البكتيريا الصديقة... والتحكم بمرض السكري

محاولات لفهم دور الألياف الغذائية في ضبط السكر بالدم

البكتيريا الصديقة... والتحكم بمرض السكري
TT

البكتيريا الصديقة... والتحكم بمرض السكري

البكتيريا الصديقة... والتحكم بمرض السكري

طرح باحثون من الولايات المتحدة والصين أسلوباً عملياً في التعامل العلاجي مع مرض السكري، وذلك بوصفه إضافة غذائية لتعزيز جدوى المعالجات الحالية لأدوية خفض السكري التي يتم تناولها عبر الفم أو حقن هرمون الإنسولين.
- ضبط سكر الدم
وقال الباحثون إنهم لاحظوا وجود علاقة مباشرة بين ضبط نسبة السكر بالدم ونشاط البكتيريا الصديقة المستوطنة في الأمعاء. ووفق ما تم نشره ضمن عدد 8 مارس (آذار) الحالي من مجلة «ساينس» Science، أفاد الباحثون من جامعة روتجرز في نيوجيرسي بالولايات المتحدة ومن جامعة جياو تونغ في شنغهاي بالصين، بأن دراستهم التطبيقية أوضحت أن ثمة مجالا عمليا للاستفادة من تلك العلاقة، عبر الحرص على تناول وجبات طعام غنية بالألياف، وهو ما يُؤدي إلى رفع مستوى ضبط نسبة السكر في الدم لدى مرضى النوع الثاني من السكري. وهو الأمر الذي قد يستفيد منه ملايين الأشخاص المُصابين إما بمرض السكري أو حالة «ما قبل السكري» Prediabetes، وحتى يمكن استفادة عموم الأصحاء من ذلك السلوك الغذائي الصحي في جهودهم لخفض وزن الجسم.
والواقع أن الأطباء والمتخصصين في التغذية يعلمون منذ فترة طويلة أن للألياف الغذائية دوراً مهماً في تحسين مستوى الصحة لدى الإنسان، وأثبت كثير من الدراسات الطبية السابقة أن الإكثار من تناول الألياف وتقليل تناول الدهون المشبعة سلوك غذائي صحي لتقليل الإصابات بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب ومرض السكري والسمنة وارتفاع الكولسترول الضار واضطرابات عمل الأمعاء كالإمساك وغيره. ولكن لا تزال تتواصل جهود الباحثين الطبيين لمعرفة آلية الجدوى الصحية المتنوعة التي يُحققها الإكثار من تناول الألياف. وفي هذا الشأن أشارت عدة تجارب علمية إلى أن الألياف تلعب دوراً محورياً مؤثراً في مكونات ونشاط مستوطنات البكتيريا الصديقة التي توجد في الأمعاء. ومعلوم أن الأمعاء تحتوي كمية هائلة من أنواع البكتيريا الصديقة وغير الضارة بالجسم، وأن كميتها يصل وزنها إلى نحو الكيلوغرامين.
- الألياف الغذائية
وكان الباحثون من فنلندا قد نشروا في العام الماضي نتائج دراستهم حول علاقة البكتيريا الصديقة بمرض السكري، وذلك ضمن نتائج «الدراسة الفنلندية للوقاية من السكري» Finnish Diabetes Prevention Study. وأظهرت نتائجها آنذاك أن الأشخاص الذين يُكثرون من تناول الألياف الغذائية لديهم نسبة أعلى من مركب كيميائي مضاد للالتهابات في الدم، وهو مركب «حمض إندوليبروبيونك» Indolepropionic Acid، الذي تصنعه البكتيريا الصديقة الموجودة في الأمعاء، وأن هؤلاء الأشخاص الذين ترتفع لديهم نسبة هذا المركب في الدم أقل عُرضة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
وقد بنيت الدراسة الحديثة للباحثين الأميركيين والصينيين على تلك النتائج التي تم التوصل إليها في الدراسة الفنلندية، عبر إظهارها كيفية مساعدة الألياف للبكتيريا الصديقة في إنتاج مزيد من المركبات الكيميائية التي تعمل على ضبط مستوى الشعور بالجوع وضبط نسبة السكر في الدم. وهو ما علق عليه الدكتور فانيسا دي ميللو لاكسونين، الباحث في جامعة شرق فنلندا وغير المشارك في إعداد هذه الدراسة الحديثة، بالقول: «إجمالا، فإن ما أضافته هذه الدراسة الجديدة لما نعرفه؛ هو أهمية بكتيريا الأمعاء الصديقة في ضبط تطور الإصابات بالأمراض المزمنة كالنوع الثاني من مرض السكري».
- دور البكتيريا
وشمل البحث مجموعة لا تتجاوز 50 شخصاً من مرضى النوع الثاني من السكري ومن أصحاء ليسوا مصابين بالسكري، وتتبعوا بالمقارنة على مدى 3 أشهر تأثيرات تناول مجموعة منهم وجبات طعام ذات مكونات صحية وغنية بالألياف، أي كمية تقارب 37 غراما من الألياف، وتناول مجموعة أخرى وجبات طعام ذات مكونات صحية ولكن تحتوي كمية قليلة من الألياف، أي كمية تقارب 16 غراما من الألياف في اليوم. وتم الطلب منهم جميعاً ممارسة الرياضة البدنية بمقدار متقارب، ثم قاموا بقياس التغيرات في نسبة السكر بالدم ومستوى التغيرات لدى البكتيريا في الأمعاء خلال فترة المتابعة.
