طهران تطالب واشنطن برد «واقعي» على مقترحاتها لإحياء الاتفاق النووي

حكومة رئيسي تصر على «الضمانات»... وانقسام في البرلمان الإيراني بشأن المفاوضات

المنسق الأوروبي إنريكي مورا وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني في فندق قصر كوبورغ بفيينا أمس (إيرنا)
المنسق الأوروبي إنريكي مورا وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني في فندق قصر كوبورغ بفيينا أمس (إيرنا)
TT

طهران تطالب واشنطن برد «واقعي» على مقترحاتها لإحياء الاتفاق النووي

المنسق الأوروبي إنريكي مورا وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني في فندق قصر كوبورغ بفيينا أمس (إيرنا)
المنسق الأوروبي إنريكي مورا وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني في فندق قصر كوبورغ بفيينا أمس (إيرنا)

دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، واشنطن، إلى «رد واقعي» على مقترحات طهران، في ثالث أيام المحادثات غير المباشرة في فيينا التي تهدف لإحياء اتفاق 2015 النووي، وذلك غداة بيان شديد اللهجة لـ«الترويكا» الأوروبية أغلق الباب أمام إعادة التفاوض حول مقترح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لتخطي العقبات أمام إنجاز الاتفاق.
وأفاد بيان للخارجية الإيرانية عن عبداللهيان بقوله في اتصال مع نظيره الصيني وانغ يي إن هناك «حاجة إلى رد أميركي واقعي على اقتراحات إيران البناءة حول عدة قضايا للتوصل إلى اتفاق».وقال إن طهران «تريد التوصل إلى اتفاق مستدام وقوي».
ومن جهته، قال الوزير الصيني إن بكين «تدعم مواصلة المفاوضات النووية ومقاربة إيران في المحادثات»، معرباً عن أمله بأن يؤدي المسار الدبلوماسي بالتوصل إلى اتفاق، حسبما أورد البيان الإيراني.
جاءت هذه المكالمة الهاتفية بين الوزيرين في الوقت الذي استمرت فيه المناقشات السياسية في قصر كوبورغ لليوم الثالث السبت، بين كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني والمنسق الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا.
واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا الخميس، بعقد اجتماع بين المسؤولين واستمرت الاجتماعات على مستوى الخبراء. ويتوقع قليلون التوصل إلى حل وسط في الوقت الذي يتقدم فيه برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم.
وواصلت وكالة «إيرنا» الرسمية أمس، توجيه الرسائل «الإيجابية» من أجواء المفاوضات، وقالت: «زادت وتيرة التطورات في اليوم الثالث من محادثات فيينا (...) بشكل كبير»، مشيرة إلى إجراء محادثات ومكثفة. وتابعت الوكالة: «وصلت المحادثات إلى مراحل حاسمة»، وأضافت: «الوصول إلى خط النهاية والاتفاق النهائي بانتظار القرارات السياسية الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة».
ولم تبتعد الوكالة عن روايتها في اليوم الثاني، إذ نقلت عن دبلوماسي إيراني في المفاوضات قوله: «نمر بساعات حاسمة، يجب أن تحصل إيران على تطمينات على وجه السرعة».
وكانت وكالة «بلومبرغ» قد نقلت عن مسؤولين غربيين أن أمام فشل أو نجاح المحادثات 72 ساعة، لكن مورا نفى في تصريحات للصحافيين ليلة الجمعة، وجود موعد نهائي للمفاوضات، لكنه لم يستبعد التوصل إلى اتفاق حتى نهاية الأحد.

مطالب طهران
ودعت الأطراف الأوروبية المشاركة في المحادثات إيران في بيان، إلى «عدم تقديم طلبات غير واقعية خارج نطاق خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، ومن بينها ضمانات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وجاء في البيان أيضاً: «نص (الاتفاق) مطروح على الطاولة. لن يكون هناك استئناف للمفاوضات. لا بد أن تقرر إيران الآن إبرام الاتفاق بينما لا يزال ذلك ممكناً».
ورداً على البيان، نقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن نائب مدير مكتب رئيسي قوله: «في جميع المكالمات الهاتفية التي أجراها (الرئيس إبراهيم) رئيسي مع رؤساء فرنسا وروسيا والصين، كان موقفه الثابت هو أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق نهائي إلا بعد حل وإغلاق (كل المسائل المتعلقة) بمطالب الضمانات».
وقدم بوريل مقترحاً لحل وسط في يوليو (تموز)، ودعا الطرفين لقبوله لتجنب «أزمة نووية خطرة».
ونقلت وكالة «إيرنا» الإيرانية عن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو قوله للصحافيين السبت، إن التوصل إلى اتفاق يعتمد على قرار الطرفين الإيراني والأميركي بشأن الموافقة أو رفض المقترح الأوروبي.
ونوه ستانو بأن المفاوضات الجارية في فيينا، تناقش مدى إمكانية التوصل إلى تفاهم حول مسودة بوريل.
وقال المستشار السياسي في الفريق المفاوض الإيراني، محمد مرندي السبت، إن «المحادثات أحرزت تقدماً، لكن جميع القضايا بما في ذلك الضمانات لا تزال مطروحة على الطاولة»، معتبراً أن «أميركا والترويكا الأوروبية وجهت تهماً سياسية إلى البرنامج النووي الإيراني على خلاف التفاهمات». وقال مرندي «لأ أعرف ما إذا سنتوصل لاتفاق، الفرصة تعادل 50 في المائة». وأضاف «لا تزال هناك خلافات على بعض القضايا مع أميركا، ولا توجد خلافات بين إيران والأوروبيين أو روسيا». وتابع «سنواصل المفاوضات مع دام هناك تقدم».
في إسرائيل، رجحت صحيفة «هآرتس» ألا تحدد الولايات المتحدة نقطة نهاية للمحادثات قبل انتهاء انتخابات الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مشيرة إلى أن أغلب «المسؤولين في الغرب يعتقدون أن الجولة الحالية لن تفضي إلى نتائج». ونقلت عن دبلوماسيين أوروبيين مشاركين في المفاوضات أنه «لا جدوى من تحديد موعد نهائي».
وقال دبلوماسي غربي: «من الأفضل رؤية إيران على طاولة المفاوضات بدلاً من أن تتصرف إيران من دون إطار دبلوماسي يمارس ضغوطاً عليها».
ولم يتبقَ سوى قليل من اتفاق 2015، الذي رفع العقوبات عن طهران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. لكن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب انسحب من الاتفاق في 2018 وعاود فرض العقوبات على إيران. ودفع ذلك قادة إيران إلى البدء في انتهاك القيود بعدة طرق منها تكوين مخزونات من اليورانيوم المخصب.
وبدا في مارس (آذار) أن الطرفين يقتربان من إحياء الاتفاق بعد 11 شهراً من المحادثات غير المباشرة بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في فيينا. لكن الجهود الدبلوماسية انهارت، لأسباب على رأسها مطالبة طهران بأن ترفع واشنطن «الحرس الثوري» من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة.
وتصر طهران على أن تغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق بشأن أنشطة نووية إيرانية، معترضة على تأكيد مجلس محافظي «الوكالة الدولية» في يونيو (حزيران)، أن المنظمة الذرية الإيرانية، فشلت في تقديم توضيح وافٍ لسبب وجود آثار لليورانيوم في مواقع غير معلنة. وقال أحد كبار مساعدي الرئيس الإيراني إن طهران طلبت إغلاق القضية قبل موافقتها على الامتثال للاتفاق النووي مرة أخرى.
وبعد نهاية مناقشات اليوم الأول، أبلغ مسؤول أوروبي الصحافيين ليلة الخميس، أن إيران تنازلت عن مطالبها بإزالة «الحرس الثوري» من لائحة الإرهاب، موضحاً أنه «تم الاتفاق على مناقشة الأمر في المستقبل بمجرد تمكن الولايات المتحدة وإيران من الاجتماع بشكل مباشر»، حسب «رويترز». وكانت «رويترز» قد نقلت عن مسؤول إيراني وآخر أوروبي في يونيو (حزيران)، أن طهران تخلت عن مطلب «الحرس الثوري». وبدا أن مسؤولاً إيرانياً كبيراً يقلل من مثل هذا الاحتمال حين قال لـ«رويترز» الخميس: «لدينا اقتراحاتنا الخاصة التي ستتم مناقشتها في محادثات فيينا مثل رفع العقوبات المفروضة على الحرس تدريجياً».

