الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

الدفع ببندي «التجاوز» والتعذر» وتعديل قانون «الانفصال»... وهرتسوغ سيقدم مبادرة أخرى

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.


مقالات ذات صلة

الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

شؤون إقليمية الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

في الوقت الذي تدب فيه خلافات داخلية بين كل معسكر على حدة، أكدت مصادر مشاركة في الحوار الجاري بإشراف رئيس الدولة، يتسحاك هيرتسوغ، أن الطرفين المعارضة والحكومة «وصلا إلى باب مسدود». وأكد هذه الحقيقة أيضاً رئيس كتلة «المعسكر الرسمي» المعارضة، بيني غانتس، الذي يعد أكثر المتحمسين لهذا الحوار، فقال: «لا يوجد أي تقدم في المفاوضات».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي حلفاء نتنياهو يحذرون من سقوط حكومته إذا تراجع عن خطته «الانقلابية»

حلفاء نتنياهو يحذرون من سقوط حكومته إذا تراجع عن خطته «الانقلابية»

في ظل تفاقم الخلافات في معسكر اليمين الحاكم في إسرائيل، ما بين القوى التي تصر على دفع خطة الحكومة لإحداث تغييرات جوهرية في منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، وبين القوى التي تخشى مما تسببه الخطة من شروخ في المجتمع، توجه رئيس لجنة الدستور في الكنيست (البرلمان)، سمحا روتمان، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، (الأحد)، بالتحذير من إبداء أي نيات للتراجع عن الخطة، قائلا إن «التراجع سيؤدي إلى سقوط الحكومة وخسارة الحكم». وقال روتمان، الذي يقود الإجراءات القضائية لتطبيق الخطة، إن «تمرير خطة الإصلاح القضائي ضروري وحاسم لبقاء الائتلاف».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الجمعة) إن «حزب الله» اللبناني كان وراء هجوم نادر بقنبلة مزروعة على جانب طريق الشهر الماضي، مما أدى إلى إصابة قائد سيارة في شمال إسرائيل، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر قنبلة في 13 مارس (آذار) بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل. وأوضح مسؤولون في ذلك الوقت أنه يجري التحقيق في احتمال تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في الانفجار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

أكدت مصادر أردنية، اليوم (الأحد)، اعتقال نائب حالي في إسرائيل بتهمة تهريب كميات كبيرة من السلاح والذهب بسيارته التي تحمل رقم مجلس النواب ورخصته، إلى الداخل الفلسطيني عبر الحدود، وسط تقديرات رسمية بأن تأخذ القصة أبعاداً سياسية. وفيما تحفظت المصادر عن نشر اسم النائب الأردني، إلا أنها أكدت صحة المعلومات المتداولة عن ضبط كميات من السلاح والذهب في سيارته التي كانت تتوجه إلى فلسطين عبر جسر اللنبي، وسط مخاوف من استغلال الجانب الإسرائيلي للقصة قضائياً، في وقت تشهد فيه العلاقات الأردنية الإسرائيلية توتراً أمام التصعيد الإسرائيلي، والانتهاكات المستمرة من قبل متطرفين للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي لبنان يعلن تقديم شكوى لمجلس الأمن بعد «الاعتداءات الإسرائيلية جوا وبرا وبحراً»

لبنان يعلن تقديم شكوى لمجلس الأمن بعد «الاعتداءات الإسرائيلية جوا وبرا وبحراً»

عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعا مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، صباح اليوم (السبت)، لمتابعة البحث في الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وموضوع الصواريخ التي أطلقت من الأراضي اللبنانية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأعلن بوحبيب، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه تقرر توجيه رسالة شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عبر بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة. ووفق الوكالة، «تتضمن الرسالة تأكيد التزام لبنان بالقرار الدولي 1701، كما تشجب الرسالة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان جوا وبرا وبحرا».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ماكرون يحذر إيران من عواقب تسليم طائرات مسيرة إلى روسيا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
TT

ماكرون يحذر إيران من عواقب تسليم طائرات مسيرة إلى روسيا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه إزاء «المسار الحالي للبرنامج النووي الإيراني».

وذكر بيان أصدره قصر الإليزيه، اليوم (السبت)، أن ماكرون أبدى، في مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، قلقه من المسار الحالي للبرنامج النووي الإيراني.

وأضاف البيان أن الرئيس الفرنسي حذر نظيره الإيراني من عواقب تسليم طائرات مسيرة إيرانية إلى روسيا.


 تأكيد إيراني لمفاوضات «مباشرة» مع روبرت مالي في نيويورك

رسم توضيحي يجمع رمز وکالة الطاقة الذرية والعلمين الإيراني والأميركي (رويترز)
رسم توضيحي يجمع رمز وکالة الطاقة الذرية والعلمين الإيراني والأميركي (رويترز)
TT

 تأكيد إيراني لمفاوضات «مباشرة» مع روبرت مالي في نيويورك

رسم توضيحي يجمع رمز وکالة الطاقة الذرية والعلمين الإيراني والأميركي (رويترز)
رسم توضيحي يجمع رمز وکالة الطاقة الذرية والعلمين الإيراني والأميركي (رويترز)

أكد نائب إيراني إجراء مفاوضات مباشرة غير رسمية بين مسؤولين إيرانيين وأميركيين في نيويورك، متهماً في الوقت نفسه إدارة الرئيس جو بايدن بعرقلة الاتفاق، لسعيها للحصول على تنازلات نووية، ضمن صفقة تشمل إطلاق سجناء مقابل الإفراج عن أصول إيرانية مجمدة.

وجاء تأكيد النائب عن مدينة طهران، مجتبى توانغر، بعد يومين من نفي أميركي وإيراني لتقارير ذكرت أن الجانبين على وشك التوصل لاتفاق مؤقت، تقلص بموجبه طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، مقابل تخفيف العقوبات.

وأفاد توانغر، في تغريدة، على «تويتر»، إنه «على الرغم من إجراء المفاوضات في نيويورك، لا يوجد اتفاق بسبب العرقلة الأميركية». وأضاف: «تحاول أميركا الحصول على تنازلات نووية من إيران، مقابل الإفراج عن الأصول المجمدة، وهذا الأمر يتعارض مع القانون والمصالح الإيرانية».

ولفت النائب إلى أن «أميركا تسعى إلى استدراج إيران لمفاوضات مباشرة رسمية»، متهماً الحكومة الأميركية بأنها «لم تكن جدية في مجال تبادل السجناء، وتربطه بتخصيب اليورانيوم». وقال أيضاً إن «الغاية من الإثارة الإعلامية في الوقت الحالي توجيه صدمة للأسواق».

