المغنية شير تستقبل الفيل «الأكثر وحدة في العالم» بكمبوديا بعد إنقاذه

المغنية الأميركية شير بجانب الصندوق الذي يحمل الفيل الآسيوي كافان عند وصوله إلى كمبوديا من باكستان في مطار سيم ريب الدولي (أ.ف.ب)
المغنية الأميركية شير بجانب الصندوق الذي يحمل الفيل الآسيوي كافان عند وصوله إلى كمبوديا من باكستان في مطار سيم ريب الدولي (أ.ف.ب)
TT

المغنية شير تستقبل الفيل «الأكثر وحدة في العالم» بكمبوديا بعد إنقاذه

المغنية الأميركية شير بجانب الصندوق الذي يحمل الفيل الآسيوي كافان عند وصوله إلى كمبوديا من باكستان في مطار سيم ريب الدولي (أ.ف.ب)
المغنية الأميركية شير بجانب الصندوق الذي يحمل الفيل الآسيوي كافان عند وصوله إلى كمبوديا من باكستان في مطار سيم ريب الدولي (أ.ف.ب)

وصل الفيل كافان الذي وُصف بأنه «الأكثر وحدة في العالم»، إلى كمبوديا، اليوم الاثنين بعد إنقاذه من حديقة حيوانات العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث لقي ترحيباً حاراً من النجمة الأميركية شير التي قادت حملة عالمية لنجدته.
وكانت قضية الفيل البالغ 36 عاماً، أثارت ضجة عالمية لدى المجموعات المدافعة عن حقوق الحيوانات التي طالبت بنقله من حديقة حيوانات في إسلام آباد على خلفية تعرضه لسوء معاملة وتعذيب.
وحظيت قضيته بزخم قوي بفضل الدعم المقدّم من المغنية الأميركية التي سافرت إلى باكستان لمواكبته في رحلة الإنقاذ إلى كمبوديا.

وأظهرت صور التقطت في مطار سيام ريب الكمبودي المغنية الأميركية واضعة كمامة سوداء وهي تلوّح بحماس للطائرة إثر هبوطها قرابة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر (07:30 صباحاً بتوقيت غرينيتش).
وقالت شير لوكالة الصحافة الفرنسية بعد الترحيب بكافان: «أنا فخورة جداً لأنه بات هنا حيث سيكون سعيداً للغاية»، مبدية أملها في أن يشكّل انتقال الفيل إلى كمبوديا نهاية لمحنته.
وأوضح أمير خالي، وهو طبيب بيطري من مجموعة «فور بوز» للرفق بالحيوان، أن رحلة كافان التي طال انتظارها كانت «هادئة»، لافتاً إلى أن الفيل «تصرف كأنه معتاد على السفر».
وأضاف: «كان كافان يأكل، ولم يكن متوتراً، حتى أنه نام قليلاً، ونهض واتكأ على جدار القفص»، حيث كان موضوعاً خلال الرحلة.

ويُنقل كافان من سيام ريب إلى مقاطعة أودار مينشي المجاورة حيث سيودع في محمية للحياة البرية تضم نحو 600 فيل آخر.
وقال نيث فيكترا نائب وزير البيئة: «كمبوديا مسرورة بالترحيب بكافان. وهو لن يبقى (الفيل الأكثر وحدة في العالم)».
وأوضح فيكترا لوكالة الصحافة الفرنسية: «نتوقع تكاثره مع فيلة أخرى، في مسعى للحفاظ على الميزات الجينية لهذه الحيوانات في الحديقة».
وبقي كافان طويلاً الفيل الآسيوي الوحيد في باكستان، فيما بقية الفيلة القليلة في البلاد هي من النوع الأفريقي.
وتتوج رحلة كافان سنوات من حملات جماعات الرفق بالحيوان التي أكدت أن سلوكه كان يظهر «نوعاً من المرض العقلي»، بسبب الظروف المزرية لحديقة الحيوانات في إسلام آباد على الأرجح.
غير أن إدارة حديقة إسلام آباد نفت في السابق أي إساءة معاملة للفيل، قائلة إنه كان ينتظر ببساطة لقاء شريكة جديدة بعد نفوق شريكته في 2012.
وسلّط وضع هذا الفيل الذي وصل إلى باكستان بعد ولادته بوقت قصير في عام 1985 وبقي مقيّداً بالسلاسل لسنوات، الضوء على حالة حديقة الحيوان في العاصمة الباكستانية.
ويعتبر ناشطون في مجال البيئة أن الظروف المزرية للحيوانات في حديقة إسلام آباد مردها بجزء منها إلى غياب تشريعات حماية الحيوانات في باكستان.

