ترمب ينتقد زيارة بيلوسي لتايوان: «تسبب المتاعب دائماً»

رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تظهر خلف الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب (أرشيفية-رويترز)
رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تظهر خلف الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب (أرشيفية-رويترز)
TT

ترمب ينتقد زيارة بيلوسي لتايوان: «تسبب المتاعب دائماً»

رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تظهر خلف الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب (أرشيفية-رويترز)
رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تظهر خلف الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب (أرشيفية-رويترز)

بعيداً عن العشرات من زملائه الجمهوريين، انتقد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أمس (الثلاثاء)، لقرارها زيارة تايوان، حيث هدّدت الصين برد عسكري.
كتب ترمب على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»: «لماذا ذهبت (المجنونة) نانسي بيلوسي إلى تايوان؟»، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست». وتابع: «دائماً ما تسبب المتاعب. لا شيء تفعله بشكل جيد (دعوتان فاشلتان للعزل وغيرهما)».

وصلت بيلوسي وخمسة أعضاء ديمقراطيين آخرين في الكونغرس إلى تايبيه مساء الثلاثاء، ما جعلها أعلى مسؤولة أميركية منتخبة رفيعة المستوى تسافر إلى تايوان منذ أن قام رئيس مجلس النواب آنذاك نيوت غينغريتش بالشيء نفسه عام 1997.
كان مكتب بيلوسي قد أعلن، في وقت سابق، أنها ستزور سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان، لكنه تجنّب ذكر تايوان إلا بعد أن وصلت إلى هناك.
وقالت بيلوسي، في بيان: «زيارة وفد الكونغرس لتايوان تكرم التزام أميركا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في البلاد».
في الأسابيع التي سبقت زيارة بيلوسي، أوضحت الحكومة الصينية أنها ستنظر إلى الرحلة على أنها موافقة واشنطن على استقلال تايوان.
بعد هبوط بيلوسي في تايبيه، قالت وزارة الخارجية الصينية إن وصولها سيكون له «تأثير شديد على الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأميركية، وينتهك بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها».
وتابعت: «يقوض ذلك بشكل خطير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، ويرسل إشارة خاطئة بشكل خطير إلى القوى الانفصالية من أجل استقلال تايوان... تعارض الصين هذا بشدة وتدينه، وقد قامت بخطوة جادة للرد على الولايات المتحدة».
وأضافت الوزارة: «هذه الحركات، مثل اللعب بالنار، خطيرة للغاية. ومن يلعب بالنار سيهلك بها».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1554775332464508929?s=20&t=ltuQBE_o-ms6J40VUUYRHQ
وتجاهلت بيلوسي التهديدات، وأصرت على أن زيارتها لتايوان «لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد». وقالت: «واصلت الولايات المتحدة معارضة الجهود أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن».
لطالما اعتبرت الصين تايوان جزءاً من أراضيها. لسنوات، التزمت الولايات المتحدة بما يسمى سياسة «الصين الواحدة»، ما يعني أن واشنطن تعترف ولكنها لا تؤيد مطالب بكين.
خلال الفترة التي قضاها في منصبه، عزز ترمب علاقة متكررة ومتقطعة مع الصين.
بعد فترة وجيزة من توقيع اتفاق المرحلة الأولى التجاري مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في يناير (كانون الثاني) 2020، ادعى ترمب أن علاقة الولايات المتحدة مع الصين «ربما لم تتحسن بهذا الشكل على الإطلاق» من قبل.
وقال الرئيس الخامس والأربعون عن شي، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس بسويسرا: «هو يعمل من أجل الصين، أنا مع الولايات المتحدة، لكن بخلاف ذلك، نحن نحب بعضنا».
مع ذلك، بعد أشهر فقط، تغير موقف ترمب. وأشار بأصابع الاتهام إلى الصين بشأن انتشار «كورونا»؛ حيث أطلق على المرض اسم «فيروس الصين».
في أغسطس (آب) 2020، قال الرئيس إنه «اعتاد أن تكون له علاقة جيدة جداً» مع شي، لكنه «لا يشعر بنفس الشعور الآن».
في أواخر الأسبوع الماضي، حذر ترمب من ذهاب بيلوسي إلى تايوان، قائلاً: «كل شيء تلمسه يتحول إلى فوضى... لماذا تتورط نانسي بيلوسي مع الصين وتايوان بخلاف إثارة المتاعب وكسب المزيد من المال؟».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«تقويض إيران» مقابل «تمدد المتطرفين»... أميركا أمام التطورات السورية