في السياق نفسه، كتبت وكالة «نور نيوز»، المنبر الإعلامي للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في تغريدة على «تويتر»، أنه «رغم أن انتشار المعلومات الموجهة وغير الصحيحة غالباً من وسائل الإعلام الأجنبية، تبدو من الوهلة الأولى أنها تروي تقدماً في مفاوضات رفع العقوبات، لكنها أشبه بوضع ألغام معتادة من الغرب لزعزعة استقرار الأسواق داخل إيران خلال الأسابيع الأخيرة والسعي لارتهان (الأسواق)».

وانخفض سعر الدولار والعملات الأجنبية جزئياً خلال الأيام الأخيرة، في ظل التقارير «الإيجابية» التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية عن قرب الإفراج عن الأصول المجمدة الإيرانية، بموجب صفقة مع الولايات المتحدة. ووصلت التكهنات إلى 27 مليار دولار.

3 لقاءات في نيويورك

وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قد رفض التعليق على معلومات بشأن محادثات من قبيل ما تردد عن لقاء المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روبرت مالي، والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، سعيد إيرواني. واكتفى بالقول إن هناك وسائل لنقل رسائل إلى إيران، لكنه لم يذكر بالتفصيل محتواها أو كيفية نقلها. وقال مسؤولان إيرانيان لـ«رويترز» إنه تم إحراز تقدم، لكن لا يوجد اتفاق وشيك. وذكر مسؤول ثالث أن مالي وإيرواني التقيا 3 مرات على الأقل في الأسابيع الماضية، لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال مسؤول إيراني: «حدث بعض التقدم، وتبادلنا مقترحات ورسائل مع الأميركيين... لكن ما زالت هناك تفاصيل كثيرة، تتعين علينا مناقشتها».

وكانت صحيفة «فاينانشال تايمز» قد نقلت في 3 يونيو (حزيران) الحالي عن مصادر مطلعة أن السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أجرى لقاءات غير رسمية مع روبرت مالي، لمناقشة فرص صفقة تبادل سجناء بين طهران وواشنطن، مقابل الإفراج عن الأصول الإيرانية المجمدة.

وهذه المرة الثانية منذ بداية 2023، التي تثار فيها معلومات عن لقاء إيرواني ومالي في نيويورك. ففي يناير (كانون الثاني) الماضي، رفضت إيران صحة تقارير مماثلة عن محادثات غير رسمية بين المسؤول الأميركي المعني بالملف الإيراني، وكبير الدبلوماسيين الإيرانيين في بعثتها لدى الأمم المتحدة.

وحسب مصادر «فاينانشال تايمز»، تشمل الخيارات المحتملة شكلاً من أشكال الاتفاق المؤقت، أو تحرك التصعيد من الجانبين، بما يشمل خفض إيران مستويات التخصيب لديها، مقابل تخفيف بعض العقوبات.

في الداخل الإيراني، أبرز الإعلام الرسمي مفردة «الاتفاق المؤقت»، رغم أن الخيار كان مستبعداً من كبار دوائر صنع القرار، في زمن الرئيس السابق حسن روحاني. ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية، الأربعاء، عن محللين، أن «الاتفاق المؤقت لا يعني العودة للاتفاق النووي، بل حركة إلى الأمام لاتفاق أوسع مع إيران».

بدورها، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الأربعاء، عن مسؤولين إسرائيليين، أن المحادثات الأميركية «تتقدم بسرعة أكبر مما كان متوقعاً»، متحدثاً عن «اتفاق في غضون أسابيع». وأوضحت أنه يتضمن تنازلاً إيرانياً عن عملية التخصيب بنسبة 60 في المائة، مقابل تخفيف العقوبات الأميركية، على أن تشمل المرحلة الأولى الإفراج عن نحو 20 مليار دولار.

وأشارت «رويترز» إلى تقرير آخر، يتحدث عن اتفاق يلزم إيران بوقف تخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 60 في المائة أو أكثر، وستواصل التعاون مع وكالة الطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، مقابل السماح لها بتصدير ما يصل إلى مليون برميل من النفط يومياً، والحصول على «دخلها وأموال أخرى مجمدة في الخارج».

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الجمعة، إن أي تقارير عن اتفاق مؤقت «كاذبة». ونقلت «رويترز» تعليقاً مماثلاً من بعثة إيران لدى الأمم المتحدة.

رسالة ردع

في وقت لاحق، الجمعة، نقل موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي عن مصادر مطلعة أن وفداً إيرانياً، ضم كبير المفاوضين النوويين، علي باقري كني، زار عُمان، الشهر الماضي، أثناء وجود منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، الذي زار عمان سراً في 8 مايو (أيار) الماضي.

وأضافت المصادر أن مسؤولين عمانيين نقلوا رسائل بين ماكغورك وباقري حيث كانا في موقعين منفصلين. واستهدفت الرسائل التوصل إلى «تفاهم» حول سبل كبح برنامجها النووي وممارساتها في المنطقة، ومشاركتها في حرب أوكرانيا. ووجّه ماكغورك رسالة تتعلق بردع إيران إذا ما قررت المضي قدماً في تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المائة، المطلوب لإنتاج سلاح نووي.

وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي يستقبل كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني في 12 مارس الماضي (العمانية)

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي، التابع للبيت الأبيض، لموقع أكسيوس: «ما زلنا نركز على تقييد سلوك إيران المزعزع للاستقرار من خلال الضغط والتنسيق الوثيق مع حلفائنا وخفض التصعيد في المنطقة. وهذا يشمل ضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي. لذلك نحن بالطبع نراقب عن كثب أنشطة التخصيب الإيرانية».

ويبحث مسؤولون أميركيون وأوروبيون عن طرق لتقييد برنامج طهران النووي منذ انهيار المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة بشأن إحياء الاتفاق النووي، في وقت يتصاعد مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 و20 في المائة.


بعد إعفاء أميركي... العراق يفرج عن أصول إيرانية بقيمة 2.5 مليار يورو

 فواد حسين يجري مباحثات مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض الخميس الماضي (رويترز)
فواد حسين يجري مباحثات مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض الخميس الماضي (رويترز)
TT

بعد إعفاء أميركي... العراق يفرج عن أصول إيرانية بقيمة 2.5 مليار يورو

 فواد حسين يجري مباحثات مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض الخميس الماضي (رويترز)
فواد حسين يجري مباحثات مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض الخميس الماضي (رويترز)

وافق العراق على دفع نحو 2.76 مليار دولار من ديون الغاز والكهرباء إلى إيران بعدما حصل على إعفاء من العقوبات من الولايات المتحدة. وأبلغ مسؤول كبير بوزارة الخارجية العراقية، وكالة «رويترز» أن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين حصل على الإعفاء خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على هامش مؤتمر الرياض يوم الخميس. وبسبب عقود من الصراع والعقوبات، يعتمد العراق على الواردات من إيران في كثير من احتياجاته من الغاز. لكن العقوبات الأميركية على النفط والغاز الإيرانيين عرقلت دفع العراق ثمن الواردات، ما جعل ديونا ضخمة تتراكم عليه وأدى إلى رد إيران بقطع تدفقات الغاز على نحو متكرر. وقال أحمد الصحاف المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، في بيان موجز، إن حسين أحرز تقدما «بشأن المستحقات المالية بين العراق وإيران خلال حديثه مع نظيره الأميركي في الرياض»، وذلك حينما سئل عن المستحقات، دون أن يقدم تفاصيل.