إطالة المفاوضات
ألقت وكالة «إيرنا» الرسمية الكرة في ملعب الطرف الغربي لاتخاذ القرار، وكتبت: «بعد شهور من المحادثات المكثفة وصلت المفاوضات إلى مرحلة إذا أظهر الطرف الغربي الإرادة واتخذ القرار بخصوص حل القضايا المتبقية، بدلاً من القضايا الانحرافية، سيتم التوصل إلى الاتفاق النهائي في غضون أيام».
واتهمت الوكالة الرسمية الطرف الغربي بأنه «يلقي باللوم على إيران هرباً من اتخاذ القرار السياسي، لكن الوقت قد حان لإظهار إرادة الطرف الآخر للتوصل إلى اتفاق».
وأظهرت تصريحات تناقلتها وكالات رسمية إيرانية انقساماً بين النواب بشأن ما يجري في المفاوضات، وما تسعى إليه حكومة المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي.
وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، النائب فداحسين مالكي لوكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، إن الأميركيين «يحاولون تحديد مصير الاتفاق النووي على وجه السرعة، لكنهم لا يريدون التنازل عن مطالبهم المبالغ فيها، لهذا تقضي العقلانية أن نحافظ على مصالحنا بقوة».
ورأى مالكي أن «إيران يجب ألا تنظم كل معادلاتها على أساس الأهداف الأميركية»، لافتاً إلى أن «أهداف أميركا هي أن تخضع إيران في مواجهة طلباتها، لكن إيران تقف لكي تحصل على حقها من الطرف الآخر... من يقلب طاولة المفاوضات اليوم أميركا وليس إيران التي عملت بجميع التزاماتها في الاتفاق النووي».
وقال النائب إن «أميركا أبعدت الاتفاق النووي من أولوياتها، والآن أولوياتها الأساسية هي الحرب الأوكرانية التي تسببت بتحديات للغرب من الجانب الروسي». وزاد: «أميركا تريد التوصل إلى اتفاق بسرعة لأنها بحاجة ماسة إلى الطاقة».
في غضون ذلك، احتج عضو لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني، النائب فريدون عباسي على عدم اطلاع المشروعين بما يجري في المفاوضات. وقال لوكالة «إيسنا» الحكومية، السبت: «يجب أن يكون الناس على دراية بالمفاوضات النووية لكي يعرفوا أن إيران ليست لديها طلبات غير معقولة»، متهماً الأطراف الأخرى بأنها «تسعى وراء طلبات غير معقولة».
عباسي الذي ترأس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في عهد الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، قال إن «واحدة من قضايا المفاوضات النووية التي نواجهها الآن وخلال 8 سنوات من الحكومة السابقة، هي عدم معرفة أي شخص بما يدور في المفاوضات»، مضيفاً: «من المحتمل تنقل هذه المعلومات إلى كبار المسؤولين وأعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي».
وتابع في السياق نفسه: «ما يحدث في البلاد هو تسمية أشخاص كفريق تفاوضي، لكن عندما ذهبوا إلى المفاوضات ارتكبوا هفوات ووقعوا نصاً دون أن يقرأوه، لقد شاهدنا هذا المسار طيلة 8 سنوات سابقة». وقال: «اليوم أيضاً لا نسمع إجابات دقيقة حول ما يجري في المفاوضات».

أهم القضايا
من جهته، علق عضو لجنة الشؤون الداخلية، محمد حسن آصفري على عرض فرنسي للوساطة في المفاوضات الحالية. وقال لوكالة «إيرنا» إن «فرنسا قامت بخطوات بدعم من الكيان الصهيوني ومنظمة مجاهدي خلق ضد إيران وعرقلت مسار التوصل إلى النتيجة المرجوة في المفاوضات»، مضيفاً: «نظراً للتجربة الجولة السابقة من المفاوضات، لا نعلق آمالاً على دور الوساطة الفرنسية، ولا نثق بهم في هذا المجال»، متهماً فرنسا بمتابعة سياسة «الجزرة والعصا» مع طهران، لكنه قال: «إذا هذه المرة ليس لديها خطة أو سينايور من الكيان الصهيوني، فإن إيران مستعدة للتعاون مع الحكومة الفرنسية في المفاوضات».
بدوره، قال رئيس لجنة الشؤون الداخلية، النائب المتشدد محمد صالح جوكار، إن «قضية الضمانات واحدة من القضايا المهمة في المفاوضات الجارية». وأضاف: «على الطرف الآخر القبول بمعايير اتفاقية الضمانات. من غير المقبول أن يفرضوا القضايا المختلفة ضد بلاده على الطاولة عبر الضغوط التي يمارسوها على المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وقال النائب في تصريح لوكالة «إيسنا» إن بلاده تطالب بإلغاء جميع العقوبات، معتبراً الحصول على ضمانات اقتصادية «أهم من أي قضية أخرى». وخلص إلى أنه «على الأطراف الأخرى أن تقبل بضرورة تقديم امتيازات في هذه الجولة من المفاوضات».


