وزراء الإعلام العرب يناقشون التصدي للقرار الأميركي حول «القدس» وتفشي الإرهاب

بدء الاجتماعات التحضيرية للدورة الـ49

TT

وزراء الإعلام العرب يناقشون التصدي للقرار الأميركي حول «القدس» وتفشي الإرهاب

يعقد مجلس وزراء الإعلام العرب اجتماع دورته التاسعة والأربعين يوم (الأربعاء) المقبل برئاسة الجزائر، لمناقشة عدد من القضايا الإعلامية، في مقدمتها الخطة الإعلامية الدولية للتصدي للقرار الأميركي الأحادي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ودور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب.
وكانت الاجتماعات التحضيرية للمجلس بدأت أمس باجتماع مائدة مستديرة للمنظمات والاتحادات العربية الممارسة لمهام إعلامية، ذات صفة مراقب بمجلس وزراء الإعلام العرب، برئاسة السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول.
وتستكمل الاجتماعات التحضيرية اليوم (الاثنين) بعقد اجتماع الدورة الحادية والتسعين للجنة الدائمة للإعلام العربي، لمناقشة مشروع جدول أعمال المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب الذي يعقد غداً (الثلاثاء) برئاسة السعودية، على أن تختتم سلسلة الاجتماع بعقد الدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب يوم الأربعاء المقبل برئاسة الجزائر.
إلى ذلك، أوضح المستشار فوزي الغويل مدير الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب أن فعاليات المجلس الوزاري ستشهد الاحتفال بيوم الإعلام العربي وتسليم جوائز التميز الإعلامي في مجال التلفزيون لعام 2018.
وقال إن مشروع جدول أعمال الاجتماعات يتضمن مجموعة من البنود التي تتصل بالقضية الفلسطينية وميثاق الشرف الإعلامي وتحديث الاستراتيجية الإعلامية العربية الحالية وصياغة رؤية جديدة لها بما يتوافق مع المستجدات التي تشهدها المنطقة العربية والعالم، التي من أهمها الخطة الإعلامية الدولية للتصدي للقرار الأميركي الأحادي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تنفيذاً لقرارات القمة العربية في الظهران.
كما يشمل جدول الأعمال دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، واللجنة العربية للإعلام الإلكتروني، وكذلك متابعة خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج ويوم الإعلام العربي وجائزة التميز الإعلامي العربي. وتناقش اللجنة الدائمة للإعلام المحور الفكري للدورة العادية التاسعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب، وما يُستجد من أعمال الدورة العادية الثامنة والأربعين.
كما يتضمن جدول الأعمال الخطة الإعلامية للتنمية المستدامة، واختيار عاصمة الإعلام العربي، والمشاركة العربية (جامعة الدول العربية) ضيفَ شرف في الدورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2019.
فيما أكدت الجامعة العربية أهمية تعزيز دور الإعلام العربي لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، والإسهام بقوة في تفعيل استراتيجية 2030. وشددت السفيرة هيفاء أبو غزالة، على أهمية الحملة الإعلامية الخاصة بالخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030، التي أعدها قطاع الإعلام والاتصال وأقرتها القمة العربية الأخيرة في الظهران بالسعودية.
جاء ذلك في كلمتها أمام اجتماع المائدة المستديرة للمنظمات والاتحادات العربية الممارسة لمهام إعلامية أمس، ولفتت إلى أنه سيتم الاتفاق على شعار الحملة الإعلامية وآليات تنفيذها عبر وسائل الإعلام المختلفة، كما أشارت إلى أهمية تخصيص جائزة التميز الإعلامي العربي ووضع معايير وضوابط لمنح صفة مراقب للمنظمات الممارسة للعمل الإعلامي العربي.
وأوضحت أبو غزالة أن هذا الاجتماع يمثل بداية لسلسلة من الاجتماعات تشهدها الجامعة تحضيراً لمجلس وزراء الإعلام العرب، وأنه الأول من نوعه الذي يضم كل المنظمات والاتحادات الإعلامية العربية الحاصلة على صفة مراقب بمجلس وزراء الإعلام العرب، وقطاع الإعلام والاتصال، لافتة إلى أنه سيتم رفع التوصيات التي ستصدر عن الاجتماع إلى اللجنة الدائمة للإعلام العربي لمراجعتها ورفعها إلى مجلس وزراء الإعلام العرب من أجل اعتمادها.



مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان
TT

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

لم يصدف في التاريخ أن كانت الحرب معزولة عن السياسة. فالحرب هي السياسة، لكن بوسائل أخرى، حسب كارل فون كلوزفيتز. والحرب تُخاض لأهداف سياسية بحتة، شرط أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق. والعكس قد يعني أن استراتيجيّة الحرب المرسومة سوف تناقض طبيعتها. فاستراتيجيّة الحرب بشكل عام، هي تلك الطريقة (الكيف في التنفيذ) التي تربط الأهداف بالوسائل، شرط التوازن بين الاثنتين.
أن تدخل الحرب بثقة زائدة، متجاهلاً الكثير والكثير من متطلّبات النجاح، لهو أمر قاتل. وأن تدخل الحرب ومفتاح نجاحها بيد الأعداء، لهو أمر يعكس السطحيّة الاستراتيجيّة للمخطّطين. لكن المصيبة تكمن، بالثمن المدفوع لأي تعثّر. فمن يرِدْ أن يكون قوّة عظمى فعليه تجميع عناصر القوّة لمشروعه.
وإذا تعذّر ذلك، فعليه ابتكار استراتيجيّة فريدة من نوعها، تجمع «القوّة الطريّة» مع القوّة الصلبة، بهدف التعويض عن أيّ نقص من عناصر القوّة.

فشل منظومة بوتين
لردع الغرب!
لم يستطع الرئيس بوتين وبعد سنة على عمليته العسكريّة في أوكرانيا، تركيب منظومة ردعيّة فاعلة وقادرة على تسهيل حربه. بكلام آخر، لم تنفع استراتيجيّته والمُسمّاة استراتيجيّة الرجل المجنون (Mad Man Theory)، في ردع الغرب. فهو أراد حماية حربه التقليديّة بمظلّته النوويّة، مُظهراً نفسه لاعباً غير عقلانيّ (Irrational). فمن التهديد النوويّ المتكرّر من قبله، ومن قبل الرئيس الروسي السابق ميدفيديف، إلى وزير الخارجيّة سيرغي لافروف. كان ردّ الغرب عبر اتباع استراتيجيّة القضم المُتدرّج لخطوط بوتين الحمراء.
وللتذكير فقط، استعمل الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون، وبالتعاون والتنسيق مع هنري كيسنجر، استراتيجيّة الرجل المجنون في حربه على فيتنام. فصوّر نيكسون نفسه آنذاك على أنه لاعب غير عقلاني قد يذهب إلى استعمال النووي في حال لم تلبَّ مطالبه، وذلك مقابل حركيّة كيسنجر العقلانيّة لإيجاد مخرج من مستنقع فيتنام.

من يريد كلّ شيء، قد
لا يحصل على شيء
وضع الرئيس بوتين لنفسه أهدافاً تعجيزيّة. من طلبه عودة وضع حلف «الناتو» إلى منتصف التسعينات، إلى إلغاء الدولة الأوكرانيّة، وضمّها إلى روسيا على أنها جزء لا يتجزّأ من مناطق النفوذ الروسيّ، إلى قيادة الانتفاضة العالميّة ضد الإمبرياليّة الأميركيّة، إلى رسم نظام عالميّ جديد تكون فيه روسيا لاعباً كونيّاً وقوّة عظمى على غرار أميركا والصين. كلّ ذلك، باقتصاد ودخل قوميّ يوازي الدخل القومي لمدينة نيويورك. كل ذلك مع تصنيع حربيّ متواضع، يعود أغلبه إلى أيام الاتحاد السوفياتيّ، ودون تصنيع محلّي للشرائح الذكيّة، التي تعد حيويّة لتشغيل أسلحة القرن الحادي والعشرين. كل ذلك مع جيش أغلبه من الأقليات التي تعيش في المناطق النائية وعلى هامش حياة الشعب الروسي في المدن الرئيسّية. جيش لا يحسن القتال المشترك للأسلحة (Combined). جيش مؤلّف من عدّة جيوش، منها الجيش الروسيّ الرسمي، إلى الفرق الشيشانيّة، وحتى شركة «فاغنر» الخاصة. حتى إن هذه الجيوش لا يقاتل بعضها مع بعض، وهي ليست على وفاق، لا بل تتصارع علناً، إن كان حول الاستراتيجيات العسكريّة، أو حتى في طريقة إدارة الحرب. جيش لم يخطط للسيناريو السيّئ، فوقع في فخ الرضا المسبق عن الذات.
بوتين الحائر
بين الاستراتيجيّة والتكتيك
في المرحلة الأولى للحرب حول كييف، خسر بوتين في الاستراتيجيّة والتكتيك. غيّر الاستراتيجيّة وتوجّه نحو إقليم الدونباس فحقق نجاحات تكتيكيّة، لكنها لم تُصَب وتتراكم لتؤمّن النجاحات الاستراتيجيّة.
بعد الدونباس، خسر الرئيس بوتين التكتيك في إقليم خاركيف، كما أجبر على الانسحاب من مدينة خيرسون. وبذلك، تراكمت الخسائر التكتيكيّة والاستراتيجيّة على كتف الرئيس بوتين لتعيده إلى مربّع الخسارة الأول حول العاصمة كييف.

