قرار هاري وميغان بالانسحاب يغضب الملكة ويثير سخط الصحافة البريطانية

اجتماع للعائلة في قصر كنزنغتون... ومقربون: لم يستشيرا أحداً و«مدام توسو» يغيّب تمثاليهما

هاري وميغان بعد الإعلان عن خطوبتهما في لندن عام 2017 (أ.ب)
هاري وميغان بعد الإعلان عن خطوبتهما في لندن عام 2017 (أ.ب)
TT

قرار هاري وميغان بالانسحاب يغضب الملكة ويثير سخط الصحافة البريطانية

هاري وميغان بعد الإعلان عن خطوبتهما في لندن عام 2017 (أ.ب)
هاري وميغان بعد الإعلان عن خطوبتهما في لندن عام 2017 (أ.ب)

في خطابها التلفزيوني السنوي الذي أذيع يوم عيد الميلاد قالت الملكة إليزابيث إن عام 2019 كان عاما «مليئا بالمطبات» في إشارة ربما لتغيرات في حياة عائلتها مثل الأمير فيليب الذي تنحى عن الحياة العامة والضجة التي ثارت حول ابنها الأمير أندرو وعلاقته بجيفري أبستين المدان باستغلال القاصرات. ما لم تقله وربما لم تتوقعه الملكة أن 2020 لن يكون أفضل من سابقه، ربما كانت هناك إشارة ضمنية لاحظها الكثيرون من خلال إطارات الصور التي وضعت على المكتب الذي جلست إليه لتلقي خطابها. قال كثيرون إن الملكة لم تضع صورة لحفيدها الأمير هاري وزوجته ميغان وابنهما آرتشي، واستشف المعلقون أن ذلك يشي بمتاعب قادمة وبعدم رضا الملكة عن هاري.
بعد أن فجر هاري وميغان قنبلة ليلة أول من أمس من خلال صفحتهما على موقع إنستغرام معلنين اعتزامهما بأنهما سيتنحيان عن أداء مهامهما الرئيسية وسيمضيان مزيدا من الوقت في أميركا الشمالية، يبدو أن 2020 سيكون عاما صعبا على الملكة والعائلة.
تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي مع الإعلان على الفور وتصدر وسم «ميغان» و«هاري» «تويتر» وغيره من المنصات، وبالطبع تبارت الصحف اليومية في تغطية الخبر على صفحاتها الأولى مع اختلاف النبرة من الرصينة في صحف مثل «غارديان» و«تايمز» إلى الحادة مثل «صن» و«ديلي ميل» و«ميرور» التي اختارت عناوين صارخة مثل «ميغزيت» وهو على وزن «بريكست» ويحمل ميغان مسؤولية القرار المفاجئ ويلقي عليها باللائمة في تفكيك العائلة المالكة البريطانية. «ديلي ميل» خصصت 12 صفحة للموضوع مستعينة بعمود للصحافي بيرس مورغان الذي هاجم الزوجين بحدة ناعتا ميغان بأنها «صيادة مال» وأنها استغلالية. وعموما نقد مورغان لميغان قد لا يعد حياديا إذ إنه يحمل الكثير من العداوة لها. ولكن اللافت في الموضوع هو التقارير الت ي ظهرت بعد ذلك واعتمدت على مصادر داخل قصر باكنغهام، تؤكد على أن القرار سبب صدمة شديدة في الأوساط الملكية وأن الملكة إليزابيث غاضبة جدا ومستاءة من تصرف حفيدها وأن والده الأمير تشارلز وشقيقه ويليام يغليان من الغضب.
وحسب تلك المصادر فيبدو أن هاري قد زار الملكة إليزابيث في قصر «ساندريهام» فور عودته من إجازته الطويلة في كندا، وقيل إنه أخبرها برغبته في التنحي عن الصف الأول من أفراد العائلة ولكن الملكة طلبت منه عدم الإعلان عن القرار وأن يقوم بمشاورة والده الأمير تشارلز. ولكن الزوجين قررا عدم الانتظار وأعلنا قرارهما المثير للجدل على صفحتهما بموقع إنستغرام. وبالأمس اجتمع أفراد العائلة في قصر كنزنغتون للاحتفال بعيد ميلاد دوقة كمبريدج كيت الـ38 وتواتر أن موضوع النقاش الأول سيكون القرار الصادم.
وعلقت ريانون ميلز مراسلة الشؤون الملكية بقناة سكاي التلفزيونية على الأمر بقولها «قيل لي بأن هاري وميغان قاما بكتابة نص البيان الذي نشراه على إنستغرام، ولم يتم استشارة أي فرد من أفراد العائلة الرفيعي المستوى. الأمر كان في مراحل النقاش الأولى».
من ناحية أخرى قال مراقبون إن القرار يبدو موائما لتوجهات الأمير تشارلز بتقليص أعداد العائلة الرسميين وضربوا المثل بصور حديثة للملكة مع ولي عهدها تشارلز وابنه ويليام والحفيد الأمير جورج، أي خط الوراثة للعرش.
- ابتعاد هاري وميغان بدأ مبكرا
بدا من البيان أيضا أن هاري يشعر ببعده عن الصف الأمامي للعائلة وأيضا رغبته أو رغبة ميغان بالاستقلال بحياتهما بعيدا عن العائلة وهو ما ظهر واضحا بعد انتقال الزوجين من الإقامة في قصر كنزنغتون مع الأمير ويليام وكيت، لينقلا مقر إقامتهما إلى قصر صغير بالقرب من قلعة وندسور. ومنذ بداية الزواج عبر هاري عن استيائه من ملاحقة وسائل الإعلام له ولزوجته وقال في برنامج وثائقي أذيع بمناسبة رحلتهما لأفريقيا إنه لا يريد أن تتكرر قصة والدته الراحلة ديانا مع الصحافة التي يلومها بشكل كبير على وفاة ديانا في حادث سير في باريس.
وفسر المراقبون بأن قرار هاري بالاستقلال النصفي من الدور الملكي بأنه سيتخلى عن المخصصات المالية التي يتلقاها من الدولة وأنه سيكتفي بدخله الذي خصصه له الأمير تشارلز من ثروته الخاصة. وسيتخلى الزوجان أيضا عن الفريق الصحافي الذي يغطي تحركات العائلة المالكة وسيعتمدان فقط على عدد محدود من الصحافيين الثقة. وأضافت ميلز في تحليلها على موقع قناة سكاي «القرار لن يؤثر سلبا على علاقتهما بالإعلام فقط بل أيضا مع أفراد العائلة المالكة».
