الجزائر: سجن الناشط نكاز ومحاميه بتهمة «التحريض»

تثبيت حكم الإعدام بحق «كاتم أسرار» قائد الجيش سابقاً

قرميط بونويرة  -  رشيد نكاز
قرميط بونويرة - رشيد نكاز
TT

الجزائر: سجن الناشط نكاز ومحاميه بتهمة «التحريض»

قرميط بونويرة  -  رشيد نكاز
قرميط بونويرة - رشيد نكاز

بينما أودع قاضي التحقيق بمحكمة غرب الجزائر، ليل السبت، الناشط المثير للجدل رشيد نكاز ومحاميه وناشطاً آخر، الحبس الاحتياطي، ثبَّتت محكمة الاستئناف العسكرية، الخميس الماضي، حكم الإعدام بحق الضابط قرميط بونويرة السكرتير الخاص لرئيس أركان الجيش الراحل الفريق أحمد قايد صالح، بعد اتهامه بـ«بيع أسرار عسكرية». كما ثبّتت السجن المؤبد غيابياً ضد قائد الدرك سابقاً غالي بلقصير الهارب من القضاء، وحكماً مماثلاً بحق مسؤول تنظيم «رشاد» الإسلامي اللاجئ إلى بريطانيا العربي زيطوط.
وصرّح محامون بالعاصمة أمس، بأن زميلهم عبد القادر شهرة من مدينة الشلف (200 كلم غرب) استجوبه قاضي التحقيق بالمحكمة المحلية، مساء السبت، بخصوص وقائع «التحريض على مظاهرة غير مرخصة» و«المس بالنظام العام»، وتم استجواب موكله مرشح انتخابات الرئاسة سابقاً رشيد نكاز، والناشط حمزة جابري، في الوقائع نفسها. وفي ساعة متأخرة من اليوم نفسه، وضعهم في السجن الاحتياطي في انتظار تحديد تاريخ محاكمتهم.
وأوقفت الشرطة في الشلف المحامي والناشطين، بسبب دعوتهم لتنظيم مظاهرة أمام سجن القليعة قرب العاصمة، احتجاجاً على استمرار احتجاز معتقلي الحراك الشعبي.
وقضى نكاز شهوراً في السجن عام 2020 بسبب نشاطه المعارض لتنظيم انتخابات رئاسية، جرت نهاية 2019، واتهم بـ«التحريض على حمل السلاح» و«منع المواطنين من حقهم في الانتخاب بواسطة خطة مدبرة».
ونكاز ولد في فرنسا، ويتحدر من منطقة الشلف الجزائرية. ترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2007، ولكنه لم يتمكن من توفير شروط الترشح، أي 500 داعم للحملة، فأقصي من المنافسة. كذلك ترشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية عام 2014، وأكد حصوله على 62 ألف توقيع، وصرح بأن كل تلك التوقيعات سُرِقت منه وهو في طريقه لإيداع ملف ترشحه بـ«المجلس الدستوري» (المحكمة الدستورية حالياً). واشتهر نكاز في فرنسا بدفع الغرامات التي تُفرض على النساء اللواتي يرتدين النقاب في الأماكن العامة، وجلب لنفسه سخط السياسيين المنتمين لليمين، خصوصاً خلال فترة رئاسة نيكولا ساركوزي (2007 - 2012).
إلى ذلك، كشفت صحيفة «الوطن» الفرانكفونية، أن محكمة الاستئناف العسكرية بالبليدة (50 كلم جنوب) أيّدت الخميس، حكم الإعدام الذي أصدرته المحكمة العسكرية الابتدائية العام الماضي، بحق العسكري قرميط بونويرة، وذلك على أساس تهم «تسريب معلومات ذات طابع سري تخص مصلحة الجيش والدولة» و«جمع معلومات لفائدة دول أجنبية»، و«خرق واجب التحفظ ما كان سبباً في المس بالأمن القومي». وكان الحكم عاكساً للعقوبة القصوى التي ينص عليها «قانون المستخدمين العسكريين».
ونقلت «الوطن» عن دفاع قرميط، أن النيابة العسكرية اتهمته باستعمال وثائق سرية تخص ضباط الجيش، وسيلة ابتزاز للحصول على اللجوء السياسي في بلدان أجنبية، وذلك انطلاقاً من مكان إقامته بتركيا التي سافر إليها هارباً من الجزائر بعد وفاة قايد صالح نهاية 2019، وجاء في لائحة الاتهامات أن العربي زيطوط (دبلوماسي سابق)، اتصل به عن طريق شقيق له تاجر بإسطنبول، مقترحاً عليه تسهيل الاتصال بالمخابرات التركية.
كما تتضمن لائحة الاتهامات، تواصل قائد الدرك السابق الجنرال غالي بلقصير، مع كاتم أسرار الفريق قايد صالح، بغرض الحصول على المستندات التي بين يده، وكان يقيم بإسبانيا في تلك الفترة (2019 - 2020)، حسب الصحيفة. وكانت وسائل إعلام أجنبية، أكدت أن بلقصير اشترى جنسية بلد صغير اسمه «فواناتو»، وهي جزيرة صغيرة بالمحيط الهادي، حيث يعيش مع زوجته حالياً.
ويقع زيطوط وبلقصير تحت طائلة مذكرة اعتقال دولية. والأول وضعته السلطات مع تنظيمه «رشاد» على لائحة الإرهاب.
وفي 02 أغسطس (آب) 2020، أعلنت السلطات عن تسليم تركيا المساعد الأول قرميط بونويرة. وقالت إن ذلك «تم بفضل تعاون بين مصالحنا الأمنية ومصالح الأمن التركية». وأشارت إلى أن الرئيس عبد العزيز تبون، أشرف على الاتصالات مع أنقرة بهذا الخصوص.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

السودان ينسحب من نظام لمراقبة الجوع قبيل صدور تقرير عن المجاعة

أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)
أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)
TT

السودان ينسحب من نظام لمراقبة الجوع قبيل صدور تقرير عن المجاعة

أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)
أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)

علقت الحكومة السودانية مشاركتها في نظام عالمي لرصد الجوع قبيل صدور تقرير من المتوقع أن يظهر انتشار المجاعة في أنحاء البلاد، وهي خطوة من المرجح أن تقوض الجهود الرامية إلى معالجة واحدة من أكبر أزمات الجوع في العالم.

وفي رسالة بتاريخ 23 ديسمبر (كانون الأول)، قال وزير الزراعة بالحكومة السودانية إنها علقت مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. واتهمت الرسالة التصنيف المرحلي «بإصدار تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان وكرامته». ومن المتوقع أن ينشر التصنيف اليوم الثلاثاء تقريرا يفيد بأن المجاعة انتشرت في خمس مناطق في السودان وقد تمتد إلى 10 مناطق بحلول مايو (أيار)، وفقا لوثيقة اطلعت عليها رويترز.

وجاء في الوثيقة «يمثل هذا تفاقما وانتشارا لم يحدثا من قبل لأزمة الغذاء والتغذية، نتيجة الصراع المدمر وضعف وصول المساعدات الإنسانية».