مقالات ذات صلة

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

شؤون إقليمية «الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقارير بشأن إعادة وضع كاميرات مراقبة في إيران، في سياق الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وقال فريدريك دال، المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن «العمل جار» دون تحديد عدد الكاميرات أو المواقع التي وصلتها الوكالة الدولية. وأفادت «جمعية الحد من التسلح» التي تراقب امتثال لدول لمعاهدة حظر الانتشار النووي ومقرها واشنطن، بأن الوكالة الدولية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض منشآت إيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي في طهران بداية مارس

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أفادت «جمعية الحد من التسلح» بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية بموجب الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة رافائيل غروسي، وإيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي طهران في بداية مارس (آذار) إلى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين بشأن إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في مواقع نووية عدة وزيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو. وتسبب الاتفاق في تفادي مجلس محافظي التابع للوكالة الدولية إصداراً جديداً يدين طهران بسبب عدم تجاوبها مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً تلك المتعقلة بالتحقيق في ثلاثة مواقع سرية، عثر فيها على آثا

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

بعد نحو 5 أشهر على إعدام علي رضا أكبري، النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، على خلفية اتهامه بالتجسس لصالح بريطانيا، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر إسرائيلية وإيرانية أن المسؤول السابق «كان جاسوساً غير متوقع» بسبب ولائه الشديد للنظام، لكنه لعب دوراً رئيسياً في الكشف عن منشأة فوردو التي ضمت أنشطة سرية لإيران قبل أن تعترف طهران بوجود موقع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت الأرض في عام 2009. وأعدم أكبري (62 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البريطانية، فجر 14 يناير (كانون الثاني)، بعد ثلاثة أيام من تسريب قضية اعتقاله لوسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من ضياع فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وحمّل الغرب مسؤولية تعثر المفاوضات. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس: «سيكون من الخطأ الفادح تفويت فرصة استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي»، وحمّل «تصرفات الغرب» المسؤولية إذ قال «في هذه المرحلة، لا يعتمد استئناف الاتفاق، على إيران أو روسيا أو الصين... الذين دمروه يجب عليهم إعادته إلى الحياة الآن». وانتقد لافروف «متطلبات جديدة لم يتم ذكرها في المسودة الأولى للاتفاق». وأضاف «لنفترض أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئنافه منذ فترة طويلة.

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس أن بلاده تلقت أفكاراً بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 عن إيران، معرباً عن امتنانه للدور البناء لسلطان عمان ونواياه الصادقة في هذا الصدد. وفي اليوم الثاني لزيارته إلى عمان التي اختتمها أمس متوجهاً إلى بيروت، قال عبداللهيان عقب لقائه مع نظيره العماني إن مسقط «تلعب دائماً دوراً بناء» في محادثات النووية، وأضاف «قد أجرينا المشاورات اللازمة في هذا الصدد». وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن عبداللهيان القول إن سلطنة عُمان لديها «مبادرات جدية» فيما يخص الملف النووي الإيراني «ستسهم» في عودة المفاوضات. وذكرت وزارة الخارجية العما

ميرزا الخويلدي (مسقط)

«الديمقراطيّ الكردستاني»: زيارة بارزاني لطهران «انعطافة مهمّة» في العلاقات الثنائية

خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)
خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)
TT

«الديمقراطيّ الكردستاني»: زيارة بارزاني لطهران «انعطافة مهمّة» في العلاقات الثنائية

خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)
خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)

قال مصدر في الحزب «الديمقراطي الكردستاني» إن زيارة رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، لطهران «ستُمثّل انعطافة مهمّة في علاقة الإقليم بإيران بعد سنوات من البرود».

كان بارزاني قد وصل إلى طهران، يوم الأحد الماضي، في زيارة هي الخامسة له في أقل من عام. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس إبراهيم رئيسي أكد، خلال اجتماعه معه، الاثنين، أن بلاده «تتوقع من الإقليم منع استغلال أراضيه» ضدها.

الرئيس الإيراني يستقبل نيجيرفان بارزاني والوفد المرافق له (الرئاسة الإيرانية)

وقال المصدر، في تصريح خاص لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «قناعات طهران بوجود مكاتب لجهات مُعادية لها في إقليم كردستان العراق تقف وراء حوادث أمنيّة في بعض المدن الإيرانية، كانت عامل توتر مستمر، ونتج عنها أن قامت إيران بقصف عدّة مواقع في محافظة أربيل».

واستهلّ بارزاني زيارته إلى طهران بتصريحات قال فيها إن «دعم إيران للأكراد، سواء في عهد نظام صدّام (الرئيس العراقي السابق صدّام حسين)، أم في مجزرة حلبجة أم هجوم داعـش، تُثبت أن إيران هي سند وصديق كبير في الأيّام الصعبة التي يمرّ بها العراق وكردستان».

وقال المصدر إن لقاءات بارزاني مع المسؤولين الإيرانيين «كانت عبارة عن جلسات مصارحة عن التداخلات الدولية المعقّدة على ساحة الإقليم، يمتدّ أغلبها إلى عشرات السنين، وساهم النظام السابق بشكل كبير فيها... أبلغهم (بارزاني) أنّ عمليّة تصفية هذه التعقيدات تحتاج إلى وقت ودعم من دول جوار العراق».

رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ب)

ووفق المصدر، فإنّ رئيس الإقليم «تعهّد للإيرانيين بإنهاء وجود المنظّمات المعادية لهم في كردستان العراق، من خلال تشكيل لجان أمنيّة مشتركة لتحديد مصادر التهديدات الأمنيّة داخل مُدن الإقليم، وأخرى لمنع أيّ عمليات تسلّل عبر الحدود المشتركة».

وكان رئيس «ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق» فوزي حريري، قد قال، في تصريح صحافيّ، عند مغادرة بارزاني أربيل إلى طهران، يوم الأحد الماضي: «نحن لن نسمح بأن يكون هناك تهديد من إقليم كردستان، لإيران أو تركيا أو سوريا».

وقال كفاح محمود، المستشار الإعلامي لرئيس الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، في تصريح سابق لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن الاتفاقيّة الأمنيّة، التي وُقّعت في الآونة الأخيرة بين طهران وبغداد، بوجود ممثّلي إقليم كردستان، أكدت للجانب الإيراني أنّه «جرى إبعاد تلك العناصر التي يُفترض أنّها كانت تقوم بتلك العمليّات عن المناطق الحدوديّة إلى عمق كردستان».