أما آرثر إدواردز المصور الصحافي السابق بصحيفة «صن» فقال: «لا أعرف ما الذي أصاب هاري وأتمنى أن يعود لرشده»، وأضاف أن فرص العمل محدودة لشخص في مكانة الأمير هاري «هناك برامج تلفزيونية محدودة يمكنه تقديمها وخطابات محدودة يمكن إلقاؤها. هو شخص يملك الثروة ولا يحتاج للمال ولكننا في حاجة لوجوده. في نظري هذه أكبر صدمة تصيب العائلة منذ أن قامت والدته ديانا بلقاء تلفزيوني شهير في برنامج (بانوراما) تحدثت فيه عن حياتها مع الأمير تشارلز وعن علاقته بكاميلا بصراحة».
ومن داخل الأوساط الصحافية التي عملت داخل قصر باكنغهام قال ديكي آربيتير، السكرتير الصحافي في القصر الملكي سابقا: «هاري وميغان تعودا على اتخاذ قرارات من دون علم المحيطين بهما. لقد نشأ هاري تحت أضواء الإعلام وكنت أتوقع أن يكون متمرسا في التعامل معها، ولكني أعتقد أن الأمر كله كان برغبة ميغان. وأتوقع أن كثيرين سيلقون باللائمة عليها».
- الرباعي الرائع والانشقاق
تواترت أنباء كثيرة خلال العامين الماضيين عن خلافات بين هاري وشقيقه ويليام وقيل بأن ويليام غير راض عن تصرفات هاري بعد زواجه، وأكد ذلك هاري في لقاء تلفزيوني قال فيه إنهما «على طريقين مختلفين»، وإنهما يمران بأيام جيدة وأيام سيئة.
وقالت صحيفة «صن» إن هناك الكثير من الغضب تجاه هاري وميغان داخل العائلة لأنهما اتخذا القرار من دون التفكير في تداعياته على العائلة وأضاف التقرير: «لا يصدق المقربون من العائلة ما حدث، هناك أسئلة كثيرة بلا أجوبة. كانت هناك خطة وتفكير في أن يتم الأمر بشكل يرضي كل أفراد العائلة ولكن هاري وميغان قررا التصرف من دون التفكير في الآخرين». وبدا غضب الملكة من التصرف واضحا من البيان المقتضب الذي أصدره قصر «باكنغهام» بعد أن نشر هاري وميغان قرارهما وجاء فيه: «المناقشات مع الدوق والدوقة لا تزال في مراحلها الأولية. نتفهم رغبتهما في اتخاذ طريق آخر، لكن هذه الأمور معقدة وستستغرق وقتا للعمل عليها». وقالت صحيفة «ديلي ميل» إن رغبة الزوجين معروفة لدى أفراد العائلة منذ أسبوع وتم الاتفاق على محاولة تحقيقها بهدوء.
وقال أحد المساعدين في القصر إن «هاري وميغان لا يعرفان بالضبط ما يجب أن يفعلاه ليكونا مستقلين ماديا، وضرب المثل بآخرين في العائلة حاولوا جني المال من عملهم الخاص ولكن كل تلك المشاريع باءت بالفشل. وقال آخر إن الزوجين يريدان أن يحصلا على كل شيء، «يريدان الكعكة في يديهما وأكلها في نفس الوقت. حتى الفريق العامل معهما حذرهما من الإعلان عن الأمر حتى تتم المناقشة مع العائلة بشكل مستفيض. ولكنهما يعيشان في فقاعة وبعقلية المحاصر، يشعران وكأنهما في مواجهة العالم وأن العائلة لا تفهمهما ولا تساندهما، وأعتقد أن ذلك محض هراء».
- متحف {مدام توسو} يبعد تمثالي هاري وميغان عن العائلة
في تصرف سريع وصفه بعض القراء بـ«القاسي» قام متحف الشمع الشهير بلندن «مدام توسو» بتغيير ترتيب التماثيل الشمعية للعائلة الملكة وأبعد تمثالي ميغان وهاري من مكانه المعتاد إلى جوار تماثيل الملكة ودوق إدنبره الأمير فيليب والأمير ويليام وكيت ميدلتون. وقال ستيف ديفيز المدير العام للمتحف الشهير: «كبقية العالم نتفاعل مع الأخبار المثيرة للاستغراب أن دوق ودوقة ساسيكس قررا التراجع عن دوريهما كأفراد رفيعي المستوى في العائلة المالكة. من اليوم لن يقف تمثال هاري وتمثال ميغان في عرضنا الخاص بالعائلة المالكة».
- على خطى إدوارد ومسز سيمبسون
مقارنة هاري وميغان مع الملك إدوارد الثامن الذي تخلى عن العرش بسبب قصة حبه مع المطلقة الأميركية واليس سيمبسون وزواجه منها، كانت أول ما ردده المعلقون. وفي الواقع أوجه المقارنة كثيرة فمسز سيمبسون كانت مطلقة أميركية مثل ميغان وتسبب زواجها من إدوارد في شرخ في العائلة المالكة. ولكن أيضا يمكن القول بأن قرار التنحي أثر على إدوارد نفسه وعلى رضاه عن حياته بعيدا عن القصر الملكي بعد أن أقصته العائلة عنها. وذلك ما عبر عنه الكاتب المختص بحياة شخصيات العائلة المالكة هيوغو فيكرز الذي قال لراديو بي بي سي 4 مقارنا بين الحالتين: «إذا لم يكونا حذرين سينتهي بهما الأمر كمثل المشاهير الملطخي السمعة، حتى لو حاولا عمل دائرة ملكية خاصة بهما لن ينجح الأمر». وفي الواقع هناك مقارنة أخرى مع الأميرة الراحلة ديانا التي تركت العائلة المالكة بعد طلاقها من الأمير تشارلز وقررت التفرغ للأعمال الخيرية، وربما يكون هاري متأثرا بها أكثر من أي شخص آخر فهو عانى نفسيا الكثير منذ تلك اللحظة التي مشى فيها طفلا خلف نعشها.
وكان هاري قد اعترف سابقا بأنه عانى بعد وفاة والدته ديانا وعبر عن ذلك في عدد من المقابلات الصحافية وقال في إحداها إنه في كل مرة يرى كاميرا صحافي أمامه ويسمع صوتها يتذكر وفاة والدته، وقال: «أعتقد كوني أني فرد من العائلة أقوم بهذا الدور وهذه الوظيفة، في كل مرة أرى فيها كاميرا مصور وكل مرة أسمع فيها صوت التقاط الصورة، كل مرة أرى فيها (الفلاش)، يأخذني ذلك للوراء، كل ذلك بالنسبة لي أسوأ ذكرى لحياة والدتي بدلا من أن يكون الأفضل».


