حارس شخصي لرئيس جامعة إسرائيلية سمح برفع علم فلسطين

TT

حارس شخصي لرئيس جامعة إسرائيلية سمح برفع علم فلسطين

كشفت مصادر أكاديمية عن أن رئيس جامعة بن غوريون في بئر السبع، البروفسور دنيال حايموفيتش، بات يسير مع حارس شخصي مسلح، جراء التهديدات التي تعرض لها هو وأفراد عائلته منذ أن سمح للطلاب العرب بإحياء ذكرى النكبة في الحرم الجامعي ورفع الأعلام الفلسطينية.
وقد توجه رؤساء 7 جامعات إسرائيلية كبرى برسالة إلى وزيرة التربية والتعليم، يِفعات شاشا بيطون، أمس الخميس، يعربون فيها عن تضامنهم ودعمهم لحايموفيتش «إثر الحملة الخطيرة الموجهة ضده شخصياً وضد المؤسسة التي يرأسها»، ووصفوها بأنها «الحملة المنفلتة الجارية تحت غطاء نقاش سياسي، غايته الحقيقية ابتزاز الشعبية من جهات متطرفة في كلا الجانبين».
المعروف أن العلم الفلسطيني، الذي تم الاعتراف به رمزاً للشعب الفلسطيني في المفاوضات مع إسرائيل خلال اتفاقيات أوسلو، وقام رؤساء حكومات إسرائيل برفعه فوق مقارهم الرسمية لدى استقبال الرئيس الفلسطيني، ووضعوه إلى جانب العلم الإسرائيلي في المفاوضات، بات يثير هوس اليمين الإسرائيلي الحاكم ونشطاء المنظمات المتطرفة فيهاجمونه كلما شاهدوه.
وتقوم الشرطة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة بالهجوم على كل من يحمل العلم الفلسطيني حتى في القدس الشرقية المحتلة، ولم يتردد ضباطها في مهاجمة جنازة الصحافية شيرين أبو عاقلة لنزع هذا العلم عن التابوت الذي كان يحمل جثمانها. وفي يوم أمس شوهد رجال القوات الخاصة في الشرطة الإسرائيلية وهم يرفعون العلم الإسرائيلي في «باب العامود» على المدخل الرئيسي للبلدة القديمة.
ومع أن عدة مسؤولين ووزراء خارج اليمين الإسرائيلي، وكذلك الصحافة الإسرائيلية، يعدّون هذا العداء للعلم «مراهقة سياسية» و«قلة عقل»، يتصاعد الهجوم على هذا العلم. في المقابل؛ يرد الفلسطينيون بالتمسك بالعلم في جميع أماكن وجودهم؛ بمن فيهم «فلسطينيو 1948» المواطنون في إسرائيل.
وفي الأسبوع الماضي، أحيا الطلاب العرب في جامعات عدة؛ ضمنها جامعة بن غوريون، الذكرى الـ74 للنكبة، ورفعوا أعلام فلسطين وأنشدوا أناشيد وطنية، فيما تظاهر قبالتهم ناشطو اليمين العنصري بقيادة حركة «إم ترتسو» المتطرفة، ورفعوا أعلام إسرائيل. ووصف رئيس بلدية بئر السبع، روبيك دانييلوفيتش، الطلاب العرب بأنهم «مؤيدون لقتلة الإسرائيليين»، وهدد وزير المالية رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، بأنه يدرس سحب ميزانيات من جامعة بن غوريون بسبب التصريح بتظاهرة الطلاب العرب لإحياء ذكرى النكبة.