ولاحظ الباحثون في نتائجهم أن الأشخاص الذين تناولوا بشكل يومي كمية تقارب 37 غراما من الألياف، كانت لديهم نسبة السكر في الدم أكثر انضباطا من المجموعة التي تناولت كمية أقل من الألياف.
وأفاد الباحثون أن البكتيريا في الأمعاء تقوم بهضم الألياف لإنتاج عدد من أنواع «الأحماض الدهنية القصيرة» Short - Chain Fatty Acids، وهي التي تعمل وقودا لتلك البكتيريا لتقوم بدورها في تنشيط إجراء مهام أخرى في الجسم. ومن تلك المهام تحفيز خلايا الأمعاء على إنتاج بروتينات ذات مهام لها علاقة بانضباط نسبة السكر في الدم، مثل مركب GLP - 1 ومركب PYY. ومركب «جي إل بي1» هرمون يُحفز الجسم على إنتاج مزيد من الإنسولين، بينما مركب «بي واي واي» يعمل على خفض الشعور بالجوع، وكلاهما أمران أساسيان في الحفاظ على انضباط معدلات السكر في الدم وضبط مقدار وزن الجسم.
والواقع أن هناك أدوية حديثة لمعالجة السكري تعمل بشكل رئيسي على رفع مستويات مركب «جي إل بي1»، وهو ما علق عليه البروفسور ليبنغ زهاو، الباحث الرئيسي في الدراسة وبروفسور علم الميكروبات التطبيقي في جامعة روتجرز في نيوجيرسي وجامعة جياو تونغ في شنغهاي، بالقول: «هذه واحدة من فوائد تناول الألياف، وهي إحدى آليات عمل الجدوى الصحية لوجبات الطعام عالية المحتوى من الألياف». وأضاف الباحثون أن «المهم هو أن البكتيريا الجيدة والصديقة في الأمعاء بحاجة إلى الألياف، وهي البكتيريا الجيدة التي تقدم لنا فوائد صحية متعددة والتي تحتاج منا إلى أن نُمدها بمزيد من الألياف كي تستمر في العمل والنشاط ونستفيد منها».
- الألياف الغذائية... أنواع ومصادر مختلفة
> تُعد الألياف الغذائية أحد المكونات الرئيسية في التغذية الصحية، وبشكل رئيسي توجد الألياف في الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات، وتمتاز بأنها لا يمكن للجهاز الهضمي هضمها أو تفتيتها أو امتصاصها، بل تبقى ضمن مكونات الطعام في الجهاز الهضمي، وتمر من خلال المعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة ثم تخرج مع فضلات الطعام دون أن يطرأ عليها أي تغيير إلا بالبكتيريا الصديقة التي تستوطن في داخل الأمعاء.
ورغم أن الألياف هي في الأصل أحد «أشكال» سكريات الكربوهيدرات، فإنها تختلف من ناحية تعامل الجهاز الهضمي معها عن بقية العناصر المكونة للطعام اليومي، كالسكريات البسيطة حلوة الطعم أو السكريات النشوية المعقدة أو البروتينات أو الدهون.
- وتُصنف الألياف إلى نوعين رئيسيين:
> الأول: «الألياف الذائبة» التي تذوب في الماء لتكوين مزيج غروي. وهذه النوعية من الألياف لها فوائد صحية في خفض نسبة الكولسترول والسكر في الدم. ومن أمثلة المصادر الغذائية الغنية بها: العدس والفاصوليا والحمص والفول والتفاح والحمضيات وبذور الكتان.
> الثاني: «الألياف غير الذائبة» التي لا تذوب في الماء لتبقى على هيئة أشبه ما تكون بنشارة الخشب، ويستفيد الجسم منها بهذه الصفة، إذا ما تم تناولها لتسهيل خروج الفضلات ومعالجة حالة الإمساك، ومن أمثلة المنتجات الغذائية المحتوية عليها بنسب مختلفة: نخالة القمح؛ أي طبقة القشرة الخارجية لحبوب القمح، والمكسرات، وكثير من أنواع الخضراوات والفواكه.
ويوجد بشكل طبيعي، في المنتج الغذائي النباتي نفسه، كل من الألياف الذائبة والألياف غير الذائبة، وذلك بنسب متفاوتة. كما تتفاوت المنتجات الغذائية في نسبة محتواها من كل نوع من تلك الألياف. وهناك منتجات عالية المحتوى من الألياف، وأخرى منخفضة المحتوى منها.
والحاجة اليومية من الألياف للرجال ما دون سن الخمسين من العمر، هي تناول نحو 38 غراماً من الألياف. وتقل الكمية بعد تجاوز ذلك السن إلى 30 غراماً في اليوم. أما بالنسبة إلى النساء ما دون سن الخمسين، فهن بحاجة إلى تناول 25 غراماً من الألياف يومياً. ومَنْ هن فوق ذلك العمر، يحتجن إلى تناول 21 غراماً يومياً من تلك الألياف النباتية.
- والفوائد الصحية للألياف الغذائية تشتمل على:
> المحافظة على حركة طبيعية للأمعاء وحفظ صحة جيدة للأمعاء.
> المساهمة في ضبط نسبة سكر الدم.
> خفض نسبة الكولسترول.
> خفض الرغبة في تناول الطعام.
> المساهمة في خفض الوزن.