وقال الصحاف وفقا لما نشرته الوزارة على «تويتر» إن حسين «أجرى حوارات متواصلة مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي للغرض نفسه».

بدورها، نقلت وكالة الأنباء العراقية عن مستشار رئيس الوزراء ضياء الناصري قوله، السبت، إن بغداد أفرجت عما مجموعه 2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار) تقريبا من الأموال الإيرانية.

وقال الناصري «مجموع الأموال الإيرانية التي أطلقها العراق منذ تولي حكومة محمد شياع السوداني حتى الآن نحو 1.5 مليار يورو، بالإضافة إلى مليار يجري إطلاقه». ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن يحيى آل إسحاق، رئيس غرفة التجارة الإيرانية العراقية، قوله إن «جزءا من تلك الأموال المفرج عنها خصص لتكاليف الحجاج الإيرانيين في السعودية، بينما رُصد الجزء الآخر لشراء السلع الأساسية».

وقال آل إسحاق إن التطور سيكون له تأثير إيجابي على الأسواق لأن احتياجات البنك المركزي الإيراني كبيرة. مضيفا أن ذلك سيساهم في تحقيق انفراجة بأسواق العملات والسلع الأساسية.


البيت الأبيض: روسيا ستكون قادرة على إنتاج مسيرات إيرانية على أراضيها العام المقبل

الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي (رويترز)
الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي (رويترز)
TT

البيت الأبيض: روسيا ستكون قادرة على إنتاج مسيرات إيرانية على أراضيها العام المقبل

الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي (رويترز)
الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي (رويترز)

قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، الجمعة، إن روسيا «تتلقى مواد من إيران لبناء مصنع للطائرات المسيّرة» على أراضيها، لافتاً إلى أن المنشأة «قد تتمكن من العمل بطاقتها كاملة مطلع العام المقبل».

وأضاف كيربي: «يبدو أن الشراكة العسكرية بين روسيا وإيران تتعمق»، مشيراً إلى استناده إلى معلومات للاستخبارات الأميركية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

طائرة مسيرة إيرانية الصنع (أ.ب)

وأصدر البيت الأبيض، الجمعة، مذكرة معلومات مخصصة لحكومات وشركات أجنبية للسماح لها، على حد قوله، بـ«فهم أفضل» للأخطار التي يمثلها برنامج المسيرات الإيراني، وبالتالي تجنيبها المساهمة فيه «من غير قصد».

وعرضت الحكومة الأميركية صورة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية للموقع الذي تم اختياره، بحسب معلوماتها، لإنشاء المصنع في منطقة الأبوغا الاقتصادية الخاصة، على مسافة نحو 900 كيلومتر شرق موسكو.

صورة بالقمر الصناعي لمصنع الطائرات المسيرة الإيرانية في منطقة ألابوغا شرق موسكو (شركة ماكسار)

كذلك، نشرت خارطة للمسار الذي تسلكه، وفق الأميركيين، المسيرات الإيرانية التي يستخدمها الجيش الروسي حالياً في أوكرانيا، انطلاقاً من ميناء أمير آباد الإيراني على بحر قزوين في اتجاه ميناء ماخاتشكالا في روسيا، مروراً بالقواعد الجوية الروسية في بريمورسكو - اختارسك على بحر أزوف وفي سيشا قرب الحدود مع بيلاروسيا.

وتعتقد الولايات المتحدة أنه حتى مايو (أيار) الماضي، تلقت روسيا «مئات» المسيرات الهجومية الإيرانية الصنع عبر بحر قزوين، واستخدمتها «لضرب كييف وترهيب السكان الأوكرانيين» كما أضاف كيربي.

صورة لطريق نقل المسيرات الإيرانية إلى روسيا (البيت الأبيض)

مؤكدا أن «هذه الشراكة الدفاعية الكاملة بين البلدين تمثل ضرراً للأوكرانيين ولجيران إيران والمجتمع الدولي على حد سواء».

وكرر المتحدث أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن «مستعدة للقيام بالمزيد» من أجل «فضح وعرقلة» هذا التعاون في مجال الطائرات المسيّرة.

وتابع كيربي: «سنواصل فرض عقوبات على الجهات المتورطة في نقل معدات عسكرية إيرانية إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة كانت تحذّر منذ فترة من الشراكة العسكرية بين موسكو وطهران التي «تسير في الاتجاهين».

طائرة مسيرة إيرانية الصنع (أ.ب)

وأكد جون كيربي أن إيران تسعى في المقابل للحصول على معدات عسكرية روسية «بمليارات الدولارات»، مذكراً خصوصاً بأن طهران وقعت اتفاقاً لشراء مقاتلات روسية، ولافتا النظر إلى أن طهران تريد أيضاً الحصول على مروحيات هجومية ورادارات.

واعتبرت طهران مراراً أن الاتهامات الأميركية بشأن توريد أسلحة لروسيا «لا أساس لها» مؤكدة أنها ليست طرفاً في النزاع الأوكراني.

وقد ساهمت الحرب في إحياء التعاون بين موسكو وطهران، وكل منهما يواجه عزلة دولية متزايدة. وأعلن الجانبان أخيراً مشروعاً لإنشاء خط سكة حديد يهدف إلى الالتفاف على الطرق البحرية التقليدية والعقوبات الدولية.


تركيا: 5 قتلى بانفجار مصنع قذائف صاروخية

دخان متصاعد فوق موقع مصنع القذائف الصاروخية في أنقرة (موقع الصناعات الدفاعية التركية)
دخان متصاعد فوق موقع مصنع القذائف الصاروخية في أنقرة (موقع الصناعات الدفاعية التركية)
TT

تركيا: 5 قتلى بانفجار مصنع قذائف صاروخية

دخان متصاعد فوق موقع مصنع القذائف الصاروخية في أنقرة (موقع الصناعات الدفاعية التركية)
دخان متصاعد فوق موقع مصنع القذائف الصاروخية في أنقرة (موقع الصناعات الدفاعية التركية)

رجحت السلطات التركية أن يكون انفجار في مصنع القذائف الصاروخية والمتفجرات التابع لشركة الصناعات الميكانيكية والكيميائية المملوكة للدولة، في قضاء «إلما داغ» التابع للعاصمة أنقرة، ناتجاً عن تفاعل كيميائي.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان أن 5 عمال لقوا مصرعهم في الانفجار، الذي وقع صباح السبت، مشيرة إلى أن التحقيقات مستمرة في الحادث.