وكانت الوزيرة شاشا بيطون، بصفتها رئيسة لمجلس التعليم العالي، قد احتجت أمام حايموفيتش على تنظيم تظاهرة إحياء ذكرى النكبة، وزعمت أن «الصور التي شاهدناها من جامعة بن غوريون لا يقبلها العقل». وقالت إنه «في إطار البحث الذي نجريه مع المستشار القضائي لمجلس التعليم العالي حول الطلاب المشاركين في التحريض؛ العنف أو المس برموز الدولة، فسيتم فحص أحداث من هذا النوع».
وقبل ذلك؛ كان الطلاب العرب في جامعة تل أبيب أيضاً قد أحيوا ذكرى النكبة. وأثارت فعاليتهم نقاشاً صاخباً في لجنة التربية والتعليم والثقافة والرياضة في الكنيست، وزعمت رئيسة هذه اللجنة، شيؤان هاسكل، أن «الجامعات سمحت بإراقة دماء اليهود».
وكاد نواب اليمين اليهود يعتدون جسدياً على النواب العرب الذين دافعوا عن رفع العلم.
وجاء في رسالة رؤساء الجامعات السبع: الجامعة العبرية في القدس، والجامعة المفتوحة، وجامعات تل أبيب وبار إيلان وحيفا، ومعهد الهندسة التطبيقية (التخنيون) في حيفا، ومعهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت، أن «رئيس جامعة بن غوريون وإدارتها، مع رابطة الطلاب ورؤساء الخلايا السياسية وكذلك مكتب المستشار القانوني للجامعة، أقروا هذه التظاهرة بعد دراسة الأمر من كل جوانبه، واستندوا في ذلك إلى وجهة نظر نائب المستشار القضائي للحكومة، راز نزري، من عام 2014، حول حدود المسموح والمحظور في التظاهرة، وقرروا بالإجماع بشأن موعد تنظيمها».
وأضاف رؤساء الجامعات أن التظاهرة جرت بشكل متعمد بعد انتهاء أيام الذكرى المختلفة وليس في يوم ذكرى النكبة 15 مايو (أيار)، وأن الجامعة اهتمت بأن «يتم الحفاظ بحرص على الحدود والتفاهمات»، وأن «جامعة بن غوريون طبقت فعلياً تعريف: دولة إسرائيل يهودية وديمقراطية». وأشاروا إلى أن «جامعات قوية ومستقلة؛ تسمح بحرية التعبير في إطار قوانين الدولة، هي مصلحة قومية ووجودية لنا جميعاً». وردت المستشارة القضائية للجنة رؤساء الجامعات، المحامية راحيل بن آري، على هوس الخوف من العلم الفلسطيني قائلة: «يتجنون علينا باتهامات كاذبة. الجامعات لا تخرق القانون.
والحدود الدقيقة بين حرية التعبير وبين التحريض والعنف، تستوجب كثيراً من الحكمة من أجل معرفة كيفية التعامل معها».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

