رئيس الأركان الإيراني: وجهنا تحذيراً كتابياً إلى الدول المضيفة للجيش الأميركي

باقري يمسك ورقة بيده ويستمع إلى رشيد (أرشيفية - دفاع برس)
باقري يمسك ورقة بيده ويستمع إلى رشيد (أرشيفية - دفاع برس)
TT

رئيس الأركان الإيراني: وجهنا تحذيراً كتابياً إلى الدول المضيفة للجيش الأميركي

باقري يمسك ورقة بيده ويستمع إلى رشيد (أرشيفية - دفاع برس)
باقري يمسك ورقة بيده ويستمع إلى رشيد (أرشيفية - دفاع برس)

قال رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، إن إيران وجهت «تحذيراً كتابياً إلى الدول المضيفة للجيش الأميركي في المنطقة»، ومن جانبه، قال قائد مقر «العمليات العسكرية المشتركة»، غلام علي رشيد، إن مواجهة إسرائيل تشكل أولوية لبلاده.
وكرر باقري انتقاداته لانضمام إسرائيل إلى «القيادة المركزية الأميركية»، متهماً الولايات المتحدة بالسعي لـ«ملء فراغ» قواتها في المنطقة. وقال في هذا الصدد إنه «خلال الأشهر الأخيرة حاول الجيش الأميركي أن يملأ فراغ انسحاب حاملات الطائرات والمدمرات والمروحيات من الخليج (...) وخليج عمان بضم إسرائيل إلى (القيادة المركزية الأميركية)».
وتم توسيع نطاق «القيادة المركزية الأميركية» العام الماضي ليشمل إسرائيل، في خطوة تهدف إلى تشجيع التعاون الإقليمي وتأمين الملاحة البحرية ضد الأنشطة الإقليمية الإيرانية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وقال باقري الأربعاء: «من وجهة نظرنا، تعني هذه الخطوة أن تكون مرافق التجسس وحتى العمليات الأميركية وحلفاؤها، تحت تصرف الكيان الصهيوني... وهذا ما يزيد التهديدات لإيران». وتابع: «بالإضافة إلى الإبلاغ والتحذير الكتابي والبعث بالرسائل عبر وزارة الخارجية إلى الدول المضيفة للجيش الأميركي، فإننا نعلن استعدادنا وإنذارنا عبر تعزيز وجودنا وتعميق الدوريات الجوية والبحرية، وترسيخ الإشراف الاستخباري وإجراء مناورات بحرية وصاروخية وبطائرات من دون طيار».
وكانت هذه المرة الثانية في غضون 72 ساعة التي أعرب باقري فيها عن قلق بلاده من توسع عمليات «القياد المركزية الأميركية». وقال الاثنين على هامش تدشين فرقاطة باسم «قاسم سليماني» في مياه الخليج إن «انضمام إسرائيل إلى (القيادة المركزية) للجيش الأميركي يمكن أن يشكل تهديداً لنا». وأضاف: «نعلن عبر الطرق الدولية وتقديم شكوى إلى (المنظمة البحرية الدولية) أننا لن نتحمل وجود هذه الوحدات في المنطقة، وستتم مواجهتها مهما حدث».
من جهته، قال قائد مقر «خاتم الأنبياء» منسق العمليات العسكرية المشتركة في هيئة الأركان الإيرانية، غلام علي رشيد، إن «الكيان الصهيوني يشكل أولوية لبلاده بوصفه تهديداً للأمن القومي الإيراني».
وأضاف رشيد، على هامش مناورات للقوات البرية في الجيش الإيراني، أن «كل الحكومات التي ستتعاون مع هذا النظام في عدوانه على أمن إيران ستدفع الثمن».
وذكرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن تعليقات رشيد جاءت رداً على التهديدات الأخيرة لمسؤولين إسرائيليين باتخاذ إجراءات ضد المنشآت النووية الإيرانية.
من جانبه، قال قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، الجنرال أمير علي حاجي زاده، إن «إسرائيل التي كان لديها نهج هجومي ضد إيران، تحولت اليوم من النهج الهجومي إلى الدفاعي».
وفي إشارة ضمنية إلى المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني، أعرب حاجي زاده عن ارتياحه لاعتماد الحكومة على «الطاقات الداخلية». وقال إن «أوضاع المنطقة اليوم مناسبة للغاية. لقد تخطينا عقداً مليئاً بالتحديات كانت بدايته العقوبات التي فرضها (باراك) أوباما».