صورة وزعتها «وكالة فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» لإطلاق صاروخ إيراني باتجاه كردستان في سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)

وذكر بيان عن «رئاسة إقليم كردستان»، تناقلته وسائل إعلام كرديّة، أن بارزاني اجتمع، الثلاثاء، مع القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي، في طهران، حيث بحثا «علاقات إيران مع العراق والإقليم، خصوصاً في المجال الأمني».

وأوضح البيان أن الجانبين شدّدا على أهميّة مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنيّة في إيران مع العراق والإقليم للحفاظ على الأمن والاستقرار على الحدود، ومكافحة التهديدات الأمنيّة من أيّ جانب، وناقشا أيضاً تأثير وعواقب الصراع في الشرق الأوسط على الوضع في المنطقة.

وحول ما ستُقدّمه طهران للإقليم، تحدّث المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن «من القادة الإيرانيّين من قام بالتوسّط لدى بغداد لإيجاد حلول بشأن المشكلات العالقة بين الإقليم والحكومة والبرلمان الاتحاديين، وأيضاً لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الأكراد».

وكان جبار ياور، عضو المجلس القياديّ في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، قد أفاد، قبل الزيارة، بأن الخلافات السياسية في الإقليم والقضايا الاقتصادية وأمن الحدود ستكون ضمن أجندة بارزاني. وقال: «هذا أمر مهمّ جداً لإيران... الإيرانيّون كثيراً ما لعبوا دوراً في حلّ الخلافات بين الأحزاب الكرديّة، وأيضاً بين الإقليم والحكومة الاتحادية».

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويرى المستشار الإعلامي لرئيس «الحزب الديمقراطي»، «أنّ الإيرانيّين يدركون جيّداً أن مصالحهم كبيرة جداً في إقليم كردستان، خصوصاً أنها سوق استراتيجية لبضائعهم؛ وهناك أكثر من عشرة مليارات من الدولارات سنويّاً من صادراتها واستثماراتها فيه، وهو يُعدّ بوّابتها إلى العراق وإلى الخليج».

وتوقّع كفاح محمود أن تنتقل العلاقات بين إيران وإقليم كردستان إلى «مرحلة استراتيجية»، قائلاً إن زيارة بارزاني ربما سيتمخض عنها «صفحة جديدة في العلاقات تُنهي التشنجات، وتنتقل إلى مرحلة استراتيجية في التعامل أو التعاون بين طهران وأربيل».

وأشار إلى وجود أربعة منافذ تجاريّة واقتصاديّة على الحدود بين إيران وإقليم كردستان، قائلاً إنّ «من مصلحة الطرفين أن تكون العلاقات إيجابيّة، وأنا أعتقد أن الزيارة فتحت آفاقاً جديدة لعلاقات متميزة بين إيران وإقليم كردستان».

وسط أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق (رويترز)

ووصف رئيس إقليم كردستان علاقات الإقليم مع طهران بـ«التاريخية»، وأكد، في مؤتمر صحافيّ بطهران، الثلاثاء، أنه جرى الاتفاق مع المسؤولين الإيرانيين على «آلية لحل المشاكل».

وذكرت شبكة «رووداو» الكرديّة أن بارزاني شدد على أن «سياسة الإقليم الثابتة هي البقاء عامل استقرار في المنطقة».

وحول ما إذا كان قد جرى التوصل إلى اتفاقيات أو تفاهمات مهمة خلال الزيارة، قال محمود: «نحن نقع ضمن الدولة الاتحادية العراقية، وهذه الاتفاقيات تُوقّع عادة في بغداد، ولكن بالتأكيد يحصل الإقليم على حصة الأسد فيها».


عبداللهيان: إيران ومصر تتجهان لإعادة علاقاتهما الدبلوماسية إلى طبيعتها

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (إ.ب.أ)
TT

عبداللهيان: إيران ومصر تتجهان لإعادة علاقاتهما الدبلوماسية إلى طبيعتها

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (إ.ب.أ)

أكد وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، أنه «كان هناك اتفاق غير مكتوب مع الأطراف الغربية بشأن التركيز علي الهدنة في غزة، وقال لنا الغربيون إنه سيجري التحرك باتجاه ذلك، واليوم نشهد آثاره الإيجابية»... وأعلن في سياق آخر أن إيران ومصر «تسيران علي طريق إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مجراها الطبيعي».

وأشار عبداللهيان، الأربعاء، إلى زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، إلى إيران، وقال: «أرى أن الزيارة إيجابية، وهناك أفكار مهمة للتعاون الأقوى بين إيران والوكالة».

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان يستقبل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي في طهران (رويترز)

ورداً على احتمال وقف إطلاق النار في غزة، قال إنه كانت هناك «اتصالات مكثفة من الغربيين مع إيران، ومطلبهم الرئيسي تَمثَّل في دعوة إيران للتحلي بضبط النفس وعدم الرد على ممارسات الكيان الصهيوني... وأتصور أنه إذا التزم الأميركيون والغربيون وعودهم، وكذلك الهدنة في هذه المرحلة، فسيكون كل شيء متاحاً لإقرار الهدنة المستدامة، لكنَّ نتنياهو وعدداً من مسؤوليه المتطرفين لا يدّخرون جهداً في استمرار الحرب لأن الهدنة من شأنها أن تعني أزمة جديدة داخل الأراضي المحتلة».

كما لفت أمير عبداللهيان إلى «أن (حماس) ردَّت على المقترح المصري والقطري وفق مبادئها وبناءً على خطة حقيقية».

من لقاء سابق بين وزير الخارجية المصري سامح شكري وعبداللهيان (الخارجية المصرية)

وفي جزء آخر من تصريحاته قال: «إن إيران ومصر تسيران على مسار ترسيم خريطة طريق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مجراها الطبيعي».

وأكد أيضاً أن «هناك علاقات وطيدة مع الجيران، وقبل يومين من بدء العملية العقابية (بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشق) قلنا لدول فيها قواعد أميركية وللجانب الأميركي إن هدف إيران ليس الجيران أو أميركا، بل معاقبة الكيان الإسرائيلي على ممارساته الوقحة المعارضة للقوانين الدولية واتفاقية فيينا».

دخان يتصاعد من مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق بعد الغارة الإسرائيلية في 1 أبريل 2024 (رويترز)

وأضاف: «حذَّرنا أميركا من أنه إذا تدخلت في أي مرحلة من العملية ضد مصالح إيران، فسيكون استهداف قواعدها في المنطقة فورياً ونهائياً. وأبلغنا الدول الصديقة التي تقع فيها القواعد الأميركية بأن علاقاتنا معكم تقوم على الصداقة والأخوّة والدفاع المشروع أيضاً يأتي في سياق تعزيز التعاون والأمن الإقليمي، لكن إذا ارتكبت أميركا خطأً فسيتم ضرب قواعدها في المنطقة».