وقال نائب وزير الدفاع ألب أصلان كاواكلي أوغلو، في تصريحات حول الانفجار، إن «هذه منشأة لإنتاج المتفجرات، وبالنظر إلى مثل هذه الانفجارات، فإنها منتشرة وواردة الحدوث».

أهالي العمال تجمعوا أمام المصنع للاطمئنان على ذويهم (تويتر)

أضاف أن المكان الذي وقع فيه الانفجار هو مبنى صغير جداً، وأن بقية العمال في مختلف المنشآت الأخرى بالشركة يواصلون عملهم، مشيراً إلى أن النيابة العامة تجري تحقيقاتها، وأن وزير الدفاع يشار غولر كان في هطاي (جنوب تركيا) وقت وقوع الانفجار، وقرر العودة إلى أنقرة. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان العمال في المصنع الذي وقع به الانفجار هم عمالاً جدداً ولا يملكون الخبرة الكافية للعمل، قال كاواكلي أوغلو: «إن هذا المصنع قديم ويعمل باستمرار، ربما جرى تعيين عمال جدد، لكن لا يوجد مكان في الشركة يعمل فيه أشخاص عديمو الخبرة». وعما إذا كان الانفجار أثّر على وحدات أخرى في المصنع، أوضح أن الوحدات في المصنع تقع على مسافات متباعدة، وإذا وقع انفجار في أحدها لا يؤثر في الوحدات الأخرى. ومن جانبه، أعلن والي أنقرة، واصب شاهين، أن الوحدة التي وقع فيها الانفجار تتولى تصنيع الديناميت وزيوت الصواريخ، موضحاً أن الانفجار وقع في أثناء إعداد مقذوفات ديناميت تستخدم في الصواريخ.

وقال شاهين إن المعلومات الأولية التي توصل إليها التقنيون والمختصون توضح أن الانفجار وقع بسبب تفاعلات كيميائية في قسم تصنيع الديناميت، وكان في موقع الحادث 5 أشخاص لقوا مصرعهم جميعاً في الانفجار، ولا يوجد مصابون أو أشخاص عالقون تحت الأنقاض. وأشار إلى بدء عمليات التحقيق والفحص والتحرّي وتشريح الجثث، لمعرفة الأسباب الحقيقية والكاملة للانفجار. وفي السياق نفسه، ذكر مكتب المدعي العام في أنقرة أنه جرى التحقيق في البعد القضائي للحادث من جميع الجوانب، موضحاً أن التحقيق جرى بدقة بواسطة اثنين من مدعي العموم في مكتب المدعي العام الرئيسي. وكان الانفجار قد وقع في نحو الساعة 8:45 صباحاً بالتوقيت المحلي (5:45 بتوقيت غرينتش) في مجمع شركة الصناعات الميكانيكية والكيماوية المملوكة للدولة في إلما داغ بضواحي العاصمة أنقرة. وتسبب الانفجار في تحطيم نوافذ عدد من المتاجر والمنازل في المناطق المحيطة بالمنشأة. وجرى إرسال الكثير من سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء إلى المنطقة. وأجرى الرئيس رجب طيب إردوغان اتصالاً مع وزير الدفاع يشار غولر تلقى خلاله معلومات عن الانفجار وأصدر تعليماته بالتحقيق في الحادث من مختلف جوانبه. وعبّر عن تعازيه للجيش والشعب التركي وأسر الضحايا، وفق بيان للرئاسة التركية.


تركيا: مقتل 5 في انفجار بمصنع للصواريخ

سيارة إسعاف تركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
سيارة إسعاف تركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

تركيا: مقتل 5 في انفجار بمصنع للصواريخ

سيارة إسعاف تركية (أرشيفية - أ.ف.ب)
سيارة إسعاف تركية (أرشيفية - أ.ف.ب)

لقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم في انفجار بمصنع للصواريخ في العاصمة التركية، حسبما أعلنت وزارة الدفاع التركية.

ووقع الانفجار في حوالي الساعة 8:45 صباحا في مجمع شركة الصناعات الميكانيكية والكيماوية المملوكة للدولة في ضواحي العاصمة أنقرة. وتم فتح تحقيق لمعرفة سبب الانفجار.

وتم إرسال العديد من سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء إلى المنطقة. وأفاد تلفزيون «إن تي في» أن نوافذ المتاجر والمنازل في المناطق المحيطة تحطمت بسبب قوة الانفجار. وقالت المحطة إن أفراد أسر العاملين هرعوا إلى المجمع للحصول على أخبار عن أحبائهم.

وقال حاكم أنقرة واصب شاهين للصحافيين إنه لم يعد هناك أي عمال محاصرين أو ينتظرون إنقاذهم أو نقلهم إلى المستشفى. وأضاف أن الانفجار كان على الأرجح بسبب تفاعل كيميائي أثناء إنتاج الديناميت، مشيراً إلى أن النيابة العامة بدأت تحقيقا رسميا.


اتهام 11 جامعة بريطانية بـ«المساعدة» في تطوير المسيّرات الإيرانية

طائرة مسيّرة تقول أوكرانيا إنها إيرانية الصنع وأسقطت خلال إحدى الغارات الانتحارية أكتوبر الماضي (رويترز)
طائرة مسيّرة تقول أوكرانيا إنها إيرانية الصنع وأسقطت خلال إحدى الغارات الانتحارية أكتوبر الماضي (رويترز)
TT

اتهام 11 جامعة بريطانية بـ«المساعدة» في تطوير المسيّرات الإيرانية

طائرة مسيّرة تقول أوكرانيا إنها إيرانية الصنع وأسقطت خلال إحدى الغارات الانتحارية أكتوبر الماضي (رويترز)
طائرة مسيّرة تقول أوكرانيا إنها إيرانية الصنع وأسقطت خلال إحدى الغارات الانتحارية أكتوبر الماضي (رويترز)

طالب نواب بريطانيون بإجراء تحقيق حول اتهامات موجهة إلى 11 جامعة بريطانية بتقدم مساعدات لإيران في تطوير أسلحة بما في ذلك المسيّرات الانتحارية، حسبما أوردت صحيفة «التلغراف» البريطانية.

