عقول سعودية تندمج لتشكيل مستقبل الذكاء الصناعي

هيئة جديدة ومعسكرات للتطوير المعرفي

بناء القدرات في مجال البيانات هدف وطني
بناء القدرات في مجال البيانات هدف وطني
TT

عقول سعودية تندمج لتشكيل مستقبل الذكاء الصناعي

بناء القدرات في مجال البيانات هدف وطني
بناء القدرات في مجال البيانات هدف وطني

يعد الذكاء الصناعي اتجاها جديدا ترمي إليه أغلب الحكومات، لكونه سيعمل مستقبلاً على تحسين نمط الحياة وتسريع الأعمال التي تحتاج إلى وقت وجهد، إضافة إلى إسهامه في النمو الاقتصادي على مستوى الدول، وتعزيز مجالي الاختراع والابتكار في شتى القطاعات.
وإيمانا بدور التقنية الفعّال؛ استحدثت السعودية مؤخرا هيئة باسم «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الصناعي» المرتبطة ارتباطا مباشرا برئيس مجلس الوزراء، وتختص الهيئة في التعامل مع جميع الأصول البيانية الإلكترونية والورقية داخل وخارج السعودية، إضافة إلى أنها الجهة المسؤولة عن أجندة البيانات الوطنية.
وتتوسع السعودية بقطاعات كثيرة في مجال تهيئة المواهب والعقول التقنية لتحقيق تلك الأهداف، حيث دشن الاتحاد السعودي للبرمجة والدرونز أول من أمس (الاثنين) «معسكر طويق علماء البيانات» الذي أتى بالشراكة مع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وكثير من الجهات الأخرى، والذي يهدف بدوره إلى بناء قدرات وطنية واحترافية في مجال التقنية والذكاء الصناعي.
وذكر الدكتور مشاري المشاري نائب مدير مركز المعلومات الوطني، في حفل الافتتاح أمس، أن دور الهيئة هو إكمال تناغم المنظومة وسيكون دورها محوريا بحيث سيطلق القدرات الكامنة للبيانات من خلال الدور التنظيمي والتشريعي عبر مكتب إدارة البيانات الوطنية والدور التشغيلي عبر مركز المعلومات الوطني والدور الابتكاري والخلاق عبر المركز الوطني للذكاء الصناعي.
ويقول عبد العزيز الباتلي مستشار الحوسبة السحابية بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية إن «الذكاء الصناعي سيكون يوماً ما من الاحتياجات الماسة للحياة البشرية، حيث إن الفائدة القصوى له لم نشهدها حتى هذا اليوم، إضافة إلى أنه ستكون لهذه التنقية تطبيقات ومنافع مهمة في جميع المجالات التعليمية والطبية والزراعية والصناعية الاقتصادية والمالية».
وشدد الباتلي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة وجود تشريعات دولية تحد من الاستخدام الخاطئ للتقنية، وقال إن «للذكاء الصناعي منافع كثيرة ودورا مهما في حياة الإنسان لإحداث نقلة نوعية وكبيرة في المستقبل، فمن الضروري أن يكون هناك وجود لتشريعات وطنية ودولية تقلل - أو تمنع - من الاستخدامات غير الأخلاقية لهذه التقنية».
وعلى الصعيد التقني يقول الباتلي: «ستعزز الهيئة البنية التحتية للتقنيات التقليدية كالأمن السيبراني والحوسبة السحابية وكذلك التقنيات الناشئة الأخرى وإنترنت الأشياء، والتي يتوقع أن ينتج عنها كثير من الحلول الخلاقة والمبتكرة في المجالات المذكورة سابقاً من خلال استغلال البيانات وخوارزميات الذكاء الصناعي».


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.