كما ألقى باللوم على الإدارة الأميركية السابقة في زيادة التوترات الإقليمية، وأشار على وجه خاص إلى مقتل قاسم سليماني، مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» الذي قضى في ضربة أميركية مطلع 2020. وأشار إلى إطلاق قواته وقتها صواريخ باليستية على قاعدة «عين الأسد» العراقية، التي كانت تضم قوات أميركية.
ويعصف التوتر العسكري بين الولايات المتحدة وإيران أيضاً بالمنطقة منذ وقت طويل. وفي أحدث واقعة، احتجزت إيران زورقين مسيرين للجيش الأميركي في البحر الأحمر الخميس الماضي، حتى في الوقت الذي يواصل فيه البلدان المحادثات النووية.
وقالت «البحرية الأميركية»، مؤخراً، إنها أحبطت محاولة للقوات البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني لاحتجاز زورق مسير تابع لـ«الأسطول الخامس الأميركي» في الخليج.
وبحسب رواية التلفزيون الرسمي الإيراني؛ فإن البحرية الإيرانية أطلقت سراح زورقين مسيرين أميركيين في البحر الأحمر، لكنها اتهمت الزورقين الأميركيين بتعريض السلامة البحرية للخطر، من دون تقديم دليل على ذلك.
وجاءت الواقعتان إثر تبادل لإطلاق النار الأسبوع الماضي بين القوات الأميركية وجماعات مدعومة من إيران في سوريا.
وسبق أن حذرت إسرائيل؛ التي تعدّ البرنامج النووي الإيراني تهديداً لوجودها، بشن عمل عسكري ضد المواقع النووية الإيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في كبح جماح أنشطة طهران النووية. وقالت إيران مراراً إنها سترد رداً ساحقاً على أي عدوان.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، الثلاثاء، إيران من الاستمرار في «اختبار» إسرائيل. وقال إن «الوقت ما زال مبكراً لمعرفة ما إذا كنّا قد نجحنا بالفعل في وقف الاتفاق النووي، لكن إسرائيل مستعدة لأي تهديد ولأي سيناريو».
وأدلى لبيد بهذا التصريح خلال زيارة إلى قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، وقد نشر مكتبه مقطع فيديو ظهر فيه وهو يتحدث وخلفه طائرة مقاتلة من طراز «إف35».
وقال لبيد: «إذا استمرت إيران في اختبارنا، فسوف تكتشف ذراع إسرائيل الطويلة وقدراتها»، متعهداً بـ«مواصلة العمل على جميع الجبهات ضد الإرهاب وضد أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بنا»، مضيفاً أنه اتفق مع الرئيس الأميركي جو بايدن على أن «نتمتع بحرية عمل كاملة للقيام بكل ما نراه مناسباً من أجل منع احتمالية تحول إيران إلى تهديد نووي».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

تقرير: الإسرائيليون استطاعوا مشاهدة فيلم وثائقي تحجبه السلطات عن قضية فساد نتنياهو

نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)
نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

تقرير: الإسرائيليون استطاعوا مشاهدة فيلم وثائقي تحجبه السلطات عن قضية فساد نتنياهو

نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)
نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)

قالت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء إن هناك إسرائيليين تمكنوا من مشاهدة الفيلم الوثائقي «ملفات بيبي» الذي يدور حول قضية الفساد التي يحاكم بسببها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك باستخدام شبكة VPN لتجاوز قيود البث، أو من خلال مشاهدة نسخ مسربة شقت طريقها إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

معارض لنتنياهو خارج مقرّ المحكمة بتل أبيب الثلاثاء (أ.ب)

وكانت السلطات الإسرائيلية قد منعت عرض الفيلم بسبب قوانين الخصوصية التي تنظم مثل هذه الإجراءات.