وأظهرت نتائج تحقيق جديدة نشرته صحيفة «جويش كرونيكل» أن باحثين في بريطانيا قدموا مساعدات لمؤسسات إيرانية تعمل على تطوير تكنولوجيا متطورة يمكن استخدامها في برنامج الطائرات المسيّرة والطائرات المقاتلة.

وذكرت صحيفة «التلغراف» البريطانية، أمس (الخميس)، أن 11 جامعة بريطانية على الأقل، تشارك مع فريق عمل ينتج 16 دراسة ذات استخدام عسكري إيراني محتمل.

ويشير التقرير إلى جامعة كمبردج وإمبريال كوليدج في لندن، وجامعة غلاسكو وجامعة كرانفيلد وجامعة نورثمبريا. كما يتضمن التقرير أسماء باحثين إيرانيين في جامعات بريطانية، شاركوا أبحاثهم مع طلاب بجامعات إيرانية بعضها مدرج على لائحة العقوبات الغربية.

مسيّرات «شاهد» الانتحارية بمستودع للجيش الإيراني في مكان مجهول أبريل الماضي (إ.ب.أ)

وخلص التحقيق إلى أن المعلومات استخدمت في صناعة وتطوير المسيرات وبرمجياتها، بما في ذلك محرك مسيّرة «شاهد - 136»، وهي إحدى المسيّرات التي حصلت عليها روسيا من إيران.

ويعد «الحرس الثوري» أبرز مؤسسة عسكرية إيران تعمل على تطوير المسيّرات، بما في ذلك المسيّرات الانتحارية التي استخدمها روسيا في الحرب الأوكرانية.

يأتي التقرير في وقت تتعرض الحكومة البريطانية لضغوط متزايدة بشأن تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب.

وتفرض الحكومة البريطانية حظراً على تصدير التكنولوجيا العسكرية إلى إيران. ودعا نواب بريطانيون إلى بدء تحقيق في كيفية إجراء البحث الأكاديمي.

وقالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني أليسيا كيرنز، إن بلادها ستدعو إلى إجراء تحقيق في «التعاون المريع - الذي أخشى أنه قد يخرق العقوبات المفروضة بشأن التكنولوجيات الحساسة وذات الاستخدام المزدوج».

وأضافت «من الممكن جداً أن يساعد هذا التعاون في الفصل العنصري بين الجنسين داخل إيران، وتدخلها العدائي، وأعمالها العنيفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أو حتى المساعدة في ذبح المدنيين في أوكرانيا».

أبلغت أوكرانيا عن تصاعد في هجمات الطائرات المسيّرة على البنية التحتية المدنية خصوصاً محطات الطاقة والسدود باستخدام طائرات «شاهد - 136» إيرانية الصنع (أ.ب)

بدوره، دعا ديفيد لامي، وزير الخارجية في حكومة الظل العمالية البريطانية، إلى إجراء تحقيق في النتائج «المقلقة للغاية»، داعياً الحكومة إلى «التحقيق على وجه السرعة فيما إذا كانت الجامعات والأكاديميون في المملكة المتحدة قد انتهكوا العقوبات التي فرضتها المملكة المتحدة على إيران فيما يتعلق بالتعاون في مجال التكنولوجيات العسكرية».

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: «لن نقبل التعاون الذي يعرّض أمننا القومي للخطر. لقد جعلنا أنظمتنا أكثر قوة ووسعنا نطاق برنامج الموافقة على التكنولوجيا الأكاديمية لحماية أبحاث المملكة المتحدة من التهديدات العالمية المتغيرة باستمرار، ونرفض التطبيقات التي لدينا مخاوف بشأنها».

عالم دين إيراني يقف إلى جانب مسيرّة بمناورة عسكرية في مكان مجهول بإيران أغسطس الماضي (رويترز)

تنبيه أميركي

وفي وقت لاحق، أصدرت وزارات الخارجية والتجارة والعدل والخزانة الأميركية، اليوم (الجمعة)، مذكرة لتنبيه المجتمع الدولي والقطاع الخاص إلى التهديد الذي تشكّله مشتريات إيران من الطائرات المسيّرة وتطويرها ونشرها.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن المذكرة تقدم معلومات للمصدّرين والمصنعين والمؤسسات المالية بشأن المكونات الأساسية المتعلقة بالطائرات المسيّرة والتي تسعى إيران للحصول عليها من أجل تطوير برنامجها للطائرات المسيّرة، وكذلك بشأن الكيانات المشاركة في عمليات الشراء والإنتاج والتوزيع المتعلقة بالطائرات المسيّرة؛ لضمان الامتثال للمتطلبات القانونية المعمول بها عبر سلسلة التوريد بأكملها، وعدم المساهمة دون قصد في برنامج إيران للطائرات المسيّرة، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

ودعت المذكرة القطاع الخاص إلى توخي الحذر والقيام بدوره في منع أي أنشطة من شأنها تعزيز تطوير برنامج الطائرات المسيّرة الإيراني الخطير والمزعزع للاستقرار.

وأشار البيان إلى أن المذكرة تأتي في إطار جهود الولايات المتحدة «لتعطيل وتأخير نقل الطائرات المسيّرة من إيران إلى روسيا»، التي قال إنها تواصل استخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية في الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية في أوكرانيا.


تدريبات إسرائيلية تشمل غارات على إيران

جنود إسرائيليون يشاركون في تدريبات «القبضة الساحقة» (الجيش الإسرائيلي - د.ب.أ)
جنود إسرائيليون يشاركون في تدريبات «القبضة الساحقة» (الجيش الإسرائيلي - د.ب.أ)
TT

تدريبات إسرائيلية تشمل غارات على إيران

جنود إسرائيليون يشاركون في تدريبات «القبضة الساحقة» (الجيش الإسرائيلي - د.ب.أ)
جنود إسرائيليون يشاركون في تدريبات «القبضة الساحقة» (الجيش الإسرائيلي - د.ب.أ)

بعد اختتام التدريبات العسكرية الضخمة في إسرائيل، كشف النقاب (الجمعة) عن أنها شملت عدة أهداف لم تكن معلنة حتى الآن، من بينها تنفيذ غارات مباشرة على الأراضي الإيرانية وتنفيذ عدة عمليات اجتياح برية في لبنان وسوريا والمناطق الفلسطينية «حسب الحاجة»، وهجمات سيبرانية. كما كُشف أن قوة من الجيش الأميركي شاركت بشكل فعلي فيها، وأن قيادة الجيش الإسرائيلي وضعت لها هدفاً، وهو أن تتجنب أخطاء روسيا في حرب أوكرانيا.