وأعرب أمير عبداللهيان عن أمله «أن يسهم الرد الإيراني على الوقاحة الصهيونية في تخفيف حدة الأزمة في المنطقة بأسرع وقت وأن تراعى حقوق الفلسطينيين في هذا الإطار».


تشاؤم إسرائيلي حيال محادثات هدنة غزة

رجل بأحد شوارع تل أبيب يمر بجانب ملصق لأحد الرهائن الاسرائيليين لدى حماس (رويترز)
رجل بأحد شوارع تل أبيب يمر بجانب ملصق لأحد الرهائن الاسرائيليين لدى حماس (رويترز)
TT

تشاؤم إسرائيلي حيال محادثات هدنة غزة

رجل بأحد شوارع تل أبيب يمر بجانب ملصق لأحد الرهائن الاسرائيليين لدى حماس (رويترز)
رجل بأحد شوارع تل أبيب يمر بجانب ملصق لأحد الرهائن الاسرائيليين لدى حماس (رويترز)

قال مسؤول إسرائيلي اليوم (الأربعاء)، إن إسرائيل لا ترى أي علامة على تحقق انفراجة في المحادثات التي تتوسط فيها مصر بشأن هدنة مع حركة «حماس» من شأنها إطلاق سراح بعض الرهائن في غزة، لكنها تُبقي على وفد مفاوضيها متوسطي المستوى في القاهرة حالياً.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد صرح أمس (الثلاثاء)، بأن أحدث اقتراح للهدنة قدمته حركة «حماس» لا يفي بمطالب إسرائيل الأساسية، مضيفاً أن الضغط العسكري لا يزال ضرورياً لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال نتنياهو إنه طلب من الوفد المفاوض الموجود في العاصمة المصرية القاهرة، الإصرار على الشروط المطلوبة للإفراج عن المحتجزين لدى حركة «حماس» في قطاع غزة. ونقل المتحدث باسم نتنياهو أوفير جندلمان عنه القول: «أوعزتُ إلى الوفد الذي اتجه اليوم إلى القاهرة بمواصلة الإصرار بحزم على الشروط المطلوبة للإفراج عن مختطفينا، ومواصلة الإصرار بحزم على المطالب الضرورية لضمان أمن إسرائيل».

وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن مجلس الحرب قرر بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح، لممارسة الضغط العسكري على «حماس» من أجل تعزيز إطلاق سراح الرهائن، وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب.

وأشار البيان في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل قررت إرسال وفد لاستكمال المفاوضات التي تستضيفها القاهرة.

ونصّ اتفاق الهدنة الجديد الذي وافقت عليه حركة «حماس» على مبادئ أساسية تتضمن تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين وعودة الهدوء المستدام.

وحسب نص الاتفاق، يهدف الاتفاق الإطاري إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الموجودين في قطاع غزة من مدنيين وجنود، سواء أكانوا على قيد الحياة أم غير ذلك، ومن جميع الفترات والأزمنة مقابل أعداد من الأسرى في السجون الإسرائيلية يُتفَق عليها، والعودة إلى الهدوء المستدام وبما يحقق وقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإعادة الإعمار. كما أن الاتفاق الإطاري مكوّن من 3 مراحل متصلة ومترابطة.

وتصاعد التوتر على الحدود المصرية - الإسرائيلية في الساعات الأخيرة، عقب أنباء عن قصف إسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح ثم سيطرة القوات الإسرائيلية على المعبر في الساعات الأولى من صباح أمس (الثلاثاء)، وسط معلومات عن حشود إسرائيلية في المنطقة الحدودية.


الجيش الإسرائيلي: نُجري عملية دقيقة في مناطق محدودة شرق رفح

مدفعية إسرائيلية في موقع غير معلوم بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة اليوم (إ.ب.أ)
مدفعية إسرائيلية في موقع غير معلوم بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة اليوم (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي: نُجري عملية دقيقة في مناطق محدودة شرق رفح

مدفعية إسرائيلية في موقع غير معلوم بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة اليوم (إ.ب.أ)
مدفعية إسرائيلية في موقع غير معلوم بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة اليوم (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن طائراته قصفت أكثر من 100 هدف في أنحاء قطاع غزة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وذكر الجيش، في بيان، أن مِن بين هذه الأهداف منشآت عسكرية ونقاط مراقبة ومواقع إطلاق، إلى جانب بعض البنية التحتية العسكرية الأخرى.

وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي يُجري ما وصفها بأنها عملية «دقيقة» في مناطق محدودة بشرق رفح، في جنوب قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، أمس الثلاثاء، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، في عملية عسكرية بدأها يوم الاثنين.


كاتس: الاعتراف بدولة فلسطينية يعني التعايش مع تكرار «7 أكتوبر»

فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)
فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)
TT

كاتس: الاعتراف بدولة فلسطينية يعني التعايش مع تكرار «7 أكتوبر»

فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)
فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء، إن الاعتراف بدولة فلسطينية يعني التعايش مع احتمال تكرار هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وذكر الوزير، في حسابه على منصة «إكس»، أن «السبيل الوحيدة لتعزيز السلام هي من خلال المفاوضات المباشرة، في إطار عملية تطبيع إقليمية»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

كان مجلس الأمن قد أخفق، الشهر الماضي، في منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض «فيتو» ضد مشروع القرار.


إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم مجددا بعد إدخال شاحنة وقود واحدة

جنود إسرائيليون يقفون للحراسة بينما تتحرك الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يقفون للحراسة بينما تتحرك الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم مجددا بعد إدخال شاحنة وقود واحدة

جنود إسرائيليون يقفون للحراسة بينما تتحرك الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يقفون للحراسة بينما تتحرك الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية اليوم الأربعاء إن السلطات الإسرائيلية أغلقت معبر كرم أبو سالم من جديد بعد إدخاله شاحنة وقود واحدة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).وجاء ذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم إعادة فتح المعبر "لإدخال المساعدات الإنسانية" إلى قطاع غزة.

