يعيد المنتخب الانجليزي كتابة ما يقال عنه حول العالم، فمن وصف صحيفة ماركا اليومية الاسبانية المهاجم هاري كين "بالاعصار" إلى حديث صحيفة لا جازيتا ديلو سبورت الايطالية عن "الأمان والروعة وهو أمر غير معتاد تاريخيا"، بدأ المدرب جاريث ساوثجيت في تشجيع لاعبيه على الاستمتاع باللحظة وأبلغهم أنه حان الوقت "للراحة".
لكن الفريق فضل البقاء في مقر الإقامة والاحتفال بتأهله إلى دور الستة عشر لكأس العالم ولما لا فالإشادة التي حصل عليها جاءت من كل حدب وصوب ومن الغريم التقليدي.
فصحيفة ديلي ريكورد الاسكتلندية كتبت "حان الوقت لكل اسكتلندا أن تشعر بالقلق" وأن انجلترا ستندم لو فشل ساوثجيت على وضع يده "على الكأس الذهبية التي تلوح في الأفق".
لكن الأمر المؤكد حتى الآن أن فوز انجلترا في مباراتين حتى الآن جاءا على فريقين متوسطين والأمر المقلق أن فريق المدرب ساوثجيت فشل في الحفاظ على شباكه نظيفة وهو ما يفتح الحديث عن كيف سيتعامل دفاعه مع منافسين أكثر فاعلية.
لكن في الوقت ذاته ليس غريبا الكتابة عن جرعة التفاؤل الجديدة في معسكر المنتخب ولم يتحدث ساوثجيت مطلقا عن أن انجلترا جاءت إلى روسيا بالعودة بالكأس لكن أيضا لم يقل عكس ذلك.
وأضاف "قلت دائما إنني لا أريد الحد من شعور (اللاعبين) أنه من الممكن حدوث ذلك. هذا ما أشعر به حتى الآن".
ويمكن أن تكتسب انجلترا الجرأة من حقيقة أنها حققت فوزين متتاليين في أول مباراتين في بطولة كبيرة للمرة الثالثة فقط منذ 1950 ويلعب الفريق بحيوية والحماس والذي يجعل كين بشكل خاص عازما على ترك بصمته على البطولة الحالية.
وكان يمكن أن تكون أهداف كين الخمسة ضد تونس وبنما كافية للفوز بالحذاء الذهبي في كأس العالم 1962 أو تقاسم اللقب مع ميروسلاف كلوزه (2006) وتوماس مولر (2010) ويتأخر بفارق هدف واحد عن مجموع ما أحرزه ماريو كيمبس (1978) وباولو روسي (1982) وجاري لينيكر (1986) وتوتو سكيلاتشي (1990) وهريستو ستويتشكوف واوليج سالينكو (1994) ودافور سوكر (1998).
ويعطي كين انطباعا أنه مثل كريستيانو رونالدو يتحمس بتحقيق هذه الألقاب وهو ما جعل ساوثجيت يتساءل عن هل ربما شعر كين "بالإنزعاج" من تغييره ضد بنما.
وبالنسبة لكين أصبح وضع اسمه أعلى قائمة الهدافي هوسا.
وكل ذلك يمثل تحذيرا حول الوضع الحساس لو قرر ساوثجيت منح كين راحة ضد بلجيكا يوم الخميس وهو ما يميل لفعله وهي المواجهة التي ستحدد من سيتصدر المجموعة السابعة بعدما ضمنا التأهل بالفعل.
ويبدو أن ساوثجيت الذي اختار كلماته بعناية يعلم أن هذا الأمر ربما لن يتقبله قائد المنتخب.
وقال "من الواضح أنه من المهم لكين (المنافسة على الحذاء الذهبي). فهو فخور بصدارة القائمة ويتفوق على نجوم في تاريخ الكرة الانجليزية فيما يتعلق بعدد الأهداف في كأس العالم وهذا ما يجعله فخورا للغاية. لكنه يعلم أيضا أن الفريق أهم شيء ويجب علينا اتخاذ القرارات المناسبة للفريق. يجب علي أن أفعل ما هو مناسب للفريق".
