يمكن استخدامه مكمّلاً غذائياً للأفراد المعرّضين لخطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب».