إيران: 3 مسائل متبقية للتوصل إلى اتفاق نووي

قالت إن ردها اليوم لن يكون قبولاً ولا رفضاً نهائياً لـ«النص الأوروبي»

جانب من محادثات سابقة في فيينا بين الطرفين الإيراني والأوروبي (أ.ف.ب)
جانب من محادثات سابقة في فيينا بين الطرفين الإيراني والأوروبي (أ.ف.ب)
TT
20

إيران: 3 مسائل متبقية للتوصل إلى اتفاق نووي

جانب من محادثات سابقة في فيينا بين الطرفين الإيراني والأوروبي (أ.ف.ب)
جانب من محادثات سابقة في فيينا بين الطرفين الإيراني والأوروبي (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده سترد على النص «النهائي» للاتحاد الأوروبي، لإنقاذ الاتفاق المبرم في عام 2015 خلال يوم، داعياً الولايات المتحدة إلى إبداء المرونة في حل 3 مسائل متبقية.
وقال وزير الخارجية الإيراني يوم الاثنين، خلال لقاء مع صحافيين في مقر الوزارة، إن «الجانب الأميركي وافق شفهياً على اقتراحين لإيران، وسنرسل مقترحاتنا النهائية إلى الاتحاد الأوروبي في الساعة 12، منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء»، مضيفاً أن «هناك 3 قضايا إذا تم حلها فسيمكننا التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة».
وفي حين لم يحدد الوزير طبيعة هذين الاقتراحين، أوضح أنه «يجب تحويلهما إلى نص، وإبداء المرونة في موضوع ثالث»؛ مشيراً إلى أن رد طهران «لن يكون قبولاً نهائياً لاقتراح الاتحاد الأوروبي أو رفضاً له». وأضاف: «قلنا لهم إنه يجب احترام خطوطنا الحمراء، فقد أبدينا لهم كثيراً من المرونة. لا نريد التوصل إلى اتفاق يخفق تنفيذه على الأرض بعد 40 يوماً أو شهرين أو 3 أشهر».
وقال أمير عبد اللهيان: «الأيام المقبلة مهمة جداً» لمعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبدي مرونة بشأن القضايا الثلاث المتبقية. وأضاف: «لن تكون نهاية العالم إذا لم يبدوا المرونة، عندها سنحتاج إلى مزيد من الجهود والمحادثات لحل القضايا المتبقية». وقال: «مثل واشنطن، لدينا خطتنا البديلة إذا أخفقت المحادثات».
وقال دبلوماسيون ومسؤولون أوروبيون، إنه سواء قبلت طهران وواشنطن «النص النهائي» من الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 أم لا، فمن غير المرجح أن يعلن أي منهما إلغاءه؛ لأن إبقاءه يخدم مصالح الطرفين.
وانهارت المحادثات غير المباشرة في فيينا بسبب عقبات، منها مطالبة طهران بأن تقدم واشنطن ضمانات بعدم تخلي أي رئيس أميركي عن الاتفاق مثلما فعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في عام 2018، عندما انسحب من الاتفاق أحادياً. لكن دبلوماسيين يقولون إنه لن يكون بوسع الرئيس جو بايدن أن يقدم مثل هذا التعهد؛ لأن الاتفاق النووي عبارة عن تفاهم سياسي غير ملزم، وليس معاهدة ملزمة قانوناً.
وقال أمير عبد اللهيان: «إنهم بحاجة إلى تبني نهج واقعي بشأن الضمانات. فيما يتعلق بالمسألتين الأخريين المتبقيتين، أظهروا بعض المرونة النسبية شفهياً؛ لكن يجب ذكر ذلك في النص».
وبعد محادثات متقطعة وغير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران على مدى 16 شهراً، مع قيام الاتحاد الأوروبي بجولات مكوكية بين الطرفين، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، في الثامن من أغسطس (آب)، إن الاتحاد قدم عرضاً «نهائياً»، ويتوقع رداً في غضون «أسابيع قليلة جداً». وبينما قالت واشنطن إنها مستعدة لإبرام اتفاق بسرعة لإحياء اتفاق 2015 على أساس مقترحات الاتحاد الأوروبي، قال مفاوضون إيرانيون إنهم سينقلون في وقت لاحق مقترحات ورؤى إضافية إلى الاتحاد الأوروبي.
وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، والصين) مباحثات لإحيائه في أبريل (نيسان) 2021، تم تعليقها مرة أولى في يونيو (حزيران) من العام ذاته. وبعد استئنافها في نوفمبر (تشرين الثاني)، عُلّقت مجدداً منذ منتصف مارس (آذار) مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، رغم تحقيق تقدم كبير في سبيل إنجاز التفاهم. كما أجرى الطرفان بتنسيق أوروبي، مباحثات غير مباشرة ليومين في الدوحة أواخر يونيو، لم تُفضِ إلى تحقيق تقدم يذكر.
وفي مطلع أغسطس، استؤنفت المباحثات في فيينا بمشاركة من الولايات المتحدة بشكل غير مباشر. وبعد 4 أيام من التفاوض، أكد الاتحاد الأوروبي أنه طرح على الطرفين الأساسيين -أي طهران وواشنطن- صيغة تسوية وينتظر ردهما «سريعاً» عليها.
وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، للصحافيين، في التاسع من الشهر الحالي: «لم يعد هناك أي مجال للمفاوضات. لدينا نص نهائي. لذا فإنها لحظة اتخاذ القرار بـ(نعم) أو (لا). وننتظر من جميع المشاركين أن يتخذوا هذا القرار بسرعة كبيرة».


مقالات ذات صلة

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

شؤون إقليمية «الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقارير بشأن إعادة وضع كاميرات مراقبة في إيران، في سياق الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وقال فريدريك دال، المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن «العمل جار» دون تحديد عدد الكاميرات أو المواقع التي وصلتها الوكالة الدولية. وأفادت «جمعية الحد من التسلح» التي تراقب امتثال لدول لمعاهدة حظر الانتشار النووي ومقرها واشنطن، بأن الوكالة الدولية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض منشآت إيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي في طهران بداية مارس

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أفادت «جمعية الحد من التسلح» بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية بموجب الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة رافائيل غروسي، وإيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي طهران في بداية مارس (آذار) إلى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين بشأن إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في مواقع نووية عدة وزيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو. وتسبب الاتفاق في تفادي مجلس محافظي التابع للوكالة الدولية إصداراً جديداً يدين طهران بسبب عدم تجاوبها مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً تلك المتعقلة بالتحقيق في ثلاثة مواقع سرية، عثر فيها على آثا

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

بعد نحو 5 أشهر على إعدام علي رضا أكبري، النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، على خلفية اتهامه بالتجسس لصالح بريطانيا، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر إسرائيلية وإيرانية أن المسؤول السابق «كان جاسوساً غير متوقع» بسبب ولائه الشديد للنظام، لكنه لعب دوراً رئيسياً في الكشف عن منشأة فوردو التي ضمت أنشطة سرية لإيران قبل أن تعترف طهران بوجود موقع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت الأرض في عام 2009. وأعدم أكبري (62 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البريطانية، فجر 14 يناير (كانون الثاني)، بعد ثلاثة أيام من تسريب قضية اعتقاله لوسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من ضياع فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وحمّل الغرب مسؤولية تعثر المفاوضات. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس: «سيكون من الخطأ الفادح تفويت فرصة استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي»، وحمّل «تصرفات الغرب» المسؤولية إذ قال «في هذه المرحلة، لا يعتمد استئناف الاتفاق، على إيران أو روسيا أو الصين... الذين دمروه يجب عليهم إعادته إلى الحياة الآن». وانتقد لافروف «متطلبات جديدة لم يتم ذكرها في المسودة الأولى للاتفاق». وأضاف «لنفترض أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئنافه منذ فترة طويلة.

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس أن بلاده تلقت أفكاراً بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 عن إيران، معرباً عن امتنانه للدور البناء لسلطان عمان ونواياه الصادقة في هذا الصدد. وفي اليوم الثاني لزيارته إلى عمان التي اختتمها أمس متوجهاً إلى بيروت، قال عبداللهيان عقب لقائه مع نظيره العماني إن مسقط «تلعب دائماً دوراً بناء» في محادثات النووية، وأضاف «قد أجرينا المشاورات اللازمة في هذا الصدد». وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن عبداللهيان القول إن سلطنة عُمان لديها «مبادرات جدية» فيما يخص الملف النووي الإيراني «ستسهم» في عودة المفاوضات. وذكرت وزارة الخارجية العما

ميرزا الخويلدي (مسقط)

أوجلان دعا حزب «العمال الكردستاني» لإلقاء السلاح وحلّ نفسه

أكراد في ديار بكر جنوب شرقي تركيا يعبّرون عن ابتهاجهم بدعوة أوجلان رافعين صورة كبيرة له (أ.ف.ب)
أكراد في ديار بكر جنوب شرقي تركيا يعبّرون عن ابتهاجهم بدعوة أوجلان رافعين صورة كبيرة له (أ.ف.ب)
TT
20

