دمشق تقدم 75 طناً من الأكسجين لسد الحاجات اللبنانية المتزايدة

خلال زيارة مفاجئة لوزير الصحة اللبنانية إلى سوريا

ممرض يتفقد مريضاً بـ«كوفيد - 19» في قسم العناية المركزة بمستشفى رفيق الحريري الجامعي يناير الماضي (أ.ب)
ممرض يتفقد مريضاً بـ«كوفيد - 19» في قسم العناية المركزة بمستشفى رفيق الحريري الجامعي يناير الماضي (أ.ب)
TT

دمشق تقدم 75 طناً من الأكسجين لسد الحاجات اللبنانية المتزايدة

ممرض يتفقد مريضاً بـ«كوفيد - 19» في قسم العناية المركزة بمستشفى رفيق الحريري الجامعي يناير الماضي (أ.ب)
ممرض يتفقد مريضاً بـ«كوفيد - 19» في قسم العناية المركزة بمستشفى رفيق الحريري الجامعي يناير الماضي (أ.ب)

وجه الرئيس السوري بشار الأسد بتقديم 25 طناً من الأكسجين كدفعة أولى إلى لبنان، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، كجزء من 75 طناً أبلغت السلطات السورية وزير الصحة اللبناني حمد حسن الذي زار دمشق أمس الأربعاء، بأنها سترسلها إلى لبنان حيث كان المخزون على وشك النفاد.
ووصل وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى مقر وزارة الصحة السورية في دمشق أمس، حيث التقى بنظيره السوري حسن الغباش. وأعلن الغباش خلال مؤتمر صحافي عقد مع نظيره اللبناني أنه بناء على طلب من حسن، «سيتم تزويد لبنان بـ75 طناً من الأكسجين، كل يوم 25 طناً لمدة ثلاثة أيام»، بناء على توجيهات من الأسد.
وسيتم تزويد لبنان بالأكسجين «بشكل فوري»، على أن يصطحب حسن الدفعة الأولى معه أثناء عودته إلى لبنان. وأكّد الغباش في الوقت ذاته أن ذلك لن يؤثر «على منظومة الأكسجين في سوريا». ووصل حسن إلى دمشق في زيارة لم تكن معلنة. وقال لصحافيين: «لدينا ما يقارب الألف مريض على أجهزة التنفس في غرف العناية الفائقة، ولا سمح الله لو استنفدت الكميات المتبقية، التي كانت حقيقة كافية حتى اليوم (الأربعاء) فقط، لكانت زهقت لا سمح الله آلاف الأرواح». وأشار إلى أن «سوء الأحوال الجوية» أعاق وصول «شحنات من مصادر مختلفة إلى لبنان... خاصة عبر البواخر». وأضاف: «بعد خلو مشافي لبنان من الأكسجين، تم التواصل مع وزارة الصحة السورية لمد لبنان وكانت الاستجابة بالسرعة القصوى». وأضاف حسن: «رغم ازدياد الطلب والحاجة إليه لإسعاف المرضى السوريين، جاءنا الرد الإيجابي سريعاً (...) كما يقال دائماً إن الرهان على الأخ والصديق خلال الأزمات رهان صائب».
وقال حسن في تصريحات صحافية إن «الاتفاق أخوي وشفهي وكان العطاء تلبية لحاجة ملحة ببعد إنساني وطبي وفي اتكالنا على الإخوة بسوريا في الأزمات دائماً يكونون إلى جانبنا». كما قال: «إننا نتعاطى مع النازحين السوريين كأي مواطن لبناني بالتعاون مع المنظمات الأممية، وهذا يحتاج لتنسيق وتعاون دائم».
ويعاني لبنان من نقص بمادة الأكسجين لتغذية معدات التنفس في المستشفيات إثر تزايد انتشار فيروس «كورونا» وارتفاع أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى العناية المركزة. وأوضح خالد هدلا نائب المدير العام لشركة شهاب للأكسجين، وهي الشركة التي تنتج الكميات الأكبر من الأكسجين في لبنان، أن «هناك أزمة أكسجين في لبنان، وأن الشركة لديها إنتاج يكفي للمستشفيات التي تتعامل معها». وعزا شهاب «سبب النقص إلى أن بعض الشركات يعتمد في تغطية حاجته على الاستيراد من دول أخرى من بينها سوريا». وقال: «بسبب ازدياد الطلب على الأكسجين في سوريا، حصل نقص في الاستيراد منها، إذ أصدرت وزارة الصحة السورية قراراً بحصول أولوية المستشفيات السورية على ما تحتاجه إليه من كميات».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.