مبعوث ترمب ينتقل من الدوحة لإسرائيل لدفع جهود الوساطة في اتفاق غزة

صبي فلسطيني يلعب داخل سيارة دمرتها غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة السبت (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يلعب داخل سيارة دمرتها غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة السبت (أ.ف.ب)
TT

مبعوث ترمب ينتقل من الدوحة لإسرائيل لدفع جهود الوساطة في اتفاق غزة

صبي فلسطيني يلعب داخل سيارة دمرتها غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة السبت (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يلعب داخل سيارة دمرتها غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة السبت (أ.ف.ب)

انخرط مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مع الوسطاء للدفع باتجاه إبرام صفقة للإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، فزار الدوحة وانتقل منها إلى إسرائيل.

وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة «رويترز»، إن ويتكوف سيجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، وذلك في وقت أفاد فيه مسؤول إسرائيلي ثانٍ بإحراز بعض التقدم في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس»، التي تجري بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، والرامية إلى التوصل إلى اتفاق في غزة.

وكان رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التقى مبعوث ترمب في الدوحة الجمعة.

أطفال فلسطينيون خارج خيمتهم في مدينة غزة السبت (أ.ف.ب)

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان مقتضب، إن الطرفين استعرضا «آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما الجهود الهادفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة» بين إسرائيل و«حماس». وكانت قطر أكدت بداية الأسبوع الحالي، أن المحادثات بشأن التوصل إلى هدنة في غزة تتواصل «على المستوى الفني».

وتلعب قطر، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، دور الوسيط في محادثات متواصلة منذ أشهر خلف الكواليس، بهدف التوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن الرهائن. لكن باستثناء أسبوع توقف فيه القتال أواخر عام 2023، وتم خلاله إطلاق سراح عشرات الرهائن المحتجزين لدى «حماس» في مقابل فلسطينيين كانوا في السجون الإسرائيلية، فشلت جولات التفاوض المتتالية خلال الحرب.

صبي فلسطيني يبيع الشموع أمام مبنى مدمر في مدينة غزة السبت (أ.ف.ب)

وانتهت جولة سابقة من الوساطة في ديسمبر (كانون الأول)، بإلقاء كل طرف اللوم على الآخر بالفشل، إذ اتهمت «حماس» إسرائيل بوضع «شروط جديدة»، بينما اتهمت الدولة العبرية الحركة الفلسطينية بوضع «عقبات جديدة» أمام التوصل إلى اتفاق.

وتحدث الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، الخميس، عن إحراز «تقدم حقيقي» في المفاوضات. وقال للصحافيين في البيت الأبيض: «إننا نحرز بعض التقدم الحقيقي، لقد التقيت المفاوضين اليوم». وأضاف: «ما زلت آمل بأن نتمكن من إجراء عملية تبادل (لأسرى مقابل رهائن). (حماس) هي التي تقف في طريق هذا التبادل حالياً، لكنني أعتقد أننا قد نكون قادرين على إنجاز ذلك، نحن بحاجة إلى إنجازه».

ويبذل الوسطاء جهوداً جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين المحتجزين هناك قبل تولي ترمب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني)، بعدما هدد «حماس» بجحيم في الشرق الأوسط، في حال لم يحصل ذلك قبل دخوله البيت الأبيض.

فلسطينيون يحصلون على وجبة طعام من منظمة خيرية في مدينة غزة السبت (أ.ف.ب)

في هذا الوقت، يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته المفتوحة منذ 3 شهور في شمال قطاع غزة، موقعاً مزيداً من القتلى بين الفلسطينيين المدنيين.

وقتل 8 أشخاص، السبت، بينهم طفلان في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في شمال قطاع غزة، وفق ما أفاد الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحين من «حماس».

وقال بصل إن «8 شهداء بينهم طفلان وامرأتان» قتلوا إثر غارة جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على مدرسة «حلاوة» في بلدة جباليا بشمال القطاع. وأضاف أن الغارة الجوية أسفرت أيضاً عن إصابة 30 شخصاً بينهم 19 طفلاً، لافتاً إلى أن هذه المدرسة التي تعرضت للقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي عدة مرات، تؤوي «آلاف النازحين».

وأقر الجيش الإسرائيلي بأنه نفذ غارة على المدرسة السبت. وقال في بيان إن القوات الجوية الإسرائيلية «نفذت ضربة دقيقة على الإرهابيين في مركز قيادة وسيطرة كان يستخدم سابقاً مدرسة في جباليا». وقال إنه استهدف المبنى لأن «إرهابيي (حماس) استخدموا المدرسة للتخطيط وتنفيذ الهجمات».

وكانت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» أعلنت أنه قُتل 32 شخصاً في قطاع غزة خلال 48 ساعة حتى صباح السبت، ليرتفع إجمالي عدد القتلى إلى 46537 منذ اندلاع الحرب، مبينة أن ما لا يقل عن 109571 فلسطينياً أصيبوا خلال الحرب التي اندلعت بعد هجوم شنته «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بإسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن دفاعاته الجوية اعترضت صاروخاً أطلق من جنوب قطاع غزة على «كيبوتس كيرم شالوم».