- استشارية في الأمراض الباطنية


مقالات ذات صلة

كيف يرتبط السكري بالتهاب البروستاتا؟

صحتك داء السكري قد يزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا (رويترز)

كيف يرتبط السكري بالتهاب البروستاتا؟

يُعد داء السكري وتضخم غدة البروستاتا (النوع الحميد) حالتين شائعتين غالباً ما تتزامنان، خاصة لدى كبار السن من الذكور.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي 52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)

«صحة غزة» تحذر من النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بالقطاع

حذَّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم (الأحد)، من النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية الذي وصفته بأنه عند «مستويات كارثية».

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك حفاظ مرضى القلب على صحتهم خلال الطقس البارد يُمثل تحدياً خاصاً (رويترز)

لمرضى القلب... 5 احتياطات ينبغي اتخاذها في الطقس البارد

إذا كنت تعاني من أمراض القلب، فإن الحفاظ على صحتك خلال الطقس البارد يُمثل تحدياً خاصاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تبدأ خصوبة النساء الانخفاض في منتصف الثلاثينات (رويترز)

«أبكر مما يعتقد الكثيرون»... في أي عمر تبدأ خصوبة المرأة في التراجع؟

حدّدت دراسة جديدة أن خصوبة النساء تبدأ الانخفاض بشكل ملحوظ في منتصف الثلاثينات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يهيئ الإحماء أنظمة الطاقة في الجسم لتوفير دفعات سريعة من القوة (أرشيفية - رويترز)

