الشرطة العسكرية الروسية تتوسط بين دمشق وأهالي طفس

اللجنة المحلية طالبت بخروج قوات النظام من المنطقة

طفس بريف درعا الغربي تخيم عليها حرارة الصيف والتهديدات الأمنية (الشرق الأوسط)
طفس بريف درعا الغربي تخيم عليها حرارة الصيف والتهديدات الأمنية (الشرق الأوسط)
TT

الشرطة العسكرية الروسية تتوسط بين دمشق وأهالي طفس

طفس بريف درعا الغربي تخيم عليها حرارة الصيف والتهديدات الأمنية (الشرق الأوسط)
طفس بريف درعا الغربي تخيم عليها حرارة الصيف والتهديدات الأمنية (الشرق الأوسط)

اجتمعت الشرطة العسكرية الروسية، بلجنة التفاوض عن مدينة طفس بريف درعا الغربي مساء يوم الأحد.
وبحسب مصدر مقرب من لجنة التفاوض تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فإن اللقاء التفاوضي الأخير عقد بحضور الضابط الروسي المندوب حديثاً للمنطقة الجنوبية، بداية، ثم حضر مسؤول جهاز الأمن العسكري في جنوب سوريا، العميد لؤي العلي، في وقت لاحق. وقدمت لجنة التفاوض عدة مطالب للجانب الروسي، تمثلت بسحب النظام السوري تعزيزاته العسكرية الأخيرة التي تركزت في محيط المدينة ومنعت المزارعين هناك من متابعة عملهم، والتعهد بعدم إنشاء نقاط عسكرية جديدة داخل المدينة، بينما طالب مسؤول جهاز الأمن العسكري بإقامة نقطة عسكرية جديدة على طريق طفس - اليادودة، عند ما يعرف محلياً ببرج السيرياتل، باعتباره طريق إمداد للمنطقة التي يوجد فيها مسلحون، بزعم أن هذا المطلب مقدم من الأهالي.
كما طالب وفد النظام بخروج أشخاص من المطلوبين، بينهم إياد الجعارة وعبيدة الدريري، من مدينة طفس إلى مناطق أخرى لم يتم تحديدها، فيما رفض المفاوضون طلب تثبيت النقطة العسكرية الجديدة التي زعم بها مسؤول الأمن العسكري بأنها بطلب من الأهالي، كونها تقع على طريق طفس اليادودة وتقطع الطريق بين المنطقتين وتعرقل عمل المزارعين هناك. وأضاف المصدر في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن الجانب الروسي استمع إلى مطالب الطرفين ووعد بإنهاء التوتر وتعهد «بمنع حدوث عمليات تصعيد عسكري بعد الوصول إلى حل سلمي يناسب الجميع». وأن هناك اجتماعات مع الجانب الروسي سوف تعقد في الأيام القريبة القادمة. وأوضح أن لجنة التفاوض بينت للضامن الروسي أن «أهالي مدينة طفس ليسوا دعاة قتال بل هم طلاب سلام»، وأن منطقتهم من أولى المناطق التي قاتلت «تنظيم داعش» في مناطق درعا، وأن الاتهامات بوجود عناصر من داعش في طفس، ما هي إلا شماعة لتهديد المدينة وتبرير الأعمال العسكرية، بحسب كلام المصدر.
جاء هذا الاجتماع بعد تصعيد عسكري واجتماع اللجنة المركزية للتفاوض في مدينة طفس مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في مدينة درعا، الخميس الماضي، بعد أن صعدت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في محيط مدينة طفس واليادودة غرب درعا، تمثلت باستقدام تعزيزات عسكرية، وقصف تعرضت له السهول المحيطة بمدينة طفس، بعد اشتباكات مع مسلحين محليين وأودى القصف في حينها بحياة شاب وجرح 3 آخرين مساء الأربعاء. وأغلق طريق طفس – درعا، وأفضى الاجتماع الأول بين الطرفين بعد التصعيد العسكري، إلى صيغة توافق أولية مع ضباط اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري، يقضي بإعلان وقف إطلاق النار في المنطقة، وإخراج اثنين من المطلوبين للنظام من مدينة طفس، لا سيما أنهما ليسا من مدينة طفس ويسكنان فيها منذ عام ٢٠١٨.
هذه الشروط مقابل سحب قوات النظام التعزيزات العسكرية التي تركزت في محيط المدينة منذ صباح الأربعاء، وتنفيذ عمليات محددة لتفتيش بعض المواقع بحضور مجموعات محلية ووجهاء المنطقة وأعضاء اللجنة التفاوضية. ووفقاً لمصادر محلية من مدينة طفس شهدت المدينة فعلياً وقف إطلاق النار، لكن التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام السوري لم تنسحب بعد، ولم تدخل لجنة لتفتيش المناطق المعنية، ما أدى إلى تخوف الأهالي من عودة عمليات التصعيد العسكري في أي وقت.
ووفقاً لناشطين في درعا فإن حالة التوتر عادت إلى مناطق الريف الغربي في درعا، بعد اجتماع الأحد الماضي، بين لجان مفاوضة من درعا البلد وطفس وجاسم، هددت خلاله اللجنة الأمنية من ضباط النظام ورئيس فرع الأمن العسكري في جنوب سوريا، بعملية عسكرية في بعض مناطق التسويات ومنها مدينة طفس وبلدة اليادودة غرب درعا، أو تسليم الرافضين للتسوية الذين تتهمهم لجنة النظام بشن هجمات ضد نقاط وعناصر من الجيش السوري في المنطقة. وقد هددت اللجنة الأمنية باستخدام المدفعية والطيران في حال تعرضها لمواجهة من الذين تصفهم «بالمجموعات المسلحة الرافضة للتسوية في المنطقة». يشار إلى أن مدينة طفس خضعت العام الماضي لعملية تسوية ثانية عقب التسويات الأولى في عام ٢٠١٨، بضمانة الجانب الروسي، وتسليم عدد من السلاح الذي كان في المدينة، بناءً على طلب للجنة الأمنية في حينها.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.