أوروبا تحارب «اشتعال الطاقة» بـ«تعديل الحسابات»

الكرملين لم يدرج الغاز المسال «بعد» في قرار «السداد بالروبل»

لا تزال المفوضية الأوروبية في مساع لمواجهة أزمة الطاقة الحادة (أ.ف.ب)
لا تزال المفوضية الأوروبية في مساع لمواجهة أزمة الطاقة الحادة (أ.ف.ب)
TT

أوروبا تحارب «اشتعال الطاقة» بـ«تعديل الحسابات»

لا تزال المفوضية الأوروبية في مساع لمواجهة أزمة الطاقة الحادة (أ.ف.ب)
لا تزال المفوضية الأوروبية في مساع لمواجهة أزمة الطاقة الحادة (أ.ف.ب)

تعمل المفوضية الأوروبية على تعديل طريقة حسابها المرتبطة حالياً بمؤشر سعر الغاز والتي تنتقدها عدة دول في التكتل، وفق ما أكدت المفوضة مارغريت فيستاغر الثلاثاء، وذلك في إطار مساعيها للسيطرة على ارتفاع أسعار الطاقة.
وقالت المسؤولة عن المنافسة في المفوضية في مقابلة مع قناة «بي إف إم بزنس» إن نظام ربط الأسعار بالمؤشر «كان مفيداً جداً لنا عندما كان فرق السعر بين مختلف مصادر الطاقة معقولاً». لكن منذ غزو روسيا لأوكرانيا والعقوبات التي فرضها الأوروبيون على موسكو، ارتفع سعر الغاز بشكل حاد وقفزت أسعار الطاقة في منطقة اليورو بنسبة 41.9 في المائة على مدار عام، وفقاً لبيانات يوروستات.
وأوضحت فيستاغر: «لذلك نحن بصدد دراسة ما إذا كان من الممكن حساب الفروق (بين أسعار الغاز والطاقات الأخرى) بشكل مختلف، من أجل احتواء هذه السوق ما دامت الأزمة التي نعيش فيها مستمرة». وأكدت أن «المفوضية تقوم حالياً بدراسة كل ما يمكن لتجنب الارتفاع الحاد في أسعار الغاز، ولتجنب أن تصبح الطاقة المائية أو الشمسية أو طاقة الرياح باهظة الثمن مثل الغاز»، بينما يهدف الاتحاد الأوروبي إلى بلوغ الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتنتقد بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا التي تطالب بإصلاح سوق الطاقة الأوروبية، بشدة ربط أسعار الطاقة بمؤشر الغاز. وفي نهاية يونيو (حزيران) الماضي، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتثبيت «السخيف» لأسعار الكهرباء الذي يساهم في موجة التضخم ودر «أرباح غير معقولة» على الشركات المشغلة. وواجه تحفظ ألمانيا وهولندا اللتين ترغبان في المحافظة على الآليات السائدة.
مؤخراً، وعدت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، من جانبها، باقتراح «خيارات مختلفة» للتعديل بعد فصل الصيف، على أن تجري مناقشات خلال انعقاد المجلس الأوروبي القادم في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ورأت أن هذه البدائل يمكن أن تشمل بشكل خاص فصل تعريفة الكهرباء عن سعر الغاز.
ومنذ منتصف يونيو، تتمتع إسبانيا والبرتغال بالفعل بعدم التقيد بنظام تعريفة الطاقة في الاتحاد الأوروبي. ونظراً لافتقارهما إلى الربط الكهربائي مع الدول الأعضاء الأخرى، حصل البلدان على سقف مؤقت لسعر الكهرباء، والذي من المتوقع أن يستمر حتى ربيع 2023.
ووسط المعاناة الأوروبية مع تراجع الواردات من روسيا، قال الكرملين يوم الثلاثاء إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن تحويل مبيعات الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى الروبل. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن أحد كبار المديرين في غازبروم قوله مساء الاثنين إن الشركة قد تقترح توسيع خطة الروبل مقابل الغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب ليشمل الغاز الطبيعي المسال.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين عبر الهاتف: «لم يتم اتخاذ أي قرارات في هذا الصدد في الوقت الحالي وليس هناك أي أوامر معدة سلفا». وأفادت وكالة إنترفاكس بأن كيريل بولوس نائب رئيس قسم في غازبروم قال الاثنين إن هناك منافسة تتعلق بأسعار صرف العملات الأجنبية بين غاز خط الأنابيب الذي يباع بالروبل والغاز الطبيعي المسال الذي يتم فرض ضرائب عليه بالدولار.
وعندما سئل عما إذا كانت خطة الغاز الطبيعي المسال مقابل الروبل قد تغطي جميع شحنات الغاز الطبيعي المسال من روسيا، والتي تأتي بشكل أساسي من مشروع سخالين - 2 ومشروع يامال الذي تقوده شركة نوفاتيك، قال بيسكوف إن الأمر يعود إلى غازبروم.
ولم ترد غازبروم ولا نوفاتيك على طلبات «رويترز» للتعليق.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.