«جبل طارق» بقعة ساخنة لحفلات الزفاف في زمن {كورونا}

فيه تزوج جون لينون من يوكو أونو عام 1969

بريطاني وبرازيلية يلتقطان صورة الزواج في مارينا بجبل طارق
بريطاني وبرازيلية يلتقطان صورة الزواج في مارينا بجبل طارق
TT

«جبل طارق» بقعة ساخنة لحفلات الزفاف في زمن {كورونا}

بريطاني وبرازيلية يلتقطان صورة الزواج في مارينا بجبل طارق
بريطاني وبرازيلية يلتقطان صورة الزواج في مارينا بجبل طارق

عندما تقدم زوج جينيل غريفين لخطبتها في نوفمبر (تشرين الثاني)، كانت تحلم بإقامة حفل كبير في الكنيسة في مسقط رأسها في لوس أنجليس حيث تخيلت نفسها تسير في الممر بثوب طويل ومحاطة بالعشرات من الأصدقاء وأفراد العائلة.
لكن بعد ثمانية أشهر وبعد أن قلبت جائحة فيروس «كورونا» خططها رأسا على عقب، وجدت المسؤولة عن توظيف المواهب البالغة من العمر 36 سنة، نفسها تتبادل تعهدات الزواج في غرفة اجتماعات صغيرة في فندق على ظهر يخت في شبه جزيرة «جبل طارق» البريطانية الصغيرة التي تقع تحت صخرة شاهقة في الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة الأيبيرية.
شأن العديد من الأزواج الذين تزوجوا هناك هذا الصيف، لم تسمع السيدة غريفين عن إقليم «جبل طارق» أبداً إلى أن ظهرت في الجزء العلوي من محرك البحث «غوغل» كإعلان عن «أسهل وجهات الزواج في أوروبا».
في الوقت الذي عمدت دول العالم إلى تقليص حفلات الزفاف وفرض قيود صارمة على السفر لوقف انتشار «كورونا»، استقبل «جبل طارق» الأزواج من مختلف الجنسيات، بما في ذلك من الأميركيين، الذين عقدوا العزم على إقامة حفلات الزفاف رغم العقبات التي أوجدها الوباء.
في هذا الصدد، قالت غريفين التي سافرت إلى «جبل طارق» من لوس أنجليس عبر مطار هيثرو بلندن، إنّ «الأمر كان مختلفاً تماماً عمّا حلمت به. لكن في النهاية، فإنّ حقيقة الزواج من الشخص الذي اخترته تفوق بكثير أي حلم».
العديد من الزيجات التي يجري الاحتفال بها في «جبل طارق»، مثل زيجة السيدة غريفين، غالبا ما يكون أحد طرفيها مواطن أميركي يتزوج من شريك من بلد آخر بسبب العوائق العديدة التي وضعتها إدارة ترمب على الهجرة والسفر. وقالت غريفين: «لقد سئمنا من الشعور بخيبة الأمل المستمرة من قيود الهجرة التي وقفت حائلا ضدنا»، في إشارة إلى حظر السفر القاسي الذي منع خطيبها البريطاني من زيارتها في الولايات المتحدة. الآن وقد تزوجا، فقد أُعفي من الحظر لأنّه أصبح زوجها. استطردت قائلة إنّ «العيش في بلدان مختلفة كانت هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها ضمان رؤية بعضنا البعض». كما انتهز الأزواج الآخرون الذين واجهوا قيوداً على الزواج في بلدانهم الفرصة للزواج في «جبل طارق» هذا الصيف قبل مجيء الموجة الثانية المحتملة من الفيروس. تفرض آيرلندا حالياً حدا أقصى للتجمعات لا يتخطى 50 شخصاً، لذلك تزوج كريغ بيرن (25 سنة) وأورلا مور (22 سنة)، وكلاهما من آيرلندا، في «جبل طارق» أمام الموظف القائم على التسجيل وشاهدين محليين لتجنب خيبة الأمل حال فشل أفراد العائلة والأصدقاء في الحضور.
وتعليقا على اختيار الوجهة الجديدة لهذه المناسبة، قال بايرن، محام تحت التمرين: «كما تعلم، فإن العائلات الآيرلندية كبيرة العدد: لديك إخوتك وإخوانك وأطفالهم ثمّ العمات والأعمام وأبناء عمومتهم وجميع أطفالهم». وأضاف «لا توجد طريقة سهلة لاختيار المدعوين دون التسبب في ضيق للباقين».
واستطرد بايرن قائلا: «في النهاية أبلغنا الجميع أنّنا سنرجئ الزفاف وسنقضي عطلة في إسبانيا وجبل طارق. أضاف بضحكة خفيفة، «لم نخبر عائلاتنا بأنّنا تزوجنا حتى عدنا لأنّنا لم نرغب بالتسبب في أي ضجة. يمكنك أن تتخيل كيف كان وقع ذلك على الوالدين».
حتى قبل الوباء، كان «جبل طارق» وجهة زفاف شهيرة بسبب قلة الإجراءات البيروقراطية في هذا الشأن هناك، حيث يُطلب من الأزواج إبراز جوازات سفرهم وشهادات ميلادهم والبقاء في المنطقة طوال الليل إمّا قبل الزفاف وإما بعده، ويمكن تلقي شهادة الزواج عن طريق البريد في غضون ثلاثة أسابيع.
