ضغوط على «الإسلامية» للتصويت مع فرض القانون الإسرائيلي على المستوطنين

بعد تعيين 35 إمام مسجد من رجالاتها

فلسطيني وإسرائيلي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة (أ.ف.ب)
فلسطيني وإسرائيلي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة (أ.ف.ب)
TT

ضغوط على «الإسلامية» للتصويت مع فرض القانون الإسرائيلي على المستوطنين

فلسطيني وإسرائيلي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة (أ.ف.ب)
فلسطيني وإسرائيلي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة (أ.ف.ب)

بعد أن قررت المعارضة اليمينية في الكنيست (البرلمان)، التصويت ضد فرض القانون الإسرائيلي على المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، يقوم قادة الائتلاف الحكومي بممارسة الضغوط على نواب القائمة الموحدة للحركة الإسلامية كي يصوتوا إلى جانب القانون وينقذوا الحكومة من وضع محرج جديد. وتستخدم الحكومة في هذه الضغوط سياسة الجزرة والعصا، فمن جهة تلوح بموافقتها على تعيين 35 من أعضاء الحركة أئمة في الجوامع، ومن جهة ثانية تهدد بتجميد قرارات لتحرير أموال إلى البلدات العربية.
ومع أن الحركة الإسلامية تستصعب تأييد القانون، الذي يمنح بعض الشرعية لإسرائيل في سيطرتها على الضفة الغربية المحتلة، فإن مصادر سياسية في تل أبيب أكدت، أمس (الثلاثاء)، على أن وزير الخارجية يائير لبيد، أبلغ رئيس حكومته نفتالي بنيت بأن القائمة العربية الموحدة، سوف تصوت إلى جانب القانون عند طرحه في الأسبوع القادم.
والقانون المذكور يقضي بسريان القانون الإسرائيلي على المستوطنين في القضايا الجنائية، ويمنح المستوطنات حقوقاً مالية ومادية لدى وزارة الداخلية. وهو قانون طوارئ، قائم منذ العام 1967، ويتم تمديده مرة كل خمس سنوات. فكما هو معروف، عندما احتلت إسرائيل المناطق العربية في حرب يونيو (حزيران) سنة 1967، فرضت حكماً عسكرياً شاملاً عليها، وأصبح قائد اللواء الشمالي حاكماً عسكرياً على هضبة الجولان السورية، وقائد اللواء في المنطقة الوسطى حاكماً عسكرياً على الضفة الغربية، وقائد اللواء الجنوبي حاكماً عسكرياً على سيناء المصرية وقطاع غزة. وبعد اتفاقيات السلام مع مصر واتفاقيات أوسلو، وقرار إسرائيل ضم الجولان إلى حدودها، بقيت منطقة تعادل مساحتها 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية خاضعة لنظام الحكم العسكري. ويعيش على هذه المنطقة 450 ألف مستوطن يهودي ونحو 200 ألف مواطن فلسطيني.
في بداية الاحتلال، كان الفلسطينيون في الضفة الغربية يعتبرون سكان منطقة محتلة مؤقتاً بنظر الإسرائيليين، وبهذا يحل عليهم ميثاق جنيف. لكن، بعد أربعة أشهر من الاحتلال، تراجعت إسرائيل وشطبت البند الذي يربط الميثاق بهم، وقررت أنهم يخضعون للقانون الأردني. ثم راحت تجري تعديلات على القانون الأردني بواسطة فرض أوامر جديدة من الحاكم العسكري، بلغ عددها 1800 أمر عسكري تتحكم من خلالها بحياة الفلسطينيين، وتمكن الاحتلال من مصادرة الأراضي وهدم البيوت وتنفيذ الاعتقالات.
ونشأت لاحقاً مشكلة وضع المواطنين الإسرائيليين في المناطق المحتلة، خصوصاً أن عدداً من المجرمين صاروا يرون في الضفة الغربية ملجأ يتهربون فيه من القانون. ومع بدء مشروع التهويد والاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، راح اليمين يطالب بفرض السيادة الإسرائيلية عليها، كما حصل في القدس الشرقية والجولان. لكن إسرائيل خشيت من رد فعل دولي قاس. وفقط في سنة 2019، عندما وافقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مشروع لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في حينه، بنيامين نتنياهو، ضم 30 في المائة من الضفة الغربية إلى إسرائيل مقابل إعلان دولة فلسطينية على بقية أراضي الضفة، عاد الحديث عن طرح قانون ضم. بيد أن حكومة نتنياهو سقطت وجاءت حكومة جديدة بقيادة نفتالي بنيت، تضم اليمين واليسار وكذلك القائمة الإسلامية، واتفق رؤساء الأحزاب الثمانية على أن تجمد فكرة الضم تماماً (حسب طلب أحزاب اليسار)، مقابل عدم إدارة مفاوضات سلام مع الفلسطينيين (بحسب طلب أحزاب اليمين).
وجاء قانون الطوارئ بغرض تمديده 5 سنوات؛ لأن مدته تنتهي في ختام شهر يونيو المقبل. وفي حين تؤيد أحزاب الوسط التمديد، باعتباره الحل الأمثل لمنع الضم، تطالب أحزاب اليمين بقانون بديل يتم بموجبه ضم الضفة الغربية. ولكن اليسار والعرب، يخشيان من تأييد القانون لأنه ينطوي على إجراءات تشجع الاستيطان وتعززه وتخدم المستوطنين.
وقد حاول وزير القضاء جلب القانون إلى الكنيست، يوم الاثنين، إلا أن نواب القائمة الموحدة أبلغوه أنهم لا يستطيعون تأييده. وقررت كتل المعارضة من اليمين الاستيطاني والمتدينين، استغلال عدم توفر أكثرية للحكومة وأعلنت أنها ستصوت ضد القانون بهدف إسقاط مدماك آخر في مقر الحكومة، فقرر الوزير سحبه حتى تتوفر للحكومة أغلبية. وقال مصدر مقرب من وزير الخارجية يائير لبيد إنه سيقنع القائمة العربية الموحدة بالتصويت. في المقابل، وجه وزير القضاء غدعون ساعر، الثلاثاء، تحذيراً بحل الائتلاف في حال لم يتم إقرار القانون. وهاجم ساعر المعارضة اليمينية، وقال: إن قانوناً كهذا محظور أن يكون في حسابات معارضة وائتلاف؛ «لأنه قانون قومي لإسرائيل »، وقال للإذاعة العامة (ريشيت بيت)، إن الائتلاف سيحسم مصيره في الأسبوع المقبل إذا كان يريد الاستمرار أم لا.
وكان وزير المالية، أفيغدور ليبرمان، قد أعلن أنه اتفق مع النائب منصور عباس، رئيس القائمة الموحدة، على تخصيص 35 وظيفة إمام مسجد يختارهم بنفسه. وعندما انتقدته المعارضة بأنه يعين رجالات عباس من الإخوان المسلمين أئمة في المساجد للتحريض على الدولة، أجاب «هؤلاء الأئمة سيكونون موظفي دولة وتابعين لسياستها، وليسوا ضد الحكومة الإسرائيلية لأنهم جزء منها».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».