5 فوائد لممارسة تمارين الكارديو قبل التدريب

تعمل ممارسة الكارديو الخفيف إلى المعتدل قبل التدريب كإحماء ديناميكي فعال. إليك أبرز الطرق لتحقيق ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف يرتبط السكري بالتهاب البروستاتا؟

داء السكري قد يزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا (رويترز)
داء السكري قد يزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا (رويترز)
TT

كيف يرتبط السكري بالتهاب البروستاتا؟

داء السكري قد يزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا (رويترز)
داء السكري قد يزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا (رويترز)

يُعد داء السكري وتضخم غدة البروستاتا (النوع الحميد) حالتين شائعتين غالباً ما تتزامنان، خاصةً لدى كبار السن من الذكور.

يُعد داء السكري وتضخم غدة البروستاتا (النوع الحميد) حالتين شائعتين غالباً ما تتزامنان، خاصة لدى كبار السن من الذكور. ويمكن لداء السكري أن يجعل الجسم أكثر عرضة للالتهابات، وبالتالي يرفع مؤشر خطورة الإصابة بالتهاب البروستاتا.

وتشير الأبحاث إلى وجود علاقة ثنائية محتملة؛ حيث قد يزيد داء السكري من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد، والعكس صحيح، من خلال آليات تشمل اختلال التوازن الهرموني، ومقاومة الإنسولين، والالتهاب المزمن.

ويُعد فهم هذا التفاعل بينهما أمراً بالغ الأهمية... فكيف يؤثر داء السكري على التهاب البروستاتا؟

العلاقة بين السكري وتضخم البروستاتا

داء السكري قد يزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد ويفاقم أعراضه بسبب الاضطرابات التالية:

مقاومة الإنسولين وفرط الإنسولين في الدم: يرتبط داء السكري، خصوصاً النوع الثاني منه، بـمقاومة الإنسولين وارتفاع مستوياته (فرط الإنسولين في الدم). ويمكن للإنسولين أن يعزز نمو الخلايا وتكاثرها، مما قد يُسهم في تضخم غدة البروستاتا المُلاحظ في تضخم البروستاتا الحميد.

الالتهاب: قد يلعب الالتهاب المزمن، الشائع في كلٍ من داء السكري وتضخم البروستاتا الحميد، دوراً في ربط الحالتين. وقد يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري إلى استجابات التهابية قد تؤثر أيضاً على أنسجة البروستاتا، مما يُفاقم أعراض تضخم البروستاتا الحميد.

التغيرات الهرمونية: يمكن أن يُغير داء السكري مستويات الهرمونات، بما في ذلك مستويات التستوستيرون والإستروجين، مما قد يؤثر على نمو البروستاتا. ويُعتقد أن اختلال توازن هذه الهرمونات يُسهم في تطور تضخم البروستاتا الحميد وتفاقمه.

خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي: قد يُسبب داء السكري اعتلالاً عصبياً لاإرادياً يُؤثر على الأعصاب التي تتحكم في المثانة والبروستاتا. وقد يؤدي هذا إلى تفاقم أعراض المسالك البولية ومضاعفات مرتبطة بتضخم البروستاتا الحميد.

متلازمة التمثيل الغذائي: غالباً ما يكون داء السكري جزءاً من متلازمة أيضية أوسع نطاقاً، تشمل السمنة وارتفاع ضغط الدم. ترتبط هذه العوامل أيضاً بزيادة خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد، مما يشير إلى أن الصحة الأيضية (كفاءة الجسم في تحويل الطعام إلى طاقة) عموماً تؤثر على صحة البروستاتا.

ويمكن لفهم هذه الروابط أن يساعد في إدارة وعلاج كل من تضخم البروستاتا الحميد والسكري، مما يحسن نتائج المرضى. أيضاً من المهم مراقبة مستويات السكر واتباع نمط حياة صحي، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الدورية لضمان صحة غدة البروستاتا والكشف المبكر عن أي مشكلات محتملة.