لجبل طارق تاريخ حافل مع حفلات الزفاف حيث تزوج جون لينون، عضو فرقة «بيتلز» من يوكو أونو عام 1969 بعد أن واجه سلسلة من العقبات في بلدان أخرى. ونقل عن لينون قوله في كتاب «تاريخ موسيقى الروك آند رول البريطانية»: «لقد اخترنا جبل طارق لأنّه هادئ وبريطاني الطابع وودود»، مضيفا «لقد حاولنا في أماكن أخرى قبل ذلك. فكرت في الزواج على متن عبارة لنصل إلى فرنسا وقد تزوجنا، لكن هذا لم يحدث». واستطرد، «لم نكن أكثر توفيقا مع البواخر السياحية. فكرنا في إتمام الإجراءات في السفارات، لكنّ ذلك كان يتطلب الإقامة لمدة ثلاثة أسابيع في ألمانيا أو أسبوعين في فرنسا».
قلة من الأزواج الذين تزوجوا في «جبل طارق» بعطلة نهاية الأسبوع الماضي كان لديهم مخاوف بشأن مخاطر السفر إلى هناك أثناء تفشى الوباء. لكنّ الإقليم تمكن من احتواء انتشار الفيروس، حيث سجل أقل من 350 حالة إصابة ولم تحدث وفيات حتى الآن. ومع ذلك، أدى ارتفاع الحالات في إسبانيا المجاورة، حسب بيان وزارة الصحة هناك الجمعة، في الأسابيع الأخيرة إلى 9000 حالة ووجود حدود مفتوحة للإقليم مع إسبانيا إلى جعل ويلز تزيل إقليم «جبل طارق» من قائمة البلدان المعفاة من متطلبات الحجر الصحي.
> كيف يمكن المساعدة على عيش حياة أفضل في المنزل أثناء الوباء؟
لا يزال القائمون على حفلات الزفاف يبلغون عن إقبال كبير، حيث كانت الرحلات على متن الخطوط الجوية البريطانية و«إيزي جيت» محجوزة بالكامل طوال شهر أغسطس (آب)، وحُجزت المواعيد في مكتب التسجيل، الذي يعد النظير البريطاني لمكتب الزفاف في نوفمبر.
وفي هذا الصدد، قال شامين كروز، مؤسس شركة «سويت جبرلتار ويدنغز» لحفلات الزفاف، «كنا نتوقع فقط أن يلغي الناس أو يؤجّلوا أفراحهم، لكن بمجرد رفع قيود السفر في يوليو (تموز)، لم تتوقف الهواتف عن الرنين»، مضيفا «من المنطقي أن تكون إجراءات الزواج سهلة هنا، فهي رخيصة وهناك العديد من الرحلات الجوية المباشرة ويُعترف بشهادة الزواج المقدمة في جميع أنحاء العالم».
سجلت شركة «روك أوكيشنز» لتنظيم حفلات الزفاف في «جبل طارق» زيادة بنسبة 20 في المائة بالحجوزات حتى نهاية شهر أغسطس.
ووفق الشركة، «فالأزواج الذين يختارون المجيء إلى هنا عقدوا العزم على ألّا يتركوا الفرصة للوباء لكي يفسد حياتهم»، وأضاف ريشام مهتنيم، منسق حفلات الزفاف والمناسبات بالشركة أنهم «يريدون فقط المضي قدماً في ذلك».
كررت الرأي ذاته أوليفيا ويندهام ستيوارت، اختصاصية حقوق الإنسان البريطانية البالغة من العمر 34 سنة، التي تزوجت من خطيبها الأميركي في «حدائق جبل طارق النباتية» الأسبوع الماضي، قائلة: «لقد كان هذا العام محبطاً للآمال حيث اضطررنا إلى إرجاء جميع خطط حياتنا، لذلك شعرنا براحة كبيرة لاختيار جبل طارق وأدركنا أن هناك مكاناً يمكننا فيه الزواج بالفعل».
على امتداد ساعات النهار، يصطف الأزواج خارج مكتب الأحوال المدنية والتسجيل في «جبل طارق» انتظارا لدورهم في التسجيل لحفل الزفاف، وتتم إجراءات التسجيل في غرفة رديئة مضاءة بلوحة للملكة إليزابيث الثانية في سن الشباب، وعادة ما تستغرق الإجراءات حوالي 15 دقيقة.
بعد ذلك، يقف الأزواج أمام مصاريع المبنى الزرقاء لالتقاط الصور، بعضهم يرتدي ملابس الزفاف الكاملة، والبعض الآخر يرتدي فساتين الصيف والسراويل. قطعة واحدة من الملابس إلزامية في الحفل هي غطاء للوجه (حتى أثناء القبلة الأولى).
تجلب الظروف الطارئة الأزواج من جميع أنحاء العالم وفي عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، وبعد نهاية الاحتفال، انضم الكثيرون منهم إلى السكان المحليين والسياح في متنزه «أوشان فيلادج مارينا»، وهو مكان شهير لاحتساء النبيذ يطل على الميناء.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