وهذا يوحي أن ساوثجيت يفكر في الحفاظ عليه من أجل مواجهة دور الستة عشر في روستوف يوم الاثنين أو في موسكو في اليوم التالي.
وتحدث كين عن أنه لا يريد الحصول على راحة لكن ساوثجيت أشار إلى أنه أولوياته هي منح الفرصة لبعض اللاعبين الذين لم يشاركوا في أي مباراة حتى الآن وأشار مرة أخرى إلى "التناغم" في المجموعة.
وفي السابق وصف ستيفن جيرارد معسكر انجلترا بأنه "سجن خمس نجوم" وخلف أسوار مقر إقامة الفريق يعلم ساوثجيت عن احتمال شعور اللاعبين الذين لم يشاركوا حتى الآن بالملل وأن هذا سيؤدي إلى خلق المشاكل.
وقال ساوثجيت في إشارة إلى التغييرات التي قام بها خلال الفوز 6-1 على بنما "يجب علينا التفكير في كل شيء. شعرت بأهمية ذلك بالنسبة (لجيمي) فاردي و(فابيان) ديلف و(داني) روز الذين تدربوا بشكل جيد وكانوا مهمين للمجموعة. كان هناك أربعة أو خمسة لاعبين تمنيت أن أشركهم. يجب علي التفكير في كل ذلك والمنافسة على المراكز وحاجة اللاعبين للعب والحفاظ على وحدة المجموعة".
وستدخل بلجيكا تغييرات عديدة على تشكيلتها مع توقع حصول إيدن ازار وروميلو لوكاكو على راحة وفي حالة ساوثجيت فهناك أربعة لاعبين – داني ويلبيك وفيل جونز وجاري كاهيل وترينت الكسندر-أرنولد – لم يلعبوا أي دقيقة حتى الآن ويأمل ديلي آلي في استعادة لياقته وستتم متابعة حالة كيران تريبيير بعد خروجه كإجراء وقائي ضد بنما.
وبحلول موعد المباراة ستكون إنجلترا توصلت إلى مزايا وعيوب إنهاء المجموعة في الصدارة أو المركز الثاني في محاولة للابتعاد عن ألمانيا أو البرازيل في دور الثمانية وربما يكون من الأفضل لانجلترا أو بلجيكا احتلال المركز الثاني من أجل طريق أسهل في البطولة.
ورغم تساويها في كل شيء مع بلجيكا من حيث عدد النقاط وفارق الأهداف والأهداف التي أحرزها كل الفريق تتصدر إنجلترا المجموعة لحصولها على عدد أقل من الإنذارات وربما تذهب إلى كالينينجراد بنية التخلي عن هذه الصدارة.
وقال ساوثجيت "بالنسبة لبلادنا فسيكون من الصعب التفكير بهذه الطريقة. نريد الفوز بكل مباراة. لا أعلم كيف سندخل مباراة ونحن لا نريد الفوز بها وتقديم أداء جيد لذا سيكون أمرا خطيرا لو بدأنا في وضع خطة وتوقع ماذا ستؤول إليه".
وبجانب ذلك فالدرس من يورو 2016 أن انجلترا لا يجب ألا تفكر في سوى في دور الستة عشر أولا والمواجهة المحتملة ضد اليابان أو السنغال أو كولومبيا.
وقال ساوثجيت "في البطولة الماضية كنا نفضل المواجهة (ضد ايسلندا) ولم تفلح الأمور. يجب أن نواصل اللعب بأفضل طريقة ممكنة والاستعداد الجيد والحفاظ على إيقاعنا ويجب علي الاعتماد على التشكيلة كلها. اعتقد أن هذا أهم شيء".