وأضافت الوكالة أن نتنياهو أصبح أول رئيس حكومة إسرائيلي في السلطة يقف متهماً ووعد بإسقاط مزاعم الفساد «السخيفة» ضده.

المنتج والمخرج الأميركي الإسرائيلي أليكس جيبني

وقالت إن مخرج الفيلم الوثائقي أليكس جيبني تناول خلال مسيرته المهنية التي استمرت عقوداً العديد من القضايا الشائكة، ولم يكن يخطط لفيلم عن إسرائيل - حتى يوم واحد من العام الماضي، عندما وقع تسريب مذهل بين يديه واتضح أن التسريب كان أشبه بالطوفان، حيث عُرض عليه من خلال مصدر تسجيلات فيديو لمقابلات الشرطة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته سارة وابنه يائير ومجموعة من رجال الأعمال، وكلها أجريت بوصفها جزءاً من قضية الفساد وبلغ مجموعها أكثر من 1000 ساعة من الفيديوهات.

ولم يكن المخرج الحائز على جائزة الأوسكار يتحدث العبرية، لكنه شعر بأن هذا كان شيئاً كبيراً ولجأ إلى مراسل التحقيقات الإسرائيلي المخضرم رفيف دراكر، الذي قام بفحص عميق للفيديوهات، وقال له إن «لدينا شيئاً مثيراً للغاية» ثم ضم جيبني زميلته أليكسيس بلوم، التي عملت في إسرائيل، لإخراج الفيلم.

وكانت النتيجة: فيلم «ملفات بيبي» الذي خدمه أن توقيت إصداره هذا الأسبوع، تزامن مع محاكمة نتنياهو.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة خلال نزهة برفقة ابنيهما يائير وأفنير (جيروزاليم بوست - المكتب الصحافي الحكومي الإسرائيلي)

ولفتت الوكالة إلى أن الفيلم واجه عقبات أخرى، من ناحية، كان على جيبني وبلوم جمع الأموال لإنتاجه دون الكشف عنه، نظراً لمحتواه، وكان العديد من الداعمين والموزعين متوترين بشأن المشاركة، خاصة بعد اندلاع الحرب بعد الهجوم الذي قادته «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ثم كانت هناك أكبر عقبة على الإطلاق: حيث لا يمكن عرض الفيلم في إسرائيل، بسبب قوانين الخصوصية.

وكانت المراجعات في وسائل الإعلام الإسرائيلية لفيلم «ملفات بيبي» إيجابية في الغالب، وليس من المستغرب أن يعكس رد الفعل العام الانقسامات حول نتنياهو المثير للجدل، حيث يقول هو وأنصاره إنه مطارد من وسائل الإعلام المعادية والقضاء المتحيز ضده.

مخرجة فيلم «ملفات بيبي» الأميركية أليكسيس بلوم

وكتب نير وولف، الناقد التلفزيوني لصحيفة إسرائيل اليوم المؤيدة لنتنياهو: «سوف يقسم معارضو نتنياهو بالفيلم وسيصبحون أكثر اقتناعاً بأنه فاسد، ويقودنا إلى الدمار وسوف يرغب أنصاره في احتضانه أكثر».

وهاجم نتنياهو الفيلم في سبتمبر (أيلول)، وطلب محاميه من المدعي العام للبلاد التحقيق مع دروكر، وهو منتج مشارك مع جيبني، متهماً إياه بمحاولة التأثير على الإجراءات القانونية ولكن لم يتم فتح أي تحقيق.