وقال مصدر عسكري كبير، في ختام التدريبات، إنه «طوال التمرين، تم إجراء عملية تحقيق وتعلّم بهدف تحسين جاهزية جيش الدفاع وأدائه. وقد شملت العملية إجراءات التحقيق والتعلم من قبل القادة على جميع المستويات والقيادات، بما في ذلك تعلم درس أوكرانيا. فهناك دخل الجيش الروسي بقوات هائلة إلا أن جيش أوكرانيا تصدى لهم بقوة وببسالة. وأوقف الهجوم وأوقع خسائر فادحة بالروس. ورغم أن الحرب كلّفت أوكرانيا حتى الآن مقتل 100 ألف جندي، فإنها فرضت على روسيا الانسحاب إلى الوراء».

مجموعة من جنود الجيش الإسرائيلي خلال مشاركتهم، اليوم (الجمعة)، في تدريبات «القبضة الساحقة» (الجيش الإسرائيلي - د.ب.أ)

ونقل على لسان رئيس الأركان، هرتسي هليفي، قوله إن «الجيش الإسرائيلي درس جيداً وبعمق تجربة روسيا وأخطاءها الفاحشة خلال الاجتياح لكي يتفادى هذه الأخطاء في حال اضطر لاجتياح أراضٍ في المناطق المجاورة».

وأفاد الجيش الإسرائيلي، في بيان، بأن الجيش الأميركي شارك في هذه التدريبات، ليس فقط من خلال قدوم القائد العام للقيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، في أول أيام التدريب الثلاثة الأولى، بل أيضاً «من خلال مشاركة قوات تابعة للقيادة المركزية للجيش الأميركي في التمرين إلى جانب قوات برية تابعة للجيش الإسرائيلي». إذ انضمت كتيبة «أرسِنت» الأميركية إلى قوة «اللواء 7» التابع لفرقة «غاعش» (36)، حيث لعبوا لأول مرة دوراً ملموساً في تمرين إسرائيلي تحت قيادة قائد «اللواء 7 مدرعات». وقال إن هذه المشاركة تمت «في إطار التعاون القائم بين المركز الوطني للتدريبات البرية والجيش الأميركي».

وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ هذه التدريبات يوم الاثنين 29 مايو (أيار) الماضي، واختتمها مساء الخميس، وفي مرحلة ما منها شارك في التدريب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، والكابنيت كله. وأطلق على التدريبات اسم «القبضة الساحقة»، واستمرت على مدار 11 يوماً، قام خلالها الجيش الإسرائيلي بتمرين قواته النظامية والاحتياطية، بدءاً بالقيادة العامة، وانتهاءً بالوحدات العسكرية، من جميع القيادات، والأذرع والهيئات. وحاكى التمرين التعامل مع التحديات على الجبهات كافة بشكل متزامن.

صورة وزّعها الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، لتدريبات «القبضة الساحقة» (الجيش الإسرائيلي - د.ب.أ)

وحسب الناطق بلسان الجيش، فقد «تم في إطار التمرين التدرب على سيناريوهات الدفاع من خلال كثير من القوات على امتداد الجبهة اللبنانية في المرحلة الأولى، ثم انطلقت الفرقة إلى سيناريوهات الهجوم الواسع النطاق في المرحلة الثانية.

وتزامناً مع ذلك، تدرب سلاح الجو على بدء قتال شرس، وسيناريوهات الدفاع الجوي المركبة التي تشمل آلاف عمليات الاعتراض، وسيناريوهات شن غارات استراتيجية في عمق أراضي العدو، على الساحة الشمالية بأكملها، وتحقيق التفوق الجوي في المنطقة، وشن غارات كثيفة وفتاكة على آلاف الأهداف النوعية، باستخدام مئات الطائرات من المنظومات كافة».

وخلال الأسبوع الثاني، أجري تمرين على قتال تخوضه أذرع متعددة في ساحة قتال لقوات الفرقة التي تشمل المشاة، والمدرعات، والهندسة، والنيران، بالتعاون مع قوات الجو والاستخبارات والاتصالات.

وهذا الأسبوع، ركّز سلاح الجو على المساندة الجوية والمشاركة في المناورة، وتدرب على سيناريوهات نقل القوات، والإمدادات اللوجستية جواً، والمساعدة بالنيران لأجل المناورة حيث واصل سلاح الجو طيلة الأسبوع بأكمله التمرن على شنّ غارات واسعة النطاق في العمق في عدة ساحات.

وتمرن سلاح البحرية على خوض قتال ضمن سيناريو متعدد الساحات، الذي شاركت فيه عشرات القطع البحرية، مع التركيز على القدرات الهجومية والدفاعية، وحماية حدود إسرائيل البحرية، وتأمين الممرات البحرية.

ولدى هيئة الاستخبارات، تم التمرن على جهد جمع واستخراج المعلومات الاستخباراتية وتحدي قدرات إغلاق الدوائر الاستخباراتية ضمن سيناريو يضم الساحات المتعددة، من أجل إتاحة أقصى حد من الكفاءة، بحسب ما جاء في الإعلان الرسمي.

جندي يصوب بندقيته خلال تدريبات «القبضة الساحقة» (الجيش الإسرائيلي - د.ب.أ)

وخلال التمرين، تم تحديد مئات الأهداف الحقيقية الجديدة في ساحات القتال. وتمرنت هيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وحماية الفضاء الالكتروني على القتال في مجال الفضاء الإلكتروني.

أما في مجال حماية الفضاء الإلكتروني، فقد شملت التدريبات «اعتراض هجمات تحاكي التهديدات السيبرانية ذات الصلة على شبكات وأصول تابعة لجيش الدفاع.

وقد تمرنت قيادة الجبهة الداخلية على الخطط العملياتية في الحيز المدني، وعلى الجهد الرامي إلى الحفاظ على الاستمرارية الوظيفية وإنقاذ الأرواح في الجبهة الداخلية، بما في ذلك إخلاء ألوف المواطنين من بيوتهم».


واشنطن وطهران تنفيان اقترابهما من اتفاق نووي «مؤقت»

صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية للموقع الذي جرى اختياره (أ.ف.ب)
صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية للموقع الذي جرى اختياره (أ.ف.ب)
TT

واشنطن وطهران تنفيان اقترابهما من اتفاق نووي «مؤقت»

صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية للموقع الذي جرى اختياره (أ.ف.ب)
صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية للموقع الذي جرى اختياره (أ.ف.ب)

كشفت تقارير استخبارية أميركية، الجمعة، أن إيران تزود روسيا بالموارد اللازمة لبناء مصنع للطائرات المسيرة، شرق موسكو، فيما نفت واشنطن وطهران تقارير عن اقترابهما من اتفاق مؤقت على تقليص البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.