أوجلان دعا حزب «العمال الكردستاني» لإلقاء السلاح وحلّ نفسه

أكراد في ديار بكر جنوب شرقي تركيا يعبّرون عن ابتهاجهم بدعوة أوجلان رافعين صورة كبيرة له (أ.ف.ب)
أكراد في ديار بكر جنوب شرقي تركيا يعبّرون عن ابتهاجهم بدعوة أوجلان رافعين صورة كبيرة له (أ.ف.ب)

دعا زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، جميع المجموعات التابعة للحزب إلى إلقاء سلاحها وحلّ نفسها.

وقال أوجلان، الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن بجزيرة إيمرالي، الواقعة في جنوب بحر مرمرة، غرب تركيا، منذ 26 عاماً، مخاطباً قيادات الحزب: «اعقدوا مؤتمركم واتخذوا قراراً، يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه».

أعضاء «وفد إيرمالي» خلال قراءة رسالة أوجلان التي دعا فيها إلى حلّ حزب العمال الكردستاني (رويترز)
أعضاء «وفد إيرمالي» خلال قراءة رسالة أوجلان التي دعا فيها إلى حلّ حزب العمال الكردستاني (رويترز)

وأضاف أوجلان، في رسالة قرأها باللغتين الكردية والتركية أعضاء في وفد من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، عقب زيارة أوجلان في محبسه للمرة الثالثة يوم الخميس: «أدعو إلى نزع السلاح، وأتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة».

رسالة أوجلان

وتابع أوجلان، في رسالته التي حملت تاريخ 25 فبراير (شباط) الحالي، أنه «لأكثر من ألف عام، تم تعريف العلاقات التركية والكردية من حيث التعاون والتحالف المتبادل... وتم كسر هذا التحالف خلال الـ200 عام الماضية، والمهمة الرئيسية اليوم هي إعادة هيكلة العلاقة التاريخية، التي أصبحت هشّة للغاية».

وقال إن «الحاجة إلى مجتمع ديمقراطي أمر لا مفرّ منه، وإن حزب العمال الكردستاني وجد قاعدة اجتماعية ودعماً، كان مستوحى في المقام الأول من حقيقة أن القنوات السياسية الديمقراطية كانت مغلقة».

وأضاف أن «احترام الهويات، وحرية التعبير، والتنظيم الديمقراطي، والبنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تستند إليها جميع الفئات، لا يمكن أن تتحقق إلا بوجود مجتمع ديمقراطي ومجال سياسي، ولن يكون للقرن الثاني للجمهورية استمرارية دائمة وأخوية إلا عندما يتكلل بالديمقراطية. لا توجد وسيلة خارج الديمقراطية للبحث عن النظام وتحقيقه. التسوية الديمقراطية هي الطريقة الأساسية».

وأكد: «يجب أيضاً تطوير لغة السلام والمجتمع الديمقراطي بما يتوافق مع الواقع. وفي هذا المناخ الذي خلقته الدعوة التي أطلقها السيد دولت بهشلي، والإرادة التي أظهرها السيد الرئيس (إردوغان)، والتوجهات الإيجابية للأحزاب السياسية الأخرى تجاه الدعوة المعروفة، أدعو إلى إلقاء السلاح، وأتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة».

مظاهرات حاشدة في جنوب شرقي تركيا دعماً لحلّ المشكلة الكردية (رويترز)
مظاهرات حاشدة في جنوب شرقي تركيا دعماً لحلّ المشكلة الكردية (رويترز)

ولفت إلى أنه «كما يفعل كل مجتمع حديث وكل حزب لم يتم القضاء عليه قسراً، اعقدوا مؤتمركم طواعية، واتخذوا القرارات اللازمة للاندماج مع الدولة والمجتمع. يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه».

وختم أوجلان: «أبعث بتحياتي إلى كل من يؤمن بالعيش المشترك، ويستجيب لندائي».