المتاحف الإيطالية تقدم خدمة مرافقة الكلاب مجاناً لتشجيع الزوار

سفر وسياحة تقدم المتاحف في إيطاليا يوماً مجانياً لرعاية الكلاب لجذب مزيد من الإيطاليين إلى أبوابها على مدار العام المقبل (أ.ب)

المتاحف الإيطالية تقدم خدمة مرافقة الكلاب مجاناً لتشجيع الزوار

تقدم المتاحف في إيطاليا يوماً مجانياً لرعاية الكلاب لجذب مزيد من الإيطاليين إلى أبوابها على مدار العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) (الشرق الأوسط)

«إياتا»: ارتفاع الطلب على السفر الجوي 8.1 % في نوفمبر

أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) ارتفاع إجمالي الطلب على السفر خلال نوفمبر الماضي بنسبة 8.1 % مقارنةً مع الشهر ذاته من عام 2023

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منظر عام لشاطئ على بحر البلطيق بألمانيا (رويترز)

السياحة الألمانية تسجل رقماً قياسياً رغم الركود الاقتصادي

أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي أنه في نوفمبر سجلت الفنادق والنزل والمخيمات وغيرها من منشآت الإقامة السياحية 32.3 مليون ليلة مبيت بزيادة قدرها 4.8 % عن العام السابق

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جويل حجار تؤمن بالأحلام الكبيرة وتخطّي الإنسان ذاته (الشرق الأوسط)

جويل حجار... «جذور ومسارات عربية» تُتوّج الأحلام الكبرى

بالنسبة إلى جويل حجار، الإيمان بالأفكار وإرادة تنفيذها يقهران المستحيل: «المهم أن نريد الشيء؛ وما يُغلَق من المرة الأولى يُفتَح بعد محاولات صادقة».

فاطمة عبد الله (بيروت)
الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أزمات أسرية تطغى على «الحضور الفني» لممثلات مصريات

الفنانة راندا البحيري (صفحتها على فيسبوك)
الفنانة راندا البحيري (صفحتها على فيسبوك)
TT

أزمات أسرية تطغى على «الحضور الفني» لممثلات مصريات

الفنانة راندا البحيري (صفحتها على فيسبوك)
الفنانة راندا البحيري (صفحتها على فيسبوك)

طغت الأزمات الأسرية على أخبار فنانات وممثلات مصريات، وتصدرت تلك الأزمات، المرتبطة غالباً بالانفصال، «التريند»، لأيام متتالية، وكان أحدثها ما يتعلق بالفنانات راندا البحيري وأيتن عامر وبتول الحداد؛ وقد أدت هذه الأزمات أو تسببت في غياب أو تراجع الحضور الفني لبعض الفنانات.