وذكر الجيش في بيان أن شاحنات قادمة من مصر وصلت بالفعل إلى المعبر، محملة بمساعدات تشمل أغذية ومياها ومستلزمات إيواء وأدوية ومعدات طبية.كما أكد مصدر في الهلال الأحمر المصري لوكالة أنباء العالم العربي أن إسرائيل أبلغت الجانب المصري اليوم بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم، بعد إغلاقه لمدة ثلاثة أيام.وقال المصدر إن الهلال الأحمر أرسل 120 شاحنة مساعدات إلى معبر كرم أبو سالم لإدخالها إلى غزة، مضيفا أن معبر رفح الحدودي مع القطاع لا يزال مفتوحا من الجانب المصري لكن القوات الإسرائيلية تغلقه من الجانب الفلسطيني.وكانت إسرائيل قد أعلنت في وقتا سابق اليوم، إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي المستخدم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد أربعة أيام على إغلاقه، في أعقاب هجوم صاروخي أدى إلى مقتل وجرح أربعة جنود. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان مشترك مع «كوغات» (وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والتي تشرف على إدخال المساعدات): «تصل الشاحنات القادمة من مصر بالفعل إلى المعبر»، مشيراً إلى أنها «تحمل مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه ومُعدات الإيواء والأدوية والمُعدات الطبية التي تبرّع بها المجتمع الدولي»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

صورة بالأقمار الصناعية تُظهر مركبات عسكرية إسرائيلية تتجمع في منطقة بجنوب إسرائيل بالقرب من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

وأضاف البيان أنه «بعد تفتيش المساعدات سيجري نقلها إلى جانب غزة من المعبر». وذكر البيان أن معبر إيريز الآخر يواصل العمل لإيصال المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية.

وجرى إغلاق معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة بعد هجوم صاروخي، يوم الأحد، تبنّته «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، وأدى إلى مقتل أربعة جنود، وإصابة أكثر من عشرة آخرين. وقال الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ أُطلقت من منطقة متاخمة لمدينة رفح بجنوب غزة، وبعد ذلك توغل هناك وسيطر على معبر رفح مع مصر، الثلاثاء. وانتقدت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة وواشنطن إغلاق هذه المعابر التي تُعد شريان حياة لتوصيل المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة، حيث حذّرت وكالات الإغاثة مراراً من مجاعة تلوح في الأفق مع احتدام الحرب بين إسرائيل و«حماس».

وكان موقع «أكسيوس» الإخباري قد ذكر أن الرئيس جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، أمس، إعادة فتح المعبر الذي جرى إغلاقه، يوم الأحد، بعد هجوم لـ«حماس» على موقع قريب للجيش الإسرائيلي أسفر عن مقتل أربعة جنود.


غارات إسرائيلية فجرا على 6 أهداف لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

الجدار الحدودي الإسرائيلي اللبناني بعد أن أصابه صاروخ تم اعتراضه أطلق من لبنان (د.ب.أ)
الجدار الحدودي الإسرائيلي اللبناني بعد أن أصابه صاروخ تم اعتراضه أطلق من لبنان (د.ب.أ)
TT

غارات إسرائيلية فجرا على 6 أهداف لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

الجدار الحدودي الإسرائيلي اللبناني بعد أن أصابه صاروخ تم اعتراضه أطلق من لبنان (د.ب.أ)
الجدار الحدودي الإسرائيلي اللبناني بعد أن أصابه صاروخ تم اعتراضه أطلق من لبنان (د.ب.أ)

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم (الأربعاء) شن غارات على أهداف لـ«حزب الله» في 6 مناطق جنوب لبنان، الليلة الماضية.

وأضاف عبر منصة «إكس»: «خلال ساعات الليلة الماضية، أغارت طائرات حربية على مبانٍ عسكرية لـ(حزب الله) في كفر كلا وعيتا الشعب والخيام ومارون الراس». وقال إن الطيران قصف أهدافاً أيضاً لـ«حزب الله» في حولا وعيترون جنوب لبنان، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وتابع بأن الجيش شن هجمات «لإزالة تهديد محتمل في طير حرفا والجبين».


غروسي: التعاون النووي مع إيران في طريق مسدود

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في أصفهان اليوم (أ.ف.ب)
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في أصفهان اليوم (أ.ف.ب)
TT

غروسي: التعاون النووي مع إيران في طريق مسدود

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في أصفهان اليوم (أ.ف.ب)
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في أصفهان اليوم (أ.ف.ب)

أبدى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، استياءه من مسار المحادثات التي أجراها على مدى يومين في إيران سعياً لحل القضايا العالقة.

وقال غروسي للصحافيين في مطار فيينا، أمس، إن التعاون مع طهران بشأن برنامجها النووي «غير مرضٍ على الإطلاق»، مشدداً على ضرورة الحصول على «نتائج ملموسة في أسرع وقت». وأضاف أن التعاون بات «عملياً في طريق مسدود... ويجب أن يتغير ذلك»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

جاء ذلك بعد ساعات من مؤتمر صحافي عُقد في أصفهان وسط إيران بين غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي، الذي قال إن المباحثات كانت «إيجابيةً وبناءةً».

وأكد كل من غروسي وإسلامي تمسكهما بالاتفاق المبرم بين الوكالة وطهران في مارس (آذار) 2023، خصوصاً التحقيق المفتوح بشأن مواقع غير معلنة.

وقال إسلامي إن «اتفاقنا المشترك أساسٌ جيدٌ للتعامل، وشددنا على هذا المسار بوصفه خريطةَ طريق بين إيران والوكالة»، لكنه رفض استناد الوكالة الدولية إلى «الإيحاءات المعادية التي مصدرها إسرائيل».

بدوره، قال غروسي إن بنود اتفاق 2023 لا تزال ساريةً، لكنه شدد على ضرورة تحديد «الخطوات الإضافية»، نافياً أي تأثير من أطراف ثالثة على التعامل بين الوكالة وطهران.


نتنياهو استغل تأخر قيادة «حماس» في قبول المشروع المصري

طفلان يجذبان قطعةً خشبيةً محملةً بالماء في ساحة مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) بمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)
طفلان يجذبان قطعةً خشبيةً محملةً بالماء في ساحة مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) بمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو استغل تأخر قيادة «حماس» في قبول المشروع المصري

طفلان يجذبان قطعةً خشبيةً محملةً بالماء في ساحة مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) بمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)
طفلان يجذبان قطعةً خشبيةً محملةً بالماء في ساحة مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) بمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

تأخرت «حماس» في ردّها على المبادرة المصرية، طويلاً، فقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استغلال ذلك بكل ما يُعرف عن جيشه من بطش لم ينسه أحد. فالدماء الفلسطينية ما زالت تنزف والدمار يشهد، والعداء الجنوني في اليمين الإسرائيلي يستفز كل عين.