تطلعات للديمقراطية

وعقد الوفد الزائر لأوجلان، المعروف إعلامياً بـ«وفد إيمرالي»، مؤتمره في قاعة في ميدان تقسيم، وسط إسطنبول، تحت شعار «دعوة للسلام والمجتمع الديمقراطي»، وبثّ مباشرة على شاشات عملاقة في مدينتي «وان» و«ديار بكر»، وهما من المدن ذات الأغلبية الكردية في شرق وجنوب شرقي تركيا، حيث قرأ السياسي الكردي المخضرم، الذي عزل مؤخراً من رئاسة بلدية ماردين (جنوب شرق)، أحمد تورك، رسالة أوجلان باللغة الكردية، فيما قرأتها نائبة «وان» من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، بروين بولدان، باللغة التركية.

زحام شديد خلال المؤتمر الصحافي لإعلان دعوة أوجلان (أ.ف.ب)
زحام شديد خلال المؤتمر الصحافي لإعلان دعوة أوجلان (أ.ف.ب)

وحضر حشد من السياسيين الأكراد، وممثلي المنظمات المدنية، ووسائل الإعلام المحلية والدولية، المؤتمر. واضطر منظمه إلى فتح قاعة ثانية لاستيعاب الحضور.

وقال عضو الوفد النائب البرلماني، سري ثريا أوندر: «إن زملاءنا في السجن ينتظروننا أيضاً بفارغ الصبر، وهنا تكمن رغبتنا في تحريرهم».

وأضاف: «المثقفون والفنانون والأكاديميون الذين يناضلون من أجل السلام، والذين حرموا من الحرية، لديهم نصيب كبير في هذا السلام، وهذا السلام هو تخليد لذكرى زملائنا وكل أبناء هذا البلد الذين ماتوا، نحييهم جميعاً بكل احترام، بغضّ النظر عما إذا كانوا جنوداً أم ضباط شرطة، ونأمل ألا نرى أياماً مثل هذه مرة أخرى، ونعدهم بذلك أيضاً».

وتوجه أوندر بالشكر إلى كل من الرئيس رجب طيب إردوغان، ورئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزال، وكل من ساهم في هذه العملية، قائلاً: «نحن عند نقطة تحول في التاريخ، لكنها نقطة تحول إيجابية».

نساء كرديات في ديار بكر جنوب شرقي تركيا خرجن للشوارع دعماً لدعوة أوجلان (رويترز)
نساء كرديات في ديار بكر جنوب شرقي تركيا خرجن للشوارع دعماً لدعوة أوجلان (رويترز)

مبادرة واتصالات

جاءت دعوة أوجلان في إطار مبادرة أطلقها في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، رئيس حزب «الحركة القومية»، أكبر شركاء حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في «تحالف الشعب»، دولت بهشلي، طالب فيها بأن يصدر أوجلان، من خلال البرلمان، أمراً لمسلحي «العمال الكردستاني» بإلقاء أسلحتهم وإعلان انتهاء الإرهاب في تركيا. ووصف إردوغان الدعوة بأنها «فرصة تاريخية»، لكنه استبعد، بشكل قاطع، إمكانية إطلاق سراحه. وقال أمام نواب حزب «العدالة» بالبرلمان: «لا يمكن الإفراج عن قتلة الأطفال».

وسعى حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» إلى أن يوجه أوجلان رسالة بالفيديو، لكن وزير العدل التركي، يلماظ تونتش، أكد أنه لا يوجد في التشريعات التركية ما يسمح للمدان بالتحدث إلى الجمهور عبر الفيديو.

دولت بهشلي (موقع حزب الحركة القومية)
دولت بهشلي (موقع حزب الحركة القومية)

ولم تجرِ عملية الحوار والمفاوضات مع أوجلان ضمن نطاق «زيارة المحكوم عليهم» العادية، ولكن بـ«إذن خاص» من وزارة العدل التي تملك الحق في إدارة مثل هذا الإذن.

ترحيب..

وفي أول ردّ فعل على رسالة أوجلان، رحّب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بدعوته لحلّ حزب «العمال الكردستاني» وإلقاء السلاح، وعبّر عن أمله في أن تستجيب لها قيادات الحزب.

وقال نائب رئيس الحزب، إفكان آلا، في تصريح فور إعلان دعوة أوجلان: «إن جوهر الدعوة هو نزع السلاح، وأن تقوم المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) بنزع سلاحها بنفسها، وسوف ننظر في النتيجة، وفي كل الأحوال نحن نكافح الإرهاب داخل البلاد وخارجها، وسنصل إلى هدف تركيا خالية من الإرهاب».

وخرجت جموع أكراد تركيا في الولايات الشرقية والجنوبية الشرقية إلى الشوارع فور إعلان دعوة أوجلان ابتهاجاً بها ودعماً لتحقيق السلام والتضامن والديمقراطية.