وقد دفع الوضع في حديقة إسلام آباد بالقضاء الباكستاني إلى أن يأمر في مايو (أيار) الفائت بنقل كل الحيوانات منها.
وبعيد تلقيها النبأ حينها، كتبت شير على «تويتر» أن القرار يمثل «إحدى أعظم اللحظات» في حياتها. وقد ساهمت المغنية الأميركية جزئياً بنفقات نقل الفيل إلى كمبوديا.
وكانت منظمة «فور بوز» وراء الحملة التي أثمرت إنقاذ كافان، وقد أمضى فريق من أطبائها البيطريين ومعالجيها شهوراً عدة مع الفيل من أجل التحضير لنقله الذي استلزم اتخاذ تدابير معقدة بسبب حجم الحيوان وكمية الطعام اللازمة خلال الرحلة.
وتعيّن أيضاً تدريب الفيل على الدخول في القفص المعدني الضخم المصمم خصيصاً له والذي استخدم لنقله عبر طائرة شحن في رحلة استمرت سبع ساعات.
وتلقى الفيل كميّات صغيرة من المنوّمات.
وكانت شير التقت الجمعة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي حرص على شكرها شخصياً على دورها في إنقاذ الفيل كافان.
ونقلت «فور بوز»، التي تعمل بالتنسيق مع سلطات إسلام آباد، أيضاً ثلاثة ذئاب وقردة عدة من حديقة الحيوانات حيث لم يبق سوى دبين بنّيين من هملايا وأيل وقرد.



روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
TT

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)

طوّر باحثون من جامعة ليفربول الإنجليزية روبوتات متنقلة قادرة على الحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إجراء أبحاث التركيب الكيميائي، وصناعة الدواء بكفاءة غير عادية.

وفي الدراسة المنُشورة في دورية «نيتشر»، الأربعاء، أظهر الباحثون كيف تمكنت تلك الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، من أداء مهام البحث الاستكشافي في الكيمياء بمستوى أداء البشر، ولكن في وقت أسرع بكثير.

وتم تصميم الروبوتات المتنقلة التي يبلغ ارتفاعها 1.75 متر بواسطة فريق ليفربول لمعالجة 3 مشاكل أساسية هي: إجراء التفاعلات، وتحليل المنتجات، وتحديد ما يجب القيام به بعد ذلك بناءً على البيانات الناتجة. وقامت الروبوتات بأداء هذه المهام بطريقة تعاونية، حيث تناولت تلك المشكلات في 3 مجالات مختلفة تتعلق بالتركيب الكيميائي ذي الصلة باكتشاف الأدوية الصيدلانية.

وأظهرت النتائج أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، اتخذت الروبوتات القرارات الجديدة أو قرارات مماثلة للباحث البشري، ولكن في إطار زمني أسرع بكثير من الإنسان، الذي قد يستغرق ساعات كثيرة لاتخاذ القرارات نفسها. وأوضح البروفسور أندرو كوبر من قسم الكيمياء ومصنع ابتكار المواد بجامعة ليفربول، الذي قاد المشروع البحثي أن «البحث في التركيب الكيميائي مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، سواء في أثناء التجارب أو عند الحاجة إلى اتخاذ القرارات حول التجارب التي يجب القيام بها بعد ذلك، لذا فإن استخدام الروبوتات الذكية يوفر طريقة لتسريع هذه العملية».

وقال في بيان صادر الأربعاء: «عندما يفكر الناس في الروبوتات وأتمتة الكيمياء، فإنهم يميلون إلى التفكير في إجراء التفاعلات وما إلى ذلك، وهذا جزء منها، ولكن اتخاذ القرار يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «هذه العملية تنطوي على قرارات دقيقة بناءً على مجموعات من البيانات الغزيرة. إنها مهمة تستغرق وقتاً طويلاً من الباحثين، ولكنها كانت مشكلة صعبة للذكاء الاصطناعي كذلك».

ووفق الدراسة، فإن اتخاذ القرار هو مشكلة رئيسية في الكيمياء الاستكشافية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحث بإجراء عدة تفاعلات تجريبية، ثم يقرر توسيع نطاق بعض من تلك التجارب التي تعطي نتائج تفاعل جيدة أو منتجات مثيرة للاهتمام فقط.

من جهته، قال سريرام فيجاياكريشنان، طالب الدكتوراه السابق في جامعة ليفربول، وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الذي قاد هذه التجارب: «عندما حصلت على الدكتوراه، أجريت كثيراً من التفاعلات الكيميائية يدوياً. غالباً ما يستغرق جمع البيانات التحليلية وفهمها الوقت نفسه الذي يستغرقه إعداد التجارب. وتصبح مشكلة تحليل البيانات هذه أكثر حدة. فقد ينتهي بك الأمر إلى الغرق في البيانات».

وأضاف: «لقد عالجنا هذا هنا من خلال بناء منطق الذكاء الاصطناعي للروبوتات. ويعالج ذلك مجموعات البيانات التحليلية لاتخاذ قرار مستقل، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب المضي قدماً إلى الخطوة التالية في التفاعل أم لا». وأكد قائلاً: «إذا أجرى الروبوت التحليل في الساعة 3:00 صباحاً، فسوف يكون قد قرر بحلول الساعة 3:01 أي التفاعلات يجب أن تستمر. وعلى النقيض من ذلك، قد يستغرق الأمر ساعات من الكيميائي لتصفح وتحليل مجموعات البيانات نفسها».

وفي الختام، شدّد البروفسور كوبر على أنه «بالنسبة للمهام التي أعطيناها للروبوتات هنا، فقد اتخذ منطق الذكاء الاصطناعي القرارات نفسها تقريباً مثل الكيميائي خلال تعاطيه مع هذه المشاكل الكيميائية الثلاث في غمضة عين»، مضيفاً أن هناك أيضاً مجالاً كبيراً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم هذه الظواهر الكيميائية.