خرج نتنياهو إلى عملية اجتياح رفح، التي يسمونها في تل أبيب «محدودة وعينية كالعملية الجراحية». لكن أحداً لا يضمن ذلك، ولا حتى الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي تلقى وعوداً بذلك من نتنياهو فقط قبل ساعات قليلة من إطلاق الهجوم.

كانت الإشارات بأن هذا هو التطور الأقرب إلى الاحتمال واضحة كالشمس، لكن قيادة «حماس» لم تقرأ الخريطة جيداً. فقد بنت على الموقف الأميركي، الرافض للاجتياح رسمياً وفعلياً. لكن رفض الإدارة الأميركية له حدود، ولم تر قيادة «حماس» هذه الحدود، وبنتْ على موقف عائلات الأسرى واحتجاجها المتصاعد. ولكنها لا تدرك أن نتنياهو بنى لنفسه جلد فيل في قضية المشاعر، ولم ينتبه قادة الحركة إلى ما قاله ممثلو تلك العائلات من أن «مصير أولادهم الأسرى هو آخر هم عنده».

تحمل طفلتها التي أصيبت في غارة إسرائيلية داخل أحد المستشفيات بينما تشن القوات الإسرائيلية عملية برية جوية في الجزء الشرقي من رفح 7 مايو الحالي (رويترز)

جميع الخبراء في السياسة الإسرائيلية، سواء خارج أو داخل إسرائيل، كانوا يؤكدون أن نتنياهو يفتش عن وسيلة تجعله يتهم قيادة «حماس» بالمسؤولية عن الفشل، ويتمنى أن يأتي رفض الصفقة منها، لكن قيادة «حماس» لم تأخذ ذلك بالاعتبار.

الإدارة الأميركية التي كانت تتهم نتنياهو بعرقلة مسار الصفقة، أحدثت انعطافاً في موقفها بعد طرح المبادرة المصرية، وقالت إن الكرة في ملعب قيادة «حماس»، ثم قالت على لسان الرئيس ومستشار الأمن القومي ووزير الخارجية إن هناك عرضاً سخيّاً أمام «حماس»، وعليها أن تتلقفه. ولم يأت رد «حماس».

أهالي فلسطينيين قُتلوا خلال الغارات الإسرائيلية الليلية على مخيم رفح للاجئين يبكون بجوار جثثهم الملفوفة خارج مستشفى رفح الميداني جنوب قطاع غزة الثلاثاء (إ.ب.أ)

وخلال كل ذلك الوقت كانت قوى اليمين الإسرائيلي المتطرف، وليس فقط الوزيران بتسلئيل سموترتش وإيتمار بن غفير، بل وزراء ونواب كثر من حزب «الليكود»، يهددون نتنياهو بإسقاط حكومته في حال وافق على صفقة ويصرون على اجتياح رفح. وراح نتنياهو نفسه يقسم ويتعهد أنه سينفذ الاجتياح. ولكن قيادة «حماس» كانت تنتظر.

جنود ومسعفون إسرائيليون يتجمعون بالقرب من معبر كرم أبو سالم على الحدود مع قطاع غزة جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)

ومتى جاء قرارها؟ فقط بعد أن تمكن «مقاتلو المقاومة» من تنفيذ عملية عسكرية نوعية نجحت خلالها في رصد استخباري دقيق وكشف قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي تؤدي مهمة حراسة الدبابات، المتأهبة لدخول المنطقة الجنوبية، بالقرب من معبر كرم أبو سالم، فقصفتها برشقة من 14 صاروخاً، فقتلت أربعة وجرحت تسعة من الجنود والضباط... وقد رأت إسرائيل أن هذه الضربة موجعة أريد لها أن تكون «صورة للنصر». وقررت أن ترد عليها بـ«صورة نصر أكبر»، على الأقل في سبيل إنقاذ ماء الوجه واستعادة الهيبة.

غزيون نازحون إلى رفح يعيدون تهيئة خيامهم وأمتعتهم استعداداً لنزوح جديد (رويترز)

قررت إسرائيل تبكير الهجوم على رفح، وعندما بدأت في استعجال ترحيل أهل رفح، المقيمين والنازحين، وحددت العدد 100 ألف من سكان الأحياء الشرقية، وتوجهت بمناشير لسكان هذه الأحياء تحثهم فيها على مغادرة بيوتهم، لأنها باتت في مرمى النار، اتصل الرئيس بايدن مع نتنياهو، غير أن نتنياهو حاول طمأنته بأنها «عملية لايت»، وبايدن حاول إقناعه بأن تكون «عملية صفر»، كما وصف ذلك الكاتب الإسرائيلي ناحوم بارنياع.

فلسطيني يستريح بعد ملء إناء بالماء من سطح منزل متضرر بشدة من القصف الإسرائيلي على منطقة تل السلطان في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

في النهاية، وبعد نصف ساعة من الحوار بين الحلفاء، اتفقا على أن تكون العملية «محدودة وسريعة». وفي هذه الأثناء، كانت عائلات الأسرى قد اشتمت رائحة رفض ومماطلة وألاعيب جديدة لدى حكومة نتنياهو، فخرجت إلى الشارع في مظاهرات صاخبة، في تل أبيب والقدس وبئر السبع وحيفا.

إسرائيل ولكي لا تبقى في خانة الرافض للصفقة، قررت إرسال وفد إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات، وبدأت تنشر نصوص الاتفاق التي لا توافق عليها، ليتبين أنها «كثيرة».

واختار الجيش الإسرائيلي أن يبدأ عملية رفح باحتلال المعبر الواصل بين غزة وسيناء، وهو النافذة الوحيدة لأهل غزة إلى الخارج، ثم احتل شارع صلاح الدين، وأطبق على رفح من الشمال. وكانت أول صورة يعممها هذا الجيش؛ جرافاته تهدم لافتة كتب عليها «غزة»، ودوس العلم الفلسطيني وصياح هستيري للجنود «رفح بأيدينا» و«معبر رفح بأيدينا».

والآن يطالب المتطرفون بإكمال «المهمة»، واحتلال رفح بالكامل، على أمل العثور على قادة «حماس» وغالبية الأسرى. والمدنيون يهربون من رفح إلى أي مكان يستطيعون الوصول، وإسرائيل تضيق عليهم.

نتنياهو يفخر بإنجازاته ويفاوض من مركز قوة، ويطلب تغيير المقترح المصري ويهدد بالمزيد من العمليات. فالجشع عنده بلا حدود، خصوصاً إذا كان يلائم هدفه الأول، أي استمرار الحرب كي يستمر حكمه.

وعادت العصمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. فهي ليست وسيطاً فقط بل شريك وداعم وممول لإسرائيل وحربها. ويرى أصحاب الخبرة والتجربة أن مصيبةً كبيرةً فقط يمكن أن تنقذ الوضع وتجعل الطرفين يدفعان باتجاه صفقة.