لمرضى القلب... 5 احتياطات ينبغي اتخاذها في الطقس البارد

حفاظ مرضى القلب على صحتهم خلال الطقس البارد يُمثل تحدياً خاصاً (رويترز)
حفاظ مرضى القلب على صحتهم خلال الطقس البارد يُمثل تحدياً خاصاً (رويترز)
TT

لمرضى القلب... 5 احتياطات ينبغي اتخاذها في الطقس البارد

حفاظ مرضى القلب على صحتهم خلال الطقس البارد يُمثل تحدياً خاصاً (رويترز)
حفاظ مرضى القلب على صحتهم خلال الطقس البارد يُمثل تحدياً خاصاً (رويترز)

إذا كنت تعاني من أمراض القلب، فإن الحفاظ على صحتك خلال الطقس البارد يُمثل تحدياً خاصاً.

وتدفع البيئة الباردة جسمك إلى إجراء تعديلات معينة للحفاظ على درجة حرارته الأساسية. وقد تُشكل هذه التعديلات الطبيعية تحدياً إذا كنت تعاني من أمراض القلب.

وتتسبب درجات الحرارة الباردة في انقباض أو تضييق الأوعية الدموية، لتنظيم درجة الحرارة الداخلية الطبيعية لجسمك.

وعندما تنقبض الأوعية الدموية، يرتفع ضغط الدم. يضطر قلبك إلى بذل جهد أكبر لضخ الدم عبر الأوعية الدموية المنقبضة في الجسم.

إذا كان لديك جهاز قلبي وعائي سليم، فلن يُسبب هذا الانقباض مشكلات. ومع ذلك، إذا كنت تعاني من مرض الشريان التاجي، يُمكن أن يسبب ذلك نوبات نقص تروية القلب (عندما لا تحصل عضلة القلب على كمية كافية من الأكسجين). وهذا يُمكن أن يُسبب نوبات من الذبحة الصدرية أو حتى نوبات قلبية.

وبالنسبة لمرضى قصور القلب، يُمكن أن يُسبب الانخفاض السريع في درجة حرارة البيئة المحيطة تفاقماً مفاجئاً للأعراض. ​​كما يُمكن أن يُؤدي إلى زيادة خطر دخول المستشفى وحتى زيادة خطر الوفاة.

وهذا يعني أنه عند الإصابة بأمراض القلب، ينبغي اتخاذ بعض الاحتياطات للحفاظ على الصحة قدر الإمكان.

ووفقاً لموقع «فيري ويل هيلث» العلمي، فإن أبرز هذه الاحتياطات هي:

قلل من تعرضك للبرد

قلل من الوقت الذي تقضيه في الخارج عندما يكون الجو بارداً. وإذا خرجت، ارتدِ عدة طبقات من الملابس الدافئة. غطِّ رأسك ويديك، وارتدِ جوارب وأحذية مبطنة.

لا تُرهق نفسك كثيراً

إن بذل مرضى القلب مجهوداً كبيراً في الطقس البارد قد يُسبب لهم نوبة قلبية طارئة أو ذبحة صدرية، أو قصوراً في القلب، وأحياناً الموت المفاجئ.

احذر من ارتفاع درجة حرارتك بشكل مفرط

إن ارتداء ملابس دافئة ثم ممارسة نشاط بدني قد يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة.

ويؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى تمدد الأوعية الدموية أو اتساعها فجأة.

فإذا كان الطقس بارداً ووجدت نفسك تتعرق، فأنت تعاني من ارتفاع درجة الحرارة. وإذا كنت تعاني من أمراض القلب، فاعتبر هذا التعرق علامة خطر. فينبغي عليك في حينها التوقف عما تفعله والاسترخاء.

احصل على لقاح الإنفلونزا

يزيد فصل الشتاء من فرص إصابتك بالإنفلونزا، والتي تعد خطيرة على أي شخص يعاني من أمراض القلب.

ومن ثم ينصح الأطباء مرضى القلب بضرورة الحصول على لقاح الإنفلونزا حفاظاً على صحتهم.

تجنب شرب الكحول

يعمل الكحول على توسيع الأوعية الدموية في الجلد، مما يجعلك تشعر بالدفء بينما يقوم في الواقع بسحب الحرارة بعيداً عن أعضائك الحيوية ومن بينها القلب.