وليس سراً أن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين يبحثون عن طرق لتقييد برنامج طهران النووي منذ انهيار المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة بشأن إحياء الاتفاق النووي، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، بالإضافة إلى ألمانيا، من الجهة الأخرى.

وكان أحد الحلول الممكنة هو التوصل إلى اتفاق مؤقت تقبل إيران بموجبه قيوداً أقل على برنامجها النووي مقابل تخفيف أكثر تواضعاً للعقوبات مقارنة باتفاق 2015.

وبدا لافتاً أن المعلومات الاستخبارية جاءت على لسان منسق الاتصالات الاستراتيجية لدى مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، الذي أفاد أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية يعتقدون أن مصنعاً في منطقة ألابوغا الاقتصادية الخاصة الروسية يمكن أن يبدأ العمل في أوائل العام المقبل. وأرفق هذا التصريح بصور التقطت عبر الأقمار الاصطناعية في أبريل (نيسان) لموقع المصنع، على مسافة مئات الأميال، شرق موسكو، حيث «يرجح أن يبنى المصنع».

«فضح» التعاون مع روسيا

وأكد كيربي أن المسؤولين الأميركيين قرروا أيضاً أن إيران تواصل تزويد الجيش الروسي بطائرات مسيرة هجومية أحادية الاتجاه مصنوعة في إيران، مضيفاً أن المسيرات تشحن عبر بحر قزوين، من أميرآباد في إيران إلى ماخاتشكالا في روسيا، التي تستخدمها في الحرب ضد أوكرانيا. واعتبر أن «هذه شراكة دفاعية واسعة النطاق تضر بأوكرانيا وجيران إيران والمجتمع الدولي»، مضيفاً: «نحن نواصل استخدام كل الأدوات المتاحة لنا لفضح هذه النشاطات وتعطيلها، بما في ذلك من خلال مشاركة هذا مع الجمهور، ونحن على استعداد للقيام بالمزيد».

كيربي خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أمس (أ.ف.ب)

وكذلك، أفاد أن إدارة الرئيس جو بايدن ستضع توجيهاً جديداً يهدف إلى مساعدة الشركات والحكومات الأخرى على وضع إجراءات لضمان عدم مساهمتها عن غير قصد في البرنامج الإيراني للطائرات المسيرة. وأصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في الأشهر الأخيرة قواعد تهدف إلى قطع تدفق مكونات الطائرات من دون طيار إلى روسيا وإيران.

وتفيد واشنطن أن إيران تسعى إلى شراء معدات عسكرية من روسيا، بما في ذلك طائرات هليكوبتر هجومية، ورادارات، وطائرات تدريب قتالية. وهي أنجزت في أبريل الماضي صفقة لشراء طائرات مقاتلة من طراز «سوخوي 35» من روسيا.

وجاءت هذه المعلومات بعد ساعات فقط من نفي الولايات المتحدة وإيران لتقارير أنهما تقتربان من التوصل لاتفاق مؤقت، تقلص طهران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها.

وقال ناطق باسم مجلس الأمن القومي إن «أي تقارير عن اتفاق مؤقت كاذبة». ورفض ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على أي محادثات من هذا القبيل، واكتفى بأن هناك وسائل لنقل رسائل إلى إيران، لكنه لم يذكر بالتفصيل محتواها أو كيفية نقلها.

في المقابل، ألقت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أيضاً بظلال من الشك على التقرير قائلة: «تعليقنا مماثل لتعليق البيت الأبيض». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين إيرانيين أن تقدماً أحرز. لكن لا يوجد اتفاق وشيك. وذكر ثالث أن المبعوث الأميركي الخاص لإيران، روبرت مالي، التقى 3 مرات على الأقل مع نظيره في الأسابيع الماضية. لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال مسؤول إيراني كبير: «حدث بعض التقدم، وتبادلنا مقترحات ورسائل مع الأميركيين... لكن لا تزال هناك تفاصيل كثيرة، تتعين علينا مناقشتها».

ضغوط المشرعين

إلى ذلك، تعرضت إدارة بايدن لمزيد من الضغوط من أجل وقف المفاوضات مع إيران. ووجّه 35 من النواب الأميركيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري رسالة إلى القادة البريطانيين والفرنسيين والألمان، الخميس، لحضّهم على الشروع فوراً في آلية العودة التلقائية (سناب باك) لعقوبات الأمم المتحدة على إيران، بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، علماً بأن الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) هي الوحيدة القادرة على بدء «سناب باك» في اتفاق عام 2015 الذي ألغى رفع عقوبات الأمم المتحدة عن إيران.

ورفض أطراف الاتفاق محاولة أميركية سابقة للقيام بذلك، لأن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق عام 2018 خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

وسلط المشرعون الأميركيون الضوء في رسالتهم الجديدة، على وجه التحديد، على الضرورة الملحة للرجوع إلى الوراء، في ضوء انتهاء صلاحية الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على الصواريخ الإيرانية، وبرامج الطائرات المسيرة، في وقت لاحق من هذا العام. وجاء في الرسالة: «من الواضح أن إيران فشلت في الوفاء بالتزاماتها بمنع انتشار الأسلحة النووية، والوقت ينفد لكبح طموحاتها النووية». وأضافت أنه «منذ ما يقرب من 4 سنوات، توقفت إيران عن تنفيذ التزامات مهمة بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، وتواصل توسيع برنامجها النووي، ورفضت كل العروض الدبلوماسية. كما شهدت دولنا العظيمة مرات لا تحصى، فإن استرضاء الدول المحاربة لا يؤدي إلى السلام، بل يغذي فقط تهديدات أكبر للسلم والأمن الدوليين».

وقاد النائبان؛ الجمهورية كلوديا تيني، والديمقراطي جوش غوتهايمر، الرسالة، وانضم إليهما 32 من الجمهوريين، والنائب الديمقراطي جاريد موسكويتز.

وأكدت تيني أنه «لا جدال في أن إيران تنتهك خطة العمل الشاملة المشتركة، ولهذا السبب يجب على حلفائنا الأوروبيين الشروع في إعادة فرض العقوبات التي تم رفعها سابقاً»، معتبرة أن «السناب باك» سيوجه رسالة واضحة إلى إيران، مفادها أن ابتزازها النووي له عواقب وخيمة.

وشدد غوتهايمر على أن رفع العقوبات عن إيران من شأنه أن يؤجج نشاطاتها الخبيثة على مستوى العالم.