في هذه الأثناء، عاد أهل غزة لكبت فرحتهم. ففي مساء الاثنين خرجوا إلى الشوارع عندما أعلن عن موافقة «حماس» على الصفقة، وبذلك أثبتوا كم هم موجوعون من مرور كل هذا الوقت بلا اتفاق على صفقة. لا يوجد واحد منهم إلا وقد فقد أعزاء له وأقرباء. ومع ذلك خرجوا فرحين ينشدون ويرقصون.

وتبين أن فرحتهم سابقة لأوانها. عادوا إلى الخيام خائبين، قبل أن تبدأ إسرائيل بتنغيص فرحتهم. هم لا يستطيعون التظاهر مثل عائلات الأسرى بتل أبيب، وتوجيه إصبع الاتهام لقادتهم المقصرين. لكنهم يعرفون أنهم «في الهوا سوا»، يقبعون في قاع قائمة الأولويات لدى القيادة.


واشنطن تضغط على ماليزيا لعرقلة الالتفاف الإيراني على العقوبات النفطية

صورة وزعتها وكالة الأمن البحري الإندونيسية من ناقلة النفط «إم تي أرمان» الإيرانية التي تقوم بنقل النفط إلى السفينة «إم تي إس تينوس» التي ترفع علم الكاميرون  في يوليو الماضي (رويترز)
صورة وزعتها وكالة الأمن البحري الإندونيسية من ناقلة النفط «إم تي أرمان» الإيرانية التي تقوم بنقل النفط إلى السفينة «إم تي إس تينوس» التي ترفع علم الكاميرون في يوليو الماضي (رويترز)
TT

واشنطن تضغط على ماليزيا لعرقلة الالتفاف الإيراني على العقوبات النفطية

صورة وزعتها وكالة الأمن البحري الإندونيسية من ناقلة النفط «إم تي أرمان» الإيرانية التي تقوم بنقل النفط إلى السفينة «إم تي إس تينوس» التي ترفع علم الكاميرون  في يوليو الماضي (رويترز)
صورة وزعتها وكالة الأمن البحري الإندونيسية من ناقلة النفط «إم تي أرمان» الإيرانية التي تقوم بنقل النفط إلى السفينة «إم تي إس تينوس» التي ترفع علم الكاميرون في يوليو الماضي (رويترز)

قال مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ترى أن قدرة إيران على نقل نفطها تعتمد على مقدمي الخدمات المتمركزين في ماليزيا؛ إذ يتم نقل النفط من مكان بالقرب من سنغافورة، ومنه لجميع أنحاء المنطقة.

وفرضت واشنطن عقوبات مشددة على إيران ووكلائها؛ سعياً لحرمانها من الأموال الذي تقول إنها تستخدمها لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وتعتمد إيران على «أسطول شبح» من ناقلات النفط التابعة لجهات غامضة؛ لتصدير النفط والالتفاف على العقوبات الأميركية، التي تمنع صادرات إيران منذ مايو (أيار) 2019 بعد عام على انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي.

ويزور وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية برايان نيلسون، والمستشار العام للخزانة نيل ماكبرايد سنغافورة وماليزيا هذا الأسبوع، من الاثنين إلى الخميس.

وقالت الوزارة إن الزيارة تهدف إلى تعزيز جهودها في مكافحة التمويل والإيرادات الموجهة لإيران ووكلائها.

مساعد وزير الخزانة الأميركي براين نيلسون

وقال المسؤول، طالباً عدم كشف هويته، إن مبيعات طهران من النفط في شرق آسيا موّلت مجموعات مسلحة متحالفة معها من بينها حركة «حماس» والحوثيون، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويزداد تركيز وزارة الخزانة على تمويل الجماعات المسلحة الذي يتم توجيهه عبر جنوب شرقي آسيا بسبل منها جمع الأموال والمبيعات غير المشروعة للنفط الإيراني.

وقال المسؤول أيضاً في إفادة للصحافيين إن الولايات المتحدة تسعى إلى منع ماليزيا من أن تصبح منطقة يمكن لحركة «حماس» جمع الأموال فيها ونقلها. وتابع أن «إيقاف شحنات النفط هذه سيسدد ضربة حاسمة لقدرة إيران على تمويل هذه الهجمات حول العالم، بما في ذلك هجمات الحوثيين الذين يهددون حالياً حركة الملاحة التجارية».

وقال المسؤول: «نحن قلقون من قدرة (حماس) على جمع الأموال في المنطقة، ومنها ماليزيا، لذا نريد إجراء حوار مباشر حول هذه المخاوف». وأشار لوجود «تصاعد مثير للقلق» في محاولات إيران ووكلائها جمع الأموال في المنطقة، وأحياناً من خلال منظمات خيرية.

ونقلت «رويترز» عن المسؤول الأميركي: «من المثير للاهتمام أنهم يسعون إلى الاستفادة من الدعم المتدفق للشعب الفلسطيني باستخدام الأموال في أنشطتهم العنيفة والمزعزعة للاستقرار»، رافضاً ذكر أسماء المنظمات الخيرية المشتبه بها.

وقال المسؤول الأميركي أيضاً إن الولايات المتحدة علمت بنقل النفط الإيراني من منطقة بالقرب من سنغافورة ومنها إلى أنحاء المنطقة.

وأضاف: «قدرة إيران على نقل نفطها تعتمد على هذا النوع من مقدمي الخدمات المتمركزين في ماليزيا. لذلك نريد إجراء حوار مباشر مع الماليزيين بشأن ذلك».

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عقوبات على أربع شركات مقرها ماليزيا، متهمة إياها بأنها واجهات لدعم إنتاج إيران للطائرات المسيرة.

وأعلنت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الشهر الماضي، أن واشنطن تعمل على تقليص قدرة إيران على تصدير النفط، مرجحة أن «بإمكاننا القيام بالمزيد».

وقال المسؤول أيضاً إنه تم إحراز تقدم فيما يتعلق بالعقوبات وقيود التصدير المفروضة على روسيا، مضيفاً أن سقف أسعار النفط الروسي يقلل من قدرة موسكو على الاستفادة من مبيعات النفط مع الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية.

وسنغافورة مركز رئيسي لعمليات الشحن. ويحذر مقدمو خدمات التأمين وغيرهم من مقدمي الخدمات البحرية العاملين في سنغافورة من التهرب من السقف المحدد لسعر النفط الروسي، ويشتكون من صعوبة التأكد من دقة الوثائق التي تتعهد بشراء النفط بسعر يبلغ 60 دولاراً حداً أقصى.