مسلحون من «هيئة تحرير الشام» في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)
مسلحون من «هيئة تحرير الشام» في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)
TT

«تقويض إيران» مقابل «تمدد المتطرفين»... أميركا أمام التطورات السورية

مسلحون من «هيئة تحرير الشام» في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)
مسلحون من «هيئة تحرير الشام» في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

أثار انسحاب الجيش السوري أمام الهجوم الذي شنته فصائل سورية مسلحة منها «هيئة تحرير الشام» ومجموعات أخرى بعضها مدعوم من تركيا على مدينة حلب، أسئلة عدة؛ بيد أن الإجابة عنها باتت مرهونة بصورة كبيرة بالموقف الأميركي.

وفرضت عطلة «عيد الشكر» صمتاً في واشنطن عدَّه البعض فرصة مواتية لتحقيق أكبر قدر من الأهداف، بينما لم يظهر من موقف واشنطن سوى تصريح نقله موقع «أكسيوس»، عن مسؤول أميركي أن الهجوم «فاجأ إدارة الرئيس جو بايدن»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة لم تكن متورطة في الهجوم».

وفي ظل استمرار وتوسع الهجوم ليشمل نطاقات أوسع في سوريا، أضيفت تساؤلات أميركية جديدة عن خيارات إدارة بايدن الراحلة بعد قليل أو إدارة ترمب المقبلة، وما إذا كان يهم إذا كانت حلب تحت حكم الرئيس بشار الأسد بتحالف مع إيران و«حزب الله» وروسيا، أو بعهدة تنظيمات المتشددين المسلحين.

إيران مقابل المتشددين

يقول الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي إن الموقف الأميركي أساسي لمعرفة إلى أين تتجه الأمور. وحتى الآن لم تصدر سوى تعليقات خجولة على منصة «إكس» تندد بالنظام وبدوره، لكنها لا تضيف شيئاً. وأضاف بربندي في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن «ما جرى قد يكون له أوجه إيجابية، بمعزل عن تقييم أهداف الجهة التي قامت بالهجوم؛ فالسيطرة على حلب ومناطقها قد تفيد في إعادة أكثر من 300 ألف عائلة سورية هجرت منها، بدلاً من الخيام والتشرد والضغوط والمضايقات التي يعيشونها في تركيا».

واستدرك: «كما أن التطورات تعني إنهاء وتقويض الوجود الإيراني، ليس فقط في حلب، بل قد يكون مقدمة لإنهاء هذا الوجود في كل سوريا، وينهي عملياً مشروعها الإقليمي».

وبالنسبة إلى الأخطار، يقول بربندي إن «المشكلة تتمثل في أن القوى التي دخلت المدينة، هي قوى متطرفة وليست معتدلة، وهو ما قد يعيد إلى الاذهان الخوف على التنوع في المدينة، والأخطار التي يمكن أن تحدق مجدداً بالنسيج الاجتماعي والطائفي والعِرقي في حلب».

تمهيد إسرائيلي

يقول بسام إسحاق ممثل «مجلس سوريا الديمقراطية» في واشنطن (مسد)، الذي يمثل الأقلية السريانية، لـ«الشرق الأوسط» إن «المناقشات الرسمية في (مسد) لا تزال بانتظار الموقف الأميركي»، لكنه يعتقد بشكل شخصي «أن ما جرى لم يكن حركة اعتباطية؛ فالحرب الإسرائيلية ضد (حزب الله) في لبنان، والهجمات الإسرائيلية المستمرة في سوريا ضد إيران، واستغلال الضعف الإيراني، والتحذيرات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للرئيس الأسد، كلها عوامل مهدت الطريق أمام ما جرى».

وبالنسبة إلى مستقبل القوات الأميركية في سوريا، يقول بسام إسحاق إنه لا يتوقع سحبها من قبل إدارة ترمب.

ويقول إسحاق إن ما نسمعه من مستشاري ترمب يؤكد أنه يريد مواصلة الضغط على إيران وليس الانسحاب، وعلى الأقل سيبقى في الحد الأدنى نحو 400 جندي أميركي، ولن يتم التخلي عن «قسد»، وانتشار القوات الكردية في حلب دليل على أن هناك توافقاً على عدم حدوث مواجهات.