«الإنس والنمس»... فيلم يمزج الكوميديا بالرعب

يشهد «عودة قوية» لمحمد هنيدي

لقطة من المقاطع الترويجية للفيلم (صفحة الفيلم على فيسبوك)
لقطة من المقاطع الترويجية للفيلم (صفحة الفيلم على فيسبوك)
TT

«الإنس والنمس»... فيلم يمزج الكوميديا بالرعب

لقطة من المقاطع الترويجية للفيلم (صفحة الفيلم على فيسبوك)
لقطة من المقاطع الترويجية للفيلم (صفحة الفيلم على فيسبوك)

في منتصف الثمانينات من القرن الماضي ظهر فيلم «الإنس والجن» ليحظى بحضور قوى في موسم العرض بالسينما المصرية آنذاك عبر قصة تمتزج فيها الحقائق بالهلاوس بالصراع والحبكة المرعبة، وهذا تقريباً مع الفارق ما يتسرب إلى ذهن المشاهد لفيلم «الإنس والنمس»، الذي يُعرض حالياً بدور العرض المصرية، ويستثمر في تشابه الاسم وجزء من الحبكة مع العمل الأول الأقدم الذي أصبح ينتمي الآن إلى فئة «الكلاسيكيات»، وكان من بطولة عادل إمام ويسرا وعزت العلايلي.
لكن ومع ذلك فإن ثمة فوراق جوهرية بين العملين، فبينما يخلو العمل القديم من محاولة تقديم الضحك رغم شهرة بطله كفنان كوميدي وينحاز إلى مناقشة قضايا جادة مثل هيمنة الخرافات والمعتقدات الشعبية في مواجهة العلم، فإن «الإنس والنمس» يرفع شعار: «الضحك للضحك من خلال نخبة من نجوم الفكاهة يتقدمهم بطل الفيلم محمد هنيدي، وعمرو عبد الجليل، وبيومي فؤاد وسليمان عيد».
أما عن المعالجة فهي تبدأ ببناء عالم بطل الفيلم «تحسين»، الذي يرث عن والده بيت الرعب بأحد دور الملاهي الكبرى، عبر نموذج شديد الثراء من الناحية الدرامية للبطل الكوميدي في السينما الحديثة حيث يتسم بـ«الفشل، وعدم التحقق، ويحط من قدره جميع أفراد عائلته، حتى أن والدته لا تتوانى عن معايرته بفشله»، وفي وسط مسيرته المعتادة تضعه الأحداث في علاقة مصادفة مع بطلة العمل الأخرى، نيرمين والتي تؤدي دورها منة شلبي غير أنها ومع تتابع الأحداث تُظهر له انتماءها لعالم آخر، وتتوالى المفارقات والمواقف.
يعتمد الفيلم على كوميديا الموقف التي تنبع من التناقضات والمفارقات الصارخة، كما أن الديكور والأزياء والمكياج لعبوا دور البطولة الحقيقية في العمل، من خلال وضع أركان عائلة النمس في المسافة الفاصلة بين البشر والأشباح عبر الشعر المستعار والمساحيق المبالغ فيها والأزياء التي لا تعبر عن بشر أسوياء أبداً، فضلاً عن طبيعة المكان بتياراته الهوائية وسكونه المخيف وظلمته الحالكة.
ويقدّر الناقد محمد البرعي، أن «الفيلم بمثابة عودة قوية للنجم محمد هنيدي الذي افتقده الجمهور سنوات طويلة لم يقدم فيها سوى فيلم واحد لم يحقق نجاحاً جماهيرياً هو (عنترة ابن ابن ابن شداد) الذي عُرض في 2017 كما أنه يمثل التعاون الثاني مع المخرج شريف عرفة، حيث سبق وأن قدم الاثنان واحداً من أقوى الأفلام الكوميدية في السينما المصرية في العشرين عاماً الأخيرة وهو (فول الصين العظيم) إنتاج 2004.«
ويقول البرعي لـ«الشرق الأوسط» إن الفيلم «في مجمله جيد ونجح في المنافسة بقوة في شباك التذاكر محققاً إيرادات جيدة للغاية»، مشيراً إلى أن «هناك بوادر تيار أو مدرسة جديدة في السينما المصرية تتبلور تدريجياً ويمكن تسميتها (كوميديا الرعب) التي ظهرت بوضوح في فيلم (أحمد نوتردام) والذي عرض في موسم عيد الفطر الماضي للنجم رامز جلال».


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.