إبداعات 45 تشكيلياً تُزين معرضاً عن «رؤية 2030» في مصر والسعودية

فنانو البلدين استشرفوا المستقبل بريشاتهم في غاليري «لمسات» بالقاهرة

عمل للفنان السعودي أحمديني أحمد
عمل للفنان السعودي أحمديني أحمد
TT

إبداعات 45 تشكيلياً تُزين معرضاً عن «رؤية 2030» في مصر والسعودية

عمل للفنان السعودي أحمديني أحمد
عمل للفنان السعودي أحمديني أحمد

«فن يسبق العصر»، عبارة يمكن أن نطلقها على معرض الفن التشكيلي الجماعي «2030 في عيون لمسات» الذي يقدم من خلاله فنانون تشكيليون مصريون وسعوديون تصوّراتهم للمستقبل ورؤيتهم لغد بلديهم، في إطار دعم «رؤية 2030» الخاصة في مصر والسعودية.
يشارك في المعرض الذي يحتضنه غاليري «لمسات» للفنون في منطقة وسط القاهرة، ويشرف عليه من السعودية الفنانة ميساء مصطفى، ومن مصر مديرة الغاليري الدكتورة نيرمين شمس، 45 فناناً ويكتسب أهميته من كونه أول معرض تشكيلي يقام لدعم «رؤية 2030» الخاصة بالبلدين، ذلك المسار الذي يتضمن إحداث التنمية المستدامة في جميع المجالات خلال السنوات المقبلة وصولاً إلى تحقيقها في عام 2030.
ومثلما تهدف «رؤية 2030» إلى ربط الحاضر بالمستقبل، يحاول الفنانون المشاركون في المعرض استشراف المستقبل في جميع القطاعات من خلال فنهم، عبر التعبير عن مسيرة التنمية وعمليات البناء والإمكانات البشرية، أو تجسيد ملامح من البيئة المحلية والموروث الثّقافي والتراث الحضاري.
فعبر لوحتها «الخيل والليل» المستوحاة من القصيدة الشهيرة لأبي الطيب المتنبي وكملمح من البيئة السعودية، جاءت مشاركة الفنانة باسمة أحمد الجدوي التي تقول لـ«الشرق الأوسط» عن مشاركتها في المعرض: «لي مشاركات تطوعية في معارض محلية، وعندما علمت بمعرض (لمسات) عبر إحدى المجموعات الفنية، شاركت على الفور، كون هذا المعرض خطوة احترافية بالنسبة إلي».
وعن الفائدة من الوجود في معرض مشترك، تضيف: «الفائدة برأيي تعود على الفنان والجمهور، فالفنان يكتسب خبرة ويتعرف على حضارة الدولة الأخرى، ويشارك أهلها من خلال فنه ورسوماته، أمّا الفائدة التي تعود على الجمهور فإنه يجد نفسه داخل حلقة تربط بلدين بعيداً عن الدين والسياسة من خلال أعمال الفنانين، وطريقة تعبير كل فنان عن تراث بلده». أمّا مواطنتها الفنانة هناء محمد ملاكا، فتقول لـ«الشرق الأوسط»، إنّ اهتمامها بالمشاركة في المعرض جاء لتوصيل فكرة «رؤية 2030» للجمهور، عن طريق أسلوب فني جديد مختلف عن العبارات والمقالات، والمساعدة في إيصال أقرب فكرة للجيل القادم عن هذه الرؤية بأسلوب البلدين. وتثمّن ملاكا ما يحمله المعرض من أهداف، مثل تبادل الثقافات إلى جانب كونه محفلاً فنياً يدعم التجارب والخبرات مع العدد الكبير للفنانين المشاركين.
كذلك تقدم التشكيلية السعودية مها مصلي لوحتين في المعرض، الأولى بعنوان «القبة الخضراء» والثانية «الكعبة»، اللتين مزجت فيهما بين خامتَي الإكليريك وورق الذّهب لتجسّد فيهما مكة والمدينة. لافتة إلى أنّها المرة الأولى التي تشارك فيها بمعرض فني بمصر. بدوره، يقول الفنان المصري أحمد صالح فضل، إنّه حرص على المشاركة في المعرض نظراً إلى العدد الكبير من الفنانين المشاركين وهو ما يؤدي إلى إثراء المشهد الفني في البلدين والتقارب بين الأشقاء، لافتاً إلى أنّه رأى المشهد السعودي متمثلاً في لوحات المشاركين متّسماً بالتنوع والاجتهاد والتشجع في اكتشاف المواهب.
يذكر أنّ المعرض يقام على هامشه برامج تدريبية وورش عمل مختلفة الموضوعات للتبادل الثّقافي والتشكيلي بين الفنانين المشاركين، لتفعيل الجانب الثّقافي والتثقيفي وتبادل الخبرات الفنية بين فناني البلدين.



مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.