وحظيت الفنانة راندا البحيري بتعاطف من متابعين، بعد حديثها عن طلاقها وعلاقتها بابنها، وكيف تولت مسؤولية تربيته وحدها، وما تعرضت له من مضايقات من طليقها، وتصدرت «التريند» على «غوغل» الأربعاء، في مصر، بعد حديثها في تصريحات متلفزة عن حياتها الشخصية منذ انفصالها عام 2012، واتجاهها للمشاركة في مشروعات بعيدة عن الفن.

وبرزت راندا البحيري في الوسط الفني منذ عام 2000، وشاركت في فيلم «أوقات فراغ» 2006، ثم شاركت في عدد من الأعمال وكان أحدثها «ساحر النساء» و«الشرابية».

كما ظهرت الفنانة أيتن عامر في دائرة الأضواء الخاصة بالمشاكل الأسرية بعد نشر طليقها على صفحته بـ«إنستغرام» طلباً ومناشدة لرؤية أبنائه منها، وتوجيه استغاثة لرئيس الجمهورية بهذا الصدد.

وقدمت أيتن عامر العديد من الأعمال الفنية من بينها مسلسلات «الدالي»، و«أفراح إبليس»، و«كيد النسا»، و«الزوجة الثانية»، وأحدث أعمالها «تل الراهب» و«جودر - ألف ليلة وليلة».

الناقد الفني المصري أحمد السماحي أكد أن «الفنانين يتعرضون لأزمات باستمرار، والقليل منهم يستطيع تجاوز تلك الأزمات ومواصلة مشوارهم الفني». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الظاهرة ليست جديدة، بل لها جذور تعود لبدايات القرن الماضي».

وخطفت الفنانة الشابة بتول الحداد الأضواء وتصدرت «التريند» قبل أيام بعد إعلان انفصالها بعد مرور 5 أشهر فقط على زواجها، وقدمت الفنانة بتول الحداد عدة أعمال، وكانت بداية مشوارها في فيلم «فتاة المصنع» للمخرج محمد خان عام 2014، وشاركت في مسلسلات من بينها «يونس ولد فضة» و«نسر الصعيد»، وتستعد لخوض الموسم الرمضاني المقبل بمسلسل «ضل حيطة» وفق تصريحاتها لوسائل إعلام محلية.

جانب من حفل زفاف الفنانة بتول الحداد (يوتيوب)

وحظيت أيضاً الفنانة شيري عادل باهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، أكثر من مرة، كان أحدثها تصريحها عن انفصالها من الفنان طارق صبري، مؤكدة أن «الانفصال أفضل من الاستمرار في حياة تعيسة». وفق تعبيرها.

وبدأت شيري عادل مشوارها الفني عام 1999 حينما كانت طفلة، ثم شاركت في العديد من الأفلام من بينها «بلبل حيران» و«حسن ومرقص» و«أمير البحار»، ومسلسلات من بينها «شيخ العرب همام» و«جروب الدفعة»، و«الوصفة السحرية».

وأضاف السماحي أن «ما نراه هذه الأيام من حالات كثيرة مثل راندا البحيري أو أيتن عامر أو بتول الحداد؛ كل ذلك يؤثر على مشوارهم الفني بشكل أو بآخر، لكن الفنان الذكي هو الذي يتجاوز الأزمات الأسرية ويواصل مشواره»، وضرب السماحي مثالاً بالفنانة أنغام، قائلاً: «أنغام تعرضت للكثير من التخبطات في حياتها الأسرية، لكنها تخطت كل هذه الأزمات وظلت متوهجة طوال الوقت على مدى نحو 40 عاماً».

شيرين تجاوزت أزمات أسرية وواصلت مشوارها الفني (صفحتها على فيسبوك)

وكانت الفنانة شيرين عبد الوهاب تعرضت أيضاً لأزمات أسرية أثرت على مشوارها الفني، وفق متابعين ونقاد، وخصوصاً بعد ارتباطها وانفصالها عن الفنان حسام حبيب أكثر من مرة، وخضعت للعلاج لفترة في إحدى المصحات، بناء على طلب عائلتها.

وقال المتخصص في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا»، معتز نادي، لـ«الشرق الأوسط»: «يتجه أحياناً بعض الفنانين للبث المباشر والحديث عن حياتهم الشخصية لتعويض غيابهم عن ساحة الأعمال الفنية وضمان استمرار دخل مجز لهم».

وحذّر نادي من أنه «بمرور الوقت قد تتأثر صور هؤلاء الفنانين سلباً، إذا ظلت فقط تحت عدسة الأزمات دون تقديم أعمال فنية تترك بصمة لدى الجمهور».