نتنياهو يؤكد لبلينكن رفضه لأي تسوية بشأن النووي الإيراني

صورة نشرتها الخارجية الأميركية من مغادرة بلينكن للسعودية أمس
صورة نشرتها الخارجية الأميركية من مغادرة بلينكن للسعودية أمس
TT

نتنياهو يؤكد لبلينكن رفضه لأي تسوية بشأن النووي الإيراني

صورة نشرتها الخارجية الأميركية من مغادرة بلينكن للسعودية أمس
صورة نشرتها الخارجية الأميركية من مغادرة بلينكن للسعودية أمس

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب وواشنطن (الجمعة) أن المكالمة الهاتفية التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، شهدت خلافات في موضوعين أساسيين. فقد وبخ بلينكن نتنياهو على خرق الالتزامات في الموضوع الفلسطيني، ورد الأخير بانتقاد «الركض الأميركي» وراء التوصل لاتفاق نووي مع إيران، مؤكداً أن إسرائيل تعتبر نفسها حرة من أي التزام إزاء هذه التسوية.

ومع أن الطرفين اعتبرا المحادثة، في البيانات الرسمية، «ودية وجرت في أجواء إيجابية وتطرقا فيها إلى عدة مواضيع، من بينها التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين، الذي وصل إلى أعلى مستوياته، واتفقا على تطوير التعاون بين البلدين بشأن الذكاء الاصطناعي»، إلا أن مصادر مطلعة أشارت بوضح إلى الخلافات.

وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إنه وبلينكن ناقشا التحديات والفرص في المنطقة. وإن رئيس الوزراء أعرب عن تقديره للمحادثات الصريحة التي جرت مؤخراً في واشنطن بين طواقم البلدين وللتنسيق الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة. ولكنه في الوقت نفسه، قال نتنياهو إن أي اتفاق نووي «لا يوقف البرنامج النووي الإيراني تماماً، لن يلزم إسرائيل بعدم العمل ضد إيران».

بلينكن يلتقي نتنياهو خلال زيارة إلى إسرائيل في يناير الماضي (الخارجية الأميركية)

وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن الأخير أعرب «عن تقديره للتعاون العسكري والاستخباراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة، والذي بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق»، وكذلك «تقديره للمحادثات الصريحة التي أُجريت مؤخراً في واشنطن بين طواقم البلدين وللتنسيق الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة».

وفي واشنطن، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن «بلينكن ونتنياهو ناقشا تعزيز عملية دمج إسرائيل في الشرق الأوسط والتوسع فيها»، من خلال تطبيع العلاقات مع دول المنطقة. وقال المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، إن بلينكن «ناقش أيضاً التحديات الإقليمية الأوسع نطاقاً، مثل التهديد الذي تشكله إيران. وأكد التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل وشراكتنا القائمة منذ 75 عاماً»، كما بحث بلينكن ونتنياهو «الحاجة لتفادي الإجراءات التي تقوض فرص حل الدولتين».

لكن المصادر السياسية في تل أبيب أكدت أن المكالمة التي أجريت مع نتنياهو عندما كان بلينكن في طائرته عائداً من السعودية، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام، شهدت خلافات شديدة في الموضوعين المذكورين. وأن بلينكن وبخ نتنياهو وأبلغه بأن البيت الأبيض يشعر بخيبة أمل من ممارسات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً إعادة تشغيل مستعمرة حومش شمالي الضفة الغربية. واعتبرها خرقاً لالتزامات حكومة نتنياهو في لقاءات العقبة وشرم الشيخ.

​وفي تل أبيب، خرج عدد من الخبراء المعروفين بعلاقاتهم مع المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، بتحليلات تشير إلى عمق الخلافات التي تتجلى في كل اللقاءات والمحادثات الإسرائيلية الأميركية، ومن ضمنها مكالمة نتنياهو مع بلينكن. وأوضحوا أن هذه الخلافات تؤثر بشكل حاد على سياسة إسرائيل تجاه إيران وتعرقل إمكانية قيامها بتوجيه ضربات كبيرة لها.

وقال المحرر العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إن «إحدى نتائج اتفاق أميركي - إيراني جديد، ستكون طيّ صفحة هجوم جوي إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية». وأضاف في تقرير له (الجمعة)، إنه «قبل ذلك، لم تكن الشرعية الدولية موجودة، لكن بعد الاتفاق ستتراجع الشرعية إلى صفر دائري، وستستقر إيران كدولة عتبة نووية شرعية. وسيكون هذا بمثابة انهيار مطلق لاستراتيجية نتنياهو في وقف البرنامج النووي الإيراني، استمراراً لخروج ترمب المتسرع والخاطئ من الاتفاق بتأثير من نتنياهو، قبل 5 سنوات. ولا يمكن طمس الصورة الظاهرة هنا: هذا فشل ذريع».

وكتب المحلل العسكري في موقع «واينت» الإلكتروني، رون بن يشاي، أن إسرائيل عبرت عن موقفها المعارض لاتفاق نووي مع إيران، ليس فقط خلال الحوارات مع واشنطن، بل أيضاً خلال تدريباتها العسكرية الأخيرة.

وقال بن يشاي: «إن غاية مناورة الجيش الإسرائيلي هي التذكير للأميركيين وإظهار لهم الحقيقة بأنه حتى إذا وقعوا على اتفاق مرحلي مع إيران، رغم استياء إسرائيل، فإن إسرائيل لن تكون مقيدة به، وستعمل ضد إيران من دون الأميركيين أيضاً، ووفقاً لمصالحها». وأضاف أن «نتنياهو يستغل المناورة كي يقول للأميركيين إن الأجدر بكم أن تنسقوا معنا وألا تسارعوا إلى التوقيع مع الإيرانيين، وإننا لن نرى أنفسنا مقيدين بموجب هذا الاتفاق، وسنستخدم الجيش الإسرائيلي وفقاً لمصالح إسرائيل الأمنية، حتى لو تناقض ذلك مع الاستراتيجية العالمية الأميركية».

وأشار الكاتب إلى أن «نتنياهو يلمح إلى ذلك، وليس بأسلوب لطيف، إلا أن الأجدى لبايدن أن يدعوه إلى واشنطن للقاء تنسيق توقعات ومواقف، إذا أراد أن تندمج إسرائيل في المصالح الغربية».

وأما المراسل العسكري لصحيفة «معريب»، طال ليف رام، فقال إن هناك قلقاً شديداً في تل أبيب من دأب واشنطن على إجراء محادثات مع إيران من دون تنسيق مع القيادة السياسية الإسرائيلية. ونقل على لسان مسؤول أمني قوله إن «الاتفاق الجديد مع طهران يقضي بتحرير 20 مليار دولار من الأموال المجمدة ضمن العقوبات». لكن ليف رام يشير إلى أن «هناك قوى في الاستخبارات الإسرائيلية تعتبر الاتفاق مع إيران هو أفضل الشرور. ولا تؤيد لهجة التشاؤم التي يبثها المسؤولون الإسرائيليون».