مقالات ذات صلة

رسالة ميلادية دافئة من دوق ودوقة ساسكس

يوميات الشرق لحظة عائلية دافئة في موسم الأعياد (إنستغرام)

رسالة ميلادية دافئة من دوق ودوقة ساسكس

شاركت دوقة ساسكس صورة عائلية جمعتها بدوق ساسكس وطفليهما، مُرفقة برسالة بمناسبة عيد الميلاد...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك تشارلز الثالث (رويترز)

علاج الملك تشارلز من السرطان سيكون أخفّ في العام الجديد

قال الملك تشارلز الثالث، الجمعة، إن علاجه من السرطان سيتم تخفيفه في العام الجديد بفضل التشخيص المبكر، والتدخل الفعال، والالتزام بتعليمات الأطباء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك البريطاني تشارلز (أ.ف.ب) play-circle

ضمن حملة توعية... الملك تشارلز يتحدث للبريطانيين عن رحلة تعافيه من السرطان

سيُلقي الملك البريطاني تشارلز، اليوم (الجمعة)، خطاباً شخصياً موجَّهاً للبريطانيين يدور حول إصابته بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل (رويترز) play-circle

ميغان ماركل تنتقد «ديلي ميل» بسبب تغطية صحافية من جوار والدها في المستشفى

قال متحدث باسم ميغان ماركل، زوجة الأمير هاري، إنها تمكنت من إرسال خطاب إلى والدها في أحد المستشفيات على الرغم من خرق صحيفة «ديلي ميل» لـ«الحدود الأخلاقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)

القبض على 4 أشخاص ألقوا الطعام على صندوق عرض التاج البريطاني

قالت الشرطة البريطانية، اليوم السبت، إنها اعتقلت أربعة أشخاص في برج لندن بعد إلقاء طعام على صندوق عرض يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».