التقييدات على سلوك بوتين
في المرحلة المقبلة
• لا يمكن للرئيس بوتين أن يخسر مرّتين متتاليتين في أوكرانيا.
• فالخسارة تعني بالحدّ الأدنى الإطاحة به سياسياً، حتى ولو لم تتظهّر معارضة داخلية حتى الآن.
• تاريخيّاً، لا مكان للضعفاء في الكرملين. فكلمة الكرملين وهي من أصل تتريّ، تعني القلعة المُحصّنة. وكلّما كان هناك تعثّر عسكريّ روسي في الخارج، كان التغيير السياسي في الداخل النمط المعتاد.
• لا بد للرئيس بوتين من تقديم نصر عسكريّ للداخل الروسي، حتى لو كان محدوداً. وقد يكون هذا النصر في إقليم الدونباس أولاً، وفي إقليم زابوريجيا ثانياً. فهو قد ضمّ هذين الإقليمين إلى جانب إقليم خيرسون.
• لكن السيطرة على الأقاليم الثلاثة: الدونباس وزابوريجيا وخيرسون، بأكملها، ليس بالأمر السهل، وذلك استناداً إلى التجارب السابقة مع الجيش الروسيّ. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لم يستطع الجيش الروسي، و«فاغنر» إسقاط مدينة بخموت حتى الآن، وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على العمليّة العسكريّة حولها.

المنتظر من بوتين
• بدل النوعيّة أغرق الرئيس بوتين الجبهات بالكميّة، خصوصاً من العسكر الجديد. ألم يقل الزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين: «إن للكميّة نوعيّة بحد ذاتها؟»، وبذلك يحاول بوتين اختبار جاهزيّة الانتشار الأوكراني على طول الجبهة لرصد نقاط الضعف.
• تقول المعلومات إن الجيش الروسي قد حشد كثيراً من الطائرات الحربيّة والطوافات على حدود أوكرانيا استعداداً لاستعمالها في المعركة المقبلة، خصوصاً أن جاهزيّة السلاح الجويّ الروسي تتجاوز نسبة 80 في المائة.
• كما تقول المعلومات إن التجمعات العسكريّة بدأت تظهر داخل الأراضي الروسيّة خصوصاً في مدينة كورسك، التي تقع خارج مدى راجمات «الهايمرس».
• يحاول الرئيس بوتين استرداد زمام المبادرة من يد الجيش الأوكراني، وذلك استباقاً لوصول المساعدات الغربيّة، خصوصاً الدفاعات الجويّة ودبابات القتال الرئيسيّة.
• وأخيراً وليس آخراً، قد يحاول الرئيس بوتين زرع الفوضى في المحيط الجغرافي لأوكرانيا، إن كان في مولدوفا، أو انطلاقاً من إقليم كاليننغراد الروسي والواقع على بحر البلطيق. هذا عدا إمكانيّة ضرب خطوط الإمداد لأوكرانيا على ثلاثة ممرات بريّة؛ تمرّ عبر كل من: سلوفاكيا ورومانيا وبولندا.
في الختام، هذه هي صورة الجبهّة الروسيّة. لكن رقصة «التانغو» بحاجة إلى شخصين كي تكتمل. فكيف ستكون عليه الجاهزيّة الأوكرانيّة؟ خصوصاً أننا عاينّا في هذه الحرب نماذج الحرب من العصر الزراعي، كما من العصر الصناعي، ودون شكّ من العصر التكنولوجيّ.
بعد عام على الحرب... هل باتت روسيا أكثر أمناً؟
مستقبل الحرب... واحتمالات توسعها وخروجها عن السيطرة
كيف أساءت روسيا تقدير موقف ألمانيا؟
أوروبا... تساؤلات حول مآلات الدعم لأوكرانيا
الأزمة... والدور «المشلول» لمجلس الأمن