مصر: توقف برنامج مذيع شهير يثير «ضجة» على مواقع التواصل

محمود سعد أعلن استمراره على قناته عبر «يوتيوب»

الإعلامي المصري محمود سعد (أرشيفية)
الإعلامي المصري محمود سعد (أرشيفية)
TT

مصر: توقف برنامج مذيع شهير يثير «ضجة» على مواقع التواصل

الإعلامي المصري محمود سعد (أرشيفية)
الإعلامي المصري محمود سعد (أرشيفية)

منذ الإعلان عن توقف برنامج «باب الخلق» الذي يقدمه الكاتب الصحافي المصري محمود سعد، لم تتوقف تعليقات جمهور البرنامج عن التدفق عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تسودها نبرة دهشة كبيرة وتأثر لافت بسبب هذا القرار المفاجئ.
ولعل تصاعد تلك النبرة على مدار ساعات من إعلان الخبر، هو ما دفع محمود سعد للخروج عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك» في فيديو مدته عشر دقائق، ليعلن فيه شكره لجمهوره، ويوضح أن توقف برنامج «باب الخلق» يعني بداية مرحلة جديدة له مع الجمهور، واستهل الفيديو بعبارة «سنبدأ مرحلة جديدة».
واختار سعد أن يصوّر كلمته وهو يجلس على المقعد الخلفي لسيارته وهي تتجول في الشارع، ليبدأ بشكر الجمهور على فيض المحبة التي وصلته منذ إعلان وقف برنامجه، مؤكداً أن البرنامج «ليس له نصيب أن يستمر»، وأنه ككل شيء في الحياة «يبدأ وينتهي»، لافتاً أن هذا القرار ليس بسبب مشكلة تتعلق بالقناة أو بموقف شخصي.

بدأ محمود سعد تقديم برنامج «باب الخلق» الذي تبثّه قناة «النهار» المصرية منذ عام 2017، وأعلن عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل، مساء أمس الخميس، أن البرنامج سيتوقف على قناة «النهار» فيما سيستمر على قناته على «يوتيوب»، وكتب على صفحته: «قريب جداً هتقدروا تتابعوا باب الخلق على قناتنا على يوتيوب».
ويشير عنوان برنامج «باب الخلق» ‘لى اسم ميدان شهير في قلب القاهرة، في رمزية وثيقة الصلة بفكرة البرنامج القائمة على الحوارات البسيطة التي يقترب فيها محمود سعد من الناس وحكاياتهم البسيطة العفوية في الشارع وعن أمنياتهم، وكذلك زيارة أماكن متفرقة لها قصص تاريخية تكاد تكون منسية. وفي الفيديو الذي ظهر به، يلفت سعد إلى أن الحلقات المقبلة على «يوتيوب» ستكون مواصلة لهذا النهج الذي تعلق به الجمهور في «باب الخلق»، ويقول «هنلف ونصور ونتكلم، ونقدم الناس التي لا نراها في زحام الحياة، سنكتشف الناس من جديد».
وقال إن هذا التحول إلى «يوتيوب» ليس جديداً على فكرة إعادة اكتشافه لذاته كل فترة، فقد اكتشف أنه يستطيع الوقوف أمام الكاميرا بعد مسيرته في الكتابة الصحافية، وهو في الـ47 من عمره، والآن بعد عشرين عاماً بعد أن صار في الـ67 يبدأ مرحلة «اليوتيوب» معتمداً على حسن تلقي الجمهور لشغفه الشديد بالحكي والحديث العفوي مع الناس «ربنا فتح لنا مجال جديد».
وحفلت تعليقات الجمهور على فيديو سعد بالدعوات بالتوفيق، وانتقادات لتخلي التلفزيون عن إذاعة برامج له شعبية لافتة مثل «باب الخلق» يتعلق به فئات عمرية واجتماعية متفاوتة.
ودعا محمود سعد جمهوره من الشباب إتاحة قناته على «يوتيوب» لمشاهديه من كبار السن الذين يحرصون على متابعته وقد يجدون صعوبة في التعامل مع وسائط المشاهدة الأحدث كالـ«يوتيوب».
ومحمود سعد إعلامي وصحافي مصري، عمل رئيساً لتحرير مجلة «الكواكب» الفنية من 2001 حتى 2006، ومن أشهر البرامج التي قدمها برنامج «البيت بيتك» و«آخر النهار»، و«باب الخلق».
ويعتبر الفيديو الذي ظهر فيه سعد مقدمة لأولى حلقاته الجديدة التي ستذاع حصرياً على «يوتيوب».



مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».