«أبكر مما يعتقد الكثيرون»... في أي عمر تبدأ خصوبة المرأة في التراجع؟

تبدأ خصوبة النساء الانخفاض في منتصف الثلاثينات (رويترز)
تبدأ خصوبة النساء الانخفاض في منتصف الثلاثينات (رويترز)
TT

«أبكر مما يعتقد الكثيرون»... في أي عمر تبدأ خصوبة المرأة في التراجع؟

تبدأ خصوبة النساء الانخفاض في منتصف الثلاثينات (رويترز)
تبدأ خصوبة النساء الانخفاض في منتصف الثلاثينات (رويترز)

حدّدت دراسة جديدة أن خصوبة النساء تبدأ الانخفاض بشكل ملحوظ في منتصف الثلاثينات، مرجّحة أن يكون هذا العمر هو النقطة التي يبدأ عندها التراجع الحاد.

وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، في الدراسة، حلل علماء من جامعة جيلين في الصين بيانات أكثر من 15 ألف جنين وُلد بعد خضوع الأم للتلقيح الصناعي.

ووجدوا أن النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و32 عاماً تواجه بويضة واحدة تقريباً من كل 5 بويضات خطأً كروموسومياً، لكن بعد سن الـ32 يبدأ هذا المعدل الارتفاع بشكل سريع.

وبحلول منتصف الثلاثينات من عمر المرأة، تحتوي أكثر من نصف بويضاتها على عدد كبير جداً أو قليل جداً من الكروموسومات، وهو سبب رئيسي للإجهاض والعقم وحالات مثل متلازمة داون.

ولفت الباحثون إلى أن نتائجهم وجدت أيضاً أنه مع كل عام يمر بعد سن 35، يستمر خطر حدوث تشوهات كروموسومية في الارتفاع.

فما السبب وراء هذا التحول؟

يعود ذلك جزئياً على الأقل إلى بروتين يُسمى «الكوهيسين»، الذي يعمل مثل غراء جزيئي لربط الكروموسومات معاً أثناء نمو البويضات.

لكن «الكوهيسين» لا يدوم إلى الأبد، فقد وجد الباحثون أنه مع تقدم النساء في السن، تنخفض مستويات هذا البروتين الحيوي. وتحتوي بويضات النساء فوق سن الأربعين على عدد أقل من «الكوهيسين»، بما يصل إلى الثلث من بويضات النساء في العشرينات من العمر.

وكان النمط نفسه ثابتاً لدى الفئران أيضاً، وبحلول عمر 17 شهراً، أي ما يُعادل تقريباً منتصف الثلاثينات من عمر المرأة، يكون أكثر من 95 في المائة من «الكوهيسين» قد اختفى.

ومن دون كمية كافية من «الكوهيسين»، لا تستطيع الكروموسومات البقاء متزاوجة. ونتيجة ذلك، قد تنقسم مبكراً جداً، وتنحرف إلى أماكن خاطئة، تاركةً بعض البويضات بعدد كبير جداً أو قليل جداً من الكروموسومات.

ويساعد «الكوهيسين» أيضاً على إصلاح الحمض النووي، وعندما تنخفض مستوياته، يتراكم تلف الحمض النووي، وتتباطأ عملية الإصلاح، وتزداد الأخطاء مثل فقدان الكروموسومات والطفرات. ويمكن أن تزيد هذه الأخطاء من خطر الإصابة بالسرطان ومشكلات النمو لدى الأبناء.

وفي حين أن خيارات مثل تجميد البويضات والتلقيح الصناعي يمكن أن تساعد النساء على التغلب على تحديات الإنجاب، يقول الباحثون إن فهم سبب انخفاض الخصوبة في المقام الأول قد يُسهم في النهاية في إيجاد طرق لإطالة أمدها.

يُذكر أنه في شهر يوليو (تموز) الماضي كشف تقرير جديد صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان عن انخفاض «غير مسبوق» في معدلات الخصوبة والإنجاب في العالم؛ حيث أشار التقرير إلى أن مئات الملايين من الناس غير قادرين على إنجاب العدد الذي